العدد : ١٦٨٥٧ - السبت ١٨ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٧ - السبت ١٨ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

حسن النعيمي.. سفير العمل التطوعي

مساء‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي،‭ ‬اتصلت‭ ‬بالأخ‭ ‬والزميل‭ ‬الإعلامي‭ ‬مهند‭ ‬سليمان،‭ ‬وأبلغته‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬لزيارة‭ ‬شقيقه‭ ‬حسن‭ ‬النعيمي،‭ ‬الذي‭ ‬يرقد‭ ‬بالمستشفى‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬للعلاج،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬حتى‭ ‬أبلغني‭ ‬الأخ‭ ‬مهند‭ ‬بأن‭ ‬شقيقه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬العناية‭ ‬القصوى‭ ‬لتدهور‭ ‬حالته،‭ ‬فوقفت‭ ‬معه‭ ‬أسانده‭ ‬وأخفف‭ ‬عنه،‭ ‬ثم‭ ‬انصرفت‭ ‬بعد‭ ‬إلحاح‭ ‬شديد‭ ‬منه،‭ ‬وطلب‭ ‬الدعاء‭ ‬للمريض،‭ ‬فهو‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الله‭ ‬ورحمته،‭ ‬وحالته‭ ‬الصحية‭ ‬حرجة‭ ‬جدا‭.‬

صباح‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة،‭ ‬تواصلت‭ ‬مع‭ ‬الأخ‭ ‬مهند‭ ‬وسألته‭ ‬عن‭ ‬شقيقه‭ ‬حسن‭ ‬فأبلغني‭ ‬باستقرار‭ ‬الوضع،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬انتشر‭ ‬خبر‭ ‬انتقال‭ ‬الأخ‭ ‬حسن‭ ‬النعيمي‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬ربه،‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬عطاء‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والتطوعية‭ ‬والإغاثية‭.‬

حرصت‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬مراسم‭ ‬صلاة‭ ‬الجنازة‭ ‬والدفن‭ ‬مساء‭ ‬الجمعة‭ ‬قبل‭ ‬الغروب‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬الحنينية‭ ‬بالرفاع،‭ ‬وشاهدت‭ ‬الحشد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬وأصدقاء‭ ‬ومعارف‭ ‬ومحبي‭ ‬المرحوم‭ ‬حسن‭ ‬النعيمي،‭ ‬ومدى‭ ‬تأثر‭ ‬الجميع‭ ‬برحيله،‭ ‬وكيف‭ ‬اكتظت‭ ‬المقبرة‭ ‬بالمشيعين‭.‬

وخلال‭ ‬تواجدي‭ ‬في‭ ‬المقبرة،‭ ‬سمعت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬الحسن‭ ‬عن‭ ‬مناقب‭ ‬الفقيد،‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬والمعونات‭ ‬إلى‭ ‬المحتاجين،‭ ‬والدقة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإغاثي،‭ ‬والإتقان‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬والتميز‭ ‬فيه،‭ ‬وسمعت‭ ‬كل‭ ‬الكلام‭ ‬الذي‭ ‬يتمنى‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬عنه‭ ‬بعد‭ ‬رحيله‭.. ‬وقد‭ ‬اتفق‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الفقيد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬شباب‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬عملا‭ ‬وعطاء‭ ‬وإخلاصا‭.‬

في‭ ‬ثقافتنا‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ليوم‭ ‬الجمعة‭ ‬مكانة‭ ‬رفيعة،‭ ‬ووفاة‭ ‬أي‭ ‬مسلم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬تحديدا‭ ‬تعدّ‭ ‬من‭ ‬الفضائل‭ ‬الكريمة‭ ‬والمبشرات‭ ‬الحسنة‭ ‬لدخول‭ ‬الجنة،‭ ‬وحُسن‭ ‬الخاتمة،‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬فتنة‭ ‬القبر،‭ ‬مصداقا‭ ‬للحديث‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬به‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عمرو‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬أن‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قال‭: (‬ما‭ ‬مِنْ‭ ‬مسلِمٍ‭ ‬يموتُ‭ ‬يومَ‭ ‬الجمعةِ،‭ ‬أوْ‭ ‬ليلَةَ‭ ‬الجمعةِ،‭ ‬إلَّا‭ ‬وقَاهُ‭ ‬اللهُ‭ ‬تعالى‭ ‬فتنةَ‭ ‬القبرِ‭). ‬رواه‭ ‬الألباني‭.. ‬وأدعو‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬المرحوم‭ ‬ويجزيه‭ ‬خير‭ ‬الجزاء‭.‬

المرحوم‭ ‬حسن‭ ‬النعيمي‭ ‬رحل‭ ‬بعد‭ ‬مشوار‭ ‬حافل‭ ‬بالأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬وقد‭ ‬تابع‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬ما‭ ‬تداولته‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬والمنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬عن‭ ‬المرحوم‭ ‬بأنه‭ ‬ممرض‭ ‬قانوني‭ ‬في‭ ‬التمريض‭ ‬العام‭ ‬والطوارئ‭ ‬والحوادث‭ ‬والإسعاف،‭ ‬وهو‭ ‬مدرب‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬الطوارئ‭ ‬والإسعافات،‭ ‬وقاد‭ ‬عدة‭ ‬فرق‭ ‬تطوعية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬كما‭ ‬حاز‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬التطوعية،‭ ‬ورافق‭ ‬الفرق‭ ‬التطوعية‭ ‬والطبية‭ ‬في‭ ‬مواسم‭ ‬الحج،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عضويته‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬منها‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬البحريني،‭ ‬وقدم‭ ‬مئات‭ ‬الدورات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإنقاذ‭ ‬والإسعافات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها‭.‬

وقد‭ ‬أعربت‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عن‭ ‬عميق‭ ‬حزنها‭ ‬وألمها‭ ‬لفقد‭ ‬الناشط‭ ‬حسن‭ ‬سليمان‭ ‬النعيمي،‭ ‬مستذكرين‭ ‬مناقب‭ ‬وصفات‭ ‬الفقيد‭ ‬الحميدة،‭ ‬وما‭ ‬عرف‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬الخير‭ ‬وطيبة‭ ‬القلب،‭ ‬ودماثة‭ ‬الخلق‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬سنّة‭ ‬الحياة‭.. ‬ولا‭ ‬يبقى‭ ‬منها‭ ‬سوى‭ ‬الذكرى‭ ‬الحسنة‭ ‬والأعمال‭ ‬الطيبة‭.. ‬وعلينا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬أننا‭ ‬سنرحل‭ ‬عن‭ ‬الدنيا‭ ‬تاركين‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬مفارقين‭ ‬الأهل‭ ‬والأصحاب،‭ ‬للقاء‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬وعلينا‭ ‬الاستعداد‭ ‬لهذا‭ ‬اللقاء‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭.‬

خالص‭ ‬التعازي‭ ‬والمواساة‭ ‬لأسرة‭ ‬المرحوم‭ ‬الشاب‭ ‬حسن‭ ‬سليمان‭ ‬النعيمي،‭ ‬سفير‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والإغاثي،‭ ‬وندعو‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬بالرحمة‭ ‬والمغفرة،‭ ‬ونسأل‭ ‬لهم‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا