يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
.. ونحن لن نغفر لقادتكم
جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وما وصلت إليه من همجية ووحشية صدمت الشرفاء في العالم كله، حتى في الغرب لم يكن الكثيرون يتصورون أن تصل الهمجية الصهيونية إلى هذا الحد. دفع هذا الكثيرين في الغرب، وخصوصا في أوساط الكتاب والمثقفين والصحفيين إلى الخروج عن صمتهم، وشهدنا في الفترة الماضية كتابات وبيانات في مختلف الدول الغربية وفي أجهزة إعلامها تفضح الجرائم الصهيونية وتدافع عن الشعب الفلسطيني كما تفضح قادة الغرب ومواقفهم الإجرامية المؤيدة للكيان الصهيوني رغم كل جرائمه.
من المهم أن نتابع هذه الكتابات والمواقف وأن ننوه بها.
من هذه الكتابات مقال مطول للكاتب باتريك وارد نشره مؤخرا بعنوان: «التاريخ لن يغفر لقادتنا دعمهم جرائم الحرب في غزة»، ويقصد طبعا قادة الدول الغربية.
يقول الكاتب في البداية ان دفاع القادة في الغرب، عن الجرائم الصهيونية التي ترتكب في غزة يثير أسئلة من المفروض ان تؤرق ضميرنا. أسئلة من قبيل: ما هي جريمة الحرب التي لا تعتبر جريمة حرب؟.. كيف يمكن أن تكون حياة البعض أهم وأغلى من حياة الآخرين؟.. من الذي له الحق في الحرية ومن ليس له الحق؟
ويقول: إنني أفكر في أهل غزة وكيف يمكن أن يعيشوا في ظل هذا الجحيم.. أفكر في الأطفال الصغار الذين يعيشون في رعب من اهوال الهجمات الجوية ولا يستطيعون النوم وينزحون مع أهلهم.. أفكر في الشباب وكبار السن والمرضى وكل أهل غزة الذين لا يريدون شيئا سوى العيش في سلام.
يستعرض الكاتب بعض المواقف الغربية الشائنة في دعمها لجرائم الحرب الصهيونية.
من هذه المواقف مثلا ما فعله بعض المعلقين السياسيين الذين اعترضوا على ان يرتدي الرياضيون شارات تعاطف مع الفلسطينيين وقالوا إنهم يجب أن يرتدوا شارات تؤيد إسرائيل فقط. الرسالة واضحة: حياة الفلسطينيين لا أهمية لها.
ومن هذه المواقف موقف مسؤولة أوروبية كبيرة هي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. يقول الكاتب إن رئيسة المفوضية الأوروبية كتبت في العام الماضي تقول: «إن هجمات روسيا ضد البنية التحتية المدنية في أوكرانيا وخصوصا الكهرباء والماء تعتبر جرائم حرب. إن حرمان الرجال والنساء والأطفال من الماء والكهرباء هي أعمال إرهابية، ويجب أن نسميها كذلك».
ويضيف الكاتب أن رئيسة المفوضية الأوروبية التي كتبت هذا الكلام هي نفسها عندما فعلت إسرائيل نفس ما تحدثت عنه، وبالإضافة إلى هذا دمرت البيوت والمساجد والمدارس والمستشفيات في غزة المحاصرة مستخدمة صواريخ أمريكا المتقدمة، كان تعليقها هو قولها: «إن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها». ونفس هذا الموقف بالضبط تبناه كل قادتنا وردّدوه.
يقول الكاتب: العدوان الذي يؤيده قادتنا يقتل المدنيين.. الرضع في الحضانات يموتون.. المرضى في المستشفيات يموتون بسبب الحصار الإجرامي.. العقاب الجماعي جريمة حرب. القادة الإسرائيليون لا يكترثون ويبررون هذا القتل الجماعي للمدنيين.. التطهير العرقي بإجبار مئات الآلاف على ترك شمال غزة ثم قصفهم وقتلهم وهم يغادرون هي جريمة حرب... وبمنتهى الاحتقار للقانون الدولي والانساني يقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إن تركيزنا منصب على التدمير وليس على الدقة في اختيار الأهداف، أي المدنيين».
ينهي الكاتب مقاله بالقول: «إن التاريخ لن يغفر أبدا لقادتنا الذين يحكموننا اليوم».
بالطبع، التاريخ لا يمكن أن يغفر لقادة الغرب. كيف يغفر التاريخ لقادة مثل الرئيس الأمريكي أو الألماني أو الفرنسي أو رئيس الوزراء البريطاني وغيرهم من قادة الغرب الذين يدعمون كل هذه الوحشية والهمجية الصهيونية بالسلاح والمال بالإضافة إلى الدعم السياسي؟.. كيف يغفر التاريخ لقادة لا تحرك ضمائرهم دماء الشهداء من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ الذين يبادون في أرضهم ووطنهم؟.. كيف يغفر التاريخ لكتاب ومثقفين وإعلاميين من المفروض أن يكونوا ضمير الإنسانية أصبحوا صوت الهمجية الصهيونية ومدافعين عنها؟
التاريخ سيسجل كل هؤلاء كمجرمي حرب وإبادة، تماما كما سجل جورج بوش وتوني بلير بسبب جرائمهم في العراق؟
لكن حكم التاريخ يأتي متأخرا بعد فوات الأوان.. حكم التاريخ لا يعيد روح شهيد للحياة، ولا يضع مجرم حرب في قاعة المحاكمة الفعلية كي ينال جزاءه.
لهذا، نحن العرب الذين يجب ألا نغفر لهؤلاء القادة الغربيين الآن وليس انتظارا لحكم التاريخ. يجب أن نجعل هؤلاء يدفعون ثمن جرائمهم من مصالحهم في المنطقة.
إن لم نفعل هذا.. إن لم نفعل ما يجب علينا فعله لوقف الهمجية الصهيونية، التاريخ لن يغفر لنا أيضا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك