العدد : ١٦٨٢٩ - السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٩ - السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

الاهتمام الخليجي بإدارة الأزمات والكوارث

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٠٥ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

اهتمام‭ ‬ملحوظ‭ ‬بمجالي‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬شهدته‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬مايو‭ ‬2023‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عكسه‭ ‬مؤشران‭ ‬الأول‭: ‬مشاركة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يومي‭ ‬18‭ ‬و19‭ ‬مايو‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬لاستعراض‭ ‬منتصف‭ ‬المدة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬إطار‭ ‬سينداي‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الكوارث‭ ‬2015‭-‬2030،‭ ‬والثاني‭: ‬استضافة‭ ‬العاصمة‭ ‬الإماراتية‭ ‬أبوظبي‭ ‬قمة‭ ‬الطوارئ‭ ‬والأزمات‭ ‬خلال‭ ‬يومي‭ ‬8و9‭ ‬مايو‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬مشاركة‭ ‬ممثلي‭ ‬11‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬التجارب‭ ‬العملية‭ ‬والأكاديميين‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬وتضمنت‭ ‬جلسات‭ ‬متنوعة‭ ‬وثرية‭.‬

الحدثان‭ ‬مؤشران‭ ‬مهمان‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬اهتمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بمجالي‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬وهو‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬تخصص‭ ‬فيه‭ ‬كاتب‭ ‬المقال‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحاضرات‭ ‬والدورات‭ ‬وورش‭ ‬العمل،‭ ‬لن‭ ‬أكرر‭ ‬ما‭ ‬أشرت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‭ ‬ولكن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬استراتيجيات‭ ‬متكاملة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مخاطر‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬جل‭ ‬المقال‭.‬

دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬حديثة‭ ‬العهد‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بموضوع‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستدعي‭ ‬صياغة‭ ‬خطط‭ ‬استراتيجية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬ومنها‭  ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬تحولاً‭ ‬مهماً‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬طبيعة‭ ‬الأزمة‭ ‬بل‭ ‬لما‭ ‬سببيته‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬تلوث‭ ‬بحري‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬أي‭ ‬إنها‭ ‬أزمة‭ ‬حملت‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬كوارث‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬انفجار‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬والذي‭ ‬آثار‭ ‬الجدل‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بشأن‭ ‬أماكن‭ ‬تخزين‭ ‬المواد‭ ‬شديدة‭ ‬الانفجار‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬رتبتها‭ ‬الأزمات‭ ‬المزمنة‭ ‬ضمن‭ ‬المحيط‭ ‬الإقليمي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬الأزمة‭  ‬في‭ ‬السودان‭ ‬وما‭ ‬فرضته‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬إجلاء‭ ‬الرعايا‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬السعودية‭.‬

تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬جميعها‭ ‬وغيرها‭ ‬تعني‭ ‬أمراً‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬اهتمامها‭ ‬بمجال‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التطوير‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬وتداعياتها،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خمسة‭ ‬أطر‭ ‬أساسية‭ ‬الأول‭: ‬تطوير‭ ‬مركز‭ ‬إدارة‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬بمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ليشمل‭ ‬الأزمات‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬داخل‭ ‬ذلك‭ ‬المركز‭ ‬قطاعات‭ ‬ومنها‭ ‬الكوارث‭ ‬البحرية‭ ‬وذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالبيئة‭ ‬وكذلك‭ ‬الأزمات‭ ‬الأمنية‭ ‬مثل‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬والجوانب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مثل‭ ‬الشائعات‭ ‬وجميعها‭ ‬مجالات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬خليجي‭ ‬جماعي‭ ‬وعدم‭ ‬الاقتصار‭ ‬على‭ ‬مسألة‭ ‬الطوارئ،‭ ‬والثاني‭: ‬الجانب‭  ‬الأكاديمي،‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬منهج‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬مقرراً‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الكليات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والأمنية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الخليجية‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والأمنية‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬لتكون‭ ‬مظلة‭ ‬للتنسيق‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث،‭ ‬واستحداث‭ ‬مقرر‭ ‬دراسي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الكليات‭ ‬حول‭ ‬تاريخ‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬حيث‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬عديدا‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬حول‭ ‬الأزمات‭ ‬تكرار‭ ‬للمضامين‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التعريف‭ ‬بالأزمات‭ ‬وتصنيفها‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬نظري‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحديث‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‭ ‬عن‭ ‬الأزمات‭ ‬وما‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬مستفادة‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬تشابه‭ ‬الأحداث‭ ‬وإمكانية‭ ‬تكرارها‭ ‬مجدداً‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬إثارة‭ ‬الجدل‭ ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬2019‭ ‬و2020‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬الخليجية‭ ‬بأن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ربما‭ ‬تشهد‭ ‬حرب‭ ‬ناقلات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬الثمانينيات‭ ‬إبان‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية،‭ ‬والثالث‭: ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬الرسمية،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬فحسب،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬تضطلع‭ ‬بالدور‭  ‬الأساسي‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الأزمة‭ ‬أو‭ ‬الكارثة‭ ‬تتطلب‭ ‬تدخل‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬أو‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬كوارث‭ ‬هائلة‭ ‬مثل‭  ‬الفيضانات‭ ‬أو‭ ‬السيول‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬وترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬مهماً‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تدريب‭ ‬طلاب‭ ‬المدارس‭ ‬ومنتسبي‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬والقطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حوادث‭ ‬طارئة‭ ‬وتحديث‭ ‬برامج‭ ‬التدريب‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬خلال‭ ‬العام،‭ ‬والرابع‭: ‬حفز‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأكاديمي‭ ‬عموماً‭ ‬بموضوع‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث،‭ ‬حيث‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بها‭ ‬جوائز‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي‭  ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬حكومية‭ ‬وخاصة،‭ ‬ومع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬أن‭ ‬مجالات‭ ‬الجوائز‭ ‬تشهد‭ ‬تغيراً‭ ‬وفقاً‭ ‬لرؤية‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬أولوية‭ ‬ثابتة‭ ‬ضمن‭ ‬مجالات‭ ‬تلك‭ ‬الجوائز‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬أضحت‭ ‬مجالاً‭ ‬عابراً‭ ‬لكل‭ ‬القطاعات،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بالإمكان‭ ‬منع‭ ‬الأزمة‭ ‬أو‭ ‬الكارثة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬والمؤسسي‭ ‬بكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬آثارها‭  ‬ويمكن‭ ‬استثمار‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وهي‭ ‬الأزمة‭ ‬الكارثية‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬كل‭ ‬قطاعات‭ ‬المجتمع‭ ‬وتطلبت‭ ‬توظيف‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬آليات‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬متزامن‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬بل‭ ‬والبيئية،‭ ‬والخامس‭: ‬الاهتمام‭ ‬بتمرينات‭ ‬المحاكاة‭ ‬بشأن‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬توليها‭ ‬الكليات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والأمنية‭ ‬المرموقة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخصيص‭ ‬برامج‭ ‬دراسية‭ ‬ونماذج‭ ‬عملية‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬لأنها‭ ‬تحاكي‭ ‬الواقع‭ ‬الخاص‭ ‬بكل‭ ‬دولة‭ ‬وظروفها‭ ‬وتتمثل‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتلك‭ ‬البرامج‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬تحدد‭ ‬المخاطر‭ ‬والموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬لدى‭ ‬الدولة‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحديد‭ ‬الفجوات‭ ‬والعمل‭ ‬عليها‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬وجود‭ ‬سيناريوهات‭ ‬مسبقة‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث،‭ ‬وليس‭ ‬مستغرباً‭  ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬مشروعات‭ ‬بحثية‭ ‬لدى‭ ‬مراكز‭ ‬الدراسات‭ ‬الغربية‭ ‬بشأن‭ ‬عرقلة‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬مستقبلاً‭ ‬أو‭ ‬شن‭ ‬هجوم‭ ‬كيماوي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مجموعات‭ ‬إرهابية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬وتحتاج‭ ‬لإجراءات‭ ‬احترازية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭  ‬الأمر‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬السودانية‭ ‬هو‭ ‬مسألة‭ ‬حرب‭ ‬المدن‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الذي‭ ‬بلور‭ ‬خططاً‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬حروب‭ ‬المدن‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المدن‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬وأخيراً‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬قدرات‭ ‬منتسبي‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬المتخصصة‭ ‬التي‭ ‬تعقدها‭ ‬الكليات‭ ‬الدفاعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تحتويه‭ ‬تلك‭ ‬الدورات‭ ‬من‭ ‬نماذج‭ ‬للتفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بشكل‭ ‬متكامل‭.‬

ومجمل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬جهود‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬تكاملا‭ ‬وشمولا‭.‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا