العدد : ١٦٨٥٧ - السبت ١٨ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٧ - السبت ١٨ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

نحن هنا وهم راحلون

بقلم: طلال عوكل {

الخميس ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثمانين‭ ‬يوما،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬الضباب‭ ‬يُخيّم‭ ‬على‭ ‬المشهد،‭ ‬فلا‭ ‬مصّاصي‭ ‬الدماء‭ ‬يكتفون،‭ ‬ولا‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يُبدي‭ ‬أيّ‭ ‬إشارةٍ‭ ‬إلى‭ ‬الضعف‭ ‬أو‭ ‬الانكسار‭.‬

في‭ ‬الضفّة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬والقدس،‭ ‬يواجه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حرب‭ ‬إبادة،‭ ‬تستهدف‭ ‬وجوده‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استهدفت‭ ‬حقوقه‭ ‬السياسية‭ ‬وحتى‭ ‬الإنسانية‭.‬

في‭ ‬غزّة‭ ‬حيث‭ ‬يركّز‭ ‬‮«‬التحالف‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكتيبته‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬حرب‭ ‬إبادته‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬انتصارٍ‭ ‬على‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وقيمها،‭ ‬ليؤكّد‭ ‬استمرار‭ ‬سيطرة‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬ظالم‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬الانهيار‭.‬

‮«‬الحلف‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬ذاته‭ ‬كرّس‭ ‬كل‭ ‬إمكانياته‭ ‬العسكرية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬نظامه‭ ‬العالمي،‭ ‬لتحقيق‭ ‬الانتصار‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ولم‭ ‬يحصد‭ ‬سوى‭ ‬الفشل‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬أمريكا‭ ‬رأس‭ ‬الشرّ‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬تتوقّف‭ ‬عن‭ ‬شنّ‭ ‬الحروب‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬المستضعفة‭ ‬لنهب‭ ‬خيراتها،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬عبيد،‭ ‬تسقط‭ ‬في‭ ‬فيتنام‭ ‬وكمبوديا،‭ ‬وتسقط‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وفي‭ ‬أفغانستان،‭ ‬ولكنّها‭ ‬لا‭ ‬تتوقّف‭.‬

من‭ ‬ألقى‭ ‬القنبلة‭ ‬الذرّية‭ ‬على‭ ‬هيروشيما‭ ‬وناجازاكي،‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬ويقتل‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف،‭ ‬لا‭ ‬يتورّع‭ ‬عن‭ ‬تكرار‭ ‬جريمته‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬الصغيرة،‭ ‬المنهكة‭ ‬والمحاصرة،‭ ‬ألقت‭ ‬العصابة،‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الأمريكية‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تعرّضت‭ ‬له‭ ‬هيروشيما‭ ‬وناجازاكي‭.‬

اليابانيون‭ ‬استسلموا‭ ‬بعد‭ ‬حربٍ‭ ‬طويلة‭ ‬مرهقة،‭ ‬وبسبب‭ ‬أطماعٍ‭ ‬هتلرية‭ ‬جنونية‭ ‬أسّست‭ ‬لتلك‭ ‬الهزيمة،‭ ‬لكن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لن‭ ‬يسلّم‭ ‬ولن‭ ‬يستسلم‭.‬

يُسجّل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أسطورة‭ ‬تاريخية‭ ‬بصموده‭ ‬وقتاله،‭ ‬وتحمُّله،‭ ‬ستحرم‭ ‬‮«‬التحالف‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬الغاشم،‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يجمل‭ ‬هزيمته‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬استطالت‭ ‬الحرب‭ ‬وحصدت‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأرواح‭.‬

نحو‭ ‬ثمانين‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬ونحو‭ ‬ثمانين‭ ‬ألفاً‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬والجرحى،‭ ‬يستعيد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬صورة‭ ‬الصمود‭ ‬التي‭ ‬سطّرها‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬عام‭ ‬1982،‭ ‬ويستعيد‭ ‬نشيد‭ ‬‮«‬اشهد‭ ‬يا‭ ‬عالم‭ ‬علينا‭ ‬وعَ‭ ‬بيروت‮»‬‭ ‬ولكنهم‭ ‬سيركعون‭ ‬أمام‭ ‬صمود‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومقاومته‭ ‬الباسلة‭.‬

منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام،‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يتعرّض‭ ‬لحربٍ‭ ‬ضروس،‭ ‬دفع‭ ‬خلالها‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬المناطق‭ ‬نحو‭ ‬ألف‭ ‬شهيدٍ‭ ‬وقتيل،‭ ‬واكتظّت‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بالمعتقلين‭ ‬والأسرى،‭ ‬الذين‭ ‬سِيموا‭ ‬ويُسامون‭ ‬العذاب‭.‬

اشتغلت‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬والدمار‭ ‬العنصرية‭ ‬الفاشية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬حسم‭ ‬الصراع‭ ‬لكنّها‭ ‬فشلت‭ ‬وتفشل‭ ‬اليوم‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحده‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬مع‭ ‬نفرٍ‭ ‬قليل‭ ‬لكنّه‭ ‬كبير‭ ‬بفعله‭ ‬من‭ ‬المقاومين‭ ‬العرب‭.‬

تصرخ‭ ‬مؤسّسات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬الحقوقية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬كلّ‭ ‬الوقت‭ ‬وترفع‭ ‬صوتها‭ ‬عالياً،‭ ‬لحماية‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬غزّة،‭ ‬ويجتمع‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬مراراً،‭ ‬لكنه‭ ‬يفشل‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬لأنّه‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬هيمنة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أهل‭ ‬غزّة‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬هدنة‭ ‬أو‭ ‬تهدئة،‭ ‬هم‭ ‬يريدون‭ ‬وقف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة،‭ ‬ومُصِرُّون‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ومُصمِّمُون‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬القتال‭ ‬حتى‭ ‬يضطرّ‭ ‬العدوّ‭ ‬إلى‭ ‬التوقّف‭.‬

لا‭ ‬ترى‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬سبباً‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب،‭ ‬وهي‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ولأنّها‭ ‬من‭ ‬يقودها،‭ ‬وتكتفي‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بزيادة‭ ‬الإمدادات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الهائلة‭.‬

هل‭ ‬يعرف‭ ‬العالم‭ ‬أنّ‭ ‬معظم‭ ‬المساعدات‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬عبوات‭ ‬المياه،‭ ‬والأكفان،‭ ‬وطعوم‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬آخر‭ ‬الأيّام‭ ‬وصلت‭ ‬شاحنات‭ ‬مُحمّلة‭ ‬بالحطب؟‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬يتحدّثون‭ ‬عنها،‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬حياة‭ ‬الناس،‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬القطاع،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬وسطه‭ ‬وجنوبه‭.‬

لا‭ ‬مجال‭ ‬للتحامل‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬الذين‭ ‬اجتمعوا‭ ‬في‭ ‬قمّةٍ‭ ‬واحدة،‭ ‬في‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬نوفمبر،‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب،‭ ‬تجاهلوا‭ ‬قراراتهم‭ ‬التي‭ ‬تحدّثت‭ ‬عن‭ ‬كسرٍ‭ ‬فوري‭ ‬للحصار‭.‬

لدى‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬القوة‭ ‬ما‭ ‬يمكّنهم‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬وقف‭ ‬الحرب،‭ ‬دون‭ ‬استخدام‭ ‬أسلحتهم‭ ‬وجيوشهم‭.‬

لا‭ ‬نعرف‭ ‬أين‭ ‬أساس‭ ‬الخطأ،‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬عند‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذي‭ ‬ظلّوا‭ ‬متمسّكين‭ ‬بالهويّة‭ ‬العربية،‭ ‬أم‭ ‬عند‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬تخلّوا‭ ‬عن‭ ‬واجبهم،‭ ‬والأمر،‭ ‬أيضاً،‭ ‬ينسحب‭ ‬على‭ ‬أمة‭ ‬المسلمين‭.‬

لست‭ ‬محكوماً‭ ‬بحالة‭ ‬عصبيّة،‭ ‬أو‭ ‬بتأثير‭ ‬المأساة‭ ‬التي‭ ‬يُعانيها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬يراجع‭ ‬الدور‭ ‬العربي‭ ‬والدور‭ ‬الإسلامي‭ ‬منذ‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وباستثناء‭ ‬محطّات‭ ‬محدودة،‭ ‬فإنّ‭ ‬هذه‭ ‬المراجعة‭ ‬ستفيد‭ ‬بأنّ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬كانوا‭ ‬وحدهم‭ ‬لا‭ ‬ينتظرون‭ ‬إلّا‭ ‬كثير‭ ‬الكلام،‭ ‬وقليل‭ ‬الفعل‭.‬

منذ‭ ‬الأيّام‭ ‬الأولى‭ ‬للحرب،‭ ‬استدار‭ ‬العالم‭ ‬كلّه‭ ‬نحو‭ ‬فلسطين‭ ‬وقضيّتها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تخلّت‭ ‬نسبياً‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفاؤها،‭ ‬عن‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬ضحيّة‭ ‬للسياسات‭ ‬‮«‬الغربية‮»‬،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬المكانة‭ ‬والدور‭ ‬المختلف‭ ‬نوعياً‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فإنّ‭ ‬العالم،‭ ‬أيضاً،‭ ‬سيُرغَم‭ ‬على‭ ‬التخلّي‭ ‬عنها‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭.‬

فشلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬وظيفتها،‭ ‬واستنزفت‭ ‬مئات‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬جيوب‭ ‬دافعي‭ ‬الضرائب‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬أنشأتها‭ ‬وترعاها،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬تقاتل‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنعاشها،‭ ‬وإطالة‭ ‬عمرها‭ ‬ولو‭ ‬لبضع‭ ‬سنين‭ ‬ليست‭ ‬كثيرة،‭ ‬أمّا‭ ‬عن‭ ‬وظيفتها‭ ‬فهذه‭ ‬قد‭ ‬أخذت‭ ‬في‭ ‬الانهيار‭.‬

لو‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬قيادة‭ ‬تتمتّع‭ ‬ببعض‭ ‬الحكمة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬لأوقفت‭ ‬الحرب‭ ‬واختصرت‭ ‬الطريق،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعطاء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بعضاً‭ ‬من‭ ‬حقوقه‭ ‬

لقد‭ ‬نصحهم‭ ‬الكاتب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬جدعون‭ ‬ليفي،‭ ‬وكذلك‭ ‬آري‭ ‬شبيط‭ ‬مراراً‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬وأثنائها،‭ ‬بأنّ‭ ‬بقاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬مرهون‭ ‬بالتنازل‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض،‭  ‬لكنهم‭ ‬لا‭ ‬يرعوون‭ ‬حقوقه‭ ‬السياسية‭.‬

لم‭ ‬يبقَ‭ ‬لإسرائيل‭ ‬من‭ ‬دوافع‭ ‬لاستمرار‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الفاشلة،‭ ‬سوى‭ ‬الدوافع‭ ‬الشخصية،‭ ‬لمن‭ ‬يديرونها،‭ ‬ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬استمرارها‭ ‬هو‭ ‬الملاذ‭ ‬الأخير‭ ‬والمتبقّي‭ ‬لهم،‭ ‬لأنّهم‭ ‬يعرفون‭ ‬المصير‭ ‬الذي‭ ‬ينتظرهم‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭.‬

الفلسطينيون‭ ‬الذين‭ ‬يسطّرون‭ ‬اليوم‭ ‬ملحمة‭ ‬الصمود‭ ‬والبقاء،‭ ‬والانتصار،‭ ‬يعرفون‭ ‬أنّهم‭ ‬يدفعون‭ ‬ثمناً‭ ‬كبيراً،‭ ‬لكنهم‭ ‬باقون‭ ‬على‭ ‬أرضهم،‭ ‬ولكن‭ ‬عدوّهم‭ ‬يدفع‭ ‬ثمناً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الدولة‭ ‬وعلى‭ ‬حساب‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭.‬

ما‭ ‬يتعرّض‭ ‬له‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬وآلام‭ ‬واضح‭ ‬لكلّ‭ ‬العالم‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬تتعرّض‭ ‬له‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬أكثر‭ ‬فداحة،‭ ‬تحجبه‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والحليفة‭ ‬لها‭.‬

ستسطع‭ ‬الشمس‭ ‬قريباً،‭ ‬وسيظهر‭ ‬أنّ‭ ‬إسرائيل‭ ‬دفعت‭ ‬أثماناً‭ ‬باهظة،‭ ‬بشرية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬ونفسية،‭ ‬وأنّ‭ ‬سمعتها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬الحضيض،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬ترميمها‭.‬

لقد‭ ‬قالها‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وردّدها‭ ‬مراراً،‭ ‬لتبرير‭ ‬مواصلة‭ ‬الحرب‭ ‬أمام‭ ‬جمهوره‭ ‬إنّ‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬هي‭ ‬الأخيرة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬بمعنى‭ ‬إزالة‭ ‬التهديد‭ ‬من‭ ‬غزّة‭ ‬والضفّة‭ ‬ولبنان‭.‬

وسيدرك‭ ‬أسياد‭ ‬الحرب‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أنّهم‭ ‬ألحقوا‭ ‬بصنيعتهم‭ ‬أضرارا‭ ‬بالغة‭ ‬واستراتيجية‭ ‬حين‭ ‬سمحوا‭ ‬بإطالة‭ ‬أمد‭ ‬الحرب‭.‬

 

{‭ ‬كاتب‭ ‬من‭ ‬فلسطين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا