الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
فوائد.. في حكاية «الحصان الذكي»
أول السطر:
نشرت إحدى المنصات إعلانا على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان: «التدريب مع ضمان التوظيف».. دورة مجانية لتدريب وتأهيل الباحثين عن العمل من خريجي الثانوية وتوظيفهم.. وأتصور أن الإعلان بحاجة إلى مزيد من الشفافية والمصداقية في مسألة «ضمان التوظيف».. كما يستوجب من الجهات الرسمية المختصة توضيح الأمر، في ظل التساؤلات العديدة والتعليقات الصريحة، حول الإعلان ذاته..!!
فوائد.. في حكاية «الحصان الذكي»:
منذ أيام قرأت حكاية «الحصان الذكي»، ولا أدري إن كانت حكاية حقيقة أم غير ذلك، ولكنها تحمل فائدة وحكمة وعبرة، ينبغي أن نستفيد منها، في كيفية تحويل التحديات إلى فرص واستثمارات إنسانية، في ظل الحياة والمواقف التي يمر بها الشخص، في أي مجتمع ومكان.
تقول الحكاية: وقع حصان أحد المزارعين في بئر عميقة جداً، ولكن البئر كانت جافة تماما من الماء.. فبدأ الحصان المسكين في البكاء بسبب الألم الشديد الذي شعر به إثر السقوط، واستمر على هذه الحال ساعات طويلة، بينما كان المزارع يحاول أن يساعد الحصان ويخرجه من البئر، ولكنه فشل في كل محاولاته، حتى أصيب باليأس.
ثم بدأ المزارع يقنع نفسه أن هذا الحصان أصبح عجوزا، وأن تكلفة استخراجه من البئر تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا بالإضافة إلى أن هذه البئر جافة منذ زمن طويل، وتحتاج بأي حال من الأحوال إلى ردمها.
فقام المزارع بمناداة جيرانه وطلب منهم المساعدة في ردم البئر، حتى يحل مشكلتين في آن واحد.. يتخلص من البئر الجافة، ويدفن الحصان المسكين.. وبالفعل بدأ الناس بجمع الأتربة وإلقائها في البئر، باستخدام المعاول والجرافات.
عندها أدرك الحصان المسكين حقيقة ما يحدث، فأخذ يصهل طالبا النجدة، ولكن لم يستمع إليه أحد، واستمروا في عملهم.. وبعد فترة قليلة جدا انقطع صوت صهيل الحصان تماما.. فنظر الجميع إلى الأسفل فوجدوا الحصان مشغولاً بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة، حتى يرميها بدوره داخل البئر.. وهكذا يرتفع هو بمقدار خطوة للأعلى.. واستمر الحصان على هذه الحال، والجميع يلقي الأتربة فتسقط على ظهره، ثم يهز الحصان ظهره، فتسقط الأتربة على البئر، ويرتفع هو فوقها خطوة بخطوة إلى الأعلى.
وبعد ملء البئر بالأتربة قفز «الحصان الذكي» قفزة بسيطة، وصل بها إلى سطح الأرض في سلام، وخرج من البئر، وفوجئ الجميع من قدرته وإمكانياته، وتصرفه وذكائه، ووجهوا اللوم والعتاب والاستنكار لتصرف المزارع.
خلاصة القول، وزبدة الحكاية.. كن مثل هذا «الحصان الذكي»، وتعلم منه أن تلقي بهمومك ومشاكلك وراء ظهرك.. وواجه التحديات ولا تيأس ولا تنحن، واصنع من المستحيل فرصا جديدة، وأبهرهم وأدهشهم دائما.
آخر السطر:
يثار بين الحين والآخر موضوع الاحتشام في اللباس، عند الدخول إلى الأماكن العامة والمجمعات التجارية، خاصة وأن المؤسسات الرسمية واضحة وصريحة في عدم السماح بالدخول لها باللباس غير المناسب.. ولكن ماذا عمن يأتي إلى المساجد والجوامع بلباس «جلابية النوم» من الرجال والشباب..؟؟ هذه ظاهرة «دخيلة» على المجتمع البحريني، نتمنى أن تتوقف وتنتهي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك