العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أمريكا تذعن وتدخل إسرائيل في برنامج الإعفاء من التأشيرة

بقلم: د. جيمس زغبي {

الثلاثاء ٠١ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬تفاجئنا‭ ‬الأخبار‭ ‬المتواترة‭ ‬التي‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬لتعزيز‭ ‬دخول‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭ ‬الأمريكية‭. ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬فوجئنا‭.‬

ظل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مسؤولي‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬يؤكدون‭ ‬لنا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أشهر‭ ‬كاملة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬البرنامج‭. ‬فقد‭ ‬تركزت‭ ‬المخاوف‭ ‬على‭ ‬الشرط‭ ‬القانوني‭ ‬لبرنامج‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬المشاركة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضمن‭ ‬المعاملة‭ ‬بالمثل‭ ‬للمواطنين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬للدخول‭ ‬‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬العرق‭ ‬أو‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬الأصل‭ ‬القومي‭.‬

إن‭ ‬توقيع‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬هذه‭ ‬إهانة‭ ‬للأمريكيين‭ ‬العرب،‭ ‬وخاصة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬المعاملة‭ ‬التمييزية‭ ‬التي‭ ‬يجدونها‭ ‬عند‭ ‬دخول‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬الخروج‭ ‬منها‭ - ‬إنها‭ ‬إهانة‭ ‬لأبناء‭ ‬جاليتنا‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬زيارة‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭.‬

ومثلما‭ ‬تم‭ ‬توثيق‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬جيدًا،‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تتجاهل‭ ‬بشكل‭ ‬روتيني‭ ‬جوازات‭ ‬السفر‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ولا‭ ‬تأبه‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ‭ ‬بحقوق‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بموجب‭ ‬التعديل‭ ‬الأول‭.‬

أفاد‭ ‬هؤلاء‭ ‬المواطنون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬بأنهم‭ ‬تعرضوا‭ ‬للمضايقة‭ ‬والاعتقال‭ ‬والحرمان‭ ‬الصريح‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭. ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث،‭ ‬تم‭ ‬تفتيش‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬عراةً،‭ ‬واستجوابهم‭ ‬ساعات‭ ‬حول‭ ‬تاريخ‭ ‬العائلة‭ ‬والممتلكات،‭ ‬بل‭ ‬أُجبروا‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬حق‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حساباتهم‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

لعدة‭ ‬أشهر،‭ ‬اعتبر‭ ‬مسؤولو‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تفي‭ ‬بالمتطلبات‭ ‬القانونية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المعاملة‭ ‬بالمثل‭ ‬قبل‭ ‬قبولها‭ ‬‭ ‬وذلك‭ ‬مثل‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأربعين‭ ‬الأخرى‭ ‬المنضوية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬وقعت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬هذه‭ ‬عندما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬تغيير‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬آخر‭ ‬محاولة‭ ‬للاعتراف‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭ ‬قبل‭ ‬عامين‭.‬

يستمر‭ ‬تجاهل‭ ‬شرط‭ ‬المعاملة‭ ‬بالمثل‭ ‬مع‭ ‬التمييز‭ ‬الصارخ‭ ‬الذي‭ ‬تظهره‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬معاملتها‭ ‬للأمريكيين‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬لدخول‭ ‬البلاد‭ ‬أو‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬فرضت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قيودًا‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

قبل‭ ‬شهر‭ ‬واحد،‭ ‬علمنا‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬اختبار‭ ‬مدته‭ ‬30‭ ‬يومًا‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ستطبق‭ ‬سياسات‭ ‬غير‭ ‬تمييزية‭ ‬على‭ ‬الزوار‭. ‬لقد‭ ‬سخرنا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬تحمل‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬السافرة‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬مسؤولي‭ ‬الحدود‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬طلبنا‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬الملموسة‭ ‬على‭ ‬التغيير‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬الأمل‭ ‬بأن‭ ‬إدارتنا‭ ‬تأبه‭ ‬لمخاوفنا‭ ‬وقد‭ ‬تعززت‭ ‬آمالنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأدلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬إحباط‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭.‬

طلبت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬عدم‭ ‬بناء‭ ‬المستوطنات‭ ‬‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قد‭ ‬ضربت‭ ‬بذلك‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬وأعلنت‭ ‬خططا‭ ‬لبناء‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬وحدة‭ ‬إضافية‭. ‬لقد‭ ‬دفعناهم‭ ‬الى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين‭ ‬ووقف‭ ‬هدم‭ ‬المنازل‭ ‬‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مستمرا‭. ‬لقد‭ ‬ضغطنا‭ ‬عليهم‭ ‬لوقف‭ ‬المداهمات‭ ‬الاستفزازية‭ ‬‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬فقط،‭ ‬كانت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مسؤولة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬المواطنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬شيرين‭ ‬أبو‭ ‬عاقلة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬تلك‭ ‬المداهمات‭.‬

لذلك‭ ‬عندما‭ ‬وصف‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬تطرفا‮»‬‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬إسرائيل‭ ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬تأخير‭ ‬دعوته‭ ‬لعقد‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬افترضنا‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تريد‭ ‬إرسال‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الزعيم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وائتلافه‭ ‬الحاكم‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬أرسلها‭ ‬بايدن؟‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬يوم‭ ‬واحد،‭ ‬أعلنت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تباعا‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وقرار‭ ‬توقيع‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬بشأن‭ ‬إدراج‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭.‬

‭(‬ملاحظة‭ ‬للمؤرخين‭: ‬إن‭ ‬استمرار‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مكافأة‭ ‬إسرائيل‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬السلوك‭ ‬السيئ‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أشعرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬والحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بإفلاتهم‭ ‬دائما‭ ‬من‭ ‬العقاب،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬غذت‭ ‬التطرف،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬عبرنا‭ ‬عن‭ ‬قلقنا‭ ‬بشأنه،‭ ‬وندعي،‭ ‬أننا‭ ‬قلقون‭ ‬بشأنه‭).‬

عندما‭ ‬نقرأ‭ ‬فحوى‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكي‭ ‬وإسرائيل‭ ‬تزيد‭ ‬مخاوفنا‭. ‬فبينما‭ ‬ترى‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬تمثل‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬‮«‬لتوضيح‮»‬‭ ‬المعاملة‭ ‬بالمثل،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬هو‭ ‬السماح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بإعادة‭ ‬تعريف‭ ‬المعاملة‭ ‬بالمثل‭ ‬لخدمة‭ ‬أغراضها‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬هذه،‭ ‬تجاهلت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتطلبات‭ ‬القانونية‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭ ‬لصالح‭ ‬إسرائيل‭.‬

وبقبولها‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬صارخ‭ ‬للمتطلبات‭ ‬القانونية‭ ‬تكون‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬قد‭ ‬تخلت‭ ‬بذلك‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬إسرائيل‭ ‬ميزة‭ ‬سياسية‭. ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬هو‭ ‬خرق‭ ‬فاضح‭ ‬لمسؤولية‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬مواطنيها‭. ‬إنها‭ ‬إهانة‭ ‬لجاليتي‭ ‬العربية‭ ‬‭ ‬والقانون‭ ‬الذي‭ ‬أنشأ‭ ‬برنامج‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬التأشيرة‭.‬

 

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا