صاحبة أول تطبيق من نوعه يتعلق بالأثاث والديكور المنزلي..
سيدة الأعمال فاطمة رياض آل رحمه لـ«أخبار الخليج»:
يقول الكاتب آر إتش سين: «قم بإعطاء المرأة الألم كي تحوله إلى قوة».
بالفعل، تمتلئ الحياة بالتحديات، التي تجعل من قوة تحمل المرأة كنزا لا يمكن تعويضه، وسلاحها في ذلك التمتع بالصلابة في مواجهة الصعوبات، والقدرة على التعاطي مع ظروف الحياة القاسية، الأمر الذي يمكنها من صناعة نجاحها وسعادتها من دون انتظار العون من أحد.
هكذا هي تجربة سيدة الأعمال فاطمة رياض آل رحمه، صاحبة أول تطبيق من نوعه يتعلق بالأثاث والديكور والذي أطلقته خلال جائحة كورونا، حيث نبعت فكرته من حاجة شخصية لها، كما ارتأت أنه يتواكب مع متطلبات المرحلة التي نعيشها اليوم، لتسهيل عملية الشراء على المستهلك، والالتزام بالإجراءات الاحترازية.
لم يكن المشوار سهلا، ولم تكن الرحلة يسيرة، فقد واجهت الكثير من الصعوبات والعثرات، ولكنها أبت أن تستسلم أو تتوقف عن المسيرة، وما كان السقوط في فترة من الفترات الا حافزا نحو مزيد من الاستمرارية والعطاء، فمبدأها في الحياة هو مساعدة الآخرين، والتفاني في تقديم رسالتها، استلهاما من المرحوم شقيقها الذي فقدته مبكرا وكان قدوة ونموذجا يحتذى به رغم مرضه.
حول هذه التجربة كان الحوار التالي:
كيف جاءت فكرة مشروعك؟
فكرة هذا المشروع الفريد من نوعه تولدت لدي في فترة كنت أقوم خلالها بالاستعداد لعقد قراني، ومن ثم تأثيث بيت الزوجية، وكان ذلك في عام 2018، حيث لم يكن لديّ الوقت والجهد للبحث عن كافة مستلزماتي واحتياجاتي لذلك، كما كان من الصعوبة بمكان الوقوف على معظم الخيارات المطروحة في السوق، من هنا نبعت الفكرة التي استغرقت وقتا حتى ترى النور، وقد افتتحت المشروع حديثا خلال العام الحالي، وكان الأول من نوعه بالبحرين ويتعلق بالأثاث والديكور بشكل عام.
هل الافتتاح وقت كورونا مثل أي صعوبة؟
لا شك أن إطلاق أي مشروع خلال جائحة كورونا ليس بالأمر السهل بل يعتبر نوعا من المغامرة إلى حد كبير، في البداية شعرت بتخوف شديد ولكني سرعان ما تيقنت أنه الوقت المناسب وذلك لكونه يتماشى مع طبيعة ومتطلبات المرحلة التي نعيشها اليوم وما تتطلبه من الجلوس في المنزل ومراعاة التباعد الاجتماعي، ومن ثم تسهيل عملية الاختيار والشراء على المستهلك، وجميعنا نعلم أنه في وقت هذه الازمة انتعشت حركة بيع الأثاث والديكور بشدة، نظرا إلى شعور الكثيرين بالرغبة في التغيير داخل منازلهم التي لازموها فترات طويلة مقارنة بما كان يحدث قبل انتشار هذا الفيروس.
وماذا يقدم هذا التطبيق للمستهلك؟
هذا التطبيق يقوم بعرض كل ما يخص عالم الأثاث والديكور، ومستلزماتهما، والتعريف بالعاملين في هذا المجال وخاصة المهرة منهم والذين يتمتعون بكفاءة عالية ولا يعلم عنهم الكثيرون، حيث أصبح اليوم بإمكان أي شخص أن يدخل على التطبيق، ويقوم بالبحث عن احتياجاته، وتعرف الخيارات المتاحة، وكذلك الاسعار، بمعنى آخر هو يمثل فلترة للمتطلبات، وتسهيل عملية الشراء، ولا شك أنه ساعد كذلك على تسليط الضوء على الكثير من الكفاءات والمواهب المدفونة في هذا المجال.
كيف؟
لقد ساهم هذا التطبيق في تعريف المجتمع على الكثيرين من أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة، والتي تتعلق بمستلزمات المنزل وأدواته والديكورات بشكل عام، وغيرها، وهو أمر قدم المساعدة للكثيرين وخاصة خلال فترة الإغلاق التي حققوا فيها خسائر جمة، وأهم شيء تحقق في رأيي هو تمتع هذه المنصة الالكترونية بالكثير من المصداقية، وهو ما نحتاج إليه بشدة عند تعاملنا بالشراء أون لاين الذي انتشر بشدة في الفترة الأخيرة.
هل لدراستك علاقة بهذا المجال؟
لقد أقدمت على دراسة تخص التسويق والإدارة والموارد البشرية، ولا شك أن ذلك ساهم كثيرا في دراسة هذا المشروع، وإنجاحه بهذا الشكل، وهو شيء لم يحدث بين يوم وليلة، بل استغرق فترة طويلة، وتطلب رأسمالا ليس بقليل، حتى يخرج بهذه الدرجة من الاتقان والجودة، وقد تم ذلك بمساعدة مؤسسة تمكين التي قدمت لي كل الدعم، واستطعت ولله الحمد تطبيقه على أرض الواقع بعد أن كان مجرد فكرة.
ما هي أهم الصعوبات؟
بالطبع أي مشروع لا بد أن يواجه الكثير من التحديات وخاصة في البدايات حتى يخرج إلى النور، وقد صادفتني العديد من العثرات في فترة من الفترات، ويمكن القول بأنني طحت، ولكني سرعان ما وقفت على قدمي من جديد، و لا شك أن العلاقات العامة تلعب دورا كبيرا في دعم أي مشروع وكذلك معاونة الأهل والمعارف، والأهم دعم زوجي اللامتناهي لي والذي مكنني من المواصلة والنجاح والصمود رغم أي ظروف صعبة أو قاسية، فضلا عن التركيز على تطوير مهاراتي بصورة مستمرة من خلال الالتحاق بعدد من الدورات والكورسات في هذا المجال والتي أفادتني كثيرا في الإدارة والتسويق.
كيف تم اختيار المشاركين في هذا التطبيق؟
لعل أصعب تحدّ واجهني عند تنفيذ هذه الفكرة كان إقناع المحلات وخاصة العريقة منها، والتي تتبع الأسلوب التقليدي في التسويق حتى اليوم بالمشاركة في هذا التطبيق، وإزالة أي تخوف لديهم من جراء ذلك، وخاصة في ظل عدم إدراك طبيعة المشروع، ولكن مع الوقت وشيئا فشيئا انتشر الوعي بعملية الشراء اون لاين، وتم التغلب على هذه الصعوبة إلى حد كبير، وخاصة بعد التأكد من دقة الانتقاء والاختيار للمشاركين، وتوفير كافة المعلومات التي يحتاج إليها الزبائن عن المعروضات، وهو أمر يكشف عن مهارة فريق التسويق والعمليات، وقيامهم بواجبهم على أكمل وجه.
ماذا حقق لك هذا المشروع؟
لقد كان حلمي دوما منذ نعومة أظافري أن أحتل مكانة مرموقة في المجتمع، وأن يكون جل تركيزي في تقديم الخدمة والمساعدة للآخرين، وهو شيء تولد بداخلي بالفطرة، ونما بشدة مع الوقت، وأذكر أنني منذ صغري كنت أحرص دوما على جمع الشباب، وإعداد شيء نافع للناس من حولنا، كما أن دراساتي ساهمت في تعزيز هذا الشيء لدي على مر السنوات والمحطات.
هل جاء نجاح مشروعك على حساب أسرتك؟
لا شك أن البداية كانت صعبة، وهو شيء يواجه أي امرأة عاملة وزوجة وصاحبة عمل حر، فالتفكير في كل ما يتطلبه المشروع كرأس مال كبير، وفريق عمل كفء، وأمور الإدارة والتسويق وغيرها، بالطبع، قد استنزف مني الكثير من الجهد والوقت، حتى يخرج المشروع للنور وبهذه الجودة وذلك المستوى، كما أن الموازنة بين مسؤوليات وظيفتي واسرتي ومشروعي مع تحقيق الاستمرارية والنجاح كانت أمرا صعبا للغاية، يتطلب نوعا من الحكمة، ولكن بفضل تفهم ودعم زوجي المسؤول عن الحسابات بالمشروع، وكذلك تشجيع ومساعدة أهلي، ومعاونة د. خالد العلوي من وزارة التجارة والصناعة، تمكنت ولله الحمد من تجاوز أي عقبات أو تحديات، هذا فضلا عن أمر مهم آخر وهو التحلي بالتفكير الإيجابي دائما حتى في أحلك الظروف، وبقناعتي دائما بأنني إذا طحت اليوم، فسوف أقف باكرا من جديد، بل سأكون أقوى مما سبق، وهذه هي رسالتي للشباب والتي أتمنى أن يعمل بها ويستوعبها جيدا.
وما مضمون تلك الرسالة؟
من موقعي هذا أناشد كافة الشباب وخاصة الذين لا يتمكنون من الحصول على فرص عمل سريعة، ويعانون من البطالة لفترة، أن يحرصوا على التعليم، وعلى التحلي بالكثير من المهارات، وأن يشقوا طريقهم في الحياة من دون انتظار أي مساعدة أو عون من أي أحد، وأن يطوروا من أنفسهم باستمرار، ليحققوا ذاتهم في المجال الذي يجدون أنفسهم فيه، فهذه هي رسالتي لهم، وهذا ما حدث معي على أرض الواقع، فأنا شخصيا حرصت على كل ذلك منذ مرحلة الجامعة، وقد عملت خلالها، أي أثناء الدراسة في وزارة التجارة والصناعة، وبدون أي مقابل، بهدف التدريب والتأهيل واكتساب الخبرة، وحين اكتشفت شغفي ركزت كل جهدي في إثبات ذاتي فيه.
وبعد التخرج؟
بعد التخرج في الجامعة مباشرة، بحثت عن عمل وحصلت على وظيفة في شركة استشارية عائلية، وكان ذلك لفترة ليست بطويلة، إلى أن حصلت على وظيفة مناسبة عقب ذلك، وحين تعثرت في مشروعي في فترة من الفترات، لم أستسلم ولم أيأس، أو أشعر بأي إحباط، وخاصة مع توقف الدعم بسبب ظروف كورونا التي أثرت سلبا على كافة القطاعات العاملة العامة والخاصة، ومع ذلك لم أنتظر مساعدة من الحكومة، أو الأهل، أو أي جهة أخرى، بل قررت الاعتماد على نفسي، والصمود حتى آخر لحظة، وكان الدعم المعنوي هو أكثر شيء أتطلع إليه في تلك الفترة الصعبة، وقد وفره لي زوجي بصورة كبيرة حيث كان شريكا لي في كل خطوة من خطواتي عبر مشواري وهذا هو ما تحتاج إليه المرأة بشكل عام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك