الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الأمن أساس التنمية.. والقمة العربية
استوقفتني عبارة ذات دلالة كبيرة، جاءت في البيان الذي ألقاه الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني في اجتماع دولي بواشنطن، (أن الأمن أساس التنمية).
ثنائية الأمن والتنمية هنا، التي أشار إليها وزير المالية والاقتصاد الوطني، هي الرسالة البحرينية إلى العالم أجمع، الثابتة والراسخة، تعززت وتكررت في كافة الخطابات والبيانات والكلمات الرسمية، المحلية والدولية.. هي رسالة ورؤية.. هي أمانة ومسؤولية.. هي خطاب وتوجيه.. هي نصيحة إنسانية ووصفة سياسية.. هي حل وعلاج.. هي تحذير وتنبيه لتدارك الأمور، وضمان حق الأجيال القادمة في العيش بمستقبل آمن ومزدهر.
فقد جاء في كلمة الوزير: (إن الأمن أساس التنمية والازدهار، وأحد الأركان الرئيسية لمواصلة تحقيق المنجزات التنموية المنشودة، وأن ما يمر به العالم من حالة انعدام السلم والأمن والاستقرار، وخاصة في قطاع غزة ألقت بظلالها على الاقتصاد الإقليمي والعالمي، وخلقت تحدياتٍ للجميع، داعياً إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول دبلوماسية لتسوية كافة النزاعات والصراعات الاقليمية، وإيجاد مصدر تمويل مستدام، لدعم الاقتصاد والتنمية في قطاع غزة، وتخفيف معاناة السكان المدنيين، إلى جانب العمل معاً لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم).
فما قاله الوزير يؤكد الرؤية الملكية السامية الثاقبة، والنهج الدبلوماسي الحكيم لمملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم، ودعم ومتابعة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والقائمة على الاعتدال والتوازن والانفتاح، وأن «التنمية» المنشودة للأوطان والمجتمعات، والحاضر والمستقبل، لن تتحقق إلا عبر «الأمن» في المنطقة، وما عدا ذلك هو سير في اتجاه خاطئ.
ونقول إن من يتابع ويرصد معظم اللقاءات الرسمية حاليا، بين قادة وزعماء الدول الخليجية والعربية والإسلامية، وحتى في الاجتماعات مع المسؤولين الأجانب، يجد أن القضية الفلسطينية، والأمن والاستقرار، والتنمية والتعاون.. تأتي في قمة أجندة الحوارات والمشاورات، الثنائية والجماعية، وكل تلك الأمور تعطي مؤشرات إلى أن القمة العربية المقبلة التي ستعقد في مملكة البحرين ستكون قمة استثنائية لمرحلة ذات مسار جديد.
يقول الأستاذ حازم حسين: «أسوأ ما في الحروب أن تصير روتينًا اعتياديًّا؛ وللأسف حدث ذلك في غزّة.. اكتملت 200 يوم من العدوان على القطاع، من دون إرادةٍ واضحة أو عمل جادّ على إسكات البنادق، ومن دون أُفقٍ سياسي، واستهلكت في مُداولاته أكثر ممّا أنفقت على هدناته.. وأن الاستقامةُ الأخلاقية تبدأ وتنتهي عند إدانة العدوِّ الجامح، ونزعته النازية المُغلَّفة بنصوص التوراة الحارقة؛ لكن ذلك لا يمنع من التوقُّف للفحص والتقويم، واستقراء مواقف الفصائل، وما تورّطت فيه من مُمارساتٍ سلبيّة وخياراتٍ سيّئة».
لذلك كله ولكثير غيره.. نثق تمام الثقة بأن «قمة المنامة» ستكون مفترق طريق، وحدثا بالغ الأهمية للمشهد العربي الحاصل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك