الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مساجد وجوامع.. وحقائق ثلاث
«منذ أن حملنا أمانة الحكم، أخذنا على عاتقنا مسؤولية، أورثها لنا أجدادنا من حكام آل خليفة الكرام، وهي مسؤولية الحفاظ على تنوع مجتمع البحرين المنفتح، وتعزيز قيم قبول الآخر، واحترام التعدد والاختلاف، حتى باتت هذه القيم مكفولة في دستورنا وقوانيننا الوطنية.. وإننا إذ نعقد العزم على اتخاذ كل التدابير الإيجابية اللازمة، لتعزيز التسامح في مجتمعاتنا، لقناعتنا التامة بأن التسامح ليس مبدأ يعتز به فحسب، فهو نابع من تقاليدنا ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، والترابط المجتمعي الذي عرف به شعب البحرين عبر التاريخ، ولكنه أيضا ينطلق من الايمان بأنه ضرورة للسلام، وللتقدم الاقتصادي والاجتماعي لكل الشعوب في العالم». من مقولات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم.
بهذه المقولة الملكية السامية الحكيمة، تم تقديم كتاب (جوامع ومساجد العهد الزاهر) الذي أصدرته إدارة الأوقاف السنية، برئاسة وإشراف فضيلة الشيخ د. راشد بن محمد بن فطيس الهاجري رئيس مجلس الأوقاف السنية، والكتاب يوثق الجوامع والمساجد التي شيدت في العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم، الكتاب بمطبوعته الفاخرة، وألوانه الزاهية، وإخراجه الفني البديع، والصور المرفقة، وتقنية الخريطة التفاعلية، يستعرض بالجداول والإحصائيات، والأرقام والمسميات، المجموع الكلي لعدد المساجد والجوامع التي شُيّدت في العهد الزاهر، وبلغ مجموعها (233 مسجدا وجامعا) تابعا لإشراف إدارة الأوقاف السنية.
وبالتأكيد عدد المساجد والجوامع آخذ في الازدياد، بفضل رعاية جلالة الملك المعظم، وتوجيهات ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وما صدره عن سموه بالأمس من أمر كريم، بافتتاح وترميم وتأهيل 32 مسجداً تابعاً لإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية، في كافة محافظات مملكة البحرين، هذا بالإضافة الى التبرعات الخيرية والمبادرات الوقفية التي يقوم بها أهل البر والإحسان، والأسر الكريمة في مملكة البحرين، في بناء المساجد والجوامع.. رغبة في نيل الأجر والثواب، وامتدادا للموروث الوطني الأصيل في بناء وإعمار بيوت الرحمن.
وقد كشف الدكتور راشد الهاجري رئيس مجلس الأوقاف السنية، عن ثلاث حقائق جديرة بالتمعن والاهتمام.. الحقيقة الأولى: أن نصف مساجد وجوامع مملكة البحرين «تقريبا»، قد بُنيت وشُيّدت في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما أيضا بالدعم المتواصل والرعاية المستمرة من لدن جلالته في فتح مراكز تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، لتكون معينا ومكملا لنشر رسالة المسجد في المجتمع.
الحقيقة الثانية: أن في عهد جلالة الملك المعظم تجلت رسالة المسجد وبرز دورها في نشر معالم السماحة والوسطية، وترسيخ قيم التعايش والتعاون بين أبناء البحرين، حتى صارت مملكة البحرين نموذجا في الاعتدال والوسطية.
الحقيقة الثالثة: أن التوجيهات السديدة لجلالة الملك المعظم، ساهمت في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمساجد، وإظهار معالمها البحرينية العريقة، ليكون الطراز المعماري جسرا من التواصل بين الماضي والحاضر، ودافعا إلى الحفاظ على الهوية والخصائص التاريخية والدينية لمملكة البحرين.
وأمام هذا الكتاب القيم، و(السفر الكبير) -كما أسماه الدكتور راشد الهاجري- الذي يوثق المساجد والجوامع في العهد الزاهر، يسرنا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لرئيس وأعضاء مجلس إدارة الأوقاف السنية، وفريق العمل الذي ساهم في إصدار هذا الكتاب المتميز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك