العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

«رؤية البحرين الاقتصادية لعام 2050» وتحديات المستقبل

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

تأتي‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2050‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬المملكة‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2024،‭ ‬ضمن‭ ‬التزام‭ ‬الحكومة‭ ‬بالتخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المستمر،‭ ‬حيث‭ ‬تُبني‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬بمقتضى‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬مبادئ‭ ‬هي‭: (‬الاستدامة،‭ ‬والعدالة،‭ ‬والتنافسية‭)‬،‭ ‬فيما‭ ‬انطلقت‭ ‬عملية‭ ‬المشاورات‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬لتأتي‭ ‬الرؤية‭ ‬الجديدة‭ ‬حصيلة‭ ‬توافق‭ ‬وطني،‭ ‬يلبي‭ ‬طموحات‭ ‬وتطلعات‭ ‬المملكة‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬مثلت‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬2030‮»‬‭ -‬التي‭ ‬جاء‭ ‬إطلاقها‭ ‬حصيلة‭ ‬نقاشات‭ ‬مكثفة‭ ‬استمرت‭ ‬لمدة‭ ‬4‭ ‬سنوات‭- ‬بوصلة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬ونبراسه‭ ‬الهادي‭ ‬منذ‭ ‬إطلاقها؛‭ ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2050‮»‬،‭ ‬تضع‭ ‬كسابقتها‭- ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البشر‭ ‬والمواطن‭ ‬‮«‬ركيزة‭ ‬أساسية‮»‬‭ ‬لها،‭ ‬حيث‭ ‬تحولت‭ ‬المملكة‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬يقود‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬اقتصادها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انحسر‭ ‬دور‭ ‬القطاع‭ ‬النفطي‭ ‬في‭ ‬ناتجها‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬17%،‭ ‬ويتوجه‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البشر‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬منتجًا‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭ ‬مدعومًا،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الدرب‭ ‬الذي‭ ‬سارت‭ ‬عليه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تقدمت،‭ ‬والذي‭ ‬تمهد‭ ‬له‭ ‬أيضا‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬20222026‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021،‭ ‬ورسمت‭ ‬خطى‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬التعافي‭ ‬إلى‭ ‬النمو‭ ‬المستدام‭.‬

ومنذ‭ ‬توليه‭ ‬أمانة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1999،‭ ‬حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬‮«‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للبحرين‭ ‬باستمرار،‭ ‬‮«‬رؤاها‭ ‬المستقبلية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يصنعها‭ ‬التوافق‭ ‬الوطني،‭ ‬فكان‭ ‬‮«‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‮»‬‭ ‬في‭ ‬2001،‭ ‬و«رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬في‭ ‬2008،‭ ‬ثم‭ ‬‮«‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2050‮»‬‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬التي‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬التقييم،‭ ‬والقياس‭ ‬المستمرة‭ ‬للرؤية‭ ‬السابقة‭ ‬عليها،‭ ‬فيما‭ ‬تستشرف‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مستمر‭ ‬منها،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬مستجد‭.‬

ومن‭ ‬الاعتماد‭ ‬شبه‭ ‬المطلق‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬ركز‭ ‬العمل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بمقتضى‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬حققت‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬‮«‬تميزًا‭ ‬واضحا»؛‭ ‬مثل‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية،‭ ‬والتصنيع،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬فيما‭ ‬استلزم‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬تعزيز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وتنمية‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري،‭ ‬وتواكب‭ ‬معه‭ ‬تعزيز‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭. ‬

وفي‭ ‬ترجمة‭ ‬فعلية،‭ ‬استقر‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية،‭ ‬كمركز‭ ‬مال‭ ‬وأعمال‭ ‬المنطقة،‭ ‬يتواجد‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬370‭ ‬مؤسسة‭ ‬مالية‭ ‬ومصرفية،‭ ‬وخدمات‭ ‬تأمين‭ ‬وتمويل‭ ‬إسلامي‭ ‬مشهود‭ ‬له‭ ‬بالكفاءة،‭ ‬كما‭ ‬حققت‭ ‬في‮ ‬‭ ‬قطاع‭ ‬التصنيع‭ ‬نموًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬صناعات؛‭ ‬الألمونيوم،‭ ‬والبتروكيماويات،‭ ‬والحديد،‭ ‬والأغذية،‭ ‬خدمته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها،‭ ‬ومثلت‭ ‬مع‭ ‬التشريعات‭ ‬والبيئة‭ ‬المواتية،‭ ‬أهم‭ ‬عناصر‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المباشرة،‭ ‬فيما‭ ‬غدت‭ ‬السياحة‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬رافدًا‭ ‬قويًا‮»‬،‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وتقدمت‭ ‬المملكة‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬ودمجتها‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والخدمات‭ ‬الحكومية‭.‬

وما‭ ‬بين‭ (‬2002‭ ‬‭ ‬2022‭)‬،‭ ‬حقق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬‮«‬نموا‭ ‬سنويا‭ ‬مركبا‮»‬،‭ ‬بنسبة‭ ‬8%،‭ ‬وعبر‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬صار‭ ‬أكثر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الخليجية‭ ‬تنوعًا‭. ‬ومنذ‭ ‬2021،‭ ‬بلغت‭ ‬قيمة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الوافدة‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬2‭.‬8‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬متجاوزة‭ ‬هدف‭ ‬الأولوية‭ ‬الخاصة‭ ‬بتسهيل‭ ‬الإجراءات‭ ‬التجارية،‭ ‬وزيادة‭ ‬فعالياتها‭ ‬لاستقطاب‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬مباشرة‭ ‬بحلول‭ ‬2023،‭ ‬وعززت‭ ‬الحكومة‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬فتم‭ ‬توثيق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1300‭ ‬خدمة‭ ‬حكومية،‭ ‬وفق‭ ‬اتفاقية‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمة،‭ ‬وإعادة‭ ‬هندسة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬650‭ ‬خدمة‭ ‬أخرى،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تدشين‭ ‬نظام‭ ‬للسجلات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬‮«‬سجلات،‭ ‬وتدشين‭ ‬مشروع‭ ‬إصدار‭ ‬رخص‭ ‬البناء‭ ‬‮«‬بنايات‮»‬،‭ ‬واستفاد‭ ‬29533‭ ‬مواطنا‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬الوظيفية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توفيرها‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬48%‭ ‬عن‭ ‬الهدف‭ ‬السنوي‭ ‬وهو‭ ‬توظيف‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬بحريني‭ ‬سنويًا‭ ‬حتى‭ ‬2024‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬سجل‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬نموًا‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭.‬6%‭ ‬بالأسعار‭ ‬الثابتة‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬تتحقق‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬2012‭. ‬وبينما‭ ‬كانت‭ ‬مساهمة‭ ‬القطاع‭ ‬النفطي‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬42%‭ ‬في‭ ‬2002،‭ ‬تراجعت‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬17%‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬تدريب‭ ‬11078‭ ‬مواطنا‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬بنسبة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬11%‭ ‬عن‭ ‬هدف‭ ‬خطة‭ ‬التعافي،‭ ‬وهو‭ ‬تدريب‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬مواطن‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬وتم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬12‭ ‬مشروعا‭ ‬ضمن‭ ‬أولوية‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬الكبرى‭. ‬وفي‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ (‬2002‭ ‬‭ ‬2023‭)‬،‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬الزوار‭ ‬القادمين‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬بغرض‭ ‬السياحة‭ ‬بنسبة‭ ‬170%،‭ ‬وارتفعت‭ ‬الصادرات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬بنسبة‭ ‬675%،‭ ‬وزادت‭ ‬أصول‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬بنسبة‭ ‬222%،‭ ‬وارتفع‭ ‬رصيد‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬بنسبة‭ ‬582%‭. ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬تستمر‭ ‬الجهود‭ ‬للبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬السياحة،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬والصناعة‭. ‬

وفي‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة،‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬محطة‭ ‬الدور‭ ‬2،‭ ‬ومشروع‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬النفطي‭ ‬الجديد،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توسعة‭ ‬مصفاة‭ ‬بابكو‭. ‬وفي‭ ‬الصناعة،‭ ‬تدشين‭ ‬خط‭ ‬الصهر‭ ‬السادس‭ ‬لشركة‭ ‬ألومنيوم‭ ‬البحرين،‭ ‬والمرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تدشين‭ ‬منطقة‭ ‬الصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬للألومنيوم‭. ‬وفي‮ ‬الخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬إنجاز‭ ‬مشروع‭ ‬توسعة‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي،‭ ‬وميناء‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬ومرفأ‭ ‬البحرين‭ ‬للغاز‭ ‬المسال‭. ‬وفي‭ ‬السياحة،‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬حلبة‭ ‬البحرين‭ ‬الدولية،‭ ‬ومركز‭ ‬البحرين‭ ‬العالمي‭ ‬للمعارض،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬السياحية‭. ‬وفي‭ ‬المجال‭ ‬العقاري،‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬منصة‭ ‬بنك‭ ‬المعلومات‭ ‬العقارية‭ ‬‮«‬عقاري‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬مصدر‭ ‬وطني‭ ‬مركزي‭ ‬موثوق‭ ‬للمعلومات‭ ‬العقارية‭. ‬وفي‭ ‬قطاع‭ ‬التجارة،‭ ‬ارتفع‭ ‬حجم‭ ‬تجارة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬52‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬117%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للمملكة‭. ‬وفي‭ ‬قطاع‭ ‬العمل،‭ ‬ارتفعت‭ ‬أعداد‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬59%‭ ‬بين‭ (‬20032023‭)‬،‭ ‬وأعداد‭ ‬البحرينيات‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬126%‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وازدادت‭ ‬أجور‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بين‭ (‬20022023‭)‬،‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬119%‭.‬

ووفق‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬حرصت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تحديث‭ ‬منظومة‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات،‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬فتم‭ ‬إصدار‭ ‬1885‭ ‬قانونا‭ ‬وتشريعا،‭ ‬كما‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار،‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬ومرتكزات‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إطلاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الخدمية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬منها‭ ‬الإسكان،‭ ‬والتعليم،‭ ‬والصحة،‭ ‬وتمكين‭ ‬الشباب،‭ ‬وتعزيز‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭.‬

ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬ارتفعت‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬للمنشآت‭ ‬الصحية‭ ‬إلى‭ ‬3428‭ ‬سريرا‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬وتم‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الصحية،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الجامعي،‭ ‬ومستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الإرسالية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ومركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬التخصصي‭ ‬للقلب‭. ‬وفي‭ ‬التعليم،‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬إلى‭ ‬291‭ ‬مدرسة‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬وتأسست‭ ‬هيئة‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب،‭ ‬وكلية‭ ‬البحرين‭ ‬التقنية،‭ ‬وكلية‭ ‬البحرين‭ ‬للمعلمين،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬نحو‭ ‬15‭ ‬مؤسسة‭ ‬حكومية‭ ‬وخاصة‭. ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬الإسكان،‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الإسكانية‭ ‬منذ‭ ‬2002‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬55‭ ‬ألف‭ ‬مواطن،‭ ‬وتم‭ ‬إنشاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الإسكانية‭ ‬الجديدة‭ ‬كمدينة‭ ‬سلمان،‭ ‬وشرق‭ ‬الحد،‭ ‬وشرق‭ ‬سترة‭ ‬وخليفة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسكانية؛‭ ‬كمشروع‭ ‬الرملي،‭ ‬ووادي‭ ‬السير،‭ ‬واستقبلت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬مباشرة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬توجهت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬85‭ ‬مشروعا‭ ‬استثماريا،‭ ‬تخلق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5790‭ ‬وظيفة‭.‬

وانعكاسًا‭ ‬لهذا‭ ‬النهج،‭ ‬احتلت‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬المرتبطة‭ ‬ببيئة‭ ‬الأعمال،‭ ‬والاستثمارات‭ ‬المباشرة،‭ ‬والمواهب؛‭ ‬فحلت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬حرية‭ ‬الاستثمار،‭ ‬والتجارة،‭ ‬والحرية‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمؤسسة‭ ‬هيرتدج‮»‬،‭ ‬وتصدرت‭ ‬البحرين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬كفاءة‭ ‬التشريعات‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬فريزر‮»‬،‭ ‬وجاءت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬11‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬‮«‬مشاريع‭ ‬جرين‭ ‬فيلد‭ ‬للاستثمارات‭ ‬المباشرة‮»‬،‭ ‬وفقًا‭ ‬لمسح‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬للفايننشيال‭ ‬تايمز،‭ ‬ومؤشر‭ ‬جرين‭ ‬فيلد‭ ‬لأداء‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬2022،‭ ‬فيما‭ ‬وضعت‭ ‬الحكومة‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬حددتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬2015،‭ ‬ضمن‭ ‬برامج‭ ‬عملها‭. ‬

وتأتي‭ ‬‮«‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2050‮»‬،‭ ‬لتستكمل‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وأهمها‭ ‬الأولويات‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬عملها‭ (‬20232026‭)‬،‭ (‬رفع‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة،‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬والتعافي‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتوفير‭ ‬خدمات‭ ‬حكومية‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬وتنافسية‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬تستهدف‭ ‬استكمال‭ ‬مسيرة‭ ‬البحرين‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬والتي‭ ‬أنشأت‭ ‬لها‭ ‬المملكة‭ ‬وزارة‭ ‬معنية‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬تواجه‭ ‬التحديات‭ ‬المستجدة،‭ ‬التي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ (‬التحدي‭ ‬المناخي،‭ ‬وتحولات‭ ‬الطاقة،‭ ‬وتوسع‭ ‬استخدامات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والتحول‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النفط‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬تحديات‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وباقي‭ ‬أعضاء‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية،‭ ‬ما‭ ‬يقتضي‭ ‬التنسيق‭ ‬المبكر،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأعضاء‭ ‬متوجهون‭ ‬بالفعل‭ ‬لإعداد‭ ‬رؤاهم‭ ‬المستقبلية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا