العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

فوائد.. في حكاية «الحصان الذكي»

أول‭ ‬السطر‭:‬

نشرت‭ ‬إحدى‭ ‬المنصات‭ ‬إعلانا‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬التدريب‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬التوظيف‮»‬‭.. ‬دورة‭ ‬مجانية‭ ‬لتدريب‭ ‬وتأهيل‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬الثانوية‭ ‬وتوظيفهم‭.. ‬وأتصور‭ ‬أن‭ ‬الإعلان‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬والمصداقية‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬ضمان‭ ‬التوظيف‮»‬‭.. ‬كما‭ ‬يستوجب‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المختصة‭ ‬توضيح‭ ‬الأمر،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التساؤلات‭ ‬العديدة‭ ‬والتعليقات‭ ‬الصريحة،‭ ‬حول‭ ‬الإعلان‭ ‬ذاته‭..!!‬

فوائد‭.. ‬في‭ ‬حكاية‭ ‬‮«‬الحصان‭ ‬الذكي‮»‬‭:‬

منذ‭ ‬أيام‭ ‬قرأت‭ ‬حكاية‭ ‬‮«‬الحصان‭ ‬الذكي‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬حكاية‭ ‬حقيقة‭ ‬أم‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكنها‭ ‬تحمل‭ ‬فائدة‭ ‬وحكمة‭ ‬وعبرة،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نستفيد‭ ‬منها،‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تحويل‭ ‬التحديات‭ ‬إلى‭ ‬فرص‭ ‬واستثمارات‭ ‬إنسانية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحياة‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الشخص،‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬ومكان‭.‬

تقول‭ ‬الحكاية‭: ‬وقع‭ ‬حصان‭ ‬أحد‭ ‬المزارعين‭ ‬في‭ ‬بئر‭ ‬عميقة‭ ‬جداً،‭ ‬ولكن‭ ‬البئر‭ ‬كانت‭ ‬جافة‭ ‬تماما‭ ‬من‭ ‬الماء‭.. ‬فبدأ‭ ‬الحصان‭ ‬المسكين‭ ‬في‭ ‬البكاء‭ ‬بسبب‭ ‬الألم‭ ‬الشديد‭ ‬الذي‭ ‬شعر‭ ‬به‭ ‬إثر‭ ‬السقوط،‭ ‬واستمر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحال‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬المزارع‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬الحصان‭ ‬ويخرجه‭ ‬من‭ ‬البئر،‭ ‬ولكنه‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محاولاته،‭ ‬حتى‭ ‬أصيب‭ ‬باليأس‭.‬

ثم‭ ‬بدأ‭ ‬المزارع‭ ‬يقنع‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحصان‭ ‬أصبح‭ ‬عجوزا،‭ ‬وأن‭ ‬تكلفة‭ ‬استخراجه‭ ‬من‭ ‬البئر‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬تكلفة‭ ‬شراء‭ ‬حصان‭ ‬آخر،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البئر‭ ‬جافة‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل،‭ ‬وتحتاج‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬إلى‭ ‬ردمها‭.‬

فقام‭ ‬المزارع‭ ‬بمناداة‭ ‬جيرانه‭ ‬وطلب‭ ‬منهم‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬ردم‭ ‬البئر،‭ ‬حتى‭ ‬يحل‭ ‬مشكلتين‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭.. ‬يتخلص‭ ‬من‭ ‬البئر‭ ‬الجافة،‭ ‬ويدفن‭ ‬الحصان‭ ‬المسكين‭.. ‬وبالفعل‭ ‬بدأ‭ ‬الناس‭ ‬بجمع‭ ‬الأتربة‭ ‬وإلقائها‭ ‬في‭ ‬البئر،‭ ‬باستخدام‭ ‬المعاول‭ ‬والجرافات‭.‬

عندها‭ ‬أدرك‭ ‬الحصان‭ ‬المسكين‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬فأخذ‭ ‬يصهل‭ ‬طالبا‭ ‬النجدة،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يستمع‭ ‬إليه‭ ‬أحد،‭ ‬واستمروا‭ ‬في‭ ‬عملهم‭.. ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬قليلة‭ ‬جدا‭ ‬انقطع‭ ‬صوت‭ ‬صهيل‭ ‬الحصان‭ ‬تماما‭.. ‬فنظر‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬الأسفل‭ ‬فوجدوا‭ ‬الحصان‭ ‬مشغولاً‭ ‬بهز‭ ‬ظهره‭ ‬كلما‭ ‬سقطت‭ ‬عليه‭ ‬الأتربة،‭ ‬حتى‭ ‬يرميها‭ ‬بدوره‭ ‬داخل‭ ‬البئر‭.. ‬وهكذا‭ ‬يرتفع‭ ‬هو‭ ‬بمقدار‭ ‬خطوة‭ ‬للأعلى‭.. ‬واستمر‭ ‬الحصان‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحال،‭ ‬والجميع‭ ‬يلقي‭ ‬الأتربة‭ ‬فتسقط‭ ‬على‭ ‬ظهره،‭ ‬ثم‭ ‬يهز‭ ‬الحصان‭ ‬ظهره،‭ ‬فتسقط‭ ‬الأتربة‭ ‬على‭ ‬البئر،‭ ‬ويرتفع‭ ‬هو‭ ‬فوقها‭ ‬خطوة‭ ‬بخطوة‭ ‬إلى‭ ‬الأعلى‭.‬

وبعد‭ ‬ملء‭ ‬البئر‭ ‬بالأتربة‭ ‬قفز‭ ‬‮«‬الحصان‭ ‬الذكي‮»‬‭ ‬قفزة‭ ‬بسيطة،‭ ‬وصل‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬سلام،‭ ‬وخرج‭ ‬من‭ ‬البئر،‭ ‬وفوجئ‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬قدرته‭ ‬وإمكانياته،‭ ‬وتصرفه‭ ‬وذكائه،‭ ‬ووجهوا‭ ‬اللوم‭ ‬والعتاب‭ ‬والاستنكار‭ ‬لتصرف‭ ‬المزارع‭.‬

خلاصة‭ ‬القول،‭ ‬وزبدة‭ ‬الحكاية‭.. ‬كن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الحصان‭ ‬الذكي‮»‬،‭ ‬وتعلم‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬تلقي‭ ‬بهمومك‭ ‬ومشاكلك‭ ‬وراء‭ ‬ظهرك‭.. ‬وواجه‭ ‬التحديات‭ ‬ولا‭ ‬تيأس‭ ‬ولا‭ ‬تنحن،‭ ‬واصنع‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬فرصا‭ ‬جديدة،‭ ‬وأبهرهم‭ ‬وأدهشهم‭ ‬دائما‭.‬

آخر‭ ‬السطر‭:‬

يثار‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬موضوع‭ ‬الاحتشام‭ ‬في‭ ‬اللباس،‭ ‬عند‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬والمجمعات‭ ‬التجارية،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬واضحة‭ ‬وصريحة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬بالدخول‭ ‬لها‭ ‬باللباس‭ ‬غير‭ ‬المناسب‭.. ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عمن‭ ‬يأتي‭ ‬إلى‭ ‬المساجد‭ ‬والجوامع‭ ‬بلباس‭ ‬‮«‬جلابية‭ ‬النوم‮»‬‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والشباب‭..‬؟؟‭ ‬هذه‭ ‬ظاهرة‭ ‬‮«‬دخيلة‮»‬‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬وتنتهي‭.    ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا