العدد : ١٧٠٥٤ - الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٤ - الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

أصبت بفيروس في المخ أرجعني طفلة من جديد

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٢١ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

صاحبة مركز متكامل لطب جراحة وزراعة الأسنان، وقصة إنسانية مليئة بالآلام والتحديات..

انتصرت في معركة الصراع من أجل البقاء.. سيدة الأعمال الدكتورة صفية خليل الخياط لأخبار الخليج:


يقول‭ ‬المعلم‭ ‬الروحي‭ ‬الهندي‭ ‬سوامي‭ ‬سيفاناندا‭: ‬‮«‬كلما‭ ‬كان‭ ‬الصراع‭ ‬أصعب‭.. ‬كان‭ ‬النصر‭ ‬أكثر‭ ‬مجدا،‭ ‬فتحقيق‭ ‬الذات‭ ‬يتطلب‭ ‬صراعا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬العظمة‭.. ‬ضع‭ ‬قلبك‭ ‬وعقلك‭ ‬وذكاءك‭ ‬وروحك‭ ‬في‭ ‬أبسط‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تفعلها‭.. ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬النجاح‮»‬‭!‬

فما‭ ‬بالنا‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬المرء‭ ‬والمرض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬هنا‭ ‬تكمن‭ ‬المعضلة،‭ ‬وتتحقق‭ ‬المعجزة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬الشجاعة‭ ‬المثابرة،‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بأزمات‭ ‬صحية‭ ‬خطيرة‭ ‬ومريرة‭ ‬وأليمة،‭ ‬كادت‭ ‬تفتك‭ ‬بها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تمسكت‭ ‬بالحياة،‭ ‬وآمنت‭ ‬بأنه‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬محنة‭ ‬يحتاج‭ ‬المرء‭ ‬ان‭ ‬يتعلم‭ ‬شيئا‭ ‬ما‭ ‬خلالها‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬منحة،‭ ‬وبالإرادة‭ ‬والايمان‭ ‬ودعم‭ ‬الأهل‭ ‬انتصرت‭ ‬في‭ ‬معركتها،‭ ‬وعادت‭ ‬لتمارس‭ ‬حياتها‭ ‬بكل‭ ‬تفاؤل‭ ‬وإبداع‭.‬

دكتورة‭ ‬صفية‭ ‬خليل‭ ‬الخياط،‭ ‬سيدة‭ ‬أعمال‭ ‬مكافحة،‭ ‬صاحبة‭ ‬مركز‭ ‬لجراحة‭ ‬وزراعة‭ ‬الأسنان،‭ ‬عاشت‭ ‬رحلة‭ ‬مزيجها‭ ‬الحلو‭ ‬والمر،‭ ‬وحين‭ ‬رأت‭ ‬الموت‭ ‬أمام‭ ‬أعينها‭ ‬تشبثت‭ ‬بالحياة،‭ ‬وأبت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬ولا‭ ‬تستسلم،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تجاوزت‭ ‬كل‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬اعترضت‭ ‬مسيرتها،‭ ‬وحققت‭ ‬طموحها،‭ ‬وبلغت‭ ‬أهدافها‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬العثرات‭ ‬حتى‭ ‬تركت‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإنساني‭ ‬والعملي‭.‬

 

متى‭ ‬بدأ‭ ‬حلم‭ ‬الطب؟

حلم‭ ‬الطب‭ ‬لم‭ ‬يراودني‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬بل‭ ‬تبلور‭ ‬بداخلي‭ ‬متأخرا،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنني‭ ‬دخلت‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬صدفة،‭ ‬فقد‭ ‬قررت‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬تصور‭ ‬حول‭ ‬مستقبلي‭ ‬العلمي‭ ‬أو‭ ‬العملي،‭ ‬ولحسن‭ ‬حظي‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬بالمملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬ظروفي‭ ‬المادية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تسمح‭ ‬بالدراسة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬خاصة‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭.‬

وكيف‭ ‬جاء‭ ‬قرار‭ ‬السفر؟

رغم‭ ‬أن‭ ‬والدتي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مرحبة‭ ‬بسفري‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدراسة‭ ‬لشعورها‭ ‬بالقلق‭ ‬والخوف‭ ‬عليّ،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أغادر‭ ‬البحرين‭ ‬قط،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬اقتنعت‭ ‬وكذلك‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬أسرتي‭ ‬بجدوى‭ ‬هذه‭ ‬التجربة،‭ ‬وكان‭ ‬سفري‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب‭ ‬بالأردن‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬التي‭ ‬أترك‭ ‬فيها‭ ‬وطني‭ ‬وبمفردي،‭ ‬لذلك‭ ‬كانت‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬وصعبة‭ ‬وممتعة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭.‬

وما‭ ‬هي‭ ‬إيجابيات‭ ‬وسلبيات‭ ‬تلك‭ ‬التجربة؟

لو‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬إيجابيات‭ ‬الغربة‭ ‬بمفردي‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬تعلمي‭ ‬كيف‭ ‬أتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬من‭ ‬الألف‭ ‬إلى‭ ‬الياء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬شؤوني‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الشعور‭ ‬بالاستقلالية‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاختبار‭ ‬الصعب،‭ ‬ومر‭ ‬العام‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭ ‬بكل‭ ‬سلاسة‭ ‬وتوفيق،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعرضت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الثاني‭ ‬لأزمة‭ ‬مرضية‭ ‬شديدة،‭ ‬أجريت‭ ‬على‭ ‬أثرها‭ ‬أربع‭ ‬عمليات‭ ‬جراحية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬ترك‭ ‬أثرا‭ ‬سلبيا‭ ‬كبيرا‭ ‬عليّ‭ ‬نفسيا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استطعت‭ ‬فعليا‭ ‬التأقلم‭ ‬مع‭ ‬حياتي‭ ‬الجديدة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تخطيت‭ ‬ذلك،‭ ‬وقاومت،‭ ‬وصمدت،‭ ‬وواصلت‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وإرادة،‭ ‬كي‭ ‬أثبت‭ ‬لأهلي‭ ‬أنني‭ ‬بقدر‭ ‬الثقة‭ ‬التي‭ ‬منحوها‭ ‬لي،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دعمهم‭ ‬الكبير‭ ‬لي،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬المحنة‭ ‬الصحية‭ ‬الأشد‭.‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المحنة؟

أثناء‭ ‬قضاء‭ ‬عام‭ ‬الامتياز‭ ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية،‭ ‬حدث‭ ‬أن‭ ‬أصبت‭ ‬بمحنة‭ ‬صحية‭ ‬خطيرة،‭ ‬بدأت‭ ‬بظهور‭ ‬عدة‭ ‬أعراض‭ ‬منها‭ ‬ألم‭ ‬في‭ ‬الظهر‭ ‬شديد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬السير،‭ ‬والتعرض‭ ‬لنوبات‭ ‬من‭ ‬الصرع،‭ ‬والأدهى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬أرجعني‭ ‬عقليا‭ ‬وسلوكيا‭ ‬طفلة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وكان‭ ‬التشخيص‭ ‬الطبي‭ ‬هناك‭ ‬يؤكد‭ ‬أنني‭ ‬حالة‭ ‬ميؤوس‭ ‬منها‭ ‬وعلى‭ ‬وشك‭ ‬الوفاة،‭ ‬هنا‭ ‬قرر‭ ‬زوجي‭ ‬واهلي‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬وبدأت‭ ‬رحلة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الفحوصات‭ ‬والعلاج،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬أراد‭ ‬لي‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬الشفاء‭ ‬وحدث‭ ‬ذلك‭ ‬بالتدرج‭.‬

كيف‭ ‬تم‭ ‬تجاوز‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬الصعبة؟

حين‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬تم‭ ‬تشخيص‭ ‬حالتي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬د‭. ‬فرزانة‭ ‬السيد‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬إصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬في‭ ‬المخ،‭ ‬وتناولت‭ ‬العلاج‭ ‬بعد‭ ‬اجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬شاملة،‭ ‬وبالتدريج‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬التحسن‭ ‬والشفاء،‭ ‬وشرعت‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬حياتي‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬وقد‭ ‬ساعدني‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬شخصية‭ ‬وعقلية‭ ‬وسلوك‭ ‬الطفل‭ ‬زوجي،‭ ‬الذي‭ ‬دربني‭ ‬وعلمني‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬أعادتني‭ ‬إلى‭ ‬حياتي‭ ‬الطبيعية‭ ‬واستغرق‭ ‬ذلك‭ ‬حوالي‭ ‬عام،‭ ‬وبدأ‭ ‬التحسن‭ ‬التدريجي‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أقضي‭ ‬عام‭ ‬الامتياز‭ ‬بالبحرين،‭ ‬وداومت‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬أزال‭ ‬أعاني‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأعراض‭ ‬المرضية،‭ ‬ومعظمها‭ ‬كان‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬النفسي،‭ ‬وبعد‭ ‬انقضائه‭ ‬بنجاح،‭ ‬حدث‭ ‬الحمل‭ ‬الأول،‭ ‬ولكن‭ ‬شاء‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬أفقد‭ ‬جنيني،‭ ‬بسبب‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أتناولها،‭ ‬ثم‭ ‬عملت‭ ‬لدى‭ ‬عيادة‭ ‬خاصة،‭ ‬وبعدها‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروعي‭ ‬الخاص،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بتشجيع‭ ‬ودعم‭ ‬من‭ ‬زوجي‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬بداية‭ ‬المشروع؟

لقد‭ ‬قررت‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬يقدم‭ ‬كل‭ ‬خدمات‭ ‬طب‭ ‬الأسنان،‭ ‬حيث‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬زراعة‭ ‬الأسنان‭ ‬من‭ ‬إمارة‭ ‬دبي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تخصصي‭ ‬الأساسي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكورسات‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬مجالي‭ ‬أون‭ ‬لاين،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬حققت‭ ‬طموحي‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬شغف،‭ ‬بهدف‭ ‬تعويض‭ ‬نفسي‭ ‬عما‭ ‬عشته‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬مريرة‭ ‬جعلتني‭ ‬أقترب‭ ‬من‭ ‬الموت،‭ ‬وقد‭ ‬حذرني‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬قد‭ ‬تمثل‭ ‬مجازفة‭ ‬تنتهي‭ ‬بالفشل،‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أتردد‭ ‬ولو‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة‭.‬

وما‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الحماس‭ ‬الشديد؟

لقد‭ ‬قلت‭ ‬لنفسي‭ ‬ولزوجي‭ ‬ماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نخسر‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬مررنا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬وتحديات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬فوق‭ ‬طاقة‭ ‬بعض‭ ‬البشر،‭ ‬وبالفعل‭ ‬أجرينا‭ ‬دراسة‭ ‬جدوى،‭ ‬وتزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬حملي‭ ‬الثاني،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬حافزا‭ ‬قويا‭ ‬لي‭ ‬على‭ ‬تجهيز‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمشروع،‭ ‬ثم‭ ‬حدث‭ ‬الافتتاح‭ ‬أثناء‭ ‬حملي‭ ‬بابنتي‭ ‬الثالثة،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬زوجي‭ ‬الذي‭ ‬آمن‭ ‬بقدراتي‭ ‬وبمشروعي‭ ‬الذي‭ ‬تطور‭ ‬كثيرا‭ ‬منذ‭ ‬بدايته‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬وفخورة‭ ‬بكونه‭ ‬يضم‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬بحرينيا‭ ‬متكاملا‭ ‬بنسبة‭ ‬مائة‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وجميعهم‭ ‬يتمتعون‭ ‬بنفس‭ ‬الشغف‭ ‬والحماس‭ ‬مثلي‭.‬

ماذا‭ ‬تعلمتِ‭ ‬من‭ ‬محنتك‭ ‬المرضية؟

أزماتي‭ ‬المرضية‭ ‬الشديدة‭ ‬التي‭ ‬كادت‭ ‬تفتك‭ ‬بي‭ ‬علمتني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العبر‭ ‬والدروس،‭ ‬أولها‭ ‬بل‭ ‬أهمها‭ ‬هو‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬بمنتهى‭ ‬الإنسانية‭ ‬والرحمة‭ ‬مع‭ ‬المرضى،‭ ‬والشعور‭ ‬بآلامهم‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التحلي‭ ‬دوما‭ ‬بالصبر‭ ‬وبالتفاؤل‭ ‬رغم‭ ‬أي‭ ‬مشاكل‭ ‬أو‭ ‬محن‭ ‬قد‭ ‬أتعرض‭ ‬لها،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬أنني‭ ‬مررت‭ ‬كثيرا‭ ‬بحالات‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬والاكتئاب‭ ‬واليأس،‭ ‬شعرت‭ ‬فيها‭ ‬بالسقوط،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أنهض‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بالمثابرة‭ ‬وبالدعم‭ ‬وبالتشجيع‭ ‬ممن‭ ‬حولي،‭ ‬وتخطيت‭ ‬كل‭ ‬ألم‭ ‬وواصلت‭ ‬مشواري‭ ‬بكل‭ ‬قوة،‭ ‬وقد‭ ‬أثبت‭ ‬وجودي‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬عام‭.‬

خطأ‭ ‬شائع‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الأسنان؟

أهم‭ ‬ما‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬المجتمع‭ ‬ويؤثر‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الأسنان‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬ثقافة‭ ‬الوقاية‭ ‬والوعي‭ ‬بالفحص‭ ‬الدوري،‭ ‬وهنا‭ ‬تصبح‭ ‬كلفة‭ ‬العلاج‭ ‬عالية‭ ‬بعد‭ ‬تفاقم‭ ‬أي‭ ‬مشكلة،‭ ‬وهنا‭ ‬أنصح‭ ‬الجميع‭ ‬بضرورة‭ ‬المتابعة‭ ‬والعناية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أحاول‭ ‬تأكيده‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حسابي‭ ‬على‭ ‬الانستجرام،‭ ‬كذلك‭ ‬يعتبر‭ ‬التدخين‭ ‬والمشروبات‭ ‬الغازية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بصحة‭ ‬الأسنان،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬طفلة‭ ‬زارتني‭ ‬في‭ ‬العيادة‭ ‬عمرها‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬آلمني‭ ‬كثيرا‭ ‬أن‭ ‬أسنانها‭ ‬قد‭ ‬دُمرت‭ ‬تماما‭ ‬بسبب‭ ‬النهم‭ ‬في‭ ‬شرب‭ ‬المياه‭ ‬الغازية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬لي‭ ‬والدها‭. ‬

ما‭ ‬أكبر‭ ‬خطر‭ ‬يهدد‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد؟

هذا‭ ‬الجيل‭ ‬بالفعل‭ ‬يوصف‭ ‬بأنه‭ ‬جيل‭ ‬صعب‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تقبله‭ ‬للنصح،‭ ‬ولعل‭ ‬أكبر‭ ‬خطر‭ ‬يتهدده‭ ‬هو‭ ‬ظاهرة‭ ‬التنمر‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬ليس‭ ‬الصغار‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬الكبار‭ ‬أيضا،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬شيء‭ ‬أحاول‭ ‬غرسه‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬بناتي‭ ‬هو‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬بحسب‭ ‬عمرهن،‭ ‬كما‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أمنحهن‭ ‬الوقت‭ ‬اللازم‭ ‬للقيام‭ ‬بدوري‭ ‬كأم،‭ ‬وتوزيع‭ ‬وقتي‭ ‬بين‭ ‬العيادة‭ ‬والبيت،‭ ‬بحيث‭ ‬أتواجد‭ ‬خلال‭ ‬ساعات‭ ‬النهار‭ ‬مع‭ ‬ابنائي‭ ‬وبعدها‭ ‬أمارس‭ ‬عملي‭ ‬بالمركز‭ ‬بعد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬انهاء‭ ‬واجباتي‭ ‬المنزلية‭ ‬والأسرية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إتيان‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭.‬

حلمك‭ ‬الحالي؟

كل‭ ‬ما‭ ‬أتمناه‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أتوسع‭ ‬في‭ ‬مشروعي‭ ‬بحيث‭ ‬يضم‭ ‬مركزا‭ ‬متكاملا‭ ‬للعلاج‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وهو‭ ‬تخصص‭ ‬زوجي،‭ ‬حتى‭ ‬نعمل‭ ‬ونكافح‭ ‬سويا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المكان،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عزمي‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الهند‭ ‬لدراسة‭ ‬كورس‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الأسنان‭ ‬لتطوير‭ ‬مهاراتي‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة‭ ‬ومواكبة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬تخصصي‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا