يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
يريدون منا مكافأة وحماية العدو الصهيوني
يجب أن نقدر عاليا الموقف الحازم الحاسم الذي اتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة قبل فترة ردا على نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني.
كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني قد تحدث عن مشاركة عربية من دولة الإمارات ودول أخرى في إدارة قطاع غزة مستقبلا.
رد الإمارات جاء فوريا وحاسما على لسان وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد.
الشيخ عبدالله بن زايد كتب يستنكر بشدة هذه التصريحات، وأكد ثلاث نقاط أساسية:
1 – أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتمتع بأي صفة شرعية تخوله اتخاذ هذه الخطوة».
أي أنه ليس من حقه أبدا أن يتحدث عن الإمارات أو أي دولة عربية أو عن أي مخطط تكون الدول العربية طرفا فيه.
2 – أن الإمارات ترفض الانجرار خلف أي مخطط يرمي إلى توفير الغطاء للوجود الإسرائيلي في قطاع غزة.
3 - أنه «عندما يتم تشكيل حكومة فلسطينية تلبي آمال وطموحات الشعب الفلسطيني الشقيق وتتمتع بالنزاهة والكفاءة والاستقلالية، فإن دولة الإمارات ستكون على أتم الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم لتلك الحكومة».
أهمية هذ الموقف الإماراتي الذي أعلنه تفصيلا الشيخ عبدالله بن زايد تأتي على ضوء ليس فقط ما أعلنه رئيس وزراء الكيان الصهيوني وردت عليه الإمارات، وإنما أيضا على ضوء التقارير الكثيرة التي تنشر حول الوضع بعد انتهاء حرب إبادة غزة.
كما نعلم، منذ أن بدأت حرب الإبادة الصهيونية على غزة، لا تتوقف الأحاديث عن مرحلة ما بعد الحرب وماذا يجب أن يحدث. وقرأنا مرارا عن تصورات يطرحها الكيان الصهيوني وتطرحها أمريكا عن مرحلة ما بعد الحرب وكيف يجب أن يكون الوضع في غزة.
بغض النظر عن التفاصيل هنا ما يهمنا أمران أساسيان يتكرران في التصورات الإسرائيلية والأمريكية هما:
1 - أن تتولى دول عربية مهمة الأمن في غزة بعد الحرب بإرسال قوات إلى هناك، أو تشارك مع جهات أخرى بقوات، وأن تشارك دول عربية في إدارة غزة بعد الحرب.
2 – أن تقوم دول عربية، ودول خليجية عربية بالذات، بمهمة إعادة الإعمار في غزة بعد الحرب. أي أن تدفع عشرات المليارات من أجل إعادة بناء ما دمره الكيان الصهيوني.
هذان أمران مطروحان بقوة، وقرأنا كثيرا أن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ناقش مثل هذه التصورات مع دول عربية أثناء جولاته المتكررة.
لسنا بحاجة إلى القول إنه بمثل هذه التصورات عن دور عربي يريدون من الدول العربية أن تكافئ العدو الصهيوني بعد كل الإبادة التي نفذها في غزة وكل الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها. بدلا من أن يدفع الكيان الصهيوني ثمن جرائمه، يريدون أن يخرج العدو فائزا وأن تساعده الدول العربية على أن يحقق كل أهدافه الإجرامية الآن ومستقبلا.
بعبارة أخرى، يريدون من الدول العربية أن تسهم في ترتيب الأوضاع في غزة بما يخدم الكيان الصهيوني ويكرس احتلاله للأراضي الفلسطينية.
بعبارة أدق، يريدون من الدول العربية أن تتولى هي حماية الكيان الصهيوني وتأمين بقاء احتلاله للأراضي الفلسطينية، وأن تكون بالتالي شريكا في مخطط تصفية القضية الفلسطينية.
على ضوء هذا تأتي أهمية الرد الإماراتي الحازم القاطع برفض هذه المخططات الصهيونية الخبيثة.
هذا الموقف المفروض أنه موقف عربي عام. ليس من المتصور أبدا أن تقبل أي دولة عربية بأي شكل من الأشكال أن تكون شريكا في هذه الجريمة التي يخططون لها لمستقبل غزة ومستقبل القضية الفلسطينية. وهذا على أي حال ما تؤكده المواقف المعلنة لكل الدول العربية.
وعموما المفروض أن القمة العربية في البحرين التي عُقدت مؤخرا قد حسمت هذه القضية.
وهذا حديث آخر بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك