يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
جوتيريش يستغيث!!
أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة يستغيث.
نعم.. قبل أيام أطلق نداء استغاثة. ناشد كل «من لهم تأثير على إسرائيل» أن يفعلوا ما بوسعهم للمساعدة في تفادي مأساة أكبر. وجه هذا النداء على ضوء قيام قوات الكيان الصهيوني باجتياح رفح وإغلاق كل المعابر ومنع دخول أي مساعدات إلى غزة، وعلى ضوء المخاوف من وقوع مذابح كبرى.
استغاثة الأمين العام للأمم المتحدة تجسيد للهوة السحيقة التي انحدر إليها العالم.. هوة العجز في مواجهة أبشع صور الإبادة والإرهاب، والعجز عن حماية شعب تجري إبادته.
الأمم المتحدة هي المنظمة العالمية المسئولة عن إقرار الأمن والسلم في العالم والمسئولة عن حماية الشعوب الخاضعة للاحتلال، وعن منع أي أعمال إبادة أو جرائم حرب بحق الشعوب.
لهذا من المفترض أن يكون للأمم المتحدة السلطة والقدرة على أداء هذه المهام. ومن المفروض أن تكون قادرة على وقف حرب إبادة غزة اليوم وحماية الشعب الفلسطيني.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بالعجز الكامل وقلة الحيلة ولا يستطيع أن يفعل شيئا ولا يملك إلا أن يطلق نداء استغاثة يدعو فيه «كل من له تأثير على إسرائيل» إلى التدخل.
وهذا هو حال كل المنظمات الدولية المعنية بالصحة، والأطفال، وحقوق الإنسان، والإغاثة الإنسانية.. إلخ. منذ بدء حرب إبادة غزة وهذه المنظمات كلها لا تملك إلا إصدار البيانات ومناشدة العالم التدخل لإنقاذ الشعب الفلسطيني ووقف هذه الحرب الإرهابية التي يشنها الكيان الصهيوني.
كيف وصل العالم إلى هذا الحال المهين من العجز والهوان في مواجهة كيان صهيوني إرهابي يرتكب أمام نظر الكل أبشع جرائم الحرب والإبادة؟
ثلاثة عوامل كبرى تفسر هذا الحال الذي وصل إليه العالم:
أولا: النظام العالمي الذي يهيمن عليه الغرب بقيادة أمريكا.
في ظل هذا النظام العالمي تقاتل الدول الغربية من أجل عدم إدخال أي إصلاحات على الأمم المتحدة ومنظماتها من شأنها تقوية المنظمة ومنحها القدرة على التدخل العملي لوقف جرائم مثل ما يحدث في غزة.
وهذه الدول تصر مثلا على عدم إصلاح مجلس الأمن ونظام الفيتو الجائر الذي يشل عمل المنظمة ويجعل قراراتها بيد الغرب وحده.
ثانيا: إن الكيان الصهيوني ليس وحده فيما يرتكبه من جرائم إبادة.
الكيان الصهيوني معه الدول الغربية. هي التي تمده بالسلاح لمواصلة الحرب، وهي التي تسبغ الحماية السياسية عليه وعلى جرائمه وتحول دون أي قرار أممي من أي جهة دولية يجرم هذا الكيان ويفرض عليه أي شيء.
الدول الغربية تستطيع بقرار واحد أن توقف حرب الإبادة. نعني قرار وقف تقديم أي سلاح لهذا الكيان. لكنها لا تريد.
ثالثا: الدول العربية وموقفها الضعيف جدا حتى الآن.
حتى الآن لم تفعل الدول العربية سوى الإدانات ومناشدة العالم التدخل لوقف حرب الإبادة وتقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين. لم تذهب الدول العربية أبعد من هذا أبدا.
بعبارة أخرى، لم تتخذ الدول العربية أي إجراء عملي من الممكن أن يردع الكيان الصهيون عن المضي في جرائمه، أو تدفع الدول الغربية إلى تغيير مواقفها الحامية لحرب الإبادة.
هذه العوامل الثلاثة هي التي تمكن العدو الصهيوني من ارتكاب كل هذه الجرائم ومواصلة هذه الحرب وهو يشعر بأن لديه نوعا من الحصانة وأن لا أحد قادر على ردعه أو يريد ذلك.
وهذه العوامل هي التي تجعل منظمة الأمم المتحدة مشلولة وعاجزة ولا يملك أمينها العام سوى أن يستغيث.
ولا نبالغ إذا قلنا إن الأمر برمته بيد الدول العربية. هي التي بمقدورها أن تغير هذه المعادلة لو أرادت وعقدت العزم على ذلك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك