يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
هل يحكم الصهاينة العالم؟!
لماذا هذا الخضوع العالمي للكيان الصهيوني؟.. كيف يمكن ان نفسره؟
لا شك ان هذا السؤال يخطر ببال الكثيرين اليوم ونحن نرى كل هذا العجز العالمي عن وقف واحدة من اكبر جرائم الإبادة في التاريخ. ليس هذا فحسب بل ونحن نرى الكل في الغرب على المستويات الرسمية وغير الرسمية وهم يتسابقون لتقديم فروض الطاعة والولاء للصهاينة ولإثبات تأييدهم التام لما يرتكبونه من جرائم.
الذي نتابعه في العالم على هذا النحو امر مذهل فعلا لم يكن يخطر ببالنا. لم يكن يخطر ببالنا ان تصل الوحشية والهمجية الى هذا الحد حين يتعلق الأمر بالموقف من الصهاينة ومن العرب بالمقابل.
.. كل القادة الغربيين بلا استثناء في سباق محموم لتأكيد وضع امكانياتهم بما فيها القدرات العسكرية تحت تصرف الكيان الصهيوني.
.. كل القادة الغربيين في سباق لتأكيد رفضهم المطلق لوقف اطلاق النار في غزة، أي تأييدهم لكل المجازر وكل صور الإبادة التي تجري امام اعين العالم.
الاعلام الغربي كله اصبح مجندا بكامل قواه لخدمة الصهاينة وتبرير جرائمهم.
أي كاتب او صحفي في أي موقع يجرؤ على ان يعبر عن مجرد تعاطف عام مع الفلسطينيين او يوجه ولو مجرد انتقاد عابر من بعيد للكيان الصهيوني يتم التنكيل به.. فصله من العمل والتشهير به.
الأمين العام للأمم المتحدة لمجرد انه قال كلمة حق واحدة في ان طوفان الأقصى لم يأت من فراغ وان الشعب الفلسطيني يخضع لاحتلال منذ عقود، شن الصهاينة حملة شعواء عليه وطالبوه بالاستقالة.
أكثر من 10 آلاف شهيد فلسطيني نصفهم من الأطفال، ولا احد ينطق او يحتج.
العدو الصهيوني يدمر المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، ولا احد ينطق بكلمة.
العدو يقول علنا انه يخطط لقتل كل من في غزة ويعتبر ذلك مبررا وضروريا، ولا احد يحتج.
وزير صهيوني يهدد بإلقاء قنبلة نووية على غزة ولا احد يسأل حتى كيف يحدث هذا او يقول انه يجب محاكمة هذا الإرهابي القاتل المجرم.
لا أحد يتذكر القانون الدولي ولا الانساني ولا أي قيمة إنسانية.
الجمعية العامة للأمم المتحدة تتخذ قرارا يطالب بالوقف الفوري للعدوان، ولا احد يستطيع تنفيذه. وكل ما يملكه مسؤولو الأمم المتحدة هو التعبير عن القلق والأسى على الذين يسقطون ضحايا العدوان.
ما هذا الذي يجري؟
كأن الصهاينة يحكمون قبضتهم على العالم كله ويملون ارادتهم عليه.
كأن الصهاينة يرعبون العالم كله ويفرضون سطوتهم عليه.
كيف يمكن تفسير هذا الوضع الشاذ وهذه السطوة الصهيونية؟
ثلاثة جوانب أساسية يمكن اثارتها في هذا السياق:
أولا: بعيدا عن النظريات المنتشرة منذ عقود طويلة عن وجود حكومة سرية صهيونية غربية تحكم العالم، الأمر المؤكد ان جماعات الضغط الصهيونية الموجودة بقوة في أمريكا وكل الدول الغربية تلعب الدور الأساسي فيما يجري اليوم في الغرب.
معروف ان جماعات الضغط الصهيونية هذه المتغلغلة في كل مكان في الدول الغربية تمارس كل صنوف الضغط والابتزاز والترهيب ضد الساسة والإعلاميين واي قوة او جماعة ولا تتردد في استخدام اقذر الأساليب. المؤكد ان كثيرين من الذين يتسابقون اليوم لتأييد الإبادة الصهيونية التي تجري لغزة خاضعون للوبي الصهيوني.
ثانيا: انه بالنسبة إلى الغرب القضية ليست فقط قضية خضوع للإرادة الصهيونية، لكنها أيضا قضية لقاء مصالح واستراتيجيات.
الأمر كما ذكرت من قبل ان الكيان الصهيوني هو بالأساس مشروع غربي لتمزيق الأمة العربية واخضاعها. والغرب لديه مخططاته المعروفة لإبقاء الدول العربية عاجزة ضعيفة وتدميرها وتخريبها. وقد رأينا تنفيذا لهذه المخططات ابتداء من غزو واحتلال العراق وحتى ما جرى في عام 2011.
بعبارة أخرى، الغرب يلتقي مع الكيان الصهيوني عند هدف الإبادة للشعب الفلسطيني بأبعاده الاستراتيجية على نحو ما نتابع.
ثالثا: يبقى ان العامل الأهم من كل هذا هو ضعفنا نحن العرب وعجزنا عن الدفاع عن انفسنا في مواجهة الكيان الصهيوني والغرب.
على الرغم من كل السطوة الصهيونية في العالم يمتلك العرب من القدرات والامكانيات الجماعية ما يمكنهم من ردع هذا العدو ووقف استباحته للأراضي والمقدرات العربية.
هذا بالطبع اذا امتلكت الدول العربية الإرادة ووحدت قواها وقدراتها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك