يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
إلى متى الخنوع للإرهاب الأمريكي؟!!
ستة وزراء عرب اجتمعوا في الأردن مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن. قبل اللقاء قال بعض المسئولين العرب إن الهدف منه هو إبلاغ الوزير الأمريكي بموقف عربي حازم وواضح بـ«ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، وأولوية دخول المساعدات، لا للتهجير، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل».
بعبارة أخرى، حسب ما فهمنا أن الدول العربية أرادت دفع أمريكا إلى تبني هذه الموقف العربي.
بعد الاجتماع اكتشفنا أن أهم ما جرى فيه ليس ما قاله وعبر عنه الوزراء العرب من مواقف، وإنما ما قاله الوزير الأمريكي وأبلغه للوزراء العرب.
الوزير الأمريكي أبلغ الوزراء العرب أن أمريكا ترفض رفضا تاما أي وقف لإطلاق النار في غزة، وأن أقصى ما يمكن أن تقبل به هو هدنة إنسانية لبضع ساعات لإدخال بعض المساعدات الإنسانية الهزيلة.
ماذا يعني هذا الذي قاله الوزير الأمريكي؟
يعني ببساطة أن الولايات المتحدة تقف بلا أي تحفظ مع الكيان الصهيوني وتؤيد حرب الإبادة الشاملة التي يشنها على أهلنا وأرضنا في غزة.
معناه إن أمريكا تؤيد ما يهدف العدو الصهيوني إلى تحقيقه ويفعل ذلك بالفعل وهو قتل كل إنسان في غزة لو استطاع وتسوية غزة برمتها بالأرض.
معناه إن أمريكا، كما العدو الصهيوني، لا ترى أي مانع من إبادة كل العرب إن أمكن ذلك.
الأمر الخطير هو أن يتعمد وزير الخارجية الأمريكي إبلاغ الوزراء العرب مباشرة ووجها لوجه بهذا الموقف الهمجي.
أن يتعمد الوزير الأمريكي فعل هذا يعني أنه يريد إرسال رسالة واضحة لكل العرب على كل المستويات بأن الولايات المتحدة لا تقيم أي وزن أو اعتبار للعرب ولا تلتفت مطلقا لأي موقف يتبنونه وأي مطالب يطرحونها.
لا أحسب أننا بحاجة إلى الحديث عما يعنيه هذا الموقف الأمريكي من استهانة ما بعدها استهانة بالعرب ومصالحهم وحتى أرواحهم.
حقيقة الأمر إن أمريكا بموقفها هذا من حرب الإبادة الصهيونية تعلن صراحة العداء السافر لكل الدول العربية وكل العرب.
كما نعلم، هذا الموقف الأمريكي ليس جديدا ولا مفاجئا.
منذ اللحظة الأولى لبدء حرب الإبادة الهمجية الصهيونية، تمثل الموقف الأمريكي في أمرين:
الأول: أعلنت أنها سوف تدفع بأساطيلها الحربية إلى المنطقة كي تدعم العدو الصهيوني وكي تكون جاهزة للمشاركة مباشرة في الحرب إلى جانبه.
والثاني: أعلنت أمريكا أنها لا تؤيد فقط كل ما يفعله العدو الصهيوني، بل إن موقفها يتمثل في أنه لا توجد أي خطوط حمراء أمام الكيان الصهيوني في كل ما يفعله.
ومعنى أنه لا توجد أي خطوط حمراء أمام الكيان الصهيوني أنه مطلق السراح في أن يرتكب ما يشاء من مجازر أو مذابح وأن يقتل كل أهل غزة إن استطاع.. وهكذا.
منذ سنوات طويلة تتخذ الولايات المتحدة مواقف عدائية من العرب ولم تقم أي وزن أو اعتبار لعلاقات التحالف الاستراتيجي المفترضة مع عدد كبير من الدول العربية.
السؤال هو: لماذا تفعل أمريكا هذا؟.. لماذا لا تتردد في إعلان موقفها العدائي هكذا على نحو ما فعل وزير الخارجية الأمريكي؟.. لماذا لا تقيم أي وزن أو اعتبار للدول العربية؟
الجواب ببساطة إنها تعرف بحكم الخبرة العملية أنها مهما فعلت، فإن الدول العربية لن تفعل شيئا لردعها أو لدفعها إلى تغيير مواقفها.
لكن الوضع اليوم مختلف. ما يجري اليوم لا يتعلق بأهل غزة أو بفلسطين فقط. الأمر يتعلق بإرادة إبادة معلنة لكل العرب.
وأن يبلغ وزير الخارجية الأمريكي الوزراء العرب هذا الموقف بكل هذا السفور، فإن هذا يمثل إرهابا سياسيا مباشرا لكل العرب.
السؤال: إلى متى يستمر هذا الوضع؟.. إلى متى تصمت الدول العربية عن كل ما تفعله أمريكا بنا؟. متى سنقرر الدفاع عن مصالحنا وحتى عن وجودنا وأرواحنا العربية؟
إلى متى هذا الخنوع للإرهاب الذي تمارسه أمريكا علينا؟.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك