يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
بلينكن.. مبعوث الصهيونية
الأمر المؤكد المفهوم ان أحد أكبر الأسباب التي تدفع الكيان الاسرائيلي إلى المضي قدما في حرب الإبادة الوحشية التي يشنها على أهلنا في غزة الدعم الغربي عموما والأمريكي خصوصا الذي يحظى به.
أمريكا والدول الغربية لم تدعم فقط حرب الإبادة الإسرائيلية بل أعلنت صراحة ان هذا الدعم هو بلا أي تحفظ أو شرط، الأمر الذي يعني بالنسبة للكيان الإسرائيلي ضوءا اخضر بارتكاب أي مجازر أو جرائم.
لهذا من المهم ان نتابع بالتأمل والتحليل المواقف والتحركات الأمريكية بالذات وما وراءها بالضبط.
حين قام وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بجولة مؤخرا زار خلالها عددا من دول المنطقة قال في بدايتها انه يأتي ليس بصفته وزيرا للخارجية فقط ولكن بصفته يهوديا.
كان الأدق ان يقول إنه يأتي بصفته صهيونيا لأن هذا بالضبط كان الهدف الأساسي من جولته.. خدمة المشروع الصهيوني.
الهدف الأساسي من جولة بلينكن لم يكن فقط اعلان التأييد الأعمى لكل ما يرتكبه الكيان الإسرائيلي من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، ولكن ايضا الترويج لجوهر المشروع الصهيوني، أي تصفية القضية الفلسطينية.
من متابعة تطورات جولة وزير الخارجية الأمريكي والمواقف والتصريحات التي صدرت اثناء زيارته للعواصم العربية، يمكن القول انه حمل الى الدول العربية مطلبين أمريكيين أساسيين:
الأول: أن تقوم الدول العربية بإدانة المقاومة الفلسطينية وان تعتبر علنا ان حركة حماس هي المسئول الوحيد عن كل ما يجري.
أي ان بلينكن أراد من الدول العربية ان تقدم تبريرا للجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي.
والثاني: أراد وزير الخارجية الأمريكي من الدول العربية التي زارها ان تقبل بجريمة طرد الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم وبلادهم. ليس هذا فحسب، بل طلب من الدول العربية أن تستقبل الفلسطينيين الذين يتم طردهم، وبالأخص مصر والأردن والسعودية.
بعبارة أخرى أراد بلينكن من الدول العربية أن تقبل بمخطط تصفية القضية الفلسطينية.
وزير الخارجية المصري أكد في تصريح له ان ضغوطا مورست على دول عربية وخصوصا دول الجوار لفلسطين كي تقبل بجريمة تهجير الفلسطينيين وتستقبلهم.
وقد تابعنا كيف انه في كل العواصم العربية التي زارها بلينكن، كان هناك حرص شديد على اعلان الرفض القاطع لأي حديث عن تهجير الفلسطينيين، الأمر الذي يعني ضمنا ردا على ما طالب به ورفضا له.
لا بد ان نقدر عاليا لكل الدول العربية موقفها الحازم من محاولات تصفية القضية الفلسطينية ورفضها للضغوط من اجل قبول تهجير أبناء الشعب الفلسطيني.
كما نرى، وزير الخارجية الأمريكي اتى الى المنطقة مبعوثا للصهيونية وداعية للمشروع الصهيوني.
بالطبع، بلينكن لا يعبر في هذا عن موقف شخصي فحسب، وانما يعبر عن السياسة الرسمية للإدارة الأمريكية. هذه السياسة التي عبر عنها الرئيس الأمريكي بايدن بشكل سافر مؤخرا بحضوره مجلس الحرب لحكومة الاحتلال وادلائه بتصريحات عدوانية مستفزة.
نقول هذا لأن الدول العربية عليها ان تدرك اليوم انها تواجه حربا عدوانية شرسة. الحرب ليست على جبهة غزة فقط وما يرتكبه الاحتلال من جرائم حرب وابادة، لكنها حرب أهدافها ابعد مدى، اذ اجتمعت كلمة الغرب كله على محاولة فرض المشروع الصهيوني على كل الدول العربية.
هذه حرب لا يمكن ان نخوضها ببيانات الرفض والإدانة فقط. الدول العربية يجب ان تحشد كل قواها وتستخدم كل أسلحتها ان هي ارادت أن تجنب الأمة المصير الذي يريده الغرب لنا.. مصير الإبادة وفرض المشروع الصهيوني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك