الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حسن النعيمي.. سفير العمل التطوعي
مساء الخميس الماضي، اتصلت بالأخ والزميل الإعلامي مهند سليمان، وأبلغته أنني في الطريق إلى مستشفى الملك حمد لزيارة شقيقه حسن النعيمي، الذي يرقد بالمستشفى منذ فترة للعلاج، وما إن وصلت إلى المستشفى حتى أبلغني الأخ مهند بأن شقيقه قد تم نقله إلى غرفة العناية القصوى لتدهور حالته، فوقفت معه أسانده وأخفف عنه، ثم انصرفت بعد إلحاح شديد منه، وطلب الدعاء للمريض، فهو تحت رعاية الله ورحمته، وحالته الصحية حرجة جدا.
صباح يوم الجمعة، تواصلت مع الأخ مهند وسألته عن شقيقه حسن فأبلغني باستقرار الوضع، ولكن بعد صلاة الجمعة انتشر خبر انتقال الأخ حسن النعيمي إلى جوار ربه، بعد مسيرة عطاء من الأعمال الخيرية والإنسانية والتطوعية والإغاثية.
حرصت على حضور مراسم صلاة الجنازة والدفن مساء الجمعة قبل الغروب في مقبرة الحنينية بالرفاع، وشاهدت الحشد الكبير من أهالي وأصدقاء ومعارف ومحبي المرحوم حسن النعيمي، ومدى تأثر الجميع برحيله، وكيف اكتظت المقبرة بالمشيعين.
وخلال تواجدي في المقبرة، سمعت الكثير من الكلام الحسن عن مناقب الفقيد، وكيف كان حريصا على إيصال المساعدات والمعونات إلى المحتاجين، والدقة في العمل الإغاثي، والإتقان في الأداء والتميز فيه، وسمعت كل الكلام الذي يتمنى أي إنسان أن يقال عنه بعد رحيله.. وقد اتفق الجميع على أن الفقيد كان من خيرة شباب أهل البحرين عملا وعطاء وإخلاصا.
في ثقافتنا الإسلامية، ليوم الجمعة مكانة رفيعة، ووفاة أي مسلم في هذا اليوم تحديدا تعدّ من الفضائل الكريمة والمبشرات الحسنة لدخول الجنة، وحُسن الخاتمة، والوقاية من فتنة القبر، مصداقا للحديث النبوي الشريف الذي حدث به عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِنْ مسلِمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ، أوْ ليلَةَ الجمعةِ، إلَّا وقَاهُ اللهُ تعالى فتنةَ القبرِ). رواه الألباني.. وأدعو المولى عز وجل أن يتقبل المرحوم ويجزيه خير الجزاء.
المرحوم حسن النعيمي رحل بعد مشوار حافل بالأعمال الخيرية والإنسانية، وقد تابع أهل البحرين ما تداولته الوسائل الإعلامية والمنصات الإلكترونية عن المرحوم بأنه ممرض قانوني في التمريض العام والطوارئ والحوادث والإسعاف، وهو مدرب دولي في الطوارئ والإسعافات، وقاد عدة فرق تطوعية وإنسانية، كما حاز عددا من الجوائز في الأعمال التطوعية، ورافق الفرق التطوعية والطبية في مواسم الحج، إلى جانب عضويته المعتمدة في العديد من المؤسسات الإنسانية، منها جمعية الهلال الأحمر البحريني، وقدم مئات الدورات في مجال الإنقاذ والإسعافات في البحرين وخارجها.
وقد أعربت منصات التواصل الاجتماعي عن عميق حزنها وألمها لفقد الناشط حسن سليمان النعيمي، مستذكرين مناقب وصفات الفقيد الحميدة، وما عرف عنه من حب الخير وطيبة القلب، ودماثة الخلق.
هذه هي سنّة الحياة.. ولا يبقى منها سوى الذكرى الحسنة والأعمال الطيبة.. وعلينا جميعا أن نتذكر أننا سنرحل عن الدنيا تاركين كل شيء، مفارقين الأهل والأصحاب، للقاء المولى عز وجل، وعلينا الاستعداد لهذا اللقاء في أي لحظة.
خالص التعازي والمواساة لأسرة المرحوم الشاب حسن سليمان النعيمي، سفير العمل التطوعي والإغاثي، وندعو الله له بالرحمة والمغفرة، ونسأل لهم الصبر والسلوان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك