يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
ما جدوى عقد القمة العربية؟!!
في أحيان كثيرة يحار المرء حقا في فهم الحكمة من عقد اجتماعات للدول العربية في أوقات الأزمات الكبرى على أي مستوى، بما في ذلك مستوى القمة.
نقول هذا بمناسبة القمة العربية الطارئة التي من المفترض أن تعقد في 11 نوفمبر الحالي لبحث ما يجري لأهلنا في غزة من إبادة صهيونية شاملة وتدمير كامل.
السؤال هنا هو: هل لعقد هذه القمة قيمة أو جدوى عملية؟.
السؤال بصياغة أخرى: ما هو المقصود بالضبط من عقد القمة الطارئة... هل لمجرد تسجيل مواقف عربية عامة.. أم لاتخاذ قرارات وإجراءات جماعية عربية تكون كفيلة بوقف هذا العدوان الهمجي وحرب الإبادة التي يتعرض لها أهلنا في فلسطين؟.
إذا كان الأمر أمر تسجيل مواقف، فقد سجلت كل الدول العربية موقفها بالفعل في بيانات وتصريحات بغض النظر عن تقييمنا لهذه المواقف. كما تم تسجيل مواقف جماعية للدول العربية سواء في الاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء الخارجية العرب، أو في البيان الذي أصدره قبل أيام وزراء خارجية تسع دول عربية.
إذن إن كان المقصود تسجيل موقف عربي عام عبر القمة، فليس هناك أي داع أو ضرورة لعقدها.
قرأت قبل يومين تقريرا يقول إن الهدف الأساسي للقمة هو بحث متطلبات الإغاثة العاجلة للشعب الفلسطيني.
وهذا أيضا هدف لا يستدعي قمة طارئة. أغلب الدول العربية بادرت بالفعل بتنظيم حملات لإغاثة الشعب الفلسطيني، والباب مفتوح على مصراعيه لكل من يريد دعم أهلنا في غزة.
قد يتساءل البعض: وما هو الضرر أصلا في أن يجتمع القادة العرب في كل الأحوال كي يبحثوا ما يجري ويتبادلوا الرأي؟.
الجواب: الضرر يمكن أن يكون كبيرا جدا.
حين يجتمع العرب في قمة طارئة في ظل الأوضاع الحالية وما يواجهه الشعب الفلسطيني ونواجهه جميعا في الوطن العربي من هجمة صهيونية غربية، من المفترض أن يكون ما يصدر عن القمة عند مستوى هذا الوضع وهذا الخطر الوجودي.
بعبارة أحرى، من المفترض أن يتخذ القادة من المواقف والقرارات والإجراءات العملية ما يكون من شأنه وقف حرب الإبادة والهجمة الشرسة على الأمة وردع هؤلاء المجرمين.
أما إذا صدر عن القمة مجرد بيان إنشائي يدين ويشجب وما شابه ذلك من تعبيرات، فستكون هذه كارثة كبرى. سيكون هذا إعلانا عاما، وعلى أعلى مستوى، بأن العرب عاجزين وليس بمقدورهم أن يفعلوا أي شيء للدفاع عن أهلنا وعنا جميعا.
سيكون هذا بحد ذاته أكبر تشجيع للمجرمين السفاحين القتلة بأن يمضوا قدما في إبادة أهلنا وفي استهدافنا جميعا.
إن كان البعض يظن أن بيانات الإدانة والشجب الإنشائية مهما كانت قوية لها تأثير ووزن ويمكن أن تغير شيئا فهو مخطئ ويخدع نفسه.
قبل أيام استغربت حين قرأت تقريرا يقول إن الدول العربية وجهت تحذيرا شديدا إلى الدول الغربية عبر البيان الذي أصدرته تسع دول عربية.
استغربت لأنني كنت قد قرأت البيان بعناية ولم أجد فيه أي تحذير من أي نوع. بعبارة أدق لم أجد فيه ما يمكن أن يثير قلق الدول الغربية أو أي شيء يدفعها إلى أخذ الموقف العربي بجدية أو لتغير موقفها العدواني الهمجي.
البيان يتضمن 11 بندا موزعة على النحو التالي:
بندان إدانة – 4 بنود تأكيد – بند تشديد – بندان مطالبة – بندان إعراب.
بالطبع، لا أحد يمكن أن يفزع في الغرب من مثل هذه الإدانة والتشديد والمطالبة والإعراب.
الدول العربية ليست قليلة الحيلة. والقادة العرب بمقدورهم بإجراءات عملية رادعة الكل يعلم بها أن يوقفوا حرب الإبادة هذه وأن يردعوا الغرب.
إن كان القادة العرب سيفعلون هذا، فلتعقد القمة.
أما إذا كانت النتيجة ستكون بيانا إنشائيا كالعادة، فإن عقد القمة سيكون كارثة ومن الأفضل صرف النظر عنها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك