العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ازدواجية معايير «فون دير لاين» تضر بالقيادة الأخلاقية والسياسية الأوروبية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

إزاء‭ ‬تواصل‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬خافيا‭ ‬على‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي،‭ ‬الانحياز‭ ‬الأعمى‭ ‬للحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وتحايلهم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬وتزييفهم‭ ‬للحقائق‭ ‬بتجاهل‭ ‬واقع‭ ‬الاحتلال،‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬والحصار‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭. ‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يرفض‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬ويعلن‭ ‬أن‭ ‬احتلالها‭ ‬‮«‬كارثة‭ ‬يجرمها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬ويلزم‭ ‬‮«‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬قاسية‮»‬،‭ ‬على‭ ‬موسكو،‭ ‬ومناصرة‭ ‬الأوكرانيين؛‭ ‬هو‭ ‬نفسه،‭ ‬الذي‭ ‬تعايش‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يناصر‭ ‬قضيتهم،‭ ‬أو‭ ‬يفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬المحتل،‭ ‬وهو‭ ‬يرتكب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬متتالية،‭ ‬ويفرض‭ ‬عقابا‭ ‬جماعيا‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬اعترفت‭ ‬له‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬بالحق‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭ ‬وفي‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭.‬

وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الدعوات‭ ‬الفاترة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وتجنب‭ ‬وقوع‭ ‬إصابات‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين،‭ ‬فقد‭ ‬غابت‭ ‬المُساءلة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬وأدى‭ ‬الدعم‭ ‬الغربي‭ ‬القوي‭ ‬لدولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬مُنذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬ورفض‭ ‬انتقادها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حكومات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأوروبا،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬‮«‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬إلى‭ ‬منحها‭ ‬مطلق‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬دون‭ ‬مساءلة‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬‮«‬الاتحاد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬مؤيدًا‭ ‬لدفع‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وأكبر‭ ‬مانح‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للفلسطينيين؛‭ ‬فقد‭ ‬افتقرت‭ ‬استجابته‭ ‬للكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬إلى‭ ‬المبدأ‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬والزعامة‭ ‬السياسية،‭ ‬والمُساءلة،‭ ‬والفكر‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬حيث‭ ‬تبنى‭ ‬موقفًا‭ ‬مؤيدًا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬دون‭ ‬تقدير‭ ‬لتسبّب‭ ‬أفعالها‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬الكارثة‭ ‬بالمنطقة‭.‬

وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬اتُّهمت‭ ‬‮«‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬‭ -‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مُنذ‭ ‬عام‭ ‬2019‭- ‬بالتصرف‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬مسؤولياتها،‭ ‬وواجهت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬لسلوكها‭ ‬الشخصي‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬اتباع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والتشاور‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬بشأن‭ ‬السياسة‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬حاولت‭ ‬استرضاء‭ ‬القادة‭ ‬الغربيين،‭ ‬وقامت‭ ‬بزيارة‭ ‬غير‭ ‬مصرّح‭ ‬بها‭ ‬للقاء‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬أكتوبر،‭ ‬لتقديم‭ ‬دعمها‭ ‬الثابت‭ ‬له؛‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬صرّح‭ ‬به‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بارنز‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬التليغراف‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬حالات‭ ‬التصعيد‭ ‬السابقة‭ ‬والتوترات‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬غلب‭ ‬على‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬صوت‭ ‬العقل‭ ‬والوساطة؛‭ ‬لدفاعهم‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬للمدنيين‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ما‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬نطاقات‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وتُعد‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬المدافعين‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وتوفير‭ ‬دولة‭ ‬قومية‭ ‬للفلسطينيين‭. ‬وأشارت‭ ‬بوابة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬‮«‬ريليف‭ ‬ويب‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي؛‭ ‬كان‭ ‬دائمًا‭ ‬أكبر‭ ‬مانح‭ ‬دولي‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬حيث‭ ‬قدّم‭ ‬ما‭ ‬يربو‭ ‬على‭ (‬2.2‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭)‬،‭ ‬مخصصات‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و2021،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬930‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭)‬،‭ ‬كمساعدات‭ ‬مباشرة‭ ‬لمساعدة‭ ‬المدنيين‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬المعيشية‭ ‬الأساسية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أعرب‭ ‬‮«‬بيير‭ ‬فيمونت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬كارنيجي‭ ‬أوروبا‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬لأن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬تختفي‭ ‬تدريجيًا‭ ‬من‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬للمنطقة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ويبدو‭ ‬الآن‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مجال‭ ‬للمبادرة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬انتهى‭ ‬النهج‭ ‬المشترك‭ ‬لعملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الذي‭ ‬حدّده‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬مُنذ‭ ‬إعلان‭ ‬البندقية‭ ‬عام‭ ‬1980،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمّ‭ ‬‮«‬تقويضه‮»‬‭ ‬بشكلٍ‭ ‬خاص،‭ ‬جراء‭ ‬التناقضات‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭.‬

ويتبدى‭ ‬تشوه‭ ‬دور‭ ‬أوروبا‭ ‬وتناقضه‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬اصطفاف‭ ‬السياسة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬‮«‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬بشكلٍ‭ ‬وثيق‭ ‬مع‭ ‬سياسة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬قضى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬معظم‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬انتقادها؛‭ ‬بسبب‭ ‬ضمّها‭ ‬المستمر‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬انتهاكها‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬

وردًا‭ ‬على‭ ‬هجمات‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬أعلنه‭ ‬القادة‭ ‬الغربيون،‭ ‬مثل‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬سوناك‮»‬،‭ ‬والرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬ماكرون‮»‬،‭ ‬والمستشار‭ ‬الألماني‭ ‬‮«‬شولتس»؛‭ ‬من‭ ‬دعمهم‭ ‬القوي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬إصدار‭ ‬دعوات‭ ‬تحذير،‭ ‬ووقف‭ ‬التصعيد‭ ‬لتجنب‭ ‬صراع‭ ‬إقليمي‭ ‬أوسع،‭ ‬تبنت‭ ‬ما‭ ‬أسمته‭ ‬‮«‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬معرض‭ ‬حديثها‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬أكتوبر،‭ ‬أصرّت‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬الأساسية‮»‬‭ ‬لرد‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬الوقوف‭ ‬بجانب‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬المظلمة‭.‬

ومع‭ ‬تصاعد‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وقيام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بتوسيع‭ ‬حملتها‭ ‬لتشمل‭ ‬أيضًا‭ ‬غزوًا‭ ‬بريًا‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬أدّى‭ ‬إلى‭ ‬تجزئة‭ ‬القطاع‭ ‬إلى‭ ‬قسمين،‭ ‬وتسجيل‭ ‬‮«‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الإخلاء‭ ‬القسري‭ ‬غير‭ ‬القانوني‮»‬‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬انضمت‭ ‬‮«‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬زعماء‭ ‬غربيين‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬فشلهم‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬أخلاقي،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬وحماية‭ ‬أرواح‭ ‬المدنيين،‭ ‬وهو‭ ‬واقع‭ ‬يتناقض‭ ‬بشكلٍ‭ ‬صارخٍ‭ ‬مع‭ ‬دعواتهم‭ ‬الفورية‭ ‬لروسيا‭ ‬لإيقاف‭ ‬‮«‬عمليتها‭ ‬العسكرية‭ ‬الخاصة‮»‬‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭. ‬

وعلى‭ ‬خُطى‭ ‬الحكومتين‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبريطانية،‭ ‬أيدت‭ ‬‮«‬رئيسة‭ ‬المفوضية‮»‬،‭ ‬فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬ممرات‭ ‬إنسانية‭ ‬ووقف‭ ‬مؤقت‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬الوقف‭ ‬الكامل،‭ ‬كما‭ ‬تراجع‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬مساعداته‭ ‬إلى‭ ‬القطاع،‭ ‬حيث‭ ‬قطع‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كل‭ ‬التمويل،‭ ‬ثم‭ ‬ضاعف‭ ‬مخصصاته‭ ‬عبر‭ ‬مصر‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات،‭ ‬ووقّع‭ ‬عقدًا‭ ‬بقيمة‭ (‬40‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬وكالات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬رفض‭ ‬‮«‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬وحلفائها‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬دعوات‭ ‬أوسع‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬يُظهر‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬حدود‭ ‬دعمهم‭ ‬السياسي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬غير‭ ‬محدودة،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬قادة‭ ‬‮«‬بريطانيا،‭ ‬وفرنسا،‭ ‬وألمانيا،‭ ‬وأمريكا‮»‬،‭ ‬وأبعد‭ ‬من‭ ‬التزاماتهم‭ ‬المعلنة‭ ‬بحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ودعم‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬الشخصية‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬تأكيد‭ ‬مدى‭ ‬تعارض‭ ‬مواقفها‭ ‬وقيادتها‭ ‬مع‭ ‬موقف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الأوروبية‭ ‬وأعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬والمسؤولين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أعربت‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬بيدرو‭ ‬سانشيز‮»‬‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ -‬التي‭ ‬تتولّى‭ ‬حاليًا‭ ‬الرئاسة‭ ‬الدورية‭ ‬للمجلس‭ ‬الأوروبي‭- ‬عن‭ ‬دعمها‭ ‬لـوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الفوري‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والسماح‭ ‬بتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬تشتد‭ ‬حاجة‭ ‬المدنيين‭ ‬إليها‭. ‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬نأى‭ ‬مسؤولون‭ ‬حكوميون‭ ‬بارزون‭ ‬آخرون‭ ‬بأنفسهم‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬‮«‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشكلٍ‭ ‬جدي‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬أكتوبر،‭ ‬طالبت‭ ‬رسالة‭ ‬مقدمة‭ ‬من‭ ‬76‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأطياف‭ ‬السياسية؛‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬بدعم‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‮»‬،‭ ‬وحثّت‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬لاتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عاجلة‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬وقوع‭ ‬كارثة‭. ‬وأعرب‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬هيغينز‮»‬‭ ‬الرئيس‭ ‬الأيرلندي،‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تتحدث‭ ‬باسم‭ ‬أيرلندا‮»‬‭ ‬في‭ ‬دعمها‭ ‬غير‭ ‬المقيد‭ ‬لإسرائيل‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬شجبت‭ ‬‮«‬بيترا‭ ‬دي‭ ‬سوتر‮»‬،‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البلجيكي؛‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تتجاهل‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والمطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنه‭ ‬آن‭ ‬الوقت‭ ‬لفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬عليها‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أصدر‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأوروبيون‭ ‬أيضًا‭ ‬انتقادات‭ ‬مباشرة‭ ‬للسلوك‭ ‬الشخصي‭ ‬لرئيسة‭ ‬المفوضية‭. ‬وذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬بوليتيكو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المشرعين‭ ‬والدبلوماسيين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬يشكّكون‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬تتجاوز‭ ‬مقتضيات‭ ‬وظيفتها،‭ ‬وتستبعد‭ ‬حكومات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬القرار؛‭ ‬لتحكم‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬المستشارين‭ ‬بموجب‭ ‬مراسيم‭. ‬وأضافت‭ ‬الصحيفة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المساعدين،‭ ‬بقيادة‭ ‬مستشارها‭ ‬السياسي‭ ‬الرئيسي‭ ‬‮«‬بيورن‭ ‬سيبرت‮»‬،‭ ‬وأنها‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬تتشاور‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬27‭ ‬مفوضًا‭ ‬للاتحاد‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإن‭ ‬زيارتها‭ ‬غير‭ ‬المقررة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬السابق‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها‭- ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬مطولة‭ ‬من‭ ‬الأمثلة،‭ ‬حيث‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬استشارة‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬سياسي‭ ‬مهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬فاجأ‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬الآخرين‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬انتقاد‭ ‬سلوكها‭ ‬الشخصي‭ ‬يمتد‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬الاتحاد‭. ‬وأكّد‭ ‬‮«‬جوزيب‭ ‬بوريل‮»‬،‭ ‬المُمثل‭ ‬الأعلى‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬للشؤون‭ ‬الخارجية،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬لمسؤولي‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬،‭ ‬تمثيل‭ ‬الاتحاد‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬مواقف‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬وأكّد‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سيقود‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناقشات‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وأشارت‭ ‬‮«‬ناتالي‭ ‬لوازو‮»‬‭ ‬النائبة‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تدخلها‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأوروبية‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬صلاحياتها‭.‬

وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬تدخّلها‭ ‬المُفرط‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬تجنبت‭ ‬‮«‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬المُساءلة‭ ‬أمام‭ ‬المشرعين‭ ‬الأوروبيين،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬عندما‭ ‬غادرت‭ ‬مناقشة‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬حول‭ ‬سياسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬قبل‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬أسئلة‭ ‬من‭ ‬البرلمانيين‭. ‬وشجب‭ ‬‮«‬باري‭ ‬أندروز‮»‬،‭ ‬العضو‭ ‬الأيرلندي‭ ‬بالبرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬ووصفه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مُخزٍ‭ ‬وغير‭ ‬محترم‮»‬،‭ ‬واتهمها‭ ‬كذلك‭ ‬بـ«إحداث‭ ‬ضرر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إصلاحه‭ ‬لمصداقية‭ ‬بروكسل؛‭ ‬بسبب‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الاتهام‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬‭. ‬

ومستشهدًا‭ ‬بأدلة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬إسرائيل‭ ‬للفسفور‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬هجماتها‭ ‬على‭ ‬الأهداف‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬انتهاكٍ‭ ‬واضح‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي؛‭ ‬أدان‭ ‬‮«‬ميغيل‭ ‬كريسبو‮»‬،‭ ‬العضو‭ ‬الإسباني‭ ‬بالبرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬الزعيمة‭ ‬الأوروبية؛‭ ‬بسبب‭ ‬صمتها‭ ‬المتواطئ،‭ ‬بشأن‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وقد‭ ‬أدرك‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬أيضًا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬800‭ ‬مسؤول‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والذين‭ ‬كتبوا‭ ‬مباشرةً‭ ‬إليها‭ ‬لانتقاد‭ ‬دعمها‭ ‬غير‭ ‬المنضبط‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وسلّطوا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أنهم،‭ ‬تحت‭ ‬قيادتها،‭ ‬بالكاد‭ ‬يعترفون‭ ‬بقيم‭ ‬الاتحاد؛‭ ‬بسبب‭ ‬المعايير‭ ‬المزدوجة‭ ‬التي‭ ‬تتبعها‭ ‬‮«‬بروكسل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬معاملتها‭ ‬للأوكرانيين‭ ‬والفلسطينيين‭.‬

وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬دعمها‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ورغبتها‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬نفسها‭ ‬كزعيمة‭ ‬غربية‭ ‬كبرى‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬و«سوناك‮»‬،‭ ‬و«ماكرون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجهها‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ولقائها‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬خورخي‭ ‬ليبوريرو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬يورو‭ ‬نيوز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬تبنّي‭ ‬‮«‬بوريل‮»‬،‭ ‬موقفًا‭ ‬أكثر‭ ‬انتقادًا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحربها‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬بما‭ ‬لم‭ ‬تفعله‭ ‬‮«‬لاين‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توضيح‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬حق‭ ‬آخر‭ ‬تحكمه‭ ‬حدود،‭ ‬وأن‭ ‬إدانة‭ ‬مأساة‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬تمنعنا‭ ‬من‭ ‬إدانة‭ ‬مأساة‭ ‬أخرى‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬رفضت‭ ‬اقتراح‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬اقترح‭ ‬‮«‬بوريل‮»‬،‭ ‬أربعة‭ ‬مبادئ‭ ‬للسياسة‭ ‬الأوروبية‭ ‬تجاه‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬مثل‭ ‬إدانة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬،‭ ‬والمطالبة‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن،‭ ‬وإظهار‭ ‬الإنسانية‭ ‬تجاه‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ومطالبة‭ ‬الحكومات‭ ‬الأوروبية‭ ‬بإظهار‭ ‬التماسك‭ ‬السياسي‭ ‬للتحدث‭ ‬بصوت‭ ‬واحد،‭ ‬وتأكيدهم‭ ‬الالتزام‭ ‬بمعالجة‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬للصراع‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وإقرار‭ ‬سلام‭ ‬عادل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وتماشيًا‭ ‬مع‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬الأوروبية‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أعاد‭ ‬‮«‬بوريل‮»‬،‭ ‬تأكيد‭ ‬ضرورة‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬قد‭ ‬تضاعف‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬مُنذ‭ ‬اتفاقيات‭ ‬‮«‬أوسلو‮»‬‭ ‬الموقّعة‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينيات،‭ ‬وأن‭ ‬مساحة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتملة،‭ ‬قد‭ ‬تقلّصت‭ ‬وتحولّت‭ ‬في‭ ‬متاهة‭ ‬من‭ ‬المساحات‭ ‬المنفصلة‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعترافه‭ ‬بأن‭ ‬احتمال‭ ‬التوصّل‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬يبدو‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬حاليًا،‭ ‬فقد‭ ‬أكّد‭ ‬مجددًا‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬ليُقدمه‭. ‬وفي‭ ‬انتقاد‭ ‬لتصرفات‭ ‬‮«‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬الأحادية‭ ‬الجانب‭ ‬لدعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬باسم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬حذّر‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬ننقل‭ ‬بها‭ ‬موقفنا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬ستُحدد‭ ‬دور‭ ‬أوروبا‭ ‬عالميًا‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬قادمة‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬سياسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬‮«‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬شبّهها‭ ‬أحد‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الأوروبيين‭ ‬بسلوك‭ ‬الملكة،‭ ‬وليس‭ ‬بمسؤول‭ ‬ديمقراطي،‭ ‬افتقرت‭ ‬إلى‭ ‬المبدأ‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬والإدراك‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬أظهره‭ ‬كذلك‭ ‬زعماء‭ ‬‮«‬واشنطن،‭ ‬ولندن،‭ ‬وباريس،‭ ‬وبرلين‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الغضب‭ ‬المُتزايد‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬والحكومات‭ ‬العربية‭ ‬إزاء‭ ‬الاصطفاف‭ ‬القوي،‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬جوليان‭ ‬ديسي‮»‬،‭ ‬و«سينزيا‭ ‬بيانكو‮»‬،‭ ‬و«هيو‭ ‬لوفات‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية»؛‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأوروبيين‭ ‬بحاجة‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية،‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬الحلفاء‭ ‬الإقليميين‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬وضع‭ ‬حدٍ‭ ‬لهذا‭ ‬الصراع،‭ ‬ووقف‭ ‬الخسائر‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يجب‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬انتهجتها‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تمت‭ ‬معارضتها‭ ‬بشدّة‭ ‬عبْر‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬والبرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬حيث‭ ‬ظهرت‭ ‬دعوات‭ ‬صريحة‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬فوري،‭ ‬وإنهاء‭ ‬الأعمال‭ ‬الانتقامية‭ ‬العنيفة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا