العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

دول الخليج العربي والتكتلات الاقتصادية الدولية

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عنها‭ ‬قمة‭ ‬مجموعة‭ ‬البريكس‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬22-24‭ ‬أغسطس‭ ‬2023‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬50‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬وحكومة‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لافتاً‭ ‬دعوة‭ ‬البريكس‭ ‬6‭ ‬دول‭ ‬إلى‭ ‬عضويتها‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬دولتان‭ ‬خليجيتان‭ ‬هما‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬22‭ ‬دولة‭ ‬تقدمت‭ ‬بطلب‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العضوية‭. ‬وبداية‭ ‬فإن‭ ‬البريكس‭ ‬هو‭ ‬اختصار‭ ‬للأحرف‭ ‬الأولى‭ ‬للدول‭ ‬المؤسسة‭ ‬لهذا‭ ‬التكتل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬وهي‭ ‬روسيا‭ ‬والبرازيل‭ ‬والهند‭ ‬والصين‭ ‬ثم‭ ‬انضمام‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬لاحقاً‭ ‬إلى‭ ‬التكتل‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬ودون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬ذلك‭ ‬التكتل‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬أنه‭ ‬تكتل‭ ‬يضم‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬حققت‭ ‬أداءً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬متميزاً‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬بل‭ ‬تواصل‭ ‬نموها‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬التكتل‭ ‬جاذباً‭ ‬لدول‭ ‬أخرى‭ ‬تتطلع‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عضويته‭ ‬وفقاً‭ ‬لمصادر‭ ‬رسمية‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المنظمة‭.‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لديها‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التكتلات‭ ‬الأخرى‭ ‬منها‭ ‬رابطة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬‮«‬الآسيان‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬وتضم‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬عشر‭ ‬دول،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬منظمة‭ ‬شنغهاي‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬وكانت‭ ‬تضم‭ ‬في‭ ‬بدايتها‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬وطاجيكستان‭ ‬وكازاخستان‭ ‬وقيرغيزستان‭ ‬ثم‭ ‬انضمام‭ ‬الهند‭ ‬وباكستان‭ ‬ويطلق‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المنظمة‭ ‬‮«‬الناتو‭ ‬الآسيوي‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يثار‭ ‬ذو‭ ‬جانبين؛‭ ‬الأول‭: ‬ماذا‭ ‬يعني‭ ‬تنامي‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الاقتصادي؟‭ ‬والثاني‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المكاسب‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬التكتلات؟

بداية‭ ‬ينبغي‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ليست‭ ‬بالأمر‭ ‬الجديد‭ ‬حيث‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬الفصل‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومضمونها‭ ‬أن‭ ‬الميثاق‭ ‬يجيز‭ ‬للمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين،‭ ‬وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تأسست‭ ‬عدة‭ ‬تنظيمات‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬اقتصادية‭ ‬مثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬تطور‭ ‬لاحقاً‭ ‬نحو‭ ‬الصيغ‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬دفاعية‭ ‬مثل‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬تنظيمات‭ ‬أخرى،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬اللافت‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬هو‭ ‬ظهور‭ ‬تنظيمات‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬يشترط‭ ‬بالضرورة‭ ‬التجاور‭ ‬الجغرافي‭ ‬كأساس‭ ‬لنشأتها‭ ‬بل‭ ‬العوامل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬هي‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لها‭ ‬منها‭ ‬البريكس،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الجدل‭ ‬الذي‭ ‬يثار‭ ‬حول‭ ‬اتجاه‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬التعددية‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬بل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬بؤرة‭ ‬تلك‭ ‬التحولات‭. ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬للدولار‭ ‬القوة‭ ‬ولكن‭ ‬تنامي‭ ‬تلك‭ ‬التكتلات‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬قراءته‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات؛‭ ‬أولها‭: ‬أنها‭ ‬تضم‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬منها‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬والهند،‭ ‬وثانيها‭: ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تفرض‭ ‬قيوداً‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تنضم‭ ‬إليها‭ ‬حيث‭ ‬لوحظ‭ ‬أنها‭ ‬تتضمن‭ ‬صيغاً‭ ‬عديدة‭ ‬تضمن‭ ‬حصول‭ ‬العضو‭ ‬على‭ ‬المنافع‭ ‬دون‭ ‬تعارض‭ ‬مع‭ ‬عضوية‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬تنظيمات‭ ‬أخرى،‭ ‬وثالثها‭: ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬التزامات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬التنظيمات‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭.‬

واتصالاً‭ ‬بما‭ ‬سبق‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الفوائد‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬وفق‭ ‬صيغ‭ ‬مختلفة‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التكتلات،‭ ‬ويمكن‭ ‬تحديد‭ ‬خمس‭ ‬منها؛‭ ‬الأولى‭: ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تجمعا‭ ‬إقليميا‭ ‬يضم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الست‭ ‬هو‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬أيضاً‭ ‬أطراً‭ ‬عديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬حصول‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬عضوية‭ ‬تلك‭ ‬التجمعات‭ ‬سوف‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الخليجي‭ ‬ذاتها‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬التنسيق‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬في‭ ‬مسائل‭ ‬عديدة‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وهو‭ ‬تحد‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬بل‭ ‬سيكون‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬مستقبلاً‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وإعلان‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬وضع‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬الصادرات‭ ‬الغذائية‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التكتلات‭ ‬سوف‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المواجهة‭ ‬الخليجية‭ ‬الجماعية‭ ‬لبعض‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والثانية‭: ‬أن‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬رؤى‭ ‬اقتصادية‭ ‬طموحة‭ ‬من‭ ‬مضامينها‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬تلك‭ ‬التجمعات‭ ‬فإنها‭ ‬تمثل‭ ‬وجهة‭ ‬أساسية‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬والثالثة‭: ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬يصنف‭ ‬بعضها‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬الصغرى‭ ‬تظل‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬تفاوضية‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يمثل‭ ‬دعماً‭ ‬لمواقف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الاقتصاد‭ ‬هو‭ ‬قاطرة‭ ‬السياسة‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬صراحة‭ ‬أنيل‭ ‬سوكلال‭ ‬مندوب‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬البريكس‭ ‬الأخير‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬بريكس‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬قوة‭ ‬سياسية‭ ‬عبر‭ ‬محاولتها‭ ‬تغيير‭ ‬خطوط‭ ‬الصدع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياسة‭ ‬العالمية،‭ ‬لكنها‭ ‬تغير‭ ‬أيضاً‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‮»‬‭. ‬والرابعة‭: ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬سواء‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬لوائح‭ ‬التصدير‭ ‬التي‭ ‬تقرها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬محددة‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬محددة،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التكتلات‭ ‬قد‭ ‬تمثل‭ ‬فرصة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭. ‬والخامسة‭: ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الخيارات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬دولية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬الجوانب‭ ‬الدفاعية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬هي‭ ‬الضمانة‭ ‬الأساسية‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وتوازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬عموماً،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة؛‭ ‬فقد‭ ‬أملت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬واقعاً‭ ‬جديداً‭ ‬أضحى‭ ‬فيه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬محوراً‭ ‬أساسياً‭ ‬للعلاقات‭ ‬وركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لعمل‭ ‬التكتلات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬التنافسية‭ ‬ستكون‭ ‬هي‭ ‬سمة‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬التكتلات‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تكتل‭ ‬البريكس‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مجموعة‭ ‬دول‭ ‬السبع‭.‬

وأتصور‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬كتنظيم‭ ‬إقليمي‭ ‬بإمكانه‭ ‬تعظيم‭ ‬الفائدة‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بتلك‭ ‬التكتلات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آليتين؛‭ ‬الأولى‭: ‬ضرورة‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لتعظيم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التكتلات،‭ ‬والثانية‭: ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬شراكات‭ ‬بين‭ ‬المجلس‭ ‬كمنظمة‭ ‬وتلك‭ ‬التكتلات،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بالفعل‭ ‬بعضاً‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬تأسيس‭ ‬المزيد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دعوة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬ناريندرا‭ ‬مودي‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬أغسطس‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬ضم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭.‬

ومجمل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة‭ ‬قد‭ ‬فرضت‭ ‬زيادة‭ ‬اهتمام‭ ‬الدول‭ ‬بالانضمام‭ ‬إلى‭ ‬التكتلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬مصالح‭ ‬الدول،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬انضمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬التكتلات‭ ‬يظل‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتعظيم‭ ‬فوائدها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ودعم‭ ‬قوتها‭ ‬التفاوضية‭. ‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا