العدد : ١٦٩٠٨ - الاثنين ٠٨ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٠٨ - الاثنين ٠٨ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ محرّم ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

فخورة بتدرجي في الديوان الملكي من باحث قانوني إلى مدير

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٥ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

حاصلة على أول رسالة ماجستير من نوعها عن الآثار الأمنية والاجتماعية لاكتساب الجنسية البحرينية بسبب الزواج المختلط لغايات غير مشروعة.. مدير إدارة البحوث القانونية والاتفاقيات الدولية بالشؤون القانونية والسياسية بالديوان الملكي.. د. فاطمة فؤاد العوضي لـ«أخبار الخليج»:


يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬والشاعر‭ ‬السوري‭ ‬الشهير‭ ‬غمكين‭ ‬كردستاني‭: ‬‮«‬نجاحك‭ ‬قد‭ ‬يتحقق‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬الإخلاص‭ ‬للقضية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجلها‮»‬‭!‬

نعم‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الحلم،‭ ‬إنما‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬السعي‭ ‬إليها،‭ ‬فالطريق‭ ‬المستقيم‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬الغاية‭ ‬المنشودة،‭ ‬لذلك‭ ‬ضع‭ ‬هدفا‭ ‬لنفسك‭ ‬وابذل‭ ‬في‭ ‬سبيله‭ ‬أقصي‭ ‬جهدك‭ ‬لبلوغه،‭ ‬وحينئذ‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬سوف‭ ‬يفسح‭ ‬الطريق‭ ‬لك‭!‬

فاطمة‭ ‬فؤاد‭ ‬العوضي،‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬البحوث‭ ‬القانونية‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬بالشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬بالديوان‭ ‬الملكي،‭ ‬حددت‭ ‬أهدافها‭ ‬كتابة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬وسعت‭ ‬نحو‭ ‬تحقيقها‭ ‬بكل‭ ‬شغف‭ ‬وحماس،‭ ‬وانتصرت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬واجهها‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬أرادت‭ ‬بالإصرار‭ ‬والعزيمة‭.‬

بدأت‭ ‬مشوارها‭ ‬كباحثة‭ ‬قانونية‭ ‬بالديوان‭ ‬الملكي،‭ ‬ثم‭ ‬تدرجت‭ ‬مهنيا‭ ‬إلى‭ ‬منصبها‭ ‬المرموق‭ ‬الحالي،‭ ‬وبالطبع‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الطريق‭ ‬سهلا‭ ‬أو‭ ‬ممهدا‭ ‬عبر‭ ‬رحلتها،‭ ‬لكنها‭ ‬أبت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تهزم‭ ‬كافة‭ ‬العثرات‭ ‬وما‭ ‬أكثرها،‭ ‬حتى‭ ‬تركت‭ ‬لها‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬النساء‭.‬

هي‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬قوة‭ ‬الإرادة‭ ‬وحسن‭ ‬التخطيط‭ ‬والتدبير‭ ‬يحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬والرضا‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬السعادة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬غدر‭ ‬بك‭ ‬الزمان‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات،‭ ‬لأنه‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬غروب‭ ‬حتما‭ ‬يأتي‭ ‬الشروق،‭ ‬وهذا‭ ‬بالفعل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معها‭ ‬عبر‭ ‬مشوارها‭ ‬المليء‭ ‬بالكفاح‭ ‬والنجاح،‭ ‬والذي‭ ‬نتوقف‭ ‬هنا‭ ‬عند‭ ‬أهم‭ ‬محطاته‭ ‬تفصيلا‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭: ‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طفولتك؟

حين‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬نشأتي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬أتوقف‭ ‬كثيرا‭ ‬عند‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬والدتي‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬وصقل‭ ‬شخصيتي،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬أمًّا‭ ‬صارمة‭ ‬وفي‭ ‬النفس‭ ‬مرنة،‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬التخطيط‭ ‬وحُسن‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬حياتي،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنه‭ ‬حين‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الثانوي‭ ‬نصحتنا‭ ‬معلمتنا‭ ‬بأن‭ ‬نحدد‭ ‬أهدافنا‭ ‬ونكتبها‭ ‬في‭ ‬ورقة‭ ‬حتى‭ ‬نطلع‭ ‬عليها‭ ‬ونتذكرها‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬وقد‭ ‬فعلت‭ ‬ذلك،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬هدف‭ ‬قد‭ ‬سجلته‭ ‬هو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬الجامعية،‭ ‬أما‭ ‬الهدف‭ ‬الآخر‭ ‬المهم‭ ‬كان‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬طموحات‭ ‬أخرى‭ ‬بعضها‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬خاصة‭ ‬صعبة‭. ‬

 

ما‭ ‬أصعب‭ ‬تحدٍ؟

من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنه‭ ‬وسط‭ ‬زحمة‭ ‬الحياة‭ ‬وتشعب‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬بلوغ‭ ‬كافة‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬يرسمها‭ ‬لنفسه،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬تعثرت‭ ‬دراسيا‭ ‬ولسنوات‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬ومثّل‭ ‬ذلك‭ ‬لي‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا،‭ ‬لكني‭ ‬عدت‭ ‬بقوة‭ ‬وبحماس‭ ‬شديد‭ ‬وواصلت‭ ‬مشواري‭ ‬وحققت‭ ‬ما‭ ‬أطمح‭ ‬إليه‭ ‬علميا،‭ ‬حيث‭ ‬نلت‭ ‬رسالتي‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتوراه،‭ ‬وهنا‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬شيئا‭ ‬مهما‭ ‬وهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬يسمى‭ ‬بالأحلام‭ ‬المؤجلة،‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتمناه‭ ‬المرء‭ ‬يدركه‭ ‬في‭ ‬التوقيت‭ ‬الذي‭ ‬يرغب‭ ‬فيه،‭ ‬فأحيانا‭ ‬كثيرة‭ ‬يتأخر‭ ‬ذلك‭ ‬لحكمة‭ ‬إلهية،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنني‭ ‬أشعر‭ ‬بالرضا‭ ‬والسعادة‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭.‬

متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالقانون؟

كان‭ ‬طموحي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬دراسة‭ ‬الطب،‭ ‬ولكني‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬لدراسة‭ ‬الصيدلة‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬أرحب‭ ‬بها،‭ ‬فسجلت‭ ‬رغباتي‭ ‬للدراسة‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكان‭ ‬مجال‭ ‬القانون‭ ‬تخصصا‭ ‬جديدا‭ ‬حينئذ،‭ ‬ورغم‭ ‬دراستي‭ ‬المسار‭ ‬العلمي،‭ ‬أقدمت‭ ‬عليه‭ ‬وتعلقت‭ ‬به‭ ‬بشدة،‭ ‬وكنت‭ ‬ضمن‭ ‬خريجي‭ ‬الدفعة‭ ‬الثانية،‭ ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬مكاتب‭ ‬المحاماة‭ ‬للتدريب،‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬بالديوان‭ ‬الملكي‭ ‬كباحث‭ ‬قانوني،‭ ‬وتدرجت‭ ‬حتى‭ ‬احتللت‭ ‬منصبي‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬أفخر‭ ‬به‭ ‬كثيرا‭.‬

كيف‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬موضوع‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير؟

لقد‭ ‬اخترت‭ ‬موضوع‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬عن‭ ‬الآثار‭ ‬الأمنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لاكتساب‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بسبب‭ ‬الزواج‭ ‬المختلط‭ ‬لغايات‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬وهو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة،‭ ‬وبعد‭ ‬إنجاز‭ ‬كورسين‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬توقفت‭ ‬لظروف‭ ‬خاصة‭ ‬وحين‭ ‬عدت‭ ‬كان‭ ‬لزاما‭ ‬عليّ‭ ‬أن‭ ‬أبدأ‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ولم‭ ‬أتردد‭ ‬للحظة‭ ‬واحدة‭ ‬وفعلت‭ ‬ذلك،‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الملكية‭ ‬للشرطة،‭ ‬وهنا‭ ‬أدركت‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬يوقف‭ ‬الانسان‭ ‬عن‭ ‬مسيرته‭ ‬وعن‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحه،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يتسلح‭ ‬بالإيمان‭ ‬وبالتفاؤل‭ ‬دوما‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه؟

موضوع‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬كان‭ ‬عن‭ (‬المحاكمات‭ ‬الجنائية‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬وضماناتها‭ ‬القانونية‭.. ‬دراسة‭ ‬مقارنة‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬قضية‭ ‬برزت‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬بشدة‭ ‬بعد‭ ‬اندلاع‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬ووقد‭ ‬توصلت‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬إصدار‭ ‬تشريع‭ ‬مستقل‭ ‬ينظم‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خصوصية‭ ‬تستدعي‭ ‬ذلك،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيق‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الأوضاع‭ ‬الطبيعة،‭ ‬فهي‭ ‬تحقق‭ ‬العدالة‭ ‬تماما‭ ‬كالمحاكمات‭ ‬العادية‭.‬

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا؟

أرى‭ ‬أن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬موجودة،‭ ‬وخاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الباحثين‭ ‬الجدد‭ ‬الذين‭ ‬يلجأون‭ ‬إليها‭ ‬بصفة‭ ‬مستمرة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قوانين‭ ‬يتم‭ ‬تحديثها‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬المقترحات‭ ‬المقدمة‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬إعداده‭ ‬من‭ ‬رسائل‭ ‬سواء‭ ‬الماجستير‭ ‬أو‭ ‬الدكتوراه‭ ‬ليس‭ ‬مصيرها‭ ‬خزانة‭ ‬الكتب‭ ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭. ‬

كيف‭ ‬تقيمين‭ ‬الوعي‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا؟

للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬هناك‭ ‬نقص‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬القانونية‭ ‬المجتمعية،‭ ‬والتي‭ ‬تبصر‭ ‬الشخص‭ ‬بحقوقه‭ ‬وواجباته‭ ‬تجاه‭ ‬الآخرين،‭ ‬وتحميه‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬وسوء‭ ‬المعاملة‭ ‬وضياع‭ ‬حقوقه،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬وتجنب‭ ‬القيام‭ ‬بتصرفات‭ ‬خاطئة‭ ‬تكون‭ ‬مخالفة‭ ‬للتشريعات‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يدري،‭ ‬فالمعروف‭ ‬أن‭ ‬الجهل‭ ‬بالقانون‭ ‬لا‭ ‬يعفي‭ ‬صاحبه‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليه‭.‬

على‭ ‬من‭ ‬تقع‭ ‬تلك‭ ‬المسؤولية؟

إذا‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬الوعي‭ ‬القانوني‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬البداية‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية‭ ‬المبكرة‭ ‬للفرد،‭ ‬وذلك‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬عمره‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬حتى‭ ‬التخرج‭ ‬الجامعي،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬اللازمة‭ ‬موجودة‭ ‬بالفعل‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهودا‭ ‬كبيرة‭ ‬تبذل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لتفعيلها‭ ‬وتطويرها‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬خطر‭ ‬يتهدد‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬هو‭ ‬الجهل‭ ‬بالقوانين،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬تطورهم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الكبير،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬لذلك‭ ‬وبصورة‭ ‬جادة‭ ‬وسريعة‭. ‬

علاقتك‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي؟

يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لا‭ ‬تستهويني‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تبقى‭ ‬علاقتي‭ ‬بها‭ ‬محدودة‭ ‬للغاية،‭ ‬وفي‭ ‬أضيق‭ ‬الحدود،‭ ‬وللضروريات‭ ‬فقط،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر‭ ‬أحاول‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬ولكن‭ ‬بحذر‭ ‬شديد‭.‬

كيف‭ ‬ترين‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬اليوم؟

أرى‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬اليوم‭ ‬قد‭ ‬احتلت‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة،‭ ‬وحققت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬والإنجازات،‭ ‬حتى‭ ‬تقلدت‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب،‭ ‬ويعود‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬النظرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬للقيادة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬ودعمها‭ ‬للمرأة،‭ ‬وخططها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تمكين‭ ‬النساء‭ ‬وعلى‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬حيث‭ ‬يبذل‭ ‬جهودا‭ ‬جبارة‭ ‬للارتقاء‭ ‬بنساء‭ ‬المملكة،‭ ‬حتى‭ ‬بتن‭ ‬يمثلن‭ ‬نموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭. ‬

في‭ ‬رأيك‭ ‬متى‭ ‬تفشل‭ ‬المرأة؟

المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لا‭ ‬تفشل،‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تتعثر‭ ‬بسبب‭ ‬مواجهة‭ ‬ظروف‭ ‬ما‭ ‬تعيق‭ ‬مسيرتها،‭ ‬ولكن‭ ‬حين‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬أسرتها‭ ‬يمكنها‭ ‬تجاوز‭ ‬أي‭ ‬صعوبات‭ ‬أو‭ ‬تحديات،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬شعورها‭ ‬بالثقة‭ ‬في‭ ‬نفسها،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الانسان‭ ‬الذي‭ ‬يحرص‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬الغير‭ ‬يكون‭ ‬موفقا‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬مبدأي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬حيث‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬صغيرة‭ ‬للغاية،‭ ‬فكلما‭ ‬فعل‭ ‬الإنسان‭ ‬خيرا‭ ‬رد‭ ‬إليه‭. ‬

حلمك‭ ‬القادم؟

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬يخدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬كانت،‭ ‬فهذا‭ ‬شيء‭ ‬يحقق‭ ‬لي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السعادة‭. ‬

كلمة‭ ‬أخيرة؟

أتوجه‭ ‬بالشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬إلى‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الديوان‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬تعلمت‭ ‬منه‭ ‬الكثير،‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬ما‭ ‬حييت‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬تشجيع‭ ‬ودعم،‭ ‬وكذلك‭ ‬وكيل‭ ‬الشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬الفضل،‭ ‬وهما‭ ‬اللذان‭ ‬كانا‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬اليوم،‭ ‬وكذلك‭ ‬إلى‭ ‬الوالدين‭ ‬لوقوفهما‭ ‬إلى‭ ‬جانبي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬خطواتي‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬المسيرة‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا