العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الأمن أساس التنمية.. والقمة العربية

استوقفتني‭ ‬عبارة‭ ‬ذات‭ ‬دلالة‭ ‬كبيرة،‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬دولي‭ ‬بواشنطن،‭ (‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬أساس‭ ‬التنمية‭).‬

ثنائية‭ ‬الأمن‭ ‬والتنمية‭ ‬هنا،‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬الثابتة‭ ‬والراسخة،‭ ‬تعززت‭ ‬وتكررت‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الخطابات‭ ‬والبيانات‭ ‬والكلمات‭ ‬الرسمية،‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭.. ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬ورؤية‭.. ‬هي‭ ‬أمانة‭ ‬ومسؤولية‭.. ‬هي‭ ‬خطاب‭ ‬وتوجيه‭.. ‬هي‭ ‬نصيحة‭ ‬إنسانية‭ ‬ووصفة‭ ‬سياسية‭.. ‬هي‭ ‬حل‭ ‬وعلاج‭.. ‬هي‭ ‬تحذير‭ ‬وتنبيه‭ ‬لتدارك‭ ‬الأمور،‭ ‬وضمان‭ ‬حق‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬بمستقبل‭ ‬آمن‭ ‬ومزدهر‭.‬

فقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬الوزير‭: (‬إن‭ ‬الأمن‭ ‬أساس‭ ‬التنمية‭ ‬والازدهار،‭ ‬وأحد‭ ‬الأركان‭ ‬الرئيسية‭ ‬لمواصلة‭ ‬تحقيق‭ ‬المنجزات‭ ‬التنموية‭ ‬المنشودة،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬انعدام‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬وخلقت‭ ‬تحدياتٍ‭ ‬للجميع،‭ ‬داعياً‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬دبلوماسية‭ ‬لتسوية‭ ‬كافة‭ ‬النزاعات‭ ‬والصراعات‭ ‬الاقليمية،‭ ‬وإيجاد‭ ‬مصدر‭ ‬تمويل‭ ‬مستدام،‭ ‬لدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وتخفيف‭ ‬معاناة‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العمل‭ ‬معاً‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭).‬

فما‭ ‬قاله‭ ‬الوزير‭ ‬يؤكد‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬الثاقبة،‭ ‬والنهج‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الحكيم‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬ودعم‭ ‬ومتابعة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬الاعتدال‭ ‬والتوازن‭ ‬والانفتاح،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬التنمية‮»‬‭ ‬المنشودة‭ ‬للأوطان‭ ‬والمجتمعات،‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬لن‭ ‬تتحقق‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الأمن‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬سير‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬خاطئ‭. ‬

ونقول‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬يتابع‭ ‬ويرصد‭ ‬معظم‭ ‬اللقاءات‭ ‬الرسمية‭ ‬حاليا،‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬وزعماء‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأجانب،‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬والتنمية‭ ‬والتعاون‭.. ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬أجندة‭ ‬الحوارات‭ ‬والمشاورات،‭ ‬الثنائية‭ ‬والجماعية،‭ ‬وكل‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬تعطي‭ ‬مؤشرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬المقبلة‭ ‬التي‭ ‬ستعقد‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ستكون‭ ‬قمة‭ ‬استثنائية‭ ‬لمرحلة‭ ‬ذات‭ ‬مسار‭ ‬جديد‭. ‬

يقول‭ ‬الأستاذ‭ ‬حازم‭ ‬حسين‭: ‬‮«‬أسوأ‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬أن‭ ‬تصير‭ ‬روتينًا‭ ‬اعتياديًّا؛‭ ‬وللأسف‭ ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬غزّة‭.. ‬اكتملت‭ ‬200‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إرادةٍ‭ ‬واضحة‭ ‬أو‭ ‬عمل‭ ‬جادّ‭ ‬على‭ ‬إسكات‭ ‬البنادق،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أُفقٍ‭ ‬سياسي،‭ ‬واستهلكت‭ ‬في‭ ‬مُداولاته‭ ‬أكثر‭ ‬ممّا‭ ‬أنفقت‭ ‬على‭ ‬هدناته‭.. ‬وأن‭ ‬الاستقامةُ‭ ‬الأخلاقية‭ ‬تبدأ‭ ‬وتنتهي‭ ‬عند‭ ‬إدانة‭ ‬العدوِّ‭ ‬الجامح،‭ ‬ونزعته‭ ‬النازية‭ ‬المُغلَّفة‭ ‬بنصوص‭ ‬التوراة‭ ‬الحارقة؛‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬التوقُّف‭ ‬للفحص‭ ‬والتقويم،‭ ‬واستقراء‭ ‬مواقف‭ ‬الفصائل،‭ ‬وما‭ ‬تورّطت‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مُمارساتٍ‭ ‬سلبيّة‭ ‬وخياراتٍ‭ ‬سيّئة‮»‬‭.‬

لذلك‭ ‬كله‭ ‬ولكثير‭ ‬غيره‭.. ‬نثق‭ ‬تمام‭ ‬الثقة‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬المنامة‮»‬‭ ‬ستكون‭ ‬مفترق‭ ‬طريق،‭ ‬وحدثا‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬للمشهد‭ ‬العربي‭ ‬الحاصل‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا