يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
ماذا بعد قرار مجلس الأمن؟
أخيرا أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بوقف إطلاق النار في غزة. بعد أكثر من خمسة أشهر من حرب الابادة الصهيونية وبعد محاولات عدة لإصدار قرار افشلتها امريكا باستخدام الفيتو صدر القرار مع امتناع أمريكا عن التصويت.
بغض النظر عن أي ملاحظات على القرار وخصوصا انه ينص على وقف إطلاق النار في رمضان فقط، فإن صدوره يعتبر تطورا مهما.
القرار صدر بعد ان صدم العالم كله بحجم الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة، وبعد ان اكتشف العالم ان الوحشية والهمجية الصهيونية لا حد لها ما لم يتم التصدي لكل هذه الجرائم ووقفها. بعبارة أخرى يعكس القرار إرادة عالمية جماعية بأنه آن الأوان لوقف كل هذه الهمجية والابادة. وحتى أمريكا التي قدمت الدعم اللامشروط للكيان الصهيوني واحجمت حتى اليوم عن ادانة جرائمه امتنعت عن التصويت تحت وطأة الادانات العالمية لمواقفها وانقلاب حتى الرأي العام الأمريكي على إدارة بايدن بسبب موقفها.
في كل الأحوال، القرار واجب التنفيذ فورا.
لكن السؤال بالطبع هو: وماذا إذا رفض الكيان الصهيوني تنفيذ القرار وأصر على مواصلة حرب الإبادة؟
الذي حدث انه بمجرد صدور القرار أعلن الكيان الصهيوني بالفعل انه لن يلتزم بالقرار وسيواصل الحرب. ليس هذا فحسب، بل انهال بالانتقادات على أمريكا لأنها امتنعت عن التصويت وقرر معاقبتها بإلغاء زيارة وفد كان من المفترض ان يزورها.
هذا الموقف ليس جديدا فلقد تحدى الكيان الصهيوني طوال الأشهر الماضية العالم كله وتعامل باحتقار شديد مع كل الإدانات والمطالبات العالمية. وحين أصدرت محكمة العدل الدولية امرا باتخاذ كل الإجراءات لمنع الإبادة تجاهل الكيان الصهيوني الأمر وكأنه لم يصدر أصلا وصعد عدوانه الهمجي.
السؤال اذن هو: ماذا يجب ان يحدث في مواجهة رفض الكيان الصهيوني تنفيذ القرار؟.
الكل يعلم ان عدم تنفيذ القرار سيكون ضربة قاصمة للأمم المتحدة وللإرادة الدولية وللقانون الدولي. عجز العالم عن وقف حرب الإبادة على امتداد الأشهر الماضية كان بالفعل تدميرا لكل قيم العدالة الدولية ولكل المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالقانون الدولي الإنساني.
وتنفيذ قرار مجلس الأمن آخر فرصة لإنقاذ ماء وجه العدالة الدولية والقيم الانسانية والعالم كله.
الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش كتب يقول «ينبغي تنفيذ هذا القرار. إن الفشل سيكون أمراً لا يغتفر».
نعم عدم تنفيذ القرار والصمت عن ذلك ستكون جريمة لا تغتفر وستكون عواقبه مروعة. سيكون معنى هذا إطلاق يد العدو الصهيوني لإكمال مخطط الإبادة الكاملة لغزة بكل من فيها وما فيها. وستكون عواقب ذلك كارثية على العالم كله، اذ سيعني هذا ان شريعة الغاب هي التي اصبحت تحكم وانه لا توجد في العالم لا مؤسسة ولا أحد بمقدوره ان يوقف الفوضى الشاملة.
اذن من مصلحة العالم كله اجبار الكيان الصهيوني على تنفيذ قرار مجلس الأمن.
لكن من الذي من المفروض ان يفعل ذلك؟
على الصعيد الدولي من المفروض إذا أصر الكيان الصهيوني على عدم تنفيذ القرار ومواصلة حرب الابادة ان يجتمع مجلس الأمن ليقرر إنزال عقوبات دولية مشددة على الكيان.
والدول الغربية بالذات وعلى رأسها أمريكا هي التي تتحمل اليوم مسؤولية اجبار الكيان الصهيوني على تنفيذ القرار. السبب في ذلك ان هذه الدول بالذات هي التي مكنت الكيان من مواصلة هذه الحرب حتى اليوم، وهي التي امدته بالسلاح والدعم السياسي والإعلامي الذي يُمكّنه من مواصلة الحرب.
بالتالي الدول الغربية هي التي تتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية لإجبار الكيان الصهيوني على تنفيذ القرار. بمقدورها ان تفعل هذا ببساطة إذا هي أعلنت ان عدم تنفيذ القرار سيترتب عليه وقف تصدير الأسلحة الى الكيان الصهيوني ووقف أي دعم سياسي له.
هذه لحظة فارقة للعالم كله.. اما ان ينتصر للعدالة الدولية وينقذ ماء وجه البشرية.. وإما ان يرضخ للإرهاب الصهيوني ويتركه يكمل إبادة شعب بأسره ويدفع العالم كله الى الهمجية والفوضى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك