العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

المقاربات... في القرآن العظيم!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

القرآن‭ ‬العظيم‭ ‬كتاب‭ ‬هداية‭ ‬وإرشاد،‭ ‬وهو‭ ‬برهان‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬حجة‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬الرسول‭ ‬محمد‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬لدى‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬صدق‭ ‬بلاغ‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬عن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬

والقرآن‭ ‬العظيم‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬نفسه،‭ ‬ولَم‭ ‬يدع‭ ‬‭ ‬حاشاه‭ ‬‭ ‬بأنه‭ ‬كتاب‭ ‬في‭ ‬الكيمياء،‭ ‬أو‭ ‬الفيزياء،‭ ‬أو‭ ‬التاريخ،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬السياسة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬ومن‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬نزل‭ ‬حدد‭ ‬مهمته،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الذي‭ ‬أنزل‭ ‬فيه‭ ‬القرآن‭ ‬هدى‭ ‬للناس‭ ‬وبينات‭ ‬من‭ ‬الهدى‭ ‬والفرقان‭..) (‬البقرة‭ / ‬185‭) ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شريعته‭ ‬الغراء‭ ‬التي‭ ‬أنزلها‭ ‬إلى‭ ‬رسوله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭)‬،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭:(‬وأن‭ ‬احكم‭ ‬بينهم‭ ‬بما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬تتبع‭ ‬أهواءهم‭ ‬واحذرهم‭ ‬أن‭ ‬يفتنوك‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬إليك‭ ‬فإن‭ ‬تولوا‭ ‬فاعلم‭ ‬إنما‭ ‬يريد‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يصيبهم‭ ‬ببعض‭ ‬ذنوبهم‭ ‬وإن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬لفاسقون‭) ‬المائدة‭ / ‬49‭. ‬أكد‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬أمة‭ ‬شرعة‭ ‬ومنهاجًا،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وأنزلنا‭ ‬إليك‭ ‬الكتاب‭ ‬بالحق‭ ‬مصدقًا‭ ‬لما‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬ومهيمنًا‭ ‬عليه‭ ‬فاحكم‭ ‬بينهم‭ ‬بما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬تتبع‭ ‬أهواءهم‭ ‬عما‭ ‬جاءك‭ ‬من‭ ‬الحق‭ ‬لكل‭ ‬جعلنا‭ ‬منكم‭ ‬شرعةً‭ ‬ومنهاجًا‭..) ‬

المائدة‭ / ‬48‭. ‬

واعتراف‭ ‬القرآن،‭ ‬أو‭ ‬نفيه‭ ‬أنه‭ ‬نزل‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬التخصصات‭ ‬الحديثة‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أبدًا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يشر‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬ثبت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدبرنا‭ ‬لآيات‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إشارات‭ ‬بالغة‭ ‬الدلالة‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بهذه‭ ‬العلوم‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬الجزء‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ (‬عم‭) ‬معظم‭ ‬آياته‭ ‬مهتمة‭ ‬بالآيات‭ ‬الكونية‭ ‬مثل‭ ‬السموات‭ ‬والأرض‭ ‬والجبال‭ ‬والبحار‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭: (‬إذا‭ ‬الشمس‭ ‬كورت‭ (‬1‭) ‬وإذا‭ ‬النجوم‭ ‬انكدرت‭ (‬2‭) ‬وإذا‭ ‬الجبال‭ ‬سيرت‭ (‬3‭) ‬وإذا‭ ‬العشار‭ ‬عطلت‭ (‬4‭) ‬وإذا‭ ‬الوحوش‭ ‬حشرت‭ (‬5‭) ‬وإذا‭ ‬البحار‭ ‬سجرت‭ (‬6‭) ‬وإذا‭ ‬النفوس‭ ‬زوجت‭ (‬7‭) ‬وإذا‭ ‬الموءودة‭ ‬سئلت‭ (‬8‭) ‬بأي‭ ‬ذنب‭ ‬قتلًت‭ (‬9‭)) ‬سورة‭ ‬التكوير،‭ ‬وفِي‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬حديث‭ ‬عن‭: ‬انفطار‭ ‬السماء،‭ ‬وعن‭ ‬التطفيف‭ ‬في‭ ‬المكاييل‭ ‬والأوزان،‭ ‬وهذه‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬حركة‭ ‬البيع‭ ‬والشراء،‭ ‬ونجد‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬القرآن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭: ‬السماء‭ ‬والطارق،‭ ‬وأيضًا‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬يطرحها‭ ‬القرآن‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬يستنهض‭ ‬به‭ ‬همته‭ ‬في‭ ‬التدبر‭ ‬والبحث‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬الغاشية‭ ‬في‭ ‬الآيات‭ (‬17‭ ‬،‭ ‬18،‭ ‬19‭ ‬،‭ ‬20‭).‬

ومن‭ ‬يتصفح‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬فسيجد‭ ‬أمثال‭ ‬ذلك‭ ‬كثيرا‭. ‬

ومن‭ ‬المقاربات‭ ‬لبعض‭ ‬آيات‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬العظيم‭ ‬قوله‭ ‬تعالى،‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬العلماء‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬أشد‭ ‬خشية‭ ‬لله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬غيرهم،‭ ‬ويبين‭ ‬أن‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العلوم‭ ‬الكونية‭ ‬هم‭ ‬الأشد‭ ‬خشية‭ ‬لله‭ ‬تعالى‭ ‬لأنهم‭ ‬توصلوا‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬بعض‭ ‬أسراره‭ ‬في‭ ‬الكون،‭ ‬واكتشفوا‭ ‬بعض‭ ‬سننه‭ ‬ونواميسه،‭ ‬فحق‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أشد‭ ‬الناس‭ ‬خشية‭ ‬لله‭ ‬تعالى،‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: (‬ألم‭ ‬تر‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬أنزل‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬ماءً‭ ‬فأخرجنا‭ ‬به‭ ‬ثمرات‭ ‬مختلفًا‭ ‬ألوانها‭ ‬ومن‭ ‬الجبال‭ ‬جدد‭ ‬بيض‭ ‬وحمر‭ ‬مختلف‭ ‬ألوانها‭ ‬وغرابيب‭ ‬سود‭ (‬27‭) ‬ومن‭ ‬الناس‭ ‬والدواب‭ ‬والأنعام‭ ‬مختلف‭ ‬ألوانه‭ ‬كذلك‭ ‬إنما‭ ‬يخشى‭ ‬اللهَ‭ ‬من‭ ‬عباده‭ ‬العلماء‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬عزيز‭ ‬غفور‭ (‬28‭ )) ‬فاطر‭.‬

وواضح‭ ‬من‭ ‬سياق‭ ‬الآيتين‭: (‬27‭ ‬،‭ ‬28‭) ‬أن‭ ‬المقصود‭ ‬بالعلماء‭ ‬هنا‭ ‬هم‭ ‬العلماء‭ ‬المتخصصون‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الكون،‭ ‬ويندرج‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العلوم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتصل‭ ‬بمصالح‭ ‬الناس‭ ‬ومعايشهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا،‭ ‬المطلعون‭ ‬على‭ ‬نواميس‭ ‬الحياة،‭ ‬والقرآن‭ ‬باهتمامه‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬للناس،‭ ‬وخاصة‭ ‬المهتمين‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بعلوم‭ ‬السموات‭ ‬والأرض‭ ‬والإنسان‭ ‬والمخلوقات‭ ‬الأخرى،‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬حرج‭ ‬في‭ ‬الانشغال‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬العلوم،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬درجة‭ ‬الواجب‭ ‬الذي‭ ‬يؤجر‭ ‬فاعله‭ ‬ويأثم‭ ‬تاركه،‭ ‬وقد‭ ‬يتساءل‭ ‬بعض‭ ‬المتعجلًين،‭ ‬فيقول‭: ‬هل‭ ‬معنى‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬الخشية‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬مقصورة‭ ‬حصرًا‭ ‬على‭ ‬أمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬العلماء‭ ‬محروم‭ ‬غيرهم‭ ‬منها؟‭ ‬ونقول‭ ‬لهؤلاء‭ ‬ولمن‭ ‬ينهج‭ ‬نهجهم‭.. ‬الآيتان‭ ‬لا‭ ‬تدلان‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬هما‭ ‬تشيران‭ ‬بأداة‭ ‬الحصر‭ (‬إنما‭) ‬على‭ ‬أن‭ ‬لهذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬قسطا‭ ‬وافرا‭ ‬من‭ ‬خشيتهم‭ ‬لله‭ ‬تعالى‭ ‬لأنهم‭ ‬اتضحت‭ ‬لهم‭ ‬حقائق‭ ‬الإيمان،‭ ‬فأضافوا‭ ‬إلى‭ ‬إيمانهم‭ ‬الفطري‭ ‬إيمان‭ ‬الدليل‭ ‬العلمي،‭ ‬فصاروا‭ ‬أكثر‭ ‬خشية‭ ‬لله‭ ‬تعالى،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬الدكتور‭ ‬موريس‭. ‬بوكاي‭ ‬حين‭ ‬قام‭ ‬بدراسة‭ ‬الكتب‭ ‬السماوية‭: ‬التوراة،‭ ‬والإنجيل،‭ ‬والقرآن‭ ‬والعلم‭ ‬الحديث،‭ ‬وقاده‭ ‬بحثه‭ ‬الطويل‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬علمية‭ ‬باهرة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬هو‭ ‬الكتاب‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬اتفقت‭ ‬آياته‭ ‬مع‭ ‬حقائق‭ ‬الكون‭ ‬الثابتة،‭ ‬فأصدر‭ ‬كتابًا‭ ‬بعنوان‭: (‬التوراة،‭ ‬الإنجيل،‭ ‬القرآن‭ ‬والعلم‭ ‬الحديث‭).‬

من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الفهم‭ ‬السديد‭ ‬والراشد‭ ‬سوف‭ ‬نذكر‭ ‬ونقارب‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬النصوص‭ ‬الدينية،‭ ‬ودور‭ ‬العقل‭ ‬في‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الآفاق‭ ‬وفِي‭ ‬الأنفس،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬سنريهم‭ ‬آياتنا‭ ‬في‭ ‬الآفاق‭ ‬وفِي‭ ‬أنفسهم‭ ‬حتى‭ ‬يتبين‭ ‬لهم‭ ‬أنه‭ ‬الحق‭ ‬أولم‭ ‬يكف‭ ‬بربك‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬شهيد‭) ‬فصلت‭ / ‬53‭.‬

ومن‭ ‬المقاربات‭ ‬للنص‭ ‬الديني‭ ‬التي‭ ‬نرتاح‭ ‬إليها،‭ ‬وتطمئن‭ ‬نفوسنا‭ ‬إليها‭ ‬قول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: (‬أفلا‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬الإبل‭ ‬كيف‭ ‬خلقت‭ (‬17‭) ‬وإلى‭ ‬السماء‭ ‬كيف‭ ‬رفعت‭ (‬18‭) ‬وإلى‭ ‬الجبال‭ ‬كيف‭ ‬نصبت‭ (‬19‭) ‬وإلى‭ ‬الأرض‭ ‬كيف‭ ‬سطحت‭ (‬20‭)) ‬الغاشية‭. ‬وهذه‭ ‬أسئلة‭ ‬مشروعة‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬ولَم‭ ‬يأت‭ ‬السؤال‭ ‬عنها‭ ‬بـ‭ (‬لماذا‭) ‬لأن‭ ‬السؤال‭ ‬عنها‭ ‬بهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬يعقلها‭ ‬حتى‭ ‬البدوي‭ ‬البسيط،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المخلوقات‭ ‬يعلم‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬خلقها‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة،‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬بـ‭ (‬كيف‭) ‬يستلزم‭ ‬امتلاك‭ ‬من‭ ‬يسأل‭ ‬عنها‭ ‬قدرًا‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬يستعين‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬لفهم‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬وحكمة‭. ‬

والقرآن‭ ‬العظيم‭ ‬يحرض‭ ‬العقل‭ ‬على‭ ‬ولوج‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الميادين‭ ‬يستشرف‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬آفاق‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد،‭ ‬ويرفع‭ ‬الحرج‭ ‬عن‭ ‬العلماء‭ ‬فلا‭ ‬يشعرون‭ ‬بأي‭ ‬بأس‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يعرضوا‭ ‬فهمهم‭ ‬على‭ ‬القرآن‭ ‬ليروا‭ ‬مدى‭ ‬اقترابهم‭ ‬من‭ ‬تطابق‭ ‬آيات‭ ‬الأكوان‭ ‬مع‭ ‬آيات‭ ‬القرآن،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬إن‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬السموات‭ ‬والأرض‭ ‬واختلاف‭ ‬الليل‭ ‬والنهار‭ ‬لآيات‭ ‬لأولي‭ ‬الألباب‭ (‬190‭) ‬الذين‭ ‬يذكرون‭ ‬الله‭ ‬قيامًا‭ ‬وقعودًا‭ ‬وعلى‭ ‬جنوبهم‭ ‬ويتفكرون‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬السموات‭ ‬والأرض‭ ‬ربنا‭ ‬ما‭ ‬خلقت‭ ‬هذا‭ ‬باطلًا‭ ‬سبحانك‭ ‬فقنا‭ ‬عذاب‭ ‬النار‭ (‬191‭)) ‬آل‭ ‬عمران‭.‬

والآيتان‭ ‬الجليلتان‭ ‬تشيران‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬الدلالة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التفكر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أحواله‭ ‬عبادة‭ ‬مشروعة،‭ ‬بل‭ ‬مفروضة‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الأستاذ‭ ‬عباس‭ ‬محمود‭ ‬العقَّاد‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬التفكير‭ ‬فريضة‭ ‬إسلامية‭) ‬مدللًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬فريضة‭ ‬وليست‭ ‬نافلة‭ ‬يثاب‭ ‬فاعلها،‭ ‬ولا‭ ‬يأثم‭ ‬تاركها،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬فريضة‭ ‬كالفرائض‭ ‬الأخرى‭. ‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬الإسلام،‭ ‬وهذه‭ ‬بعض‭ ‬المقاربات‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬آيات‭ ‬القرآن،‭ ‬وإدراك‭ ‬مقاصده‭ ‬الشريفة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا