الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
وقف عيسى بن سلمان التعليمي.. والنجاح المستدام
ذات مرة طرح علينا أستاذ جامعي سؤالا: ما هي أهم مؤسسة في المجتمع؟ فتعددت الإجابات: بين المسجد والجامع، أو المستشفى ومركز الشرطة.. إلا أن الأستاذ فاجأنا قائلا: إن أهم مؤسسة في أي مجتمع هي المدرسة والتعليم.. ذلك أن بالتعليم يُبنى المسجد والجامع، والمركز والمستشفى، وتؤدي كل المؤسسات دورها التنموي، وتحقيق نهضة المجتمع.. فالتعليم هو «جواز السفر» للمستقبل.
ولطالما كان الأمير الراحل والد الجميع المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، حريصا على توفير التعليم لأبناء وطنه، في كافة المراحل الدراسية والجامعية، إيمانا منه وبرؤيته المستقبلية الثاقبة أن التعليم أساس البناء والتطور، وفي عهده ازداد التعليم وافتتحت العديد من المدارس والمعاهد، وتم تأسيس جامعة البحرين، وبدأ التعليم الجامعي مسيرته التنموية في البلاد.
وفي السابع من فبراير 2013 صدر عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه أمر ملكي رقم 11 للعام 2013 بإنشاء وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري، وقد نال مشروع الوقف كل الدعم والمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وتولى رئاسة مجلس أمناء الوقف سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، وقد استفاد من بعثات الوقف منذ ذلك التاريخ حتى الآن أكثر من 400 طالب بحريني.
وبالأمس رفع سمو رئيس مجلس الأمناء إلى جلالة الملك المعظم تقريراً بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس الوقف، وقد أعرب جلالته أيده الله، عن شكره وتقديره لسمو رئيس وأعضاء مجلس أمناء الوقف على ما يبذلونه من جهود مثمرة وموفقة، في سبيل خدمة الأهداف الخيرة للوقف، وتعزيز دوره الحيوي في المجتمع، ودعم قيم التكافل الاجتماعي، وتوفير الفرص التعليمية الواعدة أمام أبناء المملكة، لاستكمال تعليمهم الجامعي في مختلف التخصصات.
ما يميز وقف عيسى التعليمي أنه يوفر فرصاً تعليمية ((لغير القادرين)) من أبناء البلاد، من طلبة الجامعة والدراسات العليا، من خلال تمويل برامج المنح الدراسية، وعبر شروط الاستحقاق التي يتم التعامل معها بكل شفافية ومساواة، وفقا لأهداف الوقف، والتي من أبرزها: ((دعم المتقدمين المؤهلين بناءً على الجدارة، من دون تمييزٍ على أساس الجنس، أو الأصل، أو اللغة، أو الدين، أو العقيدة)).
ويساهم الوقف، في تنمية الكوادر الوطنية التي ستُثري سوق العمل المحلي، وفق رؤية البحرين الاقتصادية 2030، كما يواصل الوقف توسيع أنشطته لخدمة المجتمع، وإقامة شراكات تتسم بالفعالية مع القطاعين العام والخاص، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
ربما من الواجب اليوم أن نشير إلى أن المادة الثالثة من الأمر الملكي رقم 11 لعام 2013، قد نصت على «يتولى مجلس الأمناء إدارة الوقف وحفظ أعيانه واستثمارها وصرف إراداته.. وأن يعمل المجلس على توعية المجتمع بأهمية دور الوقف.. وتشجيع رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني على المشاركة النشطة في إضافة موارد جديدة ثابتة ومستمرة لإيرادات الوقف».. وهذا أمر يستوجب المزيد من الشراكة المجتمعية والدعم من أجل استدامة عمل الوقف التعليمي.
في الحديث النبوي الشريف: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).. ووقف عيسى التعليمي الخيري، فيه كل الخير والثواب.. ويجسد قصة نجاح بحرينية في التعليم الذي شيد نهضته الأمير الراحل طيب الله ثراه، وسار على نهجه جلالة الملك المعظم، ودعمه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ورئاسة متميزة وإدارة موفقة للوقف من سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة.. وفقه الله لكل الخير من أجل الوطن ومستقبله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك