العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

انعكاس تنامي نفوذ دول الخليج دوليًّا على مؤشر القوة الناعمة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٢٣ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حظيت‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬دول‭ ‬الخليج؛‭ ‬لتوسيع‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬والثقافية‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬العالم؛‭ ‬باعتراف‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنظمات‭ ‬العالمية‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تبنيها‭ ‬دور‭ ‬الوساطة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬المستمرة‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وأوروبا،‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬عززت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬و«الإمارات‮»‬،‭ ‬و«قطر‮»‬،‭ ‬و«الكويت‮»‬،‭ ‬و«البحرين‮»‬،‭ ‬و‮«‬سلطنة‭ ‬عمان‮»‬،‭ ‬حضورها‭ ‬الدولي‭ ‬عبر‭ ‬صياغة‭ ‬علاقات‭ ‬تجارية‭ ‬جديدة‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنمية‭ ‬صناعات‭ ‬السياحة‭ ‬المحلية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬منتدى‭ ‬الخليج‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاستثمارات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الرياضة،‭ ‬وزيادة‭ ‬البرامج‭ ‬الفنية،‭ ‬والثقافية؛‭ ‬قد‭ ‬عززت‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬،‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬جزءًا‭ ‬أصيلًا‭ ‬من‭ ‬استراتيجياتها‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة‮»‬‭.‬

وينعكس‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬العالمي‭ ‬لعام‭ ‬2024‮»‬،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬براند‭ ‬فاينانس‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬يوضح‭ ‬تعاظم‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬والدبلوماسية،‭ ‬والسياسية‭ ‬العالمية‭.‬

وعلى‭ ‬عكس‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الصارمة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬التهديد‭ ‬بالقوة‭ ‬المسلحة،‭ ‬أو‭ ‬استخدامها‭ ‬لإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬لصالح‭ ‬المصلحة‭ ‬القومية،‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الهيمنة‭ ‬المالية؛‭ ‬أشار‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬جوزيف‭ ‬ناي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬مستقبل‭ ‬القوة‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬هي‭ ‬مستمدة‭ ‬من‭ ‬‮«‬جاذبيتها‭ ‬الثقافية‮»‬،‭ ‬و«قيمها‭ ‬السياسية‮»‬،‭ ‬و«مزايا‭ ‬سياساتها‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬المزج‭ ‬الناجح‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكيات،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬‮«‬الاستمالة،‭ ‬وليس‭ ‬إكراه‮»‬‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬التصرف‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬مصالحها‭. ‬وعليه،‭ ‬يرى‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬هاي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المؤشر،‭ ‬أن‭ ‬إبراز‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬يوفر‭ ‬‮«‬القدرة‭ ‬الأكبر‭ ‬لسد‭ ‬الخلافات،‭ ‬وبناء‭ ‬مساحة‭ ‬اتفاق‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬تمتعها‭ ‬بقدرة‭ ‬على‭ ‬‮«‬تهدئة‭ ‬الصراع،‭ ‬وصياغة‭ ‬اتفاقيات‭ ‬سلام‭ ‬دائمة‮»‬‭.‬

وتعتمد‭ ‬‮«‬براند‭ ‬فاينانس‮»‬،‭ ‬على‭ ‬منهجية‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬النسبية‭ ‬لأي‭ ‬دولة،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ثماني‭ ‬ركائز‭ ‬محددة؛‭ ‬هي‭ (‬ركائز‭ ‬الأعمال‭ ‬والتجارة،‭ ‬علاقات‭ ‬دولية،‭ ‬التعليم‭ ‬والعلوم،‭ ‬الثقافة‭ ‬والتراث،‭ ‬الحكم،‭ ‬الوسائط‭ ‬والاتصالات،‭ ‬الاستدامة،‭ ‬والقيم‭ ‬الوطنية‭)‬،‭ ‬فكلما‭ ‬ارتفعت‭ ‬مكانة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فئة،‭ ‬تَوافر‭ ‬لها‭ ‬قدرة‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمار،‭ ‬وتشجيع‭ ‬السياحة،‭ ‬وأصبح‭ ‬الناس‭ ‬أكثر‭ ‬تطلعا‭ ‬للعيش،‭ ‬والعمل‭ ‬بها‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بول‭ ‬تيمبورال‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬أكسفورد‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬‮«‬ثابتة‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬المضطربة‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬طيلة‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يرى‭ ‬العالم‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬ظلت‭ ‬‮«‬مستقرة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬اعتبره‭ ‬نتيجة‭ ‬محتملة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬التصورات‭ ‬الراسخة‮»‬‭ ‬للدول‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬السمعة‭ ‬التاريخية‭ ‬للدولة،‭ ‬وكيفية‭ ‬تصرفها‭ ‬جيوسياسيًّا‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬العالمي‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مكانتها‭ ‬العالمية‭.‬

ويتم‭ ‬إصدار‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬‭ ‬العالمي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ويتضمن‭ ‬إصداره‭ ‬للعام‭ ‬الحالي،‭ ‬193‭ ‬دولة‭ ‬بعد‭ ‬استطلاع‭ ‬آراء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬170‭.‬000‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وتم‭ ‬تصنيف‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬51‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ولم‭ ‬تصنف‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬كأول‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬كأول‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬احتلت‭ ‬المركز‭ ‬العاشر‭ ‬عالميًا‭ ‬بنتيجة‭ (‬59.7/100‭)‬،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬4‭.‬5‭ ‬نقاط‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬تلتها‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬الـ‮«‬18‮»‬‭ ‬عالميا،‭ ‬بنتيجة‭ (‬56/100‭)‬،‭ ‬بزيادة‭ ‬4‭.‬7‭ ‬نقاط‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬‭ ‬و«البحرين‮»‬،‭ ‬الـ‮«‬51‮»‬،‭ ‬بنتيجة‭ (‬40/100‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬نتيجة‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬وعبر‭ ‬مقاييس‭ ‬‮«‬براند‭ ‬فاينانس‮»‬،‭ ‬لأفضل‭ ‬دولة‭ ‬إقليمية‭ ‬للاستثمار،‭ ‬وشراء‭ ‬المنتجات‭ ‬والخدمات،‭ ‬والعمل،‭ ‬والدراسة،‭ ‬والزيارة؛‭ ‬احتلت‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فئة‭.‬

ويشير‭ ‬معدو‭ ‬‮«‬المؤشر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاقتصاد‭ ‬القوي‭ ‬والمستقر‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬منح‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬أفضل‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬أُحرزت‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬فئة‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الناعمة؛‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬الرائدة‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬بجانب‭ ‬القوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العظمى،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«الصين‮»‬‭. ‬وتنعكس‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬يو‭ ‬إس‭ ‬نيوز‭ ‬آند‭ ‬وورد‭ ‬ريبورت‮»‬،‭ ‬للدول‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬اقتصاديا،‭ ‬حيث‭ ‬تضعها‭ ‬في‭ ‬‮«‬المرتبة‭ ‬الخامسة‮»‬،‭ ‬عالميا،‭ ‬متقدمة‭ ‬على‭ ‬ألمانيا،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬وروسيا‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ينعكس‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬أحرزته‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬نفوذها‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والسياسي،‭ ‬والثقافي،‭ ‬عبر‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬كونراد‭ ‬جاجودزينسكي،‭ ‬من‭ ‬‮«‬براند‭ ‬فاينانس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬و«السعودية‮»‬،‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬الدرجات‮»‬،‭ ‬مقارنة‭ ‬بأي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬عبر‭ ‬الإصدارات‭ ‬الخمسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬للمؤشر‭. ‬ومنذ‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ارتفعت‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬ظبي‮»‬،‭ ‬بمقدار‭ ‬13‭.‬8‭ ‬نقطة،‭ ‬و«الرياض‮»‬،‭ ‬بمقدار‭ ‬14‭.‬1‭ ‬نقطة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ساعد‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬الصعود‭ ‬في‭ ‬مرتبتها‭ ‬عشرة‭ ‬مراكز‭ ‬بالمؤشر‭ ‬للعام‭ ‬الحالي‭.‬

وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬يغطيها‭ ‬المؤشر،‭ ‬استضافت‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬2023‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬28‮»‬‭ ‬بحضور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬85000‭ ‬مشارك،‭ ‬و150‭ ‬رئيس‭ ‬دولة،‭ ‬واستضافت‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬أول‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬عالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬والتي‭ ‬استقطبت‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬3‭.‬4‭ ‬ملايين‭ ‬متفرج،‭ ‬وشاهدها‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وطورت‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة؛‭ ‬لجذب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬الرياض2030‮»‬،‭ ‬لتنويع‭ ‬اقتصاد‭ ‬البلاد‭. ‬ومع‭ ‬استشهاده‭ ‬بهذه‭ ‬الأمثلة،‭ ‬أشاد‭ ‬‮«‬تيمبورال‮»‬،‭ ‬بدول‭ ‬الخليج،‭ ‬وقدرتها‭ ‬‮«‬على‭ ‬زيادة‭ ‬قوتها‭ ‬الناعمة‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬استراتيجيات‭ ‬قوية‭ ‬ومستدامة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬عند‭ ‬النظر‭ ‬لـ«تزايد‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬عالميا؛‭ ‬فإن‭ ‬القوى‭ ‬المتوسطة‭ ‬الأخرى‭ ‬الراغبة‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬أدوارها،‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬حذوها‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬و«السعودية‮»‬،‭ ‬و«قطر‮»‬،‭ ‬والبحرين‭ ‬هي‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬المراكز،‭ ‬تليها‭ ‬‮«‬تركيا‮»‬،‭ ‬الـ‮«‬25‮»‬،‭ ‬بنتيجة‭ (‬53.7/100‭)‬،‭ ‬و«مصر‮»‬،‭ ‬الـ‮«‬39‮»‬‭ ‬بنتيجة‭ (‬44.9/100‭)‬،‭ ‬‮ ‬و«المغرب‮»‬،‭ ‬الـ‮«‬50‮»‬،‭ ‬بنتيجة‭ (‬40.6/100‭)‬،‭ ‬و«الأردن‮»‬،‭ ‬الـ‮«‬63‮»‬،‭ ‬بنفس‭ ‬النتيجة،‭ ‬و‮«‬الجزائر‮»‬،‭ ‬الـ‮«‬73‮»‬،‭ ‬بنتيجة‭ (‬36.8/100‭)‬،‭ ‬و«تونس‮»‬‭ ‬الـ‮«‬77‮»‬،‭ ‬بنتيجة‭ (‬36.6/100‭)‬،‭ ‬و«لبنان‮»‬‭ ‬الـ‮«‬91‮»‬،‭ ‬و«العراق‮»‬،‭ ‬الـ‮«‬99‮»‬،‭ ‬و‮«‬السودان‮»‬،‭ ‬الـ‭ ‬124،‭ ‬وسوريا‭ ‬الـ‭ ‬129،‭ ‬وليبيا‭ ‬الـ‭ ‬139،‭ ‬واليمن‭ ‬الـ‭ ‬149‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬التعليم،‭ ‬والسعادة،‭ ‬والإنتاجية‭ ‬الاقتصادية؛‭ ‬فقد‭ ‬سجلت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬‮«‬درجات‭ ‬عالية‮»‬‭ ‬جدا،‭ ‬مقارنة‭ ‬بدول‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وآسيا،‭ ‬وأمريكا‭ ‬الجنوبية‭. ‬واحتلت‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬المراكز‭ ‬الستة‭ ‬الأولى،‭ ‬بنتيجة‭ (‬78.8/100‭)‬؛‭ ‬و«المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬‭ (‬71.8‭)‬،‭ ‬و«الصين‮»‬‭ (‬71.2‭)‬،‭ ‬و«اليابان‮»‬‭ (‬70.6‭)‬،‭ ‬و«ألمانيا‮»‬،‭ (‬69.8‭)‬،‭ ‬و«فرنسا‮»‬،‭ (‬67.3‭). ‬فيما‭ ‬احتلت‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ16،‭ ‬و«الهند‮»‬،‭ ‬الـ29،‭ ‬حيث‭ ‬جاءت‭ ‬‮«‬نيودلهي‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬النرويج،‭ ‬والدنمارك،‭ ‬وبلجيكا،‭ ‬وسنغافورة،‭ ‬وفنلندا،‭ ‬ونيوزيلندا،‭ ‬وجمهورية‭ ‬أيرلندا،‭ ‬في‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬استعراض‭ ‬قوتها‭ ‬الناعمة‭.‬

‮ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالدول‭ ‬التي‭ ‬تعتبرها‭ ‬‮«‬براند‭ ‬فاينانس‮»‬،‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬‮«‬تقييم‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬المستقلَّة‮»‬،‭ ‬عالميا،‭ ‬جاءت‭ ‬‮«‬سويسرا‮»‬،‭ ‬كأفضل‭ ‬بلد‭ ‬للعمل‭ ‬والاستثمار،‭ ‬و«إيطاليا‮»‬،‭ ‬كـ«أفضل‭ ‬البلدان‭ ‬للزيارة‮»‬‭ ‬‭ ‬بسبب‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي،‭ ‬والتنوع‭ ‬الجغرافي‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يوضح‭ ‬أسباب‭ ‬وصول‭ ‬عدد‭ ‬زوارها‭ ‬إلى‭ ‬68‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬ومع‭ ‬اشتهار‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬بمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬مثل‭ ‬جامعات‭ ‬‮«‬أكسفورد‮»‬،‭ ‬و«كامبريدج‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬درجة‭ ‬مؤشر‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬في‭ ‬‮«‬لندن‮»‬،‭ ‬ارتفعت‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭.‬5%‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬‮«‬قيمة‭ ‬علاماتها‭ ‬التجارية‭ ‬لشركاتها‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬انخفضت‭ ‬بنسبة‭ ‬15‭.‬8%‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬بسبب‭ ‬معاناة‭ ‬اقتصادها‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة،‭ ‬وتعسر‭ ‬التجارة،‭ ‬والحواجز‭ ‬المفروضة‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وانخفاض‭ ‬الإنفاق‭ ‬الاستهلاكي‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الحالي‭ ‬لتصنيفات‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬‮«‬براند‭ ‬فاينانس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬مثل‭ ‬ألمانيا،‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬وفرنسا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬ضخها‭ ‬في‭ ‬السياحة،‭ ‬والرياضة،‭ ‬والثقافة،‭ ‬بدأت‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬بالفعل‭. ‬ومع‭ ‬التأثير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭ -‬باعتراف‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬تقدم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬الإيجابية‭ ‬عالميًّا‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا