العدد : ١٧٠٥٤ - الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٤ - الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

عدت إلى الدراسة الــجـامعية لتحقيق حلمي القديم وتخرجت عند عمر 37 عاما

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٧ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

يؤكد‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬أن‭ ‬الإرشاد‭ ‬الشخصي‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬والإدارة،‭ ‬وفي‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬المختلفة‭ ‬العملية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬جون‭ ‬ويتمور‭ ‬منافس‭ ‬ألعاب‭ ‬القوى‭ ‬الأمريكي‭ ‬الشهير‭: ‬‮«‬التوجيه‭ ‬ليس‭ ‬عملية‭ ‬تعليم‭ ‬أو‭ ‬تدريب‭.. ‬وإنما‭ ‬عملية‭ ‬تهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬للتعلم‭ ‬والتطور‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‮»‬،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬إطلاق‭ ‬القدرات‭ ‬في‭ ‬الآخرين‭ ‬حتى‭ ‬يتحسن‭ ‬أداؤهم،‭ ‬ويتعلموا‭ ‬بأنفسهم‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬أنت‭ ‬بتعليمهم‭!‬

‭ ‬مهنة‭  ‬الكوتشينج‭ ‬هي‭ ‬علم‭ ‬حديث‭ ‬نسبيا،‭ ‬يهتم‭ ‬بتدريب‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الضغوط‭ ‬الحياتية،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬الآخرين‭ ‬بشكل‭ ‬ما،‭ ‬وتحفيز‭ ‬الأفكار‭ ‬وتنمية‭ ‬المهارات‭ ‬لديهم،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اكتشاف‭ ‬ذواتهم،‭ ‬وإحداث‭ ‬التغيير‭ ‬الارتقائي،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭.‬

الكوتش‭ ‬إسراء‭ ‬محمد‭ ‬حميد،‭ ‬مدرب‭ ‬المهارات‭ ‬الحياتية‭ ‬والقيادية‭ ‬والتمكين‭ ‬الشخصي‭ ‬والمؤسسي،‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬مدرب‭ ‬مدربين‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الكورت‭ ‬للتفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬والناقد‭ ‬بمركز‭ ‬ديبونو‭ ‬العالمي،‭ ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الكوتشينج،‭ ‬فاحترفته،‭ ‬وأصبحت‭ ‬مصدرا‭ ‬لإحداث‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين،‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساعدتهم‭ ‬على‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجههم،‭ ‬وتحسين‭ ‬أدائهم،‭ ‬وبلوغ‭ ‬غاياتهم،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟

‭- ‬لقد‭ ‬عشت‭ ‬طفولتي‭ ‬بمعناها‭ ‬الحقيقي‭ ‬وبمراحلها‭ ‬الطبيعية‭ ‬الاعتيادية‭ ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬الصغر‭ ‬طفلة‭ ‬مميزة‭ ‬لها‭ ‬شخصيتها‭ ‬الاستقلالية‭ ‬وأتجنب‭ ‬تماما‭ ‬المقارنة‭ ‬بالغير‭ ‬أو‭ ‬الانجرار‭ ‬وراء‭ ‬تقليد‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬عمري،‭ ‬وحين‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬المراهقة‭ ‬استمتعت‭ ‬بها‭ ‬أيضا‭ ‬وعشتها‭ ‬بحذافيرها،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تزوجت‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬18‭ ‬عاما،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أم‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬دراستي‭ ‬الجامعية‭.‬

هل‭ ‬أثَّر‭ ‬زواجك‭ ‬المبكر‭ ‬في‭ ‬مسيرتك؟

زواجي‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬صغيرة‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬إيجابياته‭ ‬وسلبياته،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الإيجابيات‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬هو‭ ‬حدوث‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬النضوج‭ ‬المبكر‭ ‬في‭ ‬شخصيتي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬أبنائي‭ ‬حين‭ ‬كبروا‭ ‬كانوا‭ ‬قريبين‭ ‬من‭ ‬عمري،‭ ‬أما‭ ‬الميزة‭ ‬الثالثة‭ ‬فهي‭ ‬إمكانية‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬طموح‭ ‬مؤجل‭ ‬حين‭ ‬يصبح‭ ‬الأبناء‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬يمكنهم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬فيه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬شخصيا،‭ ‬لذلك‭ ‬أوجه‭ ‬هنا‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬امرأة‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬بأنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬لاحقا،‭ ‬فالطموح‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالعمر،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬مستحيل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬طالما‭ ‬توفرت‭ ‬الإرادة،‭ ‬ولعل‭ ‬السلبية‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬من‭ ‬زواجي‭ ‬المبكر‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬تأخر‭ ‬طموحي‭ ‬العلمي‭ ‬والعملي‭. ‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬دراستك؟

‭- ‬كم‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬أقوم‭ ‬بدراسة‭ ‬تخصص‭ ‬الإعلام‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية،‭ ‬ولكن‭ ‬الظروف‭ ‬قادتني‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬وليس‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬أمرا‭ ‬واقعا،‭ ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬مطلقا،‭ ‬ثم‭ ‬تخرجت‭ ‬وعملت‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬كانت‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليَّ‭ ‬بداية‭ ‬النقلة‭ ‬في‭ ‬مشواري‭.‬

وما‭ ‬تلك‭ ‬الوظيفة؟

الوظيفة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬خدمة‭ ‬العملاء‭ ‬بشركة‭ ‬اتصالات،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مهارات‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬ثم‭ ‬عملت‭ ‬بعدها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬مدة‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تأسيسها،‭ ‬وهنا‭ ‬أدركت‭ ‬شغفي‭ ‬الحقيقي‭ ‬والذي‭ ‬اكتشفته‭ ‬عند‭ ‬تعاملي‭ ‬مع‭ ‬الموظفين‭ ‬ومحاولة‭ ‬حل‭ ‬مشاكلهم،‭  ‬ومساعدتهم‭ ‬في‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجههم،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬أدائهم،‭ ‬وقد‭ ‬تفرغت‭ ‬مدة‭  ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬لأسرتي‭ ‬سعيت‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الكوتشينج،‭ ‬بالبحث‭ ‬والدراسة‭ ‬بهدف‭ ‬الاحتراف،‭ ‬كما‭ ‬كثفت‭ ‬من‭ ‬عملي‭ ‬التطوعي‭ ‬الذي‭ ‬أنجزت‭ ‬فيه‭ ‬الكثير،‭ ‬ثم‭ ‬راودني‭ ‬حلمي‭ ‬المؤجل‭ ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬أحققه‭.‬

وماذا‭ ‬كان‭ ‬حلمك‭ ‬المؤجل؟

‭- ‬طموحي‭ ‬الأساسي‭ ‬وحلمي‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬يراودني‭ ‬كان‭ ‬دراسة‭ ‬الإعلام‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬والتحقت‭ ‬بالجامعة،‭  ‬وتخرجت‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬37‭ ‬عاما‭ ‬مع‭ ‬مرتبة‭ ‬الشرف‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬انقطاع‭ ‬حوالي‭ ‬14‭ ‬عاما،‭  ‬وكان‭ ‬هدفي‭ ‬أن‭ ‬أحقق‭ ‬ذاتي،‭ ‬وأواكب‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬حولي،‭ ‬وبالطبع‭ ‬كان‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليَّ،‭ ‬ولكني‭ ‬كنت‭ ‬بقدرة‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬وبعدها‭ ‬عملت‭ ‬كمدربة‭ ‬تطوير‭ ‬للموظفين‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬الحكومية،‭ ‬مهمتي‭ ‬رفع‭ ‬كفاءتهم،‭ ‬وتحسين‭ ‬أدائهم،‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬خدماتهم‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭.‬

إلى‭ ‬ماذا‭ ‬تحتاج‭ ‬مهنة‭ ‬الكوتشينج‭ ‬مع‭ ‬تحولها‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مهنة‭ ‬الكوتشينج‭ ‬بحاحة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬متخصصة‭ ‬تقوم‭ ‬بعملية‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬مزاولتها،‭ ‬والرقابة‭ ‬عليها،‭ ‬خاصة‭  ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اقتحمها‭  ‬أناس‭ ‬غير‭ ‬مؤهلين‭ ‬دخلاء‭ ‬عليها،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬درجة‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬يتحلى‭ ‬بها‭ ‬البعض‭ ‬يكونون‭ ‬معها‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬الشخص‭ ‬المناسب‭ ‬والمدرسة‭ ‬التي‭ ‬تلائم‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬فأنا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لدي‭ ‬مفرداتي‭ ‬وأدواتي‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬ابتكرتها‭ ‬بنفسي‭ ‬وتتناسب‭ ‬مع‭ ‬فكري‭ ‬وأسلوبي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬مدرب،‭ ‬فلكل‭ ‬منا‭ ‬مهاراته‭ ‬وبصمته‭ ‬ولكننا‭ ‬جميعا‭ ‬نخضع‭ ‬لأساسيات‭ ‬علمية‭ ‬متعارف‭ ‬عليها‭ ‬دوليا‭. ‬

أهم‭ ‬تحد‭ ‬واجهك؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬ترك‭ ‬الوظيفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬عبر‭ ‬مشواري،‭ ‬وكان‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليَّ،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬كانت‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتني،‭ ‬والتي‭ ‬اضطررت‭ ‬في‭ ‬ظلها‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬وتأجيل‭ ‬بعض‭ ‬الورش‭ ‬والبرامج،‭ ‬وتنفيذها‭ ‬أون‭ ‬لاين،‭ ‬وسعيدة‭ ‬جدا‭ ‬بتجربتي‭ ‬مع‭ ‬معهد‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬الحكومي‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬بناء‭ ‬القيادات‭ ‬الشابة،‭ ‬بهدف‭ ‬تنمية‭ ‬جيل‭ ‬قيادي‭ ‬شبابي،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد،‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي‭ ‬ليس‭ ‬إلا،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭  ‬منحه‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬قدراتهم‭ ‬وإمكانياتهم،‭ ‬وتحميلهم‭ ‬المسؤوليات‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تخوف‭ ‬أو‭ ‬تردد‭. ‬

ما‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي؟

‭- ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬مسؤولا‭ ‬جدا،‭ ‬ولكنه‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعامل‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬خاص‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬العصر‭ ‬السريع‭ ‬والمتغير‭ ‬والمتجدد‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭ ‬وبصفة‭ ‬عامة‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬تغييرا‭ ‬جذريا‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬يرجع‭ ‬الفضل‭ ‬إلى‭ ‬قائد‭ ‬الشباب‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬وإلى‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬الذين‭ ‬وفروا‭ ‬بيئة‭ ‬مشجعة‭ ‬ومحفزة‭ ‬للغاية‭ ‬لاستثمار‭ ‬طاقاتهم،‭ ‬وكان‭ ‬لي‭ ‬شرف‭ ‬العمل‭ ‬في‭  ‬مدينة‭ ‬الشباب‭ ‬كمدربة‭ ‬برنامج‭ ‬قيادي‭ ‬خاص‭ ‬بالناشئة،‭ ‬وساعدت‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬الصغار‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬ذواتهم‭ ‬وشغفهم‭. ‬

خطأ‭ ‬شائع‭ ‬تتمني‭ ‬القضاء‭ ‬عليه؟

‭- ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬قطاع‭ ‬عريض‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬السليم،‭ ‬وترتيب‭ ‬الأولويات،‭ ‬والتفكير‭ ‬المتأني،‭ ‬واكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات،‭ ‬وموازنة‭ ‬الحياة،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬الأخطاء‭ ‬الشائعة‭ ‬المنتشرة‭ ‬والتي‭ ‬أتمنى‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬هو‭ ‬المقارنة‭ ‬بالآخرين‭ ‬ووضع‭ ‬الخطط‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وليس‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬الشخصية،‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أنجح‭ ‬الناس‭ ‬هم‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتوازنون،‭ ‬الذين‭ ‬يخططون‭ ‬لأنفسهم‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ظروفهم‭ ‬واحتياجاتهم‭ ‬هم‭ ‬وليس‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬المحيطين‭ ‬بهم‭. ‬

متى‭ ‬تفشل‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬رأيك؟

‭- ‬تفشل‭ ‬المرأة‭ ‬غالبا‭ ‬إذا‭ ‬ربطت‭ ‬سعادتها‭ ‬ونجاحها‭ ‬بشيء‭ ‬أو‭ ‬شخص‭ ‬ما،‭  ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬أنا‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬إنسانة‭ ‬محظوظة‭ ‬بشدة،‭ ‬لأنني‭ ‬وجدت‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع‭ ‬من‭ ‬زوجي،‭ ‬والذي‭ ‬أشعر‭ ‬بالامتنان‭ ‬له‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭  ‬ولذلك‭ ‬أهم‭ ‬قيمة‭ ‬حاولت‭ ‬تعليمها‭ ‬لأبنائي‭ ‬هي‭ ‬الامتنان،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنني‭ ‬ممتنة‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬حتى‭ ‬الإخفاقات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬والتي‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬الكثير‭.‬

حلم‭ ‬تتمنين‭ ‬تحقيقه؟

‭- ‬حلمي‭ ‬الإنساني‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬إغاثية‭ ‬توجه‭ ‬خدماتها‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬للمحتاجين،‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العمل‭ ‬فأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬أول‭ ‬إمراه‭ ‬بحرينية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الكوادر‭ ‬الشبابية‭ ‬الحكومية‭ ‬بشكل‭ ‬حديث،‭ ‬وقد‭ ‬قمت‭ ‬بإنجاز‭ ‬مشابه‭ ‬أفخر‭ ‬به‭ ‬كثيرا‭ ‬وهو‭ ‬إخضاع‭ ‬الشباب‭ ‬لمعسكرات‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬معسكرات‭ ‬القادة،‭ ‬وكان‭ ‬المعسكر‭ ‬الأول‭ ‬بالبحرين‭ ‬ومعتمدا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المركز‭ ‬الكندي‭ ‬العالمي‭ ‬لتدريب‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬18‭-‬34‭ ‬عاما،‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬الروح‭ ‬القيادية‭ ‬لديهم،‭ ‬والمعسكر‭ ‬الثاني‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬مدينة‭ ‬الشباب‭ ‬للناشئة‭ ‬لتعلم‭ ‬المسؤولية‭ ‬القيادية‭ ‬ومهارات‭ ‬الإقناع‭ ‬والتفاوض‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬وغيرها،‭ ‬أما‭ ‬المعسكر‭ ‬الثالث‭ ‬فكان‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬سياحية‭ ‬محلية‭ ‬ومكانه‭ ‬ماليزيا،‭ ‬ولكنه‭ ‬توقف‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬كورونا،‭ ‬وكان‭ ‬للشباب‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬12‭-‬18‭ ‬عاما،‭ ‬وسوف‭ ‬نعاود‭ ‬استئنافه‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬قريبا‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الأكاديمي؟

‭- ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الأكاديمي‭ ‬أسعى‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رسالتي‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتوراه‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا