العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

مقالات

مدونة مي زيادة
وزارة البلديات... شكرا على عناء الرد

السبت ٢٩ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الواقع‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ (‬إلا‭ ‬فيما‭ ‬ندر‭) ‬أن‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬وزاراتنا‭ ‬أو‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬الحكومية‭ ‬ردت‭ ‬على‭ ‬تساؤل‭ ‬مواطن‭ ‬باعترافها‭ ‬ببعض‭ (‬فقط‭ ‬ببعض‭) ‬القصور‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬وأدائها،‭ ‬هذا‭ ‬طبعا‭ ‬إذا‭ ‬بادرت‭ ‬بالرد،‭ ‬لذلك‭ ‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬أوجه‭ ‬الشكر‭ ‬لوزارة‭ ‬البلديات‭ ‬على‭ ‬عناء‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬مقالي‭ ‬المنشور‭ ‬بتاريخ‭ ‬15‭ ‬يوليو‭ ‬2023‭. ‬

على‭ ‬مدى‭ ‬متابعتي‭ ‬لهذه‭ ‬الردود‭ ‬الحكومية،‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخ‭ ‬ليس‭ ‬بقصير،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬سماتها‭ ‬هو‭ ‬الاستنفار‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬خصال‭ ‬وجهود‭ ‬مؤسستها،‭ ‬وكأنها‭ ‬مؤسسات‭ ‬كاملة‭ ‬الأوصاف،‭ ‬معصومة‭ ‬من‭ ‬الأخطاء،‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخها،‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬تناوب‭ ‬المسؤولين‭ ‬السابقين‭ ‬واللاحقين‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المناصب‭ ‬فيها‭ (‬والكمال‭ ‬لله‭ ‬وحده‭)... ‬فأرجو‭ ‬من‭ ‬السادة‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬أن‭ ‬تتقبلوا‭ ‬تعليقاتنا‭ ‬على‭ ‬أدائكم‭ ‬برحابة‭ ‬صدر،‭ ‬لربما‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضا،‭ ‬فكما‭ ‬تطلبون‭ ‬من‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يقدر‭ ‬جهودكم‭ ‬ومدى‭ ‬وحجم‭ ‬أعبائكم‭ ‬ومسؤولياتكم،‭ ‬أرجو‭ ‬من‭ ‬طرفكم‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬تبذلوا‭ ‬بعضاً‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬عقول‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتثقوا‭ ‬أننا‭ ‬شعب‭ ‬متعلم،‭ ‬وأن‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬وأصحاب‭ ‬المؤهلات‭ ‬العالية،‭ ‬ومثقفون‭ ‬يحملون‭ ‬حجماً‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭ ‬والخبرة‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬بمقارعتكم‭ ‬فكراً‭ ‬ومعرفةً‭ ‬على‭ ‬أدائكم‭ ‬وخططكم،‭ ‬وأن‭ ‬يلفت‭ ‬انتباهكم‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬تحدث،‭ ‬لنسير‭ ‬جميعاً‭ ‬على‭ ‬المسار‭ ‬السليم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬نبنيه‭ ‬وندافع‭ ‬عنه‭ ‬معاً‭.‬

الإخوة‭ ‬الأعزاء‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة،‭ ‬أرجو‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬تثقوا‭ ‬أننا‭ ‬جميعاً‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬القارب،‭ ‬وأننا‭ ‬معاً‭ ‬نتمنى‭ ‬الخير‭ ‬للوطن،‭ ‬وأن‭ ‬الصحافة‭ ‬هي‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬الأهم‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والدولة‭ ‬بكافة‭ ‬سلطاتها،‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬والقضائية‭... ‬وأي‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬له‭ ‬عواقب‭ ‬على‭ ‬الطرفين‭... ‬وسنتحدث‭ ‬لاحقاً،‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬أخرى،‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة،‭ ‬والمقصود‭ ‬بالخلل‭ ‬في‭ ‬العلاقة،‭ ‬وعواقبه‭. ‬

ولأننا‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬شهر‭ ‬الحر،‭ ‬والإجازات،‭ ‬لن‭ ‬أطيل‭ ‬في‭ ‬تعليقي‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية‭ ‬الذي‭ ‬قرأته‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬بتاريخ‭ ‬21‭ ‬يوليو‭ ‬2023،‭ ‬ولكن‭ ‬أؤكد‭ ‬لوزارتنا‭ ‬العتيدة‭ ‬أن‭ ‬ردكم‭ ‬جاء‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مفاهيم‭ ‬مقالنا،‭ ‬فأرجو‭ ‬أن‭ ‬تعيدوا‭ ‬قراءة‭ ‬ذلك‭ ‬المقال‭ ‬القصير‭ ‬لاستيعاب‭ ‬أبعاده‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬ربطت‭ ‬بن‭ ‬جمال‭ ‬البيئة‭ ‬وحسن‭ ‬تخطيطه،‭ ‬وبين‭ ‬أخلاقيات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهناك‭ ‬كتب‭ ‬فلسفية‭ ‬وعلمية‭ ‬تؤكد‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬البلديات،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭... ‬وكما‭ ‬نصحتموني‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬البلديات‭ ‬لمعرفة‭ ‬صلاحية‭ ‬وزارتكم‭ (‬وقد‭ ‬فعلت‭ ‬ذلك‭)‬،‭ ‬أرجو‭ ‬أن‭ ‬أنصحكم‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬تعودوا‭ ‬إلى‭ ‬أمهات‭ ‬الكتب‭ ‬لمعرفة‭ ‬المزيد‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬اهتمام‭ ‬وصلاحيات‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬بلديات‭ ‬أرقى‭ ‬وأجمل‭ ‬المدن‭ ‬في‭ ‬العالم‭... ‬فأرجو‭ ‬أن‭ ‬تتلفتوا‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تمرون‭ ‬بها‭ ‬لتعرفوا‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬القليلة‭ ‬في‭ ‬مقالي،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬توف‭ ‬الموضوع‭ ‬حقه‭.‬

وأكرر‭ ‬شكري‭ ‬وتقديري‭ ‬على‭ ‬عناء‭ ‬ردكم‭ ‬الدفاعي‭ ‬الساخن‭.‬

لن‭ ‬أضع‭ ‬تساؤلاً‭ ‬آخر‭ ‬هنا،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬أجدد‭ ‬لقائي‭ ‬بقرائي‭ ‬الأعزاء‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس،‭ ‬لطرح‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬الجديدة‭ ‬لبناء‭ ‬وطن‭ ‬أكثر‭ ‬جمالاً‭ ‬وبهاءً‭.‬

وإلى‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬سيبقى‭ ‬للحديث‭ ‬بقية‭..‬

مي‭ ‬زيادة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا