العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

بصمات نسائية

فخورة لكوني المرأة الوحيدة بين الرجال في موقع عملي

دانة جمال الخياط.

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الخميس ٢٢ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

بطلة قصة إنسانية انتصرت فيها على مرض ابنتها المزمن.. صاحبة تجربة عملية ملؤها التحدي والكفاح والنجاح.. أحد مؤسسي مستشفى الملك حمد.. منسق صيانة مباني في وزارة الأشغال.. دانة جمال الخياط لـ«أخبار الخليج»:


يقول‭ ‬الشيخ‭ ‬الجليل‭ ‬محمد‭ ‬متولي‭ ‬الشعراوي‭: ‬‮«‬الابتلاء‭ ‬ليس‭ ‬شرا‭.. ‬ولكن‭ ‬الشر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬في‭ ‬الابتلاء‮»‬‭!‬

لقد‭ ‬قررت‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬ألا‭ ‬تسقط‭ ‬حين‭ ‬ابتليت‭ ‬طفلتها‭ ‬الصغيرة‭ ‬بداء‭ ‬السكري‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بلغ‭ ‬عمرها‭ ‬ست‭ ‬سنوات،‭ ‬فسرعان‭ ‬ما‭ ‬استوعبت‭ ‬الصدمة‭ ‬وتجاوزت‭ ‬المحنة،‭ ‬لقناعتها‭ ‬بأن‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬خير‭ ‬وخير‭ ‬مسافة‭ ‬مرهقة‭ ‬تسمى‭ ‬الابتلاء،‭ ‬مليئة‭ ‬بالأجر‭ ‬لمن‭ ‬يصبر،‭ ‬فهكذا‭ ‬واجهت‭ ‬أزمتها‭ ‬التي‭ ‬انقلبت‭ ‬معها‭ ‬حياتها‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب،‭ ‬ولكن‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬والمثابرة‭ ‬وضبط‭ ‬النفس‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬عبورها‭ ‬بسلام‭ ‬وإن‭ ‬بقي‭ ‬القلب‭ ‬مهموما‭ ‬ولو‭ ‬بقدر‭.‬

دانة‭ ‬جمال‭ ‬الخياط،‭ ‬بطلة‭ ‬قصة‭ ‬إنسانية‭ ‬تجسدت‭ ‬فيها‭ ‬أجمل‭ ‬معاني‭ ‬القوة‭ ‬والصمود،‭ ‬استطاعت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬ترسم‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لأسرتها‭ ‬ملؤها‭ ‬الأمل‭ ‬والتفاؤل،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬عبر‭ ‬تجربتها‭ ‬العملية‭ ‬المتفردة‭ ‬المليئة‭ ‬بالتحديات‭ ‬والنجاحات،‭ ‬والتي‭ ‬تجسد‭ ‬نموذجا‭ ‬مشرفا‭ ‬ومميزا‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬المكافحة‭.‬

ترى‭ ‬كيف‭ ‬حولت‭ ‬محنتها‭ ‬إلى‭ ‬منحة؟

وماذا‭ ‬كان‭ ‬سلاحها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬الحياة؟

وما‭ ‬سر‭ ‬قوتها؟

وأسئلة‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬حاولنا‭ ‬الإجابة‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

من‭ ‬أين‭ ‬تستمدين‭ ‬قوتك؟

‭- ‬سر‭ ‬قوتي‭ ‬ونجاحي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬هو‭ ‬والدي،‭ ‬رفيق‭ ‬دربي‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬شجعني‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬على‭ ‬الدراسة‭ ‬والتفوق‭ ‬وتنمية‭ ‬الذات‭ ‬وممارسة‭ ‬الأنشطة‭ ‬والهوايات‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أعشقها‭ ‬ومنها‭ ‬موهبة‭ ‬الرسم‭ ‬التي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تنميتها‭ ‬وتطويرها‭ ‬لدي،‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أشارك‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬وفعاليات‭ ‬عديدة‭ ‬فنية‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬بكل‭ ‬حماس‭ ‬وتألق،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الفضل‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬والدي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬اليوم،‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬دعمهما‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬ابنتي‭ ‬الصحية،‭ ‬فقد‭ ‬أشعراني‭ ‬بأنها‭ ‬ابنتهما،‭ ‬ولولاهما‭ ‬ما‭ ‬حققت‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عملي‭ ‬وأمومتي‭ ‬ورعايتي‭ ‬لها‭. ‬

 

متى‭ ‬بدأت‭ ‬أزمة‭ ‬ابنتك‭ ‬الصحية؟

‭- ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بلغت‭ ‬ابنتي‭ ‬عمر‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬ظهرت‭ ‬عليها‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬أثناء‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬عمتها‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬داء‭ ‬السكري،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تم‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬وبعد‭ ‬الفحوصات‭ ‬اللازمة‭ ‬اتضح‭ ‬أنها‭ ‬مصابة‭ ‬بهذا‭ ‬الداء‭ ‬اللعين،‭ ‬وهنا‭ ‬انقلبت‭ ‬حياتي‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭.‬

كيف‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المحنة؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬أصبت‭ ‬بحالة‭ ‬انهيار‭ ‬من‭ ‬هول‭ ‬الصدمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬ابنتي‭ ‬ولدت‭ ‬ولادة‭ ‬طبيعية‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬بوادر‭ ‬أو‭ ‬مقدمات‭ ‬لإصابتها‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬المزمن،‭ ‬ولعل‭ ‬أكبر‭ ‬تحد‭ ‬واجهني‭ ‬حينئذ‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬إقناعها‭ ‬بتغيير‭ ‬أسلوب‭ ‬حياتها‭ ‬وتغذيتها‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السن‭ ‬الصغيرة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حالتها‭ ‬النفسية،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تبكي‭ ‬وتعاند‭ ‬كثيرا،‭ ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تتناول‭ ‬الطعام‭ ‬أحيانا‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭.‬

كم‭ ‬استغرق‭ ‬الوقت‭ ‬لتتعايش‭ ‬مع‭ ‬مرضها؟

‭- ‬لقد‭ ‬عانيت‭ ‬معها‭ ‬حوالي‭ ‬عام‭ ‬حتى‭ ‬تكيفت‭ ‬مع‭ ‬المرض،‭ ‬وتعايشت‭ ‬معه،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬ارتفع‭ ‬لديها‭ ‬مستوى‭ ‬حمض‭ ‬الكيتون‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬تناول‭ ‬أطعمة‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭ ‬وعدم‭ ‬استيعابها‭ ‬لحالتها‭ ‬الصحية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬وباحتضانها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جمعية‭ ‬السكر‭ ‬وتعاون‭ ‬د‭. ‬مريم‭ ‬الهاجري‭ ‬ود‭. ‬سامية‭ ‬القطان‭ ‬وكذلك‭ ‬الإدارة‭ ‬المدرسية‭ ‬بدأت‭ ‬تشعر‭ ‬بالاستقرار‭ ‬وبالأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬وتم‭ ‬اجتياز‭ ‬وامتصاص‭ ‬الصدمة‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭. ‬

كيف‭ ‬تم‭ ‬امتصاص‭ ‬غضبها؟

‭- ‬لقد‭ ‬تبنت‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للسكر‭ ‬حالة‭ ‬ابنتي‭ ‬الصحية،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬إشراكها‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والبرامج‭ ‬المتنوعة‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬تم‭ ‬امتصاص‭ ‬غضب‭ ‬الطفلة،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تأثير‭ ‬عملية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الأهالي‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬المشكلة‭ ‬نفسها،‭ ‬ومساعدة‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬كذلك‭ ‬فضل‭ ‬جهود‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد،‭ ‬ومساعدة‭ ‬د‭. ‬أريج‭ ‬السعد،‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬عن‭ ‬ابنتي‭ ‬وتوجيه‭ ‬النصح‭ ‬لنا،‭ ‬وبفضل‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬نشاطات‭ ‬جمعية‭ ‬مرضى‭ ‬السكر‭ ‬مثل‭ ‬تحدي‭ ‬المشي‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬الصيفي‭ ‬وغيرها‭ ‬تبدلت‭ ‬نفسيتها‭ ‬وتفوقت‭ ‬في‭ ‬دراستها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬تسأل‭ ‬دائما‭: ‬لماذا‭ ‬أنا؟‭ ‬مثلما‭ ‬كنت‭ ‬أقول‭ ‬لنفسي‭ ‬كذلك‭ ‬لماذا‭ ‬ابنتي‭ ‬وليس‭ ‬أنا؟‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬ومواجهة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬انتصرنا‭ ‬على‭ ‬الأزمة‭. ‬

أصعب‭ ‬تحد؟

‭- ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬مع‭ ‬ابنتي‭ ‬التنمر‭ ‬عليها‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭ ‬بسبب‭ ‬مرضها،‭ ‬وكنت‭ ‬دائما‭ ‬أوصل‭ ‬لها‭ ‬بأنها‭ ‬مميزة‭ ‬ولها‭ ‬مرتبة‭ ‬عالية‭ ‬عند‭ ‬الخالق،‭ ‬وأنه‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬حقنة‭ ‬تأخذها‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬أجر‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العالمين،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬للإدارة‭ ‬المدرسية‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬عنا‭ ‬عبر‭ ‬تعاونها‭ ‬ومتابعة‭ ‬حالتها‭ ‬وتقديم‭ ‬العلاج‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الاحتياج‭ ‬إليه،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬غير‭ ‬متوفر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المدارس،‭ ‬وهنا‭ ‬أناشد‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بضرورة‭ ‬توفير‭ ‬ممرضة‭ ‬بكل‭ ‬مدرسة‭ ‬لرعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬المصابين‭ ‬بأمراض‭ ‬مزمنة،‭ ‬فهناك‭ ‬آباء‭ ‬اضطروا‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬مدارسهم‭ ‬ونقلهم‭ ‬إلى‭ ‬مدارس‭ ‬خاصة،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬مع‭ ‬ابنتي‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭.‬

في‭ ‬رأيك‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬التصدي‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬التنمر‭ ‬داخل‭ ‬المدارس؟

‭-‬التنمر‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الظواهر‭ ‬التي‭ ‬نشهدها‭ ‬اليوم‭ ‬ونعاني‭ ‬منها‭ ‬جميعا‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬فقط،‭ ‬وللأسف‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬وطأتها‭ ‬الآباء‭ ‬وأبناؤهم‭ ‬معا،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬المتنمر‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأوقات،‭ ‬وعدم‭ ‬الحكم‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬لومه‭ ‬عند‭ ‬القيام‭ ‬بأي‭ ‬سلوك‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬المتنمر،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬مرت‭ ‬به‭ ‬ابنتي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬بهدف‭ ‬أخذ‭ ‬حقها،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬المتنمرين‭ ‬الذين‭ ‬يجدون‭ ‬أحيانا‭ ‬دعما‭ ‬من‭ ‬آبائهم‭ ‬يدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬التمادي‭ ‬في‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬تقبلهم‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬أبناءهم‭ ‬متنمرون‭ ‬أو‭ ‬الاعتراف‭ ‬بذلك،‭ ‬وأن‭ ‬يعاقبوا‭ ‬على‭ ‬أفعالهم‭.‬

وماذا‭ ‬كان‭ ‬دور‭ ‬الإدارة‭ ‬المدرسية‭ ‬حيال‭ ‬ذلك؟

‭- ‬لقد‭ ‬تعاونت‭ ‬المدرسة‭ ‬معي‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬السلوكيات،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬دوما‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬فيما‭ ‬بيننا،‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬دائما‭ ‬أتحدث‭ ‬إلى‭ ‬ابنتي‭ ‬وأنمي‭ ‬بداخلها‭ ‬القوة‭ ‬والصلابة‭ ‬وأحثها‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬لأي‭ ‬أحد‭ ‬أو‭ ‬شيء‭ ‬أن‭ ‬يكسرها،‭ ‬وشيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬بدأت‭ ‬تتفهم‭ ‬وضعها‭ ‬وتتقبله‭ ‬وتعتاد‭ ‬عليه،‭ ‬وهنا‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬توعية‭ ‬الطفل،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تبدلت‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬لها‭ ‬وتأقلمت‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬المضخة‭ ‬وعلى‭ ‬النظام‭ ‬الغذائي‭ ‬المناسب‭ ‬لها‭.‬

كيف‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬مسألة‭ ‬الحرمان‭ ‬الغذائي؟

‭- ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ابنتي‭ ‬ينصح‭ ‬الطب‭ ‬بعدم‭ ‬حرمان‭ ‬الطفل‭ ‬مريض‭ ‬السكري‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬الأغذية‭ ‬المختلفة‭ ‬وخاصة‭ ‬التي‭ ‬يميل‭ ‬إليها،‭ ‬بل‭ ‬تنظيم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديد‭ ‬الكميات،‭ ‬وإحداث‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يتناوله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وجبة،‭ ‬وشخصيا‭ ‬أطبق‭ ‬ذلك‭ ‬عمليا‭ ‬مع‭ ‬ابنتي‭ ‬تفاديا‭ ‬لأي‭ ‬قصور‭ ‬من‭ ‬جانبي،‭ ‬صحيح‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كنت‭ ‬حازمة‭ ‬بشدة،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬استمعت‭ ‬إلى‭ ‬نصيحة‭ ‬الأطباء‭ ‬بعدم‭ ‬حرمانها،‭ ‬وثقفت‭ ‬نفسي‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذه‭ ‬الحالات‭ ‬وتبادلت‭ ‬الخبرات‭ ‬مع‭ ‬غيري‭ ‬من‭ ‬أمهات‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬المرض‭ ‬وتعاونا‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬البدائل‭ ‬والحلول‭ ‬لأي‭ ‬مشكلة‭ ‬قد‭ ‬تواجهنا‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أبنائنا‭ ‬المرضى‭. ‬

نصيحتك‭ ‬الدائمة‭ ‬لابنتك؟

‭- ‬أهم‭ ‬النصائح‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬ومازلت‭ ‬أرددها‭ ‬لابنتي‭ ‬هي‭ ‬ألا‭ ‬تدع‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يكسرها،‭ ‬وألا‭ ‬تنتظر‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬لها‭ ‬أحلامها،‭ ‬وأن‭ ‬العلم‭ ‬هو‭ ‬الوسيلة‭ ‬الوحيدة‭ ‬والأولى‭ ‬لتحقيق‭ ‬طموحها،‭ ‬وأن‭ ‬تتحلى‭ ‬بالقوة‭ ‬وتكون‭ ‬هي‭ ‬السند‭ ‬لنفسها،‭ ‬وأن‭ ‬تحدد‭ ‬لنفسها‭ ‬هدفا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬تسعي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭.‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طموحك‭ ‬العلمي‭ ‬والعملي؟

‭- ‬لقد‭ ‬نصحني‭ ‬والدي‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬أن‭ ‬التحق‭ ‬بالمسار‭ ‬العلمي‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬تنوع‭ ‬المجال‭ ‬العملي‭ ‬أمامه‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وبالفعل‭ ‬التحقت‭ ‬بالجامعة‭ ‬ودرست‭ ‬تخصص‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال،‭ ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬كمتدربة‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد،‭ ‬وكنت‭ ‬من‭ ‬المؤسسين‭ ‬لها‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬إداري‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬من‭ ‬2012‭ ‬وقدمت‭ ‬تجربة‭ ‬متفردة‭ ‬مع‭ ‬الوزارة‭.‬

وما‭ ‬وجه‭ ‬التفرد؟

‭- ‬التفرد‭ ‬جاء‭ ‬لكوني‭ ‬المرأة‭ ‬الوحيدة‭ ‬بين‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القسم،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬البداية‭ ‬كسكرتيرة،‭ ‬ثم‭ ‬كمنسق‭ ‬إداري‭ ‬بعدها‭ ‬منسق‭ ‬صيانة‭ ‬مباني،‭ ‬وكان‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬وصعبا،‭ ‬ولكنه‭ ‬ممتع‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي،‭ ‬حيث‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والإنجاز‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان،‭ ‬وأن‭ ‬دورها‭ ‬مكمل‭ ‬لدور‭ ‬الرجل،‭ ‬وأنها‭ ‬قوية‭ ‬وتتمتع‭ ‬بإرادة‭ ‬حديدية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬شخصيا،‭ ‬حيث‭ ‬إنني‭ ‬أقوم‭ ‬بأعمال‭ ‬النجارة‭ ‬أو‭ ‬الصيانة‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬لم‭ ‬أواجه‭ ‬أي‭ ‬صعاب‭ ‬والجميع‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬يقدرونني‭ ‬ويمدحونني‭.‬

ماذا‭ ‬علمتك‭ ‬الحياة؟

‭- ‬علمتني‭ ‬الحياة‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬أحد،‭ ‬وألا‭ ‬أسير‭ ‬وراء‭ ‬مشاعري،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬تحكيم‭ ‬عقلي‭ ‬أولا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلمع‭ ‬ذهبا،‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نعيش‭ ‬اليوم‭ ‬زمن‭ ‬العواطف‭ ‬أو‭ ‬الشاعرية،‭ ‬وذلك‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬التعرض‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الصدمات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬ومن‭ ‬أناس‭ ‬مقربين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أخشى‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬أبنائنا‭ ‬اليوم،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توعيتهم‭ ‬لحمايتهم‭ ‬من‭ ‬شر‭ ‬النفوس،‭ ‬ومن‭ ‬نصحهم‭ ‬بتكوين‭ ‬صداقات‭ ‬قليلة‭ ‬مختارة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا