العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

«صندوق المناخ».. هل سيرى النور في اجتماع التغير المناخي؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الأربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

من‭ ‬البنود‭ ‬العالقة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عاماً،‭ ‬وتُعتبر‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬الأكثر‭ ‬تعقيداً‭ ‬وسخونة‭ ‬والتي‭ ‬سيتعرض‭ ‬لها‭ ‬المفاوضون‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬أو‭ ‬كوب‭ ‬28،‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬هو‭ ‬البند‭ ‬المتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬المالي‭ ‬وبالتحديد‭ ‬صندوق‭ ‬المناخ،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬أُطلق‭ ‬عليه‭ ‬رسمياً‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022‭(‬كوب‭ ‬27‭) ‬بصندوق‭ ‬الخسائر‭ ‬والأضرار‭(‬loss‭ ‬and‭ ‬damage‭).‬

فالصراع‭ ‬محتدم‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود،‭ ‬والمعارك‭ ‬تتجدد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬اجتماع‭ ‬للدول‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الاطارية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬التي‭ ‬وقع‭ ‬عليها‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬ريو‭ ‬دي‭ ‬جانيرو‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992‭. ‬وهذه‭ ‬المعارك‭ ‬غير‭ ‬المتكافئة‭ ‬يشترك‭ ‬فيها‭ ‬قطبان‭ ‬كبيران‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬وهما‭: ‬القطب‭ ‬الغني‭ ‬والثري‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بالنفوذ‭ ‬والقوة‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬أنشطتها‭ ‬التنموية‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬200‭ ‬عام‭ ‬فلوثت‭ ‬البيئة‭ ‬برمتها‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والقطب‭ ‬الثاني‭ ‬وهو‭ ‬القطب‭ ‬الفقير‭ ‬والمستضعف‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬نور‭ ‬التنمية‭ ‬إلا‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬50‭ ‬عاماً،‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬ناقة‭ ‬ولا‭ ‬جمل‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وتداعياتها‭ ‬الكارثية‭ ‬العظيمة‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬والتي‭ ‬تتضرر‭ ‬منها‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وسخونة‭ ‬الأرض،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭.‬

ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬منذ‭ ‬قرون‭ ‬من‭ ‬المردودات‭ ‬الكارثية‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬تحث‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬التاريخية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬تجاه‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬النامية‭ ‬المتضررة،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تخصيص‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬لتعويضها‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر‭ ‬المادية‭ ‬والبشرية،‭ ‬ومساعدتها‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬فواتير‭ ‬تدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الساحلية،‭ ‬والممتلكات‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعمها‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬الجديدة‭ ‬والتصدي‭ ‬لها‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬وشدة‭ ‬تأثيراتها‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬والحجر‭ ‬والشجر‭. ‬

وقد‭ ‬عَقدتْ‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬في‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬لمناقشة‭ ‬دعم‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬لها‭ ‬لمواجهة‭ ‬ما‭ ‬ارتكبتها‭ ‬أيديها‭ ‬الآثمة‭ ‬من‭ ‬فساد‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬برمتها‭. ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬الإشارة‭ ‬الرسمية‭ ‬الأولى‭ ‬لنوعية‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬مصطلح‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الخسائر‭ ‬والأضرار‮»‬‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عُقد‭ ‬عام‭ ‬1991،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬32‭ ‬عاماً،‭ ‬حيث‭ ‬دَعتْ‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬الصغيرة‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الغنية‭ ‬إلى‭ ‬الدفع‭ ‬والمساهمة‭ ‬للخسائر‭ ‬والأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بها‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حاجتها‭ ‬الملحة‭ ‬الى‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬والاستعداد‭ ‬لها‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬آثارها‭ ‬المدمرة،‭ ‬من‭ ‬فيضانات،‭ ‬وأعاصير،‭ ‬وتسونامي،‭ ‬وحرائق‭ ‬الغابات،‭ ‬والموجات‭ ‬الحارة‭. ‬

فهذا‭ ‬المصطلح‭ (‬الخسائر‭ ‬والأضرار‭) ‬اختفى‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬وثائق‭ ‬وأدبيات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬بدءاً‭ ‬بقمة‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬لتجاوز‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬آلية‭ ‬محددة،‭ ‬وأداة‭ ‬واضحة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬المساعدة‭. ‬

واستمرت‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬الفقيرة‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬للقيام‭ ‬بواجبها‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬لدعمها‭ ‬في‭ ‬مشكلة‭ ‬لا‭ ‬دور‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬تكوينها‭ ‬ووقوعها،‭ ‬لكنها‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬وأشد‭ ‬المتضررين‭ ‬منها‭. ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الماراثونية‭ ‬المتواصلة‭ ‬لعدة‭ ‬عقود‭ ‬تؤتي‭ ‬أكلها،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بشكلٍ‭ ‬دائم،‭ ‬حيث‭ ‬وافقت‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬كوبنهاجن‭ (‬كوب‭ ‬15‭) ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2009‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬سنوياً‭ ‬بدءا‭ ‬بعام‭ ‬2020،‭ ‬بحيث‭ ‬يغطي‭ ‬تكاليف‭ ‬خفض‭ ‬انبعاث‭ ‬الملوثات‭ ‬المناخية‭(‬mitigation‭)‬،‭ ‬وتكاليف‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الجديدة‭ ((‬adaptation‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬قوية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬التأثيرات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬الخسائر‭ ‬والأضرار‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬تلحق‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والخسائر‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها‭.‬

وكالعادة،‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬المتضررة‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬الموعود‭ ‬الذي‭ ‬تعهدت‭ ‬به‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬إلا‭ ‬الفتات‭ ‬القليل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحقق‭ ‬هدف‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬المناخية،‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬مساعدة‭ ‬‮«‬طوعية‮»‬‭ ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬لأي‭ ‬دولة،‭ ‬فيتفضل‭ ‬بها‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬على‭ ‬الفقراء،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬إجبارها‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدعم،‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬التذكير،‭ ‬وإحياء‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬وكل‭ ‬اجتماع‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭. ‬ففي‭ ‬اجتماع‭ ‬باريس‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬جاءت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬البند‭ ‬رقم‭ (‬8‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬ورد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬تفاهمات‭ ‬باريس‭: ‬‮«‬تَعْترف‭ ‬بأهمية‭ ‬تجنب‭ ‬وخفض‭ ‬والتصدي‭ ‬للخسائر‭ ‬والأضرار‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬البند‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تفاصيل‭ ‬دقيقة‭ ‬حول‭ ‬آلية‭ ‬الدعم‭. ‬

ولذلك‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬الفقيرة‭ ‬مواصلة‭ ‬جهودها‭ ‬لنيل‭ ‬حقوقها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتطورة‭ ‬الغنية،‭ ‬حيث‭ ‬خطا‭ ‬موضوع‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬خطوة‭ ‬جادة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ (‬كوب‭ ‬27‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬كسر‭ ‬الجليد‭ ‬الجاثم‭ ‬فوق‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬عندما‭ ‬وافق‭ ‬المجتمعون‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬صندوق‭ ‬مناخي‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬الخسائر‭ ‬والأضرار‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬تم‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬الداعم‭ ‬للدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬بعد‭ ‬عمل‭ ‬دؤوب‭ ‬لم‭ ‬ينقطع،‭ ‬وبعد‭ ‬خوض‭ ‬معارك‭ ‬محتدمة‭ ‬شديدة‭ ‬استمرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عاماً‭. ‬وفي‭ ‬تقديري،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬البريق‭ ‬من‭ ‬النور‭ ‬الذي‭ ‬سطع‭ ‬في‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الطريق،‭ ‬وستكون‭ ‬هناك‭ ‬عوائق‭ ‬عصيبة‭ ‬تقف‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬رؤيتها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ثم‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬صعوبات‭ ‬أخرى‭ ‬أمام‭ ‬تفعيلها‭ ‬وأخيراً‭ ‬وصول‭ ‬أموال‭ ‬الدعم‭ ‬إلى‭ ‬مستحقيها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬المتضررة‭.‬

فاجتماع‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬الذي‭ ‬أقر‭ ‬فكرة‭ ‬الصندوق،‭ ‬شكَّل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لجنة‭ ‬انتقالية‭ ‬حول‭ ‬تشغيل‭ ‬الصندوق‭ ‬الجديد‭ ‬والترتيبات‭ ‬للأضرار‭ ‬والخسائر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفع‭ ‬التصورات‭ ‬التفصيلية‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬إلى‭ ‬اجتماع‭ ‬كوب‭ ‬28‭ ‬في‭ ‬دبي‭. ‬وهذه‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تشكيلها‭ ‬اجتمعت‭ ‬خمس‭ ‬مرات،‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬الاجتماع‭ ‬الطارئ‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬يومي‭ ‬3‭ ‬و4‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023،‭ ‬حيث‭ ‬اتخذت‭ ‬عدة‭ ‬توصيات‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقر‭ ‬الصندوق‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬بصفة‭ ‬مؤقتة‭ ‬ولمدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬وتكون‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الصندوق‭ ‬اختيارية‭ ‬وطوعية‭.‬

والآن‭ ‬أم‭ ‬المعارك‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬دبي،‭ ‬وستتمحور‭ ‬حول‭ ‬الأسئلة‭ ‬التالية‭: ‬من‭ ‬سيدفع‭ ‬للصندوق،‭ ‬هل‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬فقط،‭ ‬أم‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬الغنية‭ ‬كدول‭ ‬الخليج‭ ‬والصين؟‭ ‬وكم‭ ‬المبلغ؟‭ ‬ومن‭ ‬الجهات‭ ‬المستحقة‭ ‬للدعم،‭ ‬وما‭ ‬معايير‭ ‬الاستحقاق؟‭ ‬وما‭ ‬مجالات‭ ‬الدعم؟‭ ‬وهل‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬سيكون‭ ‬منحة‭ ‬أم‭ ‬قرضا؟‭ ‬وهل‭ ‬المساهمة‭ ‬إلزامية‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬الثرية،‭ ‬أم‭ ‬طوعية‭ ‬واختيارية‭ ‬لمن‭ ‬يرغب؟

فالاتفاق‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬التفاصيل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالصندوق‭ ‬هي‭ ‬مَرْبَط‭ ‬الفرس،‭ ‬وهي‭ ‬العقدة‭ ‬الشائكة‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬حلها،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬بيدها‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬فكرة‭ ‬الصندوق‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬مشهود‭ ‬تستفيد‭ ‬منه‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمتضررة‭ ‬التي‭ ‬ثابرت‭ ‬وصبرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عاماً،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬هل‭ ‬ستقوم‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعهدت‭ ‬بالدفع‭ ‬أثناء‭ ‬الاجتماع‭ ‬فعلياً‭ ‬بالتطوع‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬السنوية‭ ‬لصندوق‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية؟

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا