يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
الكلمة الآن للمقاومة
هذا بالضبط هو ما يرعب الكيان الإسرائيلي ويرعب أمريكا والدول الغربية الحامية له كلها.
ما يرعبهم أنه مع ملحمة «طوفان الأقصى» أفاقوا فجأة ليجدوا أن الكلمة الآن للمقاومة الفلسطينية وزمام المبادرة بيدها وأنهم جميعا وجدوا أنفسهم إزاء هذا بلا حول ولا قوة.
حتى هذه اللحظة هم عاجزون عن أن يستوعبوا حقيقة الزلزال الذي حدث ولا توابعه.
الذي حدث أن الكيان الإسرائيلي انهار أمام «طوفان الأقصى». الذي حدث أن المقاومة الفلسطينية أثبتت في بضع ساعات أن هذا الكيان بكل قوته العسكرية الضاربة هو في النهاية كيان هش، وأن إلحاق الهزيمة به أمر ممكن.
الذي حدث على هذا النحو أرعب الكيان الإسرائيلي وكل الدول الغربية الحامية له لأن الأمر بالنسبة إليهم يتعلق بوجود الكيان نفسه.. ما فعلته المقاومة أعاد طرح التساؤل، هذا الكيان يكون أو لا يكون.. يبقى أو لا يبقى.
الذي يقرأ تعليقات المحللين الإسرائيليين والغربيين يدرك إلى أي حد هز طوفان الأقصى أركان الكيان الإسرائيلي، وحجم الكارثة بالنسبة إليهم.
على سبيل المثال، يوسي الفر، محلل أمني إسرائيل، وكان مسؤولا كبيرا سابقا بالموساد. كتب يصف ما حدث للكيان الإسرائيلي مع «طوفان الأقصى» بالانهيار الكامل.. الانهيار الكامل للجيش والمخابرات وكل المؤسسة الإسرائيلية.
يصف هول ما حدث بالنسبة إلى الكيان الإسرائيلي ويقول إنه ليوم كامل ظلت «إسرائيل» عاجزة عن أن تفعل شيئا في مواجهة الهجوم الكاسح، ولساعات طويلة ظلت الحدود بين غزة وإسرائيل مفتوحة و«الإرهابيون»، يقصد بالطبع رجال المقاومة، يروحون ويجيئون ذهابا وإيابا ومعهم الرهائن. يقول إنه ليس هناك وصف لهذا سوى الانهيار الكامل.
محلل أمريكي معروف هو ديفيد إجناسيوس كتب في صحيفة «واشنطن بوست» يقارن بين ما حدث للكيان الإسرائيلي وما حدث لأمريكا مع هجمات 11 سبتمبر. يقول إن الفشل الذريع للمخابرات الإسرائيلية لم يكن بسبب نقص المعلومات، ولكن أساسا بسبب العجز عن فهم المعلومات.
يشرح ذلك بالقول إنه كما أن المخابرات الأمريكية لم تتصور أبدا عبقرية الذين قادوا طائرات ودمروا بها مباني في 11 سبتمبر، فقد عجزت المخابرات الإسرائيلية عن فهم مدى قدرة المقاومة الفلسطينية على الإبداع والتحدي.. لم يتخيلوا أبدا أن المقاومة قادرة على أن تشن مثل هذا الهجوم الكاسح برا وجوا وبحرا بشكل متزامن.
هذه بعض جوانب ما فعله طوفان الأقصى بالكيان الإسرائيلي.
ولا يقتصر ما فعلته المقاومة على هذا.
المقاومة أعادت فرض قضية فلسطين على العالم كله بحيث لم يعد من الممكن بعد ذلك تجاهلها.
في السنوات الماضية، ساد العالم كله اعتقاد بأن القضية الفلسطينية تراجعت أهميتها ولم تعد أولوية حتى بالنسبة إلى العرب، ومن ثم لم يعد لمسألة الحقوق الفلسطينية المشروعة والدولة الفلسطينية المستقلة أولوية كبيرة أو عاجلة.
المقاومة أسقطت هذا الوهم.
اليوم يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية إبادة كاملة لغزة بالمعنى الحرفي للكلمة ويرتكب أبشع جرائم الحرب والإبادة التي عرفها التاريخ بحق الشعب الفلسطيني. يتصور الكيان الإسرائيلي أن بمقدوره تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية ويتحدث عن مخططات لطرد وترحيل كل أهل غزة عن بلادهم وأراضيهم.
يستطيع الكيان الإسرائيلي أن يدمر غزة بالكامل وأن يقتل الآلاف من الفلسطينيين. لكن هذا لن يغير من الواقع شيئا.
المقاومة الفلسطينية فرضت واقعا جديدا.
المقاومة ليست فقط مقاومة الفصائل الفلسطينية داخل فلسطين، بل هي أيضا مقاومة الشعوب العربية التي انتفضت دفاعا عن أهلنا في غزة.
رغم كل المجازر الصهيونية ورغم همجية الغرب حامي الكيان الإسرائيلي، سوف تثبت الأيام أن الزلزال الذي يحدث اليوم في فلسطين سيكون بداية النهاية للاحتلال الإسرائيلي الغاشم وليس بداية تصفية القضية الفلسطينية كما يتوهم الكيان الإسرائيلي والغرب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك