العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

جنودنا الشجعان يزكون بدمائهم أرض الصومال

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ١٩ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

لا‭ ‬يزال‭ ‬الإرهاب‭ ‬يضرب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬رغم‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الدول‭ ‬لمحاربته‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭ ‬لينعم‭ ‬العالم‭ ‬وتنعم‭ ‬المجتمعات‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان‭ ‬بعد‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬شرور‭ ‬القوى‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تعيث‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬إرهابا،‭ ‬فقد‭ ‬ضرب‭ ‬الإرهاب‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الصومال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬الإرهابي‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬قاعدة‭ ‬‮«‬غوردن‮»‬‭ ‬العسكرية‭ ‬بالصومال‭ ‬الشقيق،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استشهاد‭ ‬4‭ ‬ضباط‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬وضابط‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬عسكرية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الصومالية‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬وإعمار‭ ‬وتنمية‭ ‬الصومال‭ ‬تنفيذا‭ ‬للاتفاقية‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والصومال‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬بينهما‭ ‬لدعم‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الإفريقي‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬عرقية‭ ‬وقبلية‭ ‬ومناطقية‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬مادية‭ ‬وبشرية‭ ‬هائلة‭ ‬وتدمير‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬ليستعيد‭ ‬الصومال‭ ‬عافيته‭ ‬بعد‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬شل‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وأعادها‭ ‬عشرات‭ ‬السنوات‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬للفوضى‭ ‬والأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬والعنف‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬حركة‭ ‬الشباب‭ ‬الإسلامية‭ ‬المتطرفة‭ ‬والتي‭ ‬أعلنت‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬الهجوم‭ ‬الجبان‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬التي‭ ‬تعيث‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬إرهابا‭ ‬وتخريبا‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تتلقاه‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تضمر‭ ‬الشر‭ ‬للصومال‭ ‬وأهله‭ ‬واستخدامه‭ ‬لاستغلال‭ ‬الشباب‭ ‬الصومالي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توظيف‭ ‬الدين‭ ‬لغسل‭ ‬أدمغتهم‭ ‬للقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬والعودة‭ ‬بالبلاد‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬كلما‭ ‬تظهر‭ ‬بوادر‭ ‬مشجعة‭ ‬بخروج‭ ‬الصومال‭ ‬من‭ ‬النفق‭ ‬المظلم‭ ‬الذي‭ ‬دخلت‭ ‬فيه‭.‬

عملية‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬ضباط‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬وقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬استشهاد‭ ‬أربعة‭ ‬ضباط‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬وضابط‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬وقعت‭ ‬داخل‭ ‬معسكر‭ ‬للتدريب‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الصومالية‭ ‬مقديشو‭ ‬نفذها‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الصومالي‭ ‬حيث‭ ‬استهدفهم‭ ‬في‭ ‬أقدس‭ ‬وأطهر‭ ‬مكان‭  ‬وأحد‭ ‬بيوت‭ ‬الله‭ ‬وهم‭ ‬يؤدون‭ ‬صلاتهم‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬المعسكرات‭ ‬العسكرية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬والتي‭ ‬يذهب‭ ‬ضحيتها‭ ‬خيرة‭ ‬الشباب‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬انتماءات‭ ‬منتسبي‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الصومالية‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يعاني‭ ‬صراعات‭ ‬وخلافات‭ ‬حادة‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬خلفيات‭ ‬طالبي‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬اختراق‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬الصومالية‭ ‬والتحاق‭ ‬عناصر‭ ‬معادية‭ ‬للدولة‭ ‬الصومالية‭ ‬بها‭ ‬للقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬‮«‬غوردن‮»‬‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‭ ‬مستقبلا‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬الجيش‭ ‬الصومالي‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬الصومالي‭.‬

إن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لن‭ ‬ترهبهما‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الإجرامية‭ ‬الدنيئة‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬ضباطهما‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جماعات‭ ‬إرهابية‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬وسيلة‭ ‬لضرب‭ ‬الدول‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬منتسبي‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بواجباتهم‭ ‬لحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تعم‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬ولن‭ ‬يثنيهما‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬والعون‭ ‬للأشقاء‭ ‬الصوماليين‭ ‬لإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمانهما‭ ‬الراسخ‭ ‬بأن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وإن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬الجبانة‭ ‬لن‭ ‬تثني‭ ‬جنودنا‭ ‬البواسل‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بواجباتهم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الدول‭ ‬الصديقة‭ ‬بل‭ ‬ستزيدهم‭ ‬إصرارا‭ ‬على‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتجفيف‭ ‬منابعه‭ ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يزكي‭ ‬فيها‭ ‬جنودنا‭ ‬الأبطال‭ ‬بدمائهم‭ ‬أرض‭ ‬الصومال‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬زكوا‭ ‬بدمائهم‭ ‬أرض‭ ‬اليمن‭ ‬الشقيق‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬الشرعية‭ ‬اليمنية‭ ‬ضد‭ ‬حركة‭ ‬أنصار‭ ‬الله‭ ‬الحوثية‭ ‬الإرهابية‭ ‬والمدعومة‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

إن‭ ‬وقفة‭ ‬القيادتين‭ ‬الحكيمتين‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والشعب‭ ‬الإماراتي‭ ‬والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬مع‭ ‬عوائل‭ ‬وأسر‭ ‬شهداء‭ ‬الواجب‭ ‬ومواساتهم‭ ‬بهذا‭ ‬الحدث‭ ‬الجلل‭ ‬أكدت‭ ‬التضامن‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأوقات‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬أهالي‭ ‬شهداء‭ ‬الواجب‭ ‬وهم‭ ‬يفقدون‭ ‬فلذات‭ ‬أكبادهم‭.‬

اللهم‭ ‬أرحم‭ ‬أبناءنا‭ ‬من‭ ‬شهداء‭ ‬الواجب‭ ‬الذين‭ ‬ضحوا‭ ‬بأرواحهم‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬ونصرا‭ ‬لإخوانهم‭ ‬وأشقائهم‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬الشقيق‭ ‬واللهم‭ ‬ألهم‭ ‬أهلهم‭ ‬وذويهم‭ ‬وأسرهم‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭ ‬وأسكنهم‭ ‬فسيح‭ ‬جناتك‭ ‬مع‭ ‬الشهداء‭ ‬والصديقين‭ ‬والأبرار‭ ‬وهنيئا‭ ‬لهم‭ ‬نيل‭ ‬الشهادة‭ ‬التي‭ ‬يتمناها‭ ‬كل‭ ‬مقاتل‭ ‬يقاتل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحق‭.. ‬والخزي‭ ‬والعار‭ ‬للإرهاب‭ ‬والإرهابيين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا