وقت مستقطع
علي ميرزا
أعطني خطة أعطك..
الأخ الخلوق خالد محمود «بونواف» مشرف الكرة الطائرة في نادي الرفاع الشرقي واحد من الكوادر التي كانت مشروعا لإداري متميز، مثله مثل الكثيرين الذين جاءوا وهم مزودون بطاقة العمل والرغبة في إثبات الذات يحدوهم الأمل والطموح ليكونوا يوما ما شيئا يذكر في خدمة اللعبة، ولكن «بونواف» شأنه شأن أمثاله اصطدموا ببيئة رياضية تفوح منها رائحة المحسوبية وشيلني وأشيلك، اكتسب علاقات أخوية موسعة مع من لهم علاقة باللعبة في الأندية المحلية والخليجية في وقت قياسي نظرا إلى احترامه لنفسه أولا، ودماثة أخلاقه ثانيا، وطموحه ثالثا، غير أنه لم يستطع أن يتحمل ويصمد، فغادر الأجواء من أبوابها الواسعة مأسوفا عليه وعلى من هم على شاكلته.
سبق من هذا المكان وقلنا إننا نشك في وجود خطة موثقة في الأندية المحسوبة على الكرة الطائرة تمثل لها خارطة طريق في سبيل الاهتمام والارتقاء باللعبة، ولا نريد أن نعمم شكنا، لأنه ربما يوجد ناد أو آخر ينحو هذا المنحى، ولكن عندما تجد هذا النادي أو ذاك أو ثالثا يتلون مع كل موسم، وفي كل موسم تجد له نغمة تختلف عن نغمة موسمه السابق، فثق أن مثل هذا النادي أو ذاك يحاول أن يسير موسمه على نظرية «يا صابت يا خابت»، والذي يجعلهم ينحون هذا المنحى غياب الجمعية العمومية التي من شأنها تجعل مسؤولي الأندية ترتعد فرائصها، فالجمعيات العمومية الحالية يغلب عليها الأهلية والأصدقاء والذين «لا يهشون ولا يبشون» فماذا ترتجي؟ فالخطة في أبسط مفاهيمها هي عبارة عن «location» يوصلك إلى المكان الذي تريد الوصول إليه.
عندما يتم اختيار «س أو ص أو ع» من الصغار ليكونوا في منتخب الأشبال على سبيل التمثيل لمنتخبات القدم أو السلة أو اليد أو الطائرة، فالمنطق يقول إنه ينبغي أن يرتفع هؤلاء اللاعبون أوتوماتيكيا إلى الدرجة التي تلي الدرجة القادمين منها حتى يصلوا إلى صفوف المنتخب الأول، المنطق يقول ذلك، ولكن ما نراه في الواقع خلاف ما يقوله المنطق، فهناك لاعبون كثر في الكرة الطائرة على سبيل المثال مثلوا منتخباتنا الوطنية على مستوى الفئات، وخاضوا بطولات وتواجدوا في معسكرات وصرف عليهم ما صرف، ولكنهم الآن بعيدون عن الفريق الأول لسببين لا ثالث لهما، الأول ربما هناك خلل في الخطة أو الاستراتيجية وعدم تطبيقها بحذافيرها، وثانيا العناصر التي وقع عليها الاختيار كانت عناصر إمكاناتها قصيرة المدى، وتفتقر إلى الموهبة، وربما هناك أمور أخرى.. والله أعلم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك