يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
من يوقف هؤلاء الهمج؟!
الذي يفعله العدو الصهيوني في غزة ليست له سوابق كثيرة في تاريخ البشرية. جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها بهذا الشكل هي بالتأكيد من أشنع وأفظع الجرائم في التاريخ.
ورغم هذا يبدو العدو الصهيوني حرّا طليقا يفعل ما يشاء من دون ان يخشى أحدا ومن دون ان يوقفه أحد في العالم.
السؤال الآن هو: من يوقف هؤلاء الهمج؟.. من يوقف كل هذه الجرائم الوحشية التي يرتكبونها؟
للإجابة عن هذا السؤال، لا بد ان نتوقف عند أربعة جوانب أساسية تمثل تلخيصا للوضع الحالي بدقة:
الجانب الأول: ان العدو الصهيوني أظهر انه مع استمرار الوضع الحالي لن يتوقف عند أيّ حد. لن يتوقف عن ارتكاب أشنع جرائم الحرب والإبادة حتى يبيد غزة بالكامل، شعبا وأرضا.
بالنسبة للعدو، القضية ليست قضية حماس والقضاء عليها كما يزعم. العدو يعتبر ان هذه فرصة لتنفيذ مشروعه الصهيوني بتصفية القضية الفلسطينية.
بعبارة أخرى لن يتوقف العدو عن جرائمه ما لم يتم إجباره على ذلك.
الجانب الثاني: أن الدول الغربية لن تفعل أي شيء لردع هؤلاء الهمج. الدول الغربية شريك كامل في كل جرائم الحرب والابادة التي يرتكبها العدو. هي شريك كامل ليس فقط رضوخا للعدو الصهيوني وإنما أيضا بإرادتها. بمعنى انها هي أيضا تريد هذا الدمار والخراب لغزة ولكل الدول العربية.
واذا كان بعض قادة الدول الغربية تحت وطأة شناعة الجرائم الصهيونية والغضب العارم للرأي العام في بلادها وكثير من النخب السياسية والإعلامية الشريفة تحاول أن تظهر تغيرا في مواقفها وقدرا من الانسانية الظاهرة تعاطفا مع الفلسطينيين، فإن هذا لا يعكس أي تغيير حقيقي في مواقفهم وشراكتهم مع العدو، وإنسانيتهم زائفة.
الجانب الثالث: ان الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية المعنية بالجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني عاجزة عجزا تاما وليس لديها أي قدرة على وقف هذه الجرائم أو محاسبة العدو.
هذا على الرغم من ان كل المنظمات الدولية لم تتردد في وصف ما يفعله العدو الصهيوني بجرائم حرب وإبادة بحسب معايير القانون الدولي. ومع هذا تقف كلها عاجزة حتى عن تنفيذ قرار دولي بوقف النار أو بهدنة انسانية.
هذه الوضع المؤسف هو تجسيد بالطبع لما انتهى اليه حال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في ظل الهيمنة الأمريكية والغربية عموما على مقدراتها.
الجانب الرابع: أن المواقف العربية من حرب الإبادة التي تجري لغزة وأهلها تعتبر حتى الآن هزيلة وغير فعالة على الاطلاق ولا يمكن أن تقود الى وقف هذ الحرب.
حتى الآن لم تتجاوز الدول العربية مرحلة تسجيل المواقف فقط، بالإدانة والرفض. وكل الجولات والجهود الدبلوماسية التي يقال انه يتم بذلها تدور في نفس الاطار، أي تسجيل المواقف.
في كل الأحوال لا نستطيع أبدا ان نعتبر الموقف العربي العام عاملا فعالا في وقف حرب الابادة الصهيونية.
هذه الجوانب الأربعة تلخص الوضع العام اليوم، وهي كلها كما نرى لا يمكن ان تردع هؤلاء الهمج.
مرة أخرى، عودة الى السؤال: من يوقف هؤلاء الهمج اذن؟
في نهاية المطاف ليس بمقدور أحد ان يوقف هؤلاء الهمج الا نحن العرب.
الدول والشعوب العربية هي الوحيدة القادرة على ذلك. لن تتوقف هذه الحرب ولن يرتدع هذا العدو الهمجي ما لم تشعر أمريكا والدول الغربية أن مصالحها مع دولنا في خطر حقيقي وأنها ستدفع ثمنا فادحا جراء استمرارها في مواقفها، وما لم يعرف العدو انه منبوذ في المنطقة ولا أحد يريد استمرار أي علاقات معه على أي مستوى.
يتطلب هذا بداهة كما نقول باستمرار إجراءات عملية عربية محددة، الكل يعرفها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك