الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«الأمطار».. ومسلسل الفرص الضائعة
أول السطر:
برنامج «خطوة».. أحد البرامج البحرينية الرائدة، حمل فكرة حضارية للتشجيع على العمل والمشاريع المنزلية، مع توفير الدعم والتدريب.. لكن البعض حوّل «خطوة» إلى «حفرة»، بعدما تبين قيام عدد من الموظفين بتزوير الاستمارات للاستفادة من ميزات البرنامج، والأمر اليوم أمام الجهات القانونية.. ترى أين هي المنصات الإعلامية التي كانت تدعم الوقفات الاحتجاجية، وتشكك في تصريحات هيئة التقاعد؟
للعلم فقط:
على منصات «التيك توك» يوجد إعلان تجاري لبيع جهاز إخفاء وتضليل لوحة أرقام السيارات، لتجنب رصد الكاميرات الأمنية والمخالفات المرورية، ويتم توصيل الجهاز إلى المنزل والدفع بعد الاستلام..!! نتمنى تنبيه وتوعية الناس وخاصة الشباب، بعدم اقتناء مثل تلك الأجهزة.. وأن يتم منع دخولها إلى البلاد.
«الأمطار».. ومسلسل الفرص الضائعة:
رسميا، كانت مملكة البحرين داعمة ومتضامنة مع كافة المواطنين المتضررين من تداعيات الأمطار الغزيرة التي نزلت على البلاد الأسبوع الماضي، فتوجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتفاعل وزارة البلديات ووزارة الأشغال، ووزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم، كان متميزا في مواجهة تلك التداعيات، وحفظ أمن وسلامة الجميع، بجانب تحركات المحافظات والمجالس البلدية وأمانة العاصمة، الواضحة والعاجلة، من أجل الوقوف على الأضرار وصرف التعويضات، التي نأمل ألا تصطدم بإجراءات بيروقراطية.
وشعبيا، كان الشباب البحريني المتطوع حاضرا في المدن والقرى، من أجل تصريف مياه الأمطار وتنظيم عملية السير، ومساعدة المتضررين في الأحياء السكنية، حتى إن بعض أصحاب الكراجات وورش السيارات بادروا بالإعلان عن تصليح المركبات المتضررة مجانا لغير القادرين.
فهل تم استثمار تلك الفرص الذهبية لتداعيات الأمطار، وإبراز حجم التكافل والتضامن البحريني، الرسمي والشعبي؟ أم إننا نتفنن في هدر الفرص وإضاعتها؟ وممارسة توجيه اللوم إلى الدولة؟
في المقابل، أين هي الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني من دعم المجتمع ومساعدة المتضررين من تداعيات الأمطار؟ لماذا غابت عن المشهد المحلي، وانشغلت بإصدار بيانات وتنظيم وقفات حول قضايا محلية وعربية وإقليمية؟ بل إن بعض الجمعيات واصلت في الإعلان عن التبرعات لدول وشعوب أخرى!
ثم أين هي الفعاليات التجارية والاقتصادية من المسؤولية المجتمعية الوطنية تجاه ما حصل في البلاد والعباد من الأمطار الغزيرة؟ ففي دولة خليجية أجاد الإعلام «الرسمي والشعبي» في إبراز مواقف ومشاهد إنسانية من مواطنين ومقيمين في مساعدة المتضررين، والإشادة بمبادرة أحد التجار الذي قام بتخصيص جزء من أعماله لتصليح الأضرار التي لحقت بالبيوت، وتوفير غرف فندقية لإيواء العائلات المتضررة.
كانت فرصة ذهبية، وطنية ومجتمعية وإنسانية.. ولكن البعض واصل في مسلسل «الفرص الضائعة».. وما أكثرها.
ملاحظة واجبة:
في سبتمبر 2010 خاض منتخب البحرين لكرة القدم مباراة ودية مع منتخب «توغو».. ثم اكتشف أن ذلك المنتخب هو منتخب «مزيف» ولا يمثل المنتخب الأصلي لجمهورية «توغو».. الاتحاد البحريني خاطب الفيفا التي أعلنت فتح تحقيق مباشر.. طبعا لا أحد يعلم ماذا حصل بعدها.. ولكن بالأمس تداول البعض تلك الحكاية عبر «السوشيل ميديا» من أخبار «الطرائف والغرائب».
آخر السطر:
أعلنت جهات دولية للأرصاد الجوية أنه في نهاية شهر أبريل «الشهر الجاري»، ستكون هناك موجة أمطار أكبر وأكثر وأشد مما حصل في الأسبوع الماضي بالمنطقة.. فهل تم الاستعداد لذلك؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك