العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

عن واقع المرأة في الحرب على غزة

بقلم: سوسن جميل حسن {

السبت ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

حملة‭ ‬‮«‬اتّحدوا‮»‬‭ ‬الأممية‭ ‬هي‭ ‬16‭ ‬يومًا‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬لمناهضة‭ ‬الـ«عنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬والفتاة‮»‬،‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬نوفمبر‭ ‬وانتهاء‭ ‬بيوم‭ ‬10‭ ‬ديسمبر‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يُحتفى‭ ‬فيه‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

لافتٌ‭ ‬ومثيرٌ‭ ‬هذا‭ ‬الإشهار،‭ ‬فهو‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬مدّة‭ ‬حدّاها‭ ‬عنوانان‭ ‬كبيران،‭ ‬وارتباطهما‭ ‬بعضهما‭ ‬ببعض‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬المرتقبة‭ ‬وردية‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬القارئ،‭ ‬خصوصا‭ ‬لجهة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬المنتهكة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬والمواطن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬والمرأة‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬خصوصية،‭ ‬فالمرأة‭ ‬هي‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬إنسان‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬حقوقها‭ ‬منتقصةٌ‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أزهى‭ ‬حالاتها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلدٍ‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬يحمي‭ ‬دستورها‭ ‬وقوانينها‭ ‬مواطنيها‭ ‬قولًا‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬وفعلًا‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة،‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬دول‭ ‬مؤسسات‭ ‬وقوانين،‭ ‬فكيف‭ ‬بواقع‭ ‬المرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬غزّة،‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الحصار‭ ‬الممتدّة؟

وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬حقائق‭ ‬وأرقام،‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬الإحصاءات‭: ‬تُقتل‭ ‬خمس‭ ‬نساء‭ ‬أو‭ ‬فتيات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ساعة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬أسرهن‭. ‬تعيش‭ ‬86%‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬أنظمة‭ ‬حماية‭ ‬قانونية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وهذا‭ ‬يدلّ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تركّز‭ ‬في‭ ‬أنشطتها‭ ‬هذه‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬الممارس‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬السلم‭ ‬تحديدًا،‭ ‬خصوصا‭ ‬ذلك‭ ‬العنف‭ ‬المرتبط‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬لدى‭ ‬الشعوب،‭ ‬والموقع‭ ‬الذي‭ ‬تشغله‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات،‭ ‬بينما‭ ‬تضيع‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬وتنزاح‭ ‬هويتها‭ ‬البيولوجية‭ ‬والنفسية‭ ‬إلى‭ ‬الهامش‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الحروب‭. ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬فإنها‭ ‬تدفع‭ ‬الفاتورة‭ ‬الأبهظ‭ ‬في‭ ‬الحروب،‭ ‬ولدينا‭ ‬اليوم‭ ‬مثال‭ ‬صارخ‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬تشنّها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬وفي‭ ‬الحملة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬بكل‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ومخيّماتها‭. ‬

وممّن‭ ‬شملهنّ‭ ‬إعلان‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬1993،‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭: ‬المهاجرات‭ ‬واللاجئات،‭ ‬ونساء‭ ‬الشعوب‭ ‬الأصلية‭.‬

مرّت‭ ‬المرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬‮«‬الشعوب‭ ‬الأصلية‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬النكبة‭ ‬وإعلان‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬1948،‭ ‬مرارًا‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬‮«‬التهجير‮»‬‭ ‬و«اللجوء‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬أرضها،‭ ‬وخارجها،‭ ‬وعانت‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬الحروب‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬مسيرة‭ ‬الآلام‭ ‬الممتدّة‭ ‬هذه‭. ‬وعندما‭ ‬نتابع‭ ‬هذا‭ ‬السعير‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬للعنف‭ ‬والجريمة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة،‭ ‬تنهض‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬بشأن‭ ‬واقع‭ ‬المرأة‭ ‬فيها،‭ ‬بين‭ ‬حدّي‭ ‬العمر‭ ‬من‭ ‬الولادة‭ ‬حتى‭ ‬الشيخوخة،‭ ‬وكيف‭ ‬تمارس‭ ‬عليها‭ ‬الحرب‭ ‬جبروتها‭ ‬والعنف‭ ‬في‭ ‬أعتى‭ ‬أشكاله،‭ ‬لكونها‭ ‬امرأة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الخصوصية‭.‬

المرأة‭ ‬في‭ ‬حاجاتها‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬فيزيولوجية‭ ‬جسدها‭ ‬دوريا‭ ‬كل‭ ‬شهر،‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفترات‭ ‬الدورية‭ ‬من‭ ‬تدبير‭ ‬وعناية‭ ‬صحية‭ ‬لدى‭ ‬نساءٍ‭ ‬نشأن‭ ‬على‭ ‬مراعاة‭ ‬خصوصية‭ ‬الجسد‭ ‬الأنثوي‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬السرّية‭ ‬الحميمة‭ ‬تفرض‭ ‬إنجاز‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬بطريقة‭ ‬فائقة‭ ‬التكتّم‭ ‬والخجل،‭ ‬فكيف‭ ‬تتدبر‭ ‬أمرها،‭ ‬بينما‭ ‬أبسط‭ ‬الحاجات‭ ‬غير‭ ‬متوفرة‭ ‬من‭ ‬فوط‭ ‬صحية‭ ‬أو‭ ‬حمامات‭ ‬أو‭ ‬دورات‭ ‬مياه،‭ ‬وعدم‭ ‬توفّر‭ ‬إمكانية‭ ‬الاغتسال؟‭ ‬عدا‭ ‬الهبوط‭ ‬النفسي‭ ‬وما‭ ‬يرافق‭ ‬هذه‭ ‬الفترات‭ ‬الفيزيولوجية‭ ‬الدورية‭ ‬من‭ ‬اضطرابات‭ ‬مزاجية‭ ‬وعاطفية،‭ ‬زيادة‭ ‬على‭ ‬الألم،‭ ‬بينما‭ ‬تكون‭ ‬مرهونة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬للرحيل‭ ‬السريع،‭ ‬أو‭ ‬القلق‭ ‬والتوتّر‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬الموت،‭ ‬أو‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬الفقد‭.‬

المرأة‭ ‬الحامل،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬حمل‭ ‬بين‭ ‬نساء‭ ‬غزّة‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية،‭ ‬متوقّع‭ ‬أن‭ ‬تلد‭ ‬شريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬منهن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر،‭ ‬منهن‭ ‬من‭ ‬وضعن،‭ ‬منهنّ‭ ‬من‭ ‬استشهدن،‭ ‬ومن‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬استشهدن‭ ‬ونجا‭ ‬مواليدهن،‭ ‬ومنهن‭ ‬من‭ ‬يرزحن‭ ‬تحت‭ ‬خوف‭ ‬إضافي‭ ‬من‭ ‬لحظة‭ ‬ولادة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬موعدها‭ ‬تحت‭ ‬القصف‭ ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬الموت،‭ ‬وخروج‭ ‬ثلثي‭ ‬المستشفيات‭ ‬من‭ ‬الخدمة،‭ ‬وندرة‭ ‬وسائل‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬بسبب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يرافق‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭. ‬ما‭ ‬يلفت‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬إصرار‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬الحياة،‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الناشطين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬خصوصا‭ ‬الأطباء،‭ ‬على‭ ‬‮«‬يوتيوب‮»‬،‭ ‬يقدّمون‭ ‬شرحًا‭ ‬فيه‭ ‬توعية‭ ‬بالولادة‭ ‬وإرشادات،‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬حصلت‭ ‬للمرأة،‭ ‬وهي‭ ‬وحيدة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬معين،‭ ‬وكيف‭ ‬تواجه‭ ‬حالتها،‭ ‬في‭ ‬محاولةٍ‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬الذي‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬الذعر‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬حالةٍ‭ ‬كهذه،‭ ‬ألا‭ ‬يحيلنا‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬إلى‭ ‬بدايات‭ ‬النوع‭ ‬البشري‭ ‬والفطرة‭ ‬الأولى،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الثورة‭ ‬الرقمية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان؟

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭ ‬والقلق‭ ‬والخوف،‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬ولادة‭ ‬كهذه‭ ‬وما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬لحرمة‭ ‬الجسد،‭ ‬يؤثّر‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬نمو‭ ‬الجنين‭ ‬في‭ ‬الرحم،‭ ‬واحتمال‭ ‬ولادة‭ ‬أجنّة‭ ‬ناقصي‭ ‬الوزن‭ ‬أو‭ ‬خدج،‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬ودعم‭ ‬في‭ ‬حواضن‭ ‬آلية،‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬شاهد‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬للخدج‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭. ‬ثم‭ ‬المرأة‭ ‬النفساء‭ ‬المعرّضة‭ ‬في‭ ‬الأحوال‭ ‬العادية‭ ‬لاختلاطات‭ ‬أو‭ ‬أمراض‭ ‬عديدة،‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬حرمت‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬والحياة‭ ‬الصحية،‭ ‬فكيف‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬الحرب،‭ ‬وما‭ ‬تسبّبه‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬لكيانها‭ ‬ولأمومتها؟‭ ‬الأم‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تطعن‭ ‬في‭ ‬أمومتها‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭. ‬كذلك‭ ‬النساء‭ ‬المسنات‭ ‬وغالبيتهن‭ ‬ممن‭ ‬هُجّرن‭ ‬ونزحن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرّة،‭ ‬كما‭ ‬حال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬منذ‭ ‬75‭ ‬عامًا،‭ ‬وهنّ‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬أمراض‭ ‬العمر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كالأعمار‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬حقّهن،‭ ‬كما‭ ‬تحتاج‭ ‬المرأة‭ ‬المسنّة‭ ‬إلى‭ ‬المساندة‭ ‬والدعم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬ترمي‭ ‬بالأفراد‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬النزوح،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬مأمن‭ ‬أيضًا،‭ ‬بينما‭ ‬ذاكرتها‭ ‬تنهمر‭ ‬عليها‭ ‬بتغريبةٍ‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬ولم‭ ‬تنتهِ؟

إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المقالة‭ ‬أضاءت‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الزوايا‭ ‬الخاصة‭ ‬بما‭ ‬تخلفه‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬انتهاك‭ ‬للمرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأشكال‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬بحقّها،‭ ‬فهناك‭ ‬أيضًا‭ ‬زوايا‭ ‬ستكشفها‭ ‬الأيام‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬عما‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬خلفته‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬مستقبلية‭ ‬على‭ ‬جسد‭ ‬المرأة‭ ‬لناحية‭ ‬أجهزتها‭ ‬الأنثوية،‭ ‬وخصوبتها‭. ‬المرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬بؤرة‭ ‬جحيم‭ ‬العنف،‭ ‬تهديد‭ ‬العنف‭ ‬ماثل‭ ‬في‭ ‬وجهها‭ ‬منذ‭ ‬صرختها‭ ‬الأولى‭ ‬حتى‭ ‬صراخها‭ ‬الأخير‭ ‬وهي‭ ‬تفقد‭ ‬أبناءها،‭ ‬تفقد‭ ‬زوجها‭ ‬وتصبح‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬أولادها‭ ‬الباقين،‭ ‬تفقد‭ ‬ذويها‭ ‬وتصبح‭ ‬يتيمة‭ ‬وحيدة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الخوف‭ ‬والقتل‭ ‬وانتهاك‭ ‬حرمتها،‭ ‬جسديًّا‭ ‬ونفسيًّا‭.‬

ألا‭ ‬تستحقّ‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬ومن‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومن‭ ‬الجمعيات‭ ‬المدافعة‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬والجماعات‭ ‬والمنظمات‭ ‬والمؤسّسات‭ ‬النسوية،‭ ‬وجمعية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وغيرها‭ ‬وغيرها،‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬واقعها‭ ‬والدفاع‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العنف‭ ‬المتخلّق‭ ‬أشكالًا‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭ ‬بحقّها،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬من‭ ‬حصدتهم‭ ‬الحرب‭ ‬الجبارة‭ ‬الوحشية‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬مع‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يحملون‭ ‬السلاح؟

{‭ ‬كاتبة‭ ‬وروائية‭ ‬من‭ ‬سوريا

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا