أول فنانة بحرينية تحصل على شهادة في فن الموزايك من إيطاليا.. مدربة القيادة والوعي
والعادات السبعة للناس الأكثر فعالية.. صاحبة أول منصة إلكترونية
من نوعها للتأثير في حياة الآخرين.. فائزة أحمد سعيد لـ«أخبار الخليج»:
يقول ألبرت اينشتاين «اكتساب المهارات يبدأ ببرمجة العقل بالخطوات الصحيحة ثم بالممارسة المتكررة»!
نعم بالتدريب على مهارات الحياة يمكننا إنجاز الكثير بأقل جهد ووقت وخسائر، فكما قال جيم رون إنه يمكن للمرء قطع شجرة باستخدام مطرقة، لكن هذا يستغرق حوالي ثلاثين يوما، ولكن إذا تم استبدال المطرقة بفأس، فإنه يمكن قطعها في نصف ساعة، فالفرق بين ثلاثين يوما وثلاثين دقيقة هو المهارات.
من هنا لا بد أن نؤكد أهمية الدور الذي يقوم به أي مدرب للمهارات ومن أهمها القيادة والوعي والعادات السبعة للناس الأكثر فعالية، وهو الدور الذي تقوم به بكل براعة الكوتشينج فائزة أحمد سعيد، صاحبة باع طويل في هذا المجال، والتي تعتبر من القلائل في مجالها على مستوى الوطن العربي، إلى جانب شغفها الفني الذي تركت من خلاله بصمة متفردة ومتميزة، بعد أن قامت بدراسته في إيطاليا وبريطانيا كأول فنانة تقوم بذلك في فن الموزايك.
رسالتها التي حملتها على عاتقها هي نقل خبراتها المتراكمة للآخرين، وإحداث التغيير والتأثير في حياتهم، وأن تصبح مصدر إلهام لهم، وهذا ما تحقق على أرض الواقع عبر مشوارها الطويل المليء بالإنجازات والتحديات، والذي توقفنا عند أهم محطاته في الحوار التالي:
كيف أثرت نشأتك على مسيرتك؟
لقد نشأت في عائلة تضم خمسة من الأبناء، وكنت الفتاة الوحيدة بينهم، لذلك عشت المجتمع الذكوري وأدركت مفهومه منذ نعومة أظافري، وعلى الرغم من أن والدي يتمتع بعقلية منفتحة ويمنحني قدر من الحرية معقول، فإنه بحكم العادات والتقاليد كان لا بد من وجود نوع من التمييز في المعاملة، وفي حجم الحرية الممنوحة لي ولإخوتي، وهو أمر طبيعي موجود في غالبية الأسر العربية، الأمر الذي جعلني أعيش دوما دور المراقب والمتأمل فيما يحدث من حولي، وكنت أتساءل بيني وبين نفسي عن سبب هذه التفرقة، ومع ذلك لم يحدث أن عبرت عما يجول بخاطري بل لم يسألن أحدا عن رأيي تجاه ذلك، وقد نضجت مبكرا للغاية.
متى بدأت مرحلة النضوج؟
في فترة ما قبل المدرسة، أي عند عمر خمس سنوات شعرت بنوع من النضوج المبكر، وأصبح لدي رؤية وتصور لنفسي مستقبلا، وكنت دوما أراني متحدثة جيدة يستمع لها الآخرون بكل اهتمام، وقارئة ومطلعة ومثقفة وملمة بكل الأمور من حولي، إلى أن كبرت، واندمجت في الحياة، وخضت مشواري التعليمي الذي للأسف الشديد لم يسهم في بناء شخصيتي، وهذا ما نفتقده في نظمنا التعليمية بشكل عام، وظللت مجرد متلقية وليست مشاركة، وتزوجت وأنجبت، وتفرغت لأسرتي مدة سبع سنوات تقريبا، ثم قررت العودة إلى دراسة رسالة الماجستير، وأثناء ذلك حدثت أهم نقلة في مشواري.
وما هي تلك النقلة؟
أثناء دراستي لرسالة الماجستير اكتشفت شغفي الحقيقي الذي أحيا طموحي من جديد، وحققت من خلاله نقلة مهمة في مشواري، وهذا هو حال كثير من النساء اللاتي ينسين طموحهن بسبب الأمومة، فقررت ألا أكون مجرد أم وزوجة، بل صاحبة دور في التأثير في الآخرين وإلهامهم، وبالفعل أنهيت الدراسة، وعدت مجددا إلى تحقيق رؤيتي التي صنعتها لنفسي منذ الطفولة، وهي نقل خبراتي للآخرين، من خلال القيام بدور تعليمي، وأن أتلمس بنفسي التفاعل معي وردة الفعل، وقد عملت في مجال التعليم بجامعة البحرين، ثم تنقلت بين أكثر من محطة عملية، إلى أن استقر بي الأمر في أحد البنوك، واستمررت به مدة 12 عاما، قمت من خلالها بعملي كمدربة في الإدارة والقيادة والوعي والعادات السبع ثم تقاعدت وتفرغت للفن.
أي نوع من الفن؟
أنا عاشقة للفنون بشكل عام بمختلف أنواعها ولقد استهواني بشدة بصورة خاصة فن الموزايك الجميل، لذلك أقدمت على دراسته في بريطانيا وإيطاليا، وكنت أول فنانة تقوم بذلك للتعرف على أسس هذا الفن والتميز والتفرد فيه، وقد تأثرت كثيرا بأخي الفنان التشكيلي الشهير وورثت عنه حبي وعشقي للفن وبسببه كنت دائمة الاطلاع على مختلف أنواع الفنون إلى جانب الحرص على زيارة المعارض والمتاحف، والاطلاع على المؤلفات الفنية بشكل عام، إلى أن حضرت أول ورشة عن فن الموزايك في بريطانيا، فاستهواني وجذبني بشدة، وقررت احترافه وكان ذلك أثناء عملي بالبنك، واليوم أستمتع بالتدريب على هذا النوع من الفن سواء في الاستوديو الخاص بذلك في منزلي، أو في أماكن أخري متفرقة.
وماذا عن التدريب على القيادة والوعي والعادات السبع؟
عملي في هذا المجال يحقق لي متعة كبيرة لأنه يجعلني مصدرا لإلهام الآخرين، ويمكنني من إحداث تغيير إيجابي في حياتهم، وقد حرصت على تأهيل نفسي علميا للقيام بهذا الدور وحصلت على شهادات متخصصة في هذا المجال، وأتعاون الآن مع شركة فرانكلين كوفي ميدل ايست ومقرها دبي، وهي شركة عالمية شهيرة، وفخورة لكوني من بين حوالي عشرين شخصا في الوطن العربي مرخصين من تلك الشركة، كما أقوم بتدريس كتاب العادات السبعة للناس الأكثر فعالية للمؤلف د. ستيفن كوفي، والذي التقيته شخصيا واستفدت منه كثيرا ومن خبرته الواسعة.
وما هي العادات السبع؟
العادات السبع للناس الأكثر فعالية كما يطلق عليها هي كن مبادرا، ابدأ والمنال في ذهنك، ضع الأهم فالمهم، فكر بمنفعة الجميع، اسع لفهم الآخرين قبل أن تطلب أن يفهموك، التعاون الخلاق، شحذ المنشار لتحقيق التوازن، وقد دربت المتدربين على تلك العادات خلال عملي في البنك على مدار 12 سنة، حيث كان يدخل ذلك في صميم عملي، فضلا عن التدريب على الوعي، والذي يصل بالإنسان إلى مرحلة عيش اللحظة، وعدم التشتت، والتعامل مع نفسه ومع الآخرين بمنتهى اليقظة.
ماذا عن أهم سلوك خاطئ شائع؟
من السلوكيات الشائعة الخاطئة التي أراها متغلغلة في مجتمعاتنا العربية وأتمنى التعافي منها هي أننا شعوب تتسم بردود فعل قوية، وغاضبة، ولذلك علينا خلق مسافة بين المؤثر والاستجابة، وتدريب أنفسنا على ذلك، وإدراك الوقت المناسب للانسحاب، وهذا يحتاج إلى وعي وتدريب مستمر، كذلك نحن قوم اعتدنا أن نحكم على الآخرين، وهذا يؤثر سلبيا على صاحب الحكم نفسه، وعلى المحكوم عليه، وهذا ما أقوم بالتدريب عليه من خلال عملي، والتركيز على أن نأخذ وقتنا في التفكير قبل أي قرار أو انفعال أو حكم.
أصعب محنة مرت بكِ؟
هناك الكثير من المواقف والتجارب الصعبة التي يمر بها أي إنسان، ولعل أشد المحن التي عانيت منها كثيرا كانت محنة فقد أمي، التي عانت من مرض السرطان طوال ست سنوات، رافقتها خلالها في رحلة العلاج، ثم بعدها وفاة والدي رحمهما الله، وقد تعلمت من الفقد أن من يرحل يظل بيننا بروحه، يسمعنا حين نتحدث إليه، ويشعر بنا في فرحتنا وحزننا، فالفقد أمر لا مفر منه، ولكن يبقى هنا المحك في كيفية التعامل والتعايش معه، وهنا تتأكد مدى قوة الشخص ونضجه، كما أنه يمثل اختبارا يثبت الفرد من خلاله حجم قدراته ومرونته، والمهم الوصول إلى مرحلة سلام داخلي ينقلنا إلى دائرة التأثير في الآخرين.
ما الهدف من تجربة المنصة الإلكترونية؟
لقد قررت توفير منصتي الإلكترونية لتحقيق عدة أهداف، أهمها نقل تجاربي وخبراتي المختلفة والمتنوعة إلى أكبر قطاع من الناس للاستفادة منها في كثير من أمور حياتهم، ولأصبح من خلالها مصدر إلهام لهم، وقد استفاد منها حوالي 1600 شخص حتى الآن، وهي تمثل أحد جهودي الخيرية.
حلم؟
لا شك أن هناك الكثير من الأحلام والطموحات التي أتمنى تحقيقها في الفترة القادمة، ولعل أهمها هو أن أنشئ قناة يوتيوب خاصة بي، استخدم من خلالها الصوت والصورة لتوصيل رسالتي إلى الناس، تطبيقا لنهج مهم حاولت أن أسير عليه عبر مشواري ألا وهو «أنا هنا لأخدم ولألهم ولأبدع لأعيش ذاتي الحقيقية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك