العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

بصمات نسائية

إعاقتي مصدر قوتي والقادم أجمل بمشيئة الرحمن

حوراء علي يوسف.

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

أول وأصغر فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تصدر كتابا عند عمر 18 عاما.. فازت بالمركز الأول في مسابقة تحدي القراءة.. احتلت المركز الثاني في مسابقة «الكتاب في دقيقة» والثالث في مسابقة «اليوم الدولي للرحلة البشرية للفضاء «شاركت في لجنة الموهوبين عن قصة» جائحة كورونا.. الطالبة الجامعية حوراء علي يوسف لأخبار الخليج:


يقول‭ ‬الداعية‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬متولي‭ ‬الشعراوي‭: ‬‮«‬سألت‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يعطيك‭ ‬القوة‭.. ‬فأعطاك‭ ‬المصاعب‭ ‬لكي‭ ‬تتعلم‭ ‬أن‭ ‬تتغلب‭ ‬عليها‭ ‬وتكون‭ ‬أقوى‭.. ‬فلا‭ ‬تنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ابتلاء‭ ‬دائما‭.. ‬لعلها‭ ‬تكون‭ ‬تقوية‭ ‬لك‮»‬‭!‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الفتاة‭ ‬الحالمة،‭ ‬التي‭ ‬أراد‭ ‬لها‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم،‭ ‬فقررت‭ ‬أن‭ ‬تنتصر‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬البقاء‭ ‬والعطاء،‭ ‬فحولت‭ ‬محنتها‭ ‬إلي‭ ‬منحة‭ ‬تستمد‭ ‬منها‭ ‬القوة‭ ‬والعزيمة‭ ‬وجمال‭ ‬الروح،‭ ‬فأبهرت‭ ‬الجميع‭ ‬عبر‭ ‬شغفها‭ ‬اللامحدود‭ ‬بالشعور‭ ‬بالرضا‭ ‬والسعادة‭. ‬

حوراء‭ ‬علي‭ ‬يوسف،‭ ‬طالبة‭ ‬جامعية،‭ ‬بدأ‭ ‬اهتمامها‭ ‬بالكتابة‭ ‬والقراءة‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافرها،‭ ‬فقد‭ ‬اعتادت‭ ‬أن‭ ‬تقضي‭ ‬أوقاتها‭ ‬بين‭ ‬خيالها‭ ‬الواسع‭ ‬لتترجمه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬خواطر‭ ‬وقصص‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬يضمها‭ ‬أول‭ ‬كتاب‭ ‬لها‭ ‬وذلك‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬18‭ ‬عاما،‭ ‬والذي‭ ‬مثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬أرادت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أن‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الإعاقة‭ ‬الحقيقية‭ ‬ليست‭ ‬إعاقة‭ ‬الجسد،‭ ‬بل‭ ‬إعاقة‭ ‬الفكر‭ ‬والروح‭ ‬والذات‭.‬

‭ ‬كان‭ ‬لتميزها‭ ‬وإتقانها‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬أبلغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬دخولها‭ ‬عالم‭ ‬الكتابة‭ ‬والإبداع‭ ‬فيه،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الحصول‭ ‬علي‭ ‬عدة‭ ‬جوائز‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المسابقات،‭ ‬وأهمها‭ ‬الفوز‭ ‬بالمركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬تحدي‭ ‬القراءة‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬فيها‭ ‬وطنها‭ ‬خير‭ ‬تمثيل‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الملهمة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭: ‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طفولتك؟

‭-‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬طفولتي‭ ‬كانت‭ ‬عادية‭ ‬رغم‭ ‬إعاقتي‭ ‬الحركية‭ ‬التي‭ ‬تصنف‭ ‬علي‭ ‬أنها‭ ‬بسيطة،‭ ‬وقد‭ ‬كنت‭ ‬طفلة‭ ‬شغوفة‭ ‬بشدة‭ ‬للقراءة‭ ‬والتعلم‭ ‬وخاصة‭ ‬عند‭ ‬بلوغي‭ ‬سن‭ ‬المراهقة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬العلوم‭ ‬والمعرفة‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬دينية‭ ‬أو‭ ‬ثقافية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬روايات‭ ‬وغيرها،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬إدماجي‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية،‭ ‬وبالطبع‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬مختلفة‭ ‬وأناس‭ ‬مغايرين‭ ‬لذلك‭ ‬واجهت‭ ‬صعوبات‭ ‬استطعت‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬التغلب‭ ‬عليها‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭.‬

 

وما‭ ‬تلك‭ ‬الصعوبات؟

‭-‬في‭ ‬البداية‭ ‬واجهت‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬حيث‭ ‬شعرت‭ ‬بدخولي‭ ‬مجتمع‭ ‬جديد‭ ‬ومختلف‭ ‬تماما،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬والدتي‭ ‬بحثت‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬مدرسة‭ ‬تقبل‭ ‬بحالتي‭ ‬وبذلت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬جهدا‭ ‬جبارا،‭ ‬وكغيري‭ ‬كثيرين‭ ‬عانيت‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬من‭ ‬التنمر،‭ ‬ولكني‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تغلبت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬وبالتصميم‭ ‬على‭ ‬المواصلة‭ ‬بكل‭ ‬قوة،‭ ‬وعدم‭ ‬الاستسلام‭ ‬لبعض‭ ‬النفوس‭ ‬المريضة‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬إحباطي‭ ‬أو‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬عزيمتي،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬الطالبات‭ ‬المتفوقات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية،‭ ‬وقد‭ ‬ساعدني‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مفهومي‭ ‬الخاص‭ ‬للإعاقة‭.‬

‭ ‬مفهومك‭ ‬الخاص‭ ‬للإعاقة؟

‭-‬شخصيا‭ ‬أتمتع‭ ‬بقناعة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الإعاقة‭ ‬الحقيقية‭ ‬ليست‭ ‬جسدية،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬إعاقة‭ ‬الروح‭ ‬والفكر‭ ‬والذات،‭ ‬فحين‭ ‬يضع‭ ‬الإنسان‭ ‬حاجزا‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬تحقيق‭ ‬أحلامه‭ ‬وطموحاته‭ ‬ومواصلة‭ ‬مسيرته‭ ‬هنا‭ ‬يصبح‭ ‬معاقا‭ ‬بالفعل،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬إعاقتي‭ ‬كانت‭ ‬دافعا‭ ‬قويا‭ ‬لي‭ ‬كي‭ ‬أقدم‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬عندي،‭ ‬وأن‭ ‬أتحدى‭ ‬نفسي‭ ‬عند‭ ‬بلوغ‭ ‬أي‭ ‬هدف،‭ ‬وذلك‭ ‬علي‭ ‬عكس‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬الذين‭ ‬يتخذون‭ ‬من‭ ‬إعاقتهم‭ ‬حجة‭ ‬لليأس‭ ‬والاستسلام‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬استكمال‭ ‬الرحلة‭. ‬

رسالتك‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة؟

‭-‬أقول‭ ‬لأي‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬لا‭ ‬تضع‭ ‬حدا‭ ‬لطموحاتك،‭ ‬وابحث‭ ‬عن‭ ‬شغفك،‭ ‬فالمستقبل‭ ‬أمامك،‭ ‬والأحلام‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتحقق‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تخلي‭ ‬أصحابها‭ ‬عنها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬شخصيا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحلم‭ ‬إصدار‭ ‬أول‭ ‬كتاب‭ ‬لي‭ ‬

كيف‭ ‬تحقق‭ ‬ذلك‭ ‬الحلم؟

‭-‬لقد‭ ‬بدأ‭ ‬حلم‭ ‬تأليف‭ ‬وإصدار‭ ‬كتابي‭ ‬يراودني‭ ‬سنوات‭ ‬طوال،‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام،‭ ‬ولكني‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬العزيمة‭ ‬والإرادة‭ ‬والتصميم‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬ما‭ ‬تمنيت،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإصدار‭ ‬كان‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬رصد‭ ‬لمحطات‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬ومصدر‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬كبير،‭ ‬وقد‭ ‬دونت‭ ‬فيه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخواطر‭ ‬واليوميات‭ ‬الخاصة‭ ‬بي‭ ‬عبر‭ ‬مشواري،‭ ‬وشرعت‭ ‬في‭ ‬تأليفه‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭. ‬

من‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز؟

‭-‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬ساندتني‭ ‬وشجعتني‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬معلمتي‭ ‬سعاد‭ ‬الفهد،‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬كذلك‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وخاصة‭ ‬توأمي‭ ‬بتول،‭ ‬ووالدتي‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬لها‭ ‬بالكثير‭ ‬حيث‭ ‬وقفت‭ ‬بجانبي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬عبر‭ ‬مشواري،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬استغرق‭ ‬مني‭ ‬حوالي‭ ‬عامين،‭ ‬وكان‭ ‬لعشقي‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬خروجه‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬الذي‭ ‬لاقى‭ ‬إعجاب‭ ‬وتقدير‭ ‬الجميع‭.‬

هل‭ ‬ترين‭ ‬أن‭ ‬لغتنا‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬اليوم؟

‭-‬نعم‭ ‬وبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬لغتنا‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬اليوم،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التصدي‭ ‬له‭ ‬بكل‭ ‬الطرق،‭ ‬والسعي‭ ‬الجاد‭ ‬نحو‭ ‬إحيائها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وأكاد‭ ‬أن‭ ‬أجزم‭ ‬هنا‭ ‬بأن‭ ‬حبي‭ ‬وإتقاني‭ ‬لها‭ ‬قد‭ ‬ساعدني‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمي،‭ ‬وفي‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬للغاية‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬وعلى‭ ‬نفقتي‭ ‬الخاصة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كنت‭ ‬أصغر‭ ‬وأول‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬تقوم‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬المتوفر‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المكتبات‭ ‬بالمملكة‭. ‬

في‭ ‬رأيك‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬إحياؤها‭ ‬من‭ ‬جديد؟

‭-‬أنا‭ ‬عاشقة‭ ‬للغة‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬وهكذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينشأ‭ ‬أبناء‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد،‭ ‬ولذلك‭ ‬ستكون‭ ‬موضوع‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬التي‭ ‬أخطط‭ ‬للحصول‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب،‭ ‬وكم‭ ‬أشعر‭ ‬بحزن‭ ‬شديد‭ ‬لكونها‭ ‬أصبحت‭ ‬لغة‭ ‬هامشية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬اليوم‭ ‬برغم‭ ‬أنها‭ ‬اللغة‭ ‬الأم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬علي‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬مكانتها‭ ‬ورونقها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬ومنحها‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكافي‭ ‬والجدير‭ ‬بعودة‭ ‬زمنها‭ ‬الجميل‭.‬

من‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬تجاه‭ ‬ذلك؟

‭-‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬مسؤولية‭ ‬أطراف‭ ‬عديدة‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أؤكد‭ ‬هنا‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬غرس‭ ‬حبها‭ ‬بداخل‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائهم،‭ ‬ولا‭ ‬يفوتني‭ ‬هنا‭ ‬توجيه‭ ‬الشكر‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬علي‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬واهتمامها‭ ‬بحصص‭ ‬القراءة،‭ ‬وأتمنى‭ ‬استحداث‭ ‬مسابقة‭ ‬لتحدي‭ ‬القراءة‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬علي‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬إمارة‭ ‬دبي‭.‬

ما‭ ‬أحب‭ ‬الهوايات‭ ‬إلى‭ ‬قلبك؟

الكتابة‭ ‬هي‭ ‬الحياة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬وليست‭ ‬مجرد‭ ‬هواية،‭ ‬وعلاج‭ ‬للذات،‭ ‬وفرصة‭ ‬للإبداع،‭ ‬ووسيلة‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬ضجيج‭ ‬العالم‭ ‬وآلامه‭ ‬وهمومه‭ ‬وأحزانه،‭ ‬فهي‭ ‬تستوقفني،‭ ‬تدهشني،‭ ‬تشغلني،‭ ‬تستوعبني،‭ ‬تربكني‭ ‬وتخيفني،‭ ‬بل‭ ‬أراها‭ ‬تمثل‭ ‬الخلود،‭ ‬فمن‭ ‬خلالها‭ ‬سوف‭ ‬يذكر‭ ‬التاريخ‭ ‬اسمي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬موعد‭ ‬الفراق‭. ‬

أهم‭ ‬المسابقات‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬فيها؟

‭-‬لقد‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬تحدي‭ ‬القراءة‭ ‬وفزت‭ ‬بالمركز‭ ‬الأول‭ ‬ومثلت‭ ‬فيها‭ ‬مدرستي‭  (‬غازي‭ ‬القصيبي‭ )‬،‭  ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬التابعة‭ ‬للجنة‭ ‬الموهوبين‭ ‬بقصة‭ ‬‮«‬جائحة‭ ‬كورونا‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬تطرقت‭ ‬خلالها‭ ‬إلي‭ ‬تأثير‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬الطالبات‭ ‬والتعليم‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬إلي‭ ‬جانب‭ ‬مسابقة‭ ‬‮«‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬دقيقة‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬حصدت‭ ‬فيها‭ ‬المركز‭ ‬الثاني،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مسابقة‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للرحلة‭ ‬البشرية‭ ‬للفضاء‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬نلت‭ ‬فيها‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين،‭ ‬أما‭ ‬أحدث‭ ‬مشاركاتي‭  ‬فكانت‭ ‬في‭ ‬ورشة‭ ‬تدريبية‭ ‬مهمة‭ ‬للتعليق‭ ‬الصوتي،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬مهارات‭ ‬جديدة‭ ‬للتواصل،‭ ‬وكيفية‭ ‬التأثير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصوت‭ ‬في‭ ‬المتلقي‭.‬

‭*‬نظرتك‭ ‬للمستقبل؟

‭-‬أنا‭ ‬شخصية‭ ‬متفائلة‭ ‬إلي‭ ‬أبعد‭ ‬حد،‭ ‬حتي‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬نظرتي‭ ‬للمستقبل‭ ‬وردية،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مقدر‭ ‬ومكتوب‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬أتمناه‭ ‬هو‭ ‬القدرة‭ ‬علي‭ ‬المواصلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تأليف‭ ‬الكتب‭ ‬الخاصة‭ ‬بي،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬مشروعي‭ ‬القادم‭ ‬هو‭ ‬إصدار‭ ‬رواية‭ ‬سوف‭ ‬أحرص‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬إيصال‭ ‬رسالة‭ ‬محددة‭ ‬للقارئ‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يهتدي‭ ‬بها‭ ‬حين‭ ‬يمر‭ ‬بأي‭ ‬تجربة‭ ‬صعبة‭ ‬وأن‭ ‬يتعلم‭ ‬منها‭ ‬العبر‭ ‬والدروس‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

‭-‬مبدأي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الذي‭ ‬أسير‭ ‬عليه‭ ‬دائما‭ ‬هو‭ ‬الإيمان‭ ‬بأنه‭ ‬عندما‭ ‬يشاء‭ ‬الله‭ ‬فلا‭ ‬قيمة‭ ‬لقوانين‭ ‬الحياة،‭ ‬ولا‭ ‬وزن‭ ‬لتدبير‭ ‬البشر،‭ ‬ولا‭ ‬أهمية‭ ‬لحواجز‭ ‬المستحيل،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يسعى‭ ‬المرء‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬وأحلامه‭ ‬وبكل‭ ‬جدية‭ ‬وعزيمة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬اضطررت‭ ‬للمغامرة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭.‬

أمنية‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة؟

‭-‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استحداث‭ ‬بطاقة‭ ‬خاصة‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الجهات،‭ ‬وأن‭ ‬تتوفر‭ ‬لنا‭ ‬مختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬اللازمة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والبنايات‭ ‬الخدمية‭ ‬وغيرها‭ ‬لتسهيل‭ ‬الأمور‭ ‬علينا،‭ ‬وكذلك‭ ‬إتاحة‭ ‬السيارات‭ ‬الخاصة‭ ‬بنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة؟

‭-‬لعل‭ ‬ما‭ ‬أود‭ ‬إيصاله‭ ‬إلى‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬السعي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصائب،‭ ‬وأن‭ ‬العوض‭ ‬كان‭ ‬جميلا،‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يفقده‭ ‬البعض‭  ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يحصده‭ ‬آجلا‭ ‬،‭ ‬فما‭ ‬نشاهده‭ ‬من‭ ‬تخيلات‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬مجسدة‭ ‬أمامنا،‭ ‬سوف‭ ‬نلمسه‭ ‬ونبتسم،‭ ‬ولنكن‭ ‬جميعا‭ ‬علي‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬القادم‭ ‬أجمل‭ ‬بمشيئة‭ ‬الرحمن‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا