العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

بصمات نسائية

كنت أول من أدخل كتابة الخط العربي بالورود في الفعاليات

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٣ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

أول بحرينية تحتل المركز الأول في جائزة الشيخ ناصر للإبداع الشبابي في نسختها الأولى والمركز الثالث في المسابقة نفسها على مستوى الخليج.. تم تكريمها من قبل جلالة الملك من بين عشرين مبدعا من الشباب.. حاصلة على المركز الأول في مسابقة سباير هوب وعلى المرتبة الرابعة في مسابقة «في حب البحرين».. صاحبة مشروعين خاصين.. المهندسة المعمارية عبير محمد جناحي لـ«أخبار الخليج»:


 

يقول‭ ‬وينستون‭ ‬تشيرشيل‭: ‬‮«‬النجاح‭ ‬ليس‭ ‬النهاية‭.. ‬والفشل‭ ‬ليس‭ ‬قاتلا‭.. ‬إنما‭ ‬الشجاعة‭ ‬للاستمرار‭.. ‬هي‭ ‬ما‭ ‬يهم‮»‬‭!‬

بالفعل‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬نهجها‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فما‭ ‬أكثر‭ ‬العثرات‭ ‬والتجارب‭ ‬المؤلمة‭ ‬التي‭ ‬اعترضت‭ ‬مسيرتها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬صنعت‭ ‬منها‭ ‬جميعا‭ ‬حافزا‭ ‬لمواصلة‭ ‬المسيرة،‭ ‬ولاكتشاف‭ ‬الذات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الإبداع،‭ ‬فحطمت‭ ‬كل‭ ‬الحواجز،‭ ‬وكسرت‭ ‬كافة‭ ‬القيود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بلوغ‭ ‬أهدافها‭.‬

عبير‭ ‬محمد‭ ‬جناحي،‭ ‬مهندسة‭ ‬معمارية‭ ‬عشقت‭ ‬الفن‭ ‬والتألق‭ ‬فيه‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظفارها،‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬جائزة‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬للإبداع‭ ‬الشبابي‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الأولى،‭ ‬وعلى‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج،‭ ‬وعلى‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬الرسم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬البحرين،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬سباير‭ ‬هوب‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المملكة‭.‬

هي‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬شيئا‭ ‬اسمه‭ ‬مستحيل‭ ‬طالما‭ ‬توافرت‭ ‬الإرادة‭ ‬والإصرار،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬مبدأها‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬التميز‭ ‬والتفرد‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬فعله،‭ ‬ويبقى‭ ‬طموحها‭ ‬الأهم‭ ‬متمثلا‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬الطاقات‭ ‬الشبابية‭ ‬المبدعة‭ ‬معنويا‭ ‬وماديا‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

متى‭ ‬ظهرت‭ ‬موهبة‭ ‬الفن؟

عشقت‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬فن‭ ‬الرسم‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬شغف‭ ‬مع‭ ‬الوقت،‭ ‬وقد‭ ‬شجعتني‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬هذه‭ ‬الموهبة‭ ‬لدي‭ ‬أختي،‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أشارك‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬فنية‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬فوز‭ ‬لي‭ ‬عند‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬الابتدائي،‭ ‬وحين‭ ‬تخرجت‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬بحثت‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬علمي‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬ميولي‭ ‬الفنية،‭ ‬فاخترت‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية،‭ ‬وأثناء‭ ‬مرحلة‭ ‬الجامعة‭ ‬كانت‭ ‬لي‭ ‬إنجازات‭ ‬مهمة‭ ‬ومبهرة‭ ‬أعتز‭ ‬بها‭ ‬بشدة‭.‬

وما‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الإنجازات؟

أثناء‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭ ‬بالبحرين،‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬مسابقة‭ ‬جائزة‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬للشباب‭ ‬المبدع،‭ ‬وقد‭ ‬فزت‭ ‬بالمركز‭ ‬الأول‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬مجسم‭ ‬لدوار،‭ ‬ثم‭ ‬فزت‭ ‬بالمركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج،‭ ‬وكان‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬عن‭ ‬تصميم‭ ‬لتجديد‭ ‬مسجد‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬أساتذتي‭ ‬بالجامعة‭ ‬كانوا‭ ‬يفخرون‭ ‬بي‭ ‬ويضربون‭ ‬بي‭ ‬المثل‭ ‬في‭ ‬الإبداع،‭ ‬وبصفة‭ ‬خاصة‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬فخورة‭ ‬بإنجاز‭ ‬آخر‭ ‬مهم‭ ‬وهو‭ ‬تكريمي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬عشرين‭ ‬شابا‭ ‬مبدعا‭.‬

بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬الجامعة؟

بعد‭ ‬تخرجي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬بحثت‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬والتحقت‭ ‬بإحدى‭ ‬الشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬وعملت‭ ‬لديها‭ ‬مدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬بعدها‭ ‬شعرت‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يصبح‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬يضيف‭ ‬لي‭ ‬شيئا‭ ‬جديدا،‭ ‬وهنا‭ ‬تولدت‭ ‬بداخلي‭ ‬فكرة‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬هندسي‭ ‬خاص‭ ‬بي‭ ‬للتصميم‭ ‬الداخلي،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬زميلاتي‭ ‬التي‭ ‬تحمست‭ ‬كذلك‭ ‬له،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬آخر‭ ‬لتنظيم‭ ‬الفعاليات،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬كان‭ ‬خوضي‭ ‬للعمل‭ ‬الحر‭ ‬يحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭.‬

أهم‭ ‬تلك‭ ‬التحديات؟

من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتني‭ ‬أنا‭ ‬وشريكتي‭ ‬وأتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬المشروع‭ ‬الهندسي‭ ‬للتصميم‭ ‬الداخلي،‭ ‬كان‭ ‬إمكانية‭ ‬إثبات‭ ‬وجودنا‭ ‬ومكانتنا‭ ‬وسط‭ ‬المنافسة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬المتشبع‭ ‬بنفس‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المشاريع،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬المشروع‭ ‬متعثر‭ ‬حاليا،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬مشروع‭ ‬تنظيم‭ ‬الفعاليات‭ ‬الذي‭ ‬لاقى‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬إيجابيا‭ ‬للغاية،‭ ‬وحقق‭ ‬نجاحا‭ ‬لافتا،‭ ‬بسبب‭ ‬تميزه‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬المشاريع‭ ‬المماثلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قليلة‭ ‬وتعد‭ ‬على‭ ‬الأصابع‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬أدخل‭ ‬كتابة‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬بالورود‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬والفعاليات،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬لي‭ ‬صيتا‭ ‬ذائعا‭ ‬وإعجابا‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬الذين‭ ‬وجدوا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التفرد،‭ ‬وقد‭ ‬ابتكرت‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬بنفسي‭ ‬وأتقنته‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭.‬

ما‭ ‬سبب‭ ‬تعثر‭ ‬المشروع‭ ‬الهندسي؟

تعثر‭ ‬مشروعي‭ ‬الهندسي‭ ‬للتصميم‭ ‬الداخلي‭ ‬حدث‭ ‬بسبب‭ ‬المنافسة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬حرصي‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬إضافة‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭ ‬على‭ ‬أعمالي‭ ‬وعلى‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الأسلوب‭ ‬التقليدي‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬التميز،‭ ‬ولعل‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬فوزي‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬وحققت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬نتائج‭ ‬مبهرة،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتنا‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬هي‭ ‬المرور‭ ‬بأزمات‭ ‬مالية،‭ ‬ولأنني‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المردود‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬فشله،‭ ‬فقد‭ ‬قررت‭ ‬ألا‭ ‬أستسلم‭ ‬أو‭ ‬أيأس،‭ ‬وواصلت‭ ‬رغم‭ ‬التعثر،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أبحث‭ ‬حاليا‭ ‬ومنذ‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الهندسي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المادي‭.‬

في‭ ‬رأيك‭ ‬ماذا‭ ‬يحتاج‭ ‬الشباب‭ ‬المبدع؟

الشباب‭ ‬المبدع‭ ‬وما‭ ‬أكثرهم‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬مادي‭ ‬ومعنوي‭ ‬واحتضان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جهة‭ ‬محددة‭ ‬تأخذ‭ ‬بسواعدهم‭ ‬نحو‭ ‬الإنجاز‭ ‬والعطاء‭ ‬المتميز،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أتمنى‭ ‬رؤيته‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭.‬

متى‭ ‬تفشل‭ ‬المرأة؟

أرى‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬قوية‭ ‬بالفطرة،‭ ‬وأنها‭ ‬تتمتع‭ ‬بإرادة‭ ‬وعزيمة‭ ‬فولاذية،‭ ‬وبمقدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬وبكل‭ ‬مهارة،‭ ‬لذلك‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬فشلها‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬بقرار‭ ‬منها،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬استجابت‭ ‬للمحبطين‭ ‬ممن‭ ‬حولها،‭ ‬وما‭ ‬أكثرهم‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬وشخصيا‭ ‬عانيت‭ ‬منهم‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭.‬

كيف‭ ‬تعاطيتِ‭ ‬مع‭ ‬الآراء‭ ‬المحبطة؟

لقد‭ ‬صادفني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الآراء‭ ‬المحبطة‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬التفت‭ ‬إليهم،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أستمع‭ ‬لتعليقاتهم‭ ‬المثبطة‭ ‬للعزيمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬حين‭ ‬قررت‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬جائزة‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬للشباب‭ ‬المبدع،‭ ‬وأود‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬هنا‭ ‬أمرا‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬نجاحي‭ ‬ومواصلتي‭ ‬المشوار‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وإصرار‭ ‬وهو‭ ‬دعم‭ ‬زوجي‭ ‬اللامحدود‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطواتي،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنه‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭.‬

هل‭ ‬ندمتِ‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬الوظيفة؟

بالطبع‭ ‬الوظيفة‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي‭ ‬لأي‭ ‬شخص،‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬بالندم‭ ‬على‭ ‬خوض‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭ ‬لأنني‭ ‬مؤمنة‭ ‬بأننا‭ ‬نعيش‭ ‬اليوم‭ ‬عصر‭ ‬رواج‭ ‬وسيطرة‭ ‬المشاريع‭ ‬الخاصة،‭ ‬وسواء‭ ‬كان‭ ‬المرء‭ ‬موظفا‭ ‬أو‭ ‬صاحب‭ ‬عمل‭ ‬حر‭ ‬أنصح‭ ‬هنا‭ ‬بعدم‭ ‬الاستسلام‭ ‬عند‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬أو‭ ‬صعوبات،‭ ‬وبالسعي‭ ‬نحو‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يقدم‭ ‬على‭ ‬فعله،‭ ‬وبعدم‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الآراء‭ ‬السلبية‭.‬

ماذا‭ ‬تعلمتِ‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بك؟

شخصيا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬فشل‭ ‬أو‭ ‬تحدٍ‭ ‬واجهني‭ ‬كان‭ ‬حافزا‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬جديد‭ ‬ومهم‭ ‬في‭ ‬مشواري،‭ ‬وقد‭ ‬حدث‭ ‬أن‭ ‬شاركت‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬عالمية‭ ‬لديار‭ ‬المحرق،‭ ‬وقدمت‭ ‬خلالها‭ ‬مشروع‭ ‬تصميم‭ ‬جسر‭ ‬للعبور،‭ ‬وكان‭ ‬عملا‭ ‬صعبا‭ ‬وشاقا‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬الفوز،‭ ‬وبالطبع‭ ‬شعرت‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الخذلان،‭ ‬لكني‭ ‬لم‭ ‬أتوقف‭ ‬كثيرا‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الشعور،‭ ‬وبحثت‭ ‬عن‭ ‬مخرج‭ ‬وهدف‭ ‬جديد‭ ‬أضعه‭ ‬نصب‭ ‬عيناي‭ ‬لبلوغه،‭ ‬وبصفة‭ ‬عامة‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬فشل‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬حافز‭ ‬معنوي‭ ‬قوي‭ ‬للاستمرار‭ ‬ولمزيد‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬والإنجاز‭.‬

ما‭ ‬خطتك‭ ‬للمرحلة‭ ‬القادمة؟

مازال‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬وظيفة‭ ‬مستقرة‭ ‬تحقق‭ ‬لي‭ ‬دخلا‭ ‬ثابتا‭ ‬مستمرا،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬مناسبة‭ ‬ومجدية‭ ‬سوف‭ ‬أتوجه‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مشروعي‭ ‬الهندسي‭ ‬الخاص‭ ‬المتعثر‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر،‭ ‬فأنا‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬اسمه‭ ‬مستحيل‭ ‬طالما‭ ‬توافرت‭ ‬الإرادة‭ ‬والعزيمة،‭ ‬والحياة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬محطات‭ ‬مزيجها‭ ‬النجاح‭ ‬والتعثر،‭ ‬وشخصيا‭ ‬لا‭ ‬أسمح‭ ‬مطلقا‭ ‬لأي‭ ‬شيء‭ ‬أن‭ ‬يوقفني‭ ‬عن‭ ‬الاستمرار‭ ‬ومواصلة‭ ‬الرحلة،‭ ‬لأنني‭ ‬بطبعي‭ ‬شخصية‭ ‬متفائلة‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬حد،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬أحد‭ ‬أسرار‭ ‬نجاحي‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬وتغلبي‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬تجربة‭ ‬مؤلمة‭. ‬

أصعب‭ ‬محنة؟

من‭ ‬أصعب‭ ‬المحن‭ ‬التي‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬كانت‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬الشديدة‭ ‬التي‭ ‬أصيب‭ ‬بها‭ ‬والدي،‭ ‬والتي‭ ‬دفعتني‭ ‬إلى‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬إكمال‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭ ‬مدة‭ ‬كورس‭ ‬كامل،‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أستسلم‭ ‬طويلا،‭ ‬بل‭ ‬قررت‭ ‬العودة‭ ‬لاستكمال‭ ‬المسيرة،‭ ‬وواصلت‭ ‬دراستي،‭ ‬وأود‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬هنا‭ ‬أمرا‭ ‬مهما‭ ‬وهو‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬والدي‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬دوما‭ ‬لي‭ ‬مصدرا‭ ‬مهما‭ ‬وأساسيا‭ ‬للتحلي‭ ‬بالإيجابية‭ ‬والتمسك‭ ‬بالحرص‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬إنجاز،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬والدتي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬تدفعني‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬وتمدني‭ ‬بالقوة‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬الفترات‭ ‬الصعبة‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة؟

أود‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أتوجه‭ ‬بالشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬سباير‭ ‬هوب‭ ‬على‭ ‬احتضانهم‭ ‬المشاريع‭ ‬الشبابية،‭ ‬وعلى‭ ‬دعمهم‭ ‬الكبير‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬وشاركت‭ ‬فيها‭ ‬وحققت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الفوز‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الأولى،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬عملي‭ ‬المشارك‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تصميم‭ ‬المبني‭ ‬الجديد‭ ‬للشركة‭ ‬بإبداع‭ ‬بحريني،‭ ‬ومن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب،‭ ‬كما‭ ‬أرسل‭ ‬تحياتي‭ ‬وامتناني‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم،‭ ‬وخاصة‭ ‬المهندس‭ ‬حيدر‭ ‬النعيمي‭ ‬وصاحب‭ ‬الشركة‭ ‬سيد‭ ‬إبراهيم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا