العدد : ١٧٠٢٢ - الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٢٢ - الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

أقول لأي عاطل: لا تنتظر المساعدة.. وطور من نفسك.. وابحث عن شغفك

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٠ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

صاحبة أول تطبيق من نوعه يتعلق بالأثاث والديكور المنزلي..

سيدة الأعمال فاطمة رياض آل رحمه لـ«أخبار الخليج»:


يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬آر‭ ‬إتش‭ ‬سين‭: ‬‮«‬قم‭ ‬بإعطاء‭ ‬المرأة‭ ‬الألم‭ ‬كي‭ ‬تحوله‭ ‬إلى‭ ‬قوة‮»‬‭.‬

بالفعل،‭ ‬تمتلئ‭ ‬الحياة‭ ‬بالتحديات،‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬تحمل‭ ‬المرأة‭ ‬كنزا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعويضه،‭ ‬وسلاحها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التمتع‭ ‬بالصلابة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الصعوبات،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬ظروف‭ ‬الحياة‭ ‬القاسية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬نجاحها‭ ‬وسعادتها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬العون‭ ‬من‭ ‬أحد‭.‬

هكذا‭ ‬هي‭ ‬تجربة‭ ‬سيدة‭ ‬الأعمال‭ ‬فاطمة‭ ‬رياض‭ ‬آل‭ ‬رحمه،‭ ‬صاحبة‭ ‬أول‭ ‬تطبيق‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأثاث‭ ‬والديكور‭ ‬والذي‭ ‬أطلقته‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬نبعت‭ ‬فكرته‭ ‬من‭ ‬حاجة‭ ‬شخصية‭ ‬لها،‭ ‬كما‭ ‬ارتأت‭ ‬أنه‭ ‬يتواكب‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬اليوم،‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬الشراء‭ ‬على‭ ‬المستهلك،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬المشوار‭ ‬سهلا،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬الرحلة‭ ‬يسيرة،‭ ‬فقد‭ ‬واجهت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬والعثرات،‭ ‬ولكنها‭ ‬أبت‭ ‬أن‭ ‬تستسلم‭ ‬أو‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬المسيرة،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬الا‭ ‬حافزا‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والعطاء،‭ ‬فمبدأها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬مساعدة‭ ‬الآخرين،‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬رسالتها،‭ ‬استلهاما‭ ‬من‭ ‬المرحوم‭ ‬شقيقها‭ ‬الذي‭ ‬فقدته‭ ‬مبكرا‭ ‬وكان‭ ‬قدوة‭ ‬ونموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬رغم‭ ‬مرضه‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

 

كيف‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬مشروعك؟

فكرة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الفريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬تولدت‭ ‬لدي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬كنت‭ ‬أقوم‭ ‬خلالها‭ ‬بالاستعداد‭ ‬لعقد‭ ‬قراني،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تأثيث‭ ‬بيت‭ ‬الزوجية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديّ‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬مستلزماتي‭ ‬واحتياجاتي‭ ‬لذلك،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬بمكان‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬الخيارات‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬نبعت‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬استغرقت‭ ‬وقتا‭ ‬حتى‭ ‬ترى‭ ‬النور،‭ ‬وقد‭ ‬افتتحت‭ ‬المشروع‭ ‬حديثا‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬وكان‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬بالبحرين‭ ‬ويتعلق‭ ‬بالأثاث‭ ‬والديكور‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬

هل‭ ‬الافتتاح‭ ‬وقت‭ ‬كورونا‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬صعوبة؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬إطلاق‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل‭ ‬بل‭ ‬يعتبر‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬المغامرة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬شعرت‭ ‬بتخوف‭ ‬شديد‭ ‬ولكني‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تيقنت‭ ‬أنه‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬وذلك‭ ‬لكونه‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬ومتطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬اليوم‭ ‬وما‭ ‬تتطلبه‭ ‬من‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬ومراعاة‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تسهيل‭ ‬عملية‭ ‬الاختيار‭ ‬والشراء‭ ‬على‭ ‬المستهلك،‭ ‬وجميعنا‭ ‬نعلم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬هذه‭ ‬الازمة‭ ‬انتعشت‭ ‬حركة‭ ‬بيع‭ ‬الأثاث‭ ‬والديكور‭ ‬بشدة،‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬شعور‭ ‬الكثيرين‭ ‬بالرغبة‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬داخل‭ ‬منازلهم‭ ‬التي‭ ‬لازموها‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬قبل‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭.‬

وماذا‭ ‬يقدم‭ ‬هذا‭ ‬التطبيق‭ ‬للمستهلك؟

هذا‭ ‬التطبيق‭ ‬يقوم‭ ‬بعرض‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬عالم‭ ‬الأثاث‭ ‬والديكور،‭ ‬ومستلزماتهما،‭ ‬والتعريف‭ ‬بالعاملين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وخاصة‭ ‬المهرة‭ ‬منهم‭ ‬والذين‭ ‬يتمتعون‭ ‬بكفاءة‭ ‬عالية‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬عنهم‭ ‬الكثيرون،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬بإمكان‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬على‭ ‬التطبيق،‭ ‬ويقوم‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬احتياجاته،‭ ‬وتعرف‭ ‬الخيارات‭ ‬المتاحة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الاسعار،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬يمثل‭ ‬فلترة‭ ‬للمتطلبات،‭ ‬وتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬الشراء،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬ساعد‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬والمواهب‭ ‬المدفونة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

كيف؟

لقد‭ ‬ساهم‭ ‬هذا‭ ‬التطبيق‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬المتوسطة‭ ‬والصغيرة،‭ ‬والتي‭ ‬تتعلق‭ ‬بمستلزمات‭ ‬المنزل‭ ‬وأدواته‭ ‬والديكورات‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وغيرها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬قدم‭ ‬المساعدة‭ ‬للكثيرين‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الإغلاق‭ ‬التي‭ ‬حققوا‭ ‬فيها‭ ‬خسائر‭ ‬جمة،‭ ‬وأهم‭ ‬شيء‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬هو‭ ‬تمتع‭ ‬هذه‭ ‬المنصة‭ ‬الالكترونية‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬المصداقية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه‭ ‬بشدة‭ ‬عند‭ ‬تعاملنا‭ ‬بالشراء‭ ‬أون‭ ‬لاين‭ ‬الذي‭ ‬انتشر‭ ‬بشدة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭. ‬

هل‭ ‬لدراستك‭ ‬علاقة‭ ‬بهذا‭ ‬المجال؟

لقد‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬تخص‭ ‬التسويق‭ ‬والإدارة‭ ‬والموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ساهم‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬وإنجاحه‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬بين‭ ‬يوم‭ ‬وليلة،‭ ‬بل‭ ‬استغرق‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬وتطلب‭ ‬رأسمالا‭ ‬ليس‭ ‬بقليل،‭ ‬حتى‭ ‬يخرج‭ ‬بهذه‭ ‬الدرجة‭ ‬من‭ ‬الاتقان‭ ‬والجودة،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬ذلك‭ ‬بمساعدة‭ ‬مؤسسة‭ ‬تمكين‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬الدعم،‭ ‬واستطعت‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬فكرة‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬الصعوبات؟

بالطبع‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬البدايات‭ ‬حتى‭ ‬يخرج‭ ‬إلى‭ ‬النور،‭ ‬وقد‭ ‬صادفتني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العثرات‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنني‭ ‬طحت،‭ ‬ولكني‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬وقفت‭ ‬على‭ ‬قدمي‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬وكذلك‭ ‬معاونة‭ ‬الأهل‭ ‬والمعارف،‭ ‬والأهم‭ ‬دعم‭ ‬زوجي‭ ‬اللامتناهي‭ ‬لي‭ ‬والذي‭ ‬مكنني‭ ‬من‭ ‬المواصلة‭ ‬والنجاح‭ ‬والصمود‭ ‬رغم‭ ‬أي‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭ ‬أو‭ ‬قاسية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتي‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الالتحاق‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬والكورسات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬والتي‭ ‬أفادتني‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬والتسويق‭.‬

كيف‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التطبيق؟

لعل‭ ‬أصعب‭ ‬تحدّ‭ ‬واجهني‭ ‬عند‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬كان‭ ‬إقناع‭ ‬المحلات‭ ‬وخاصة‭ ‬العريقة‭ ‬منها،‭ ‬والتي‭ ‬تتبع‭ ‬الأسلوب‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬التسويق‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التطبيق،‭ ‬وإزالة‭ ‬أي‭ ‬تخوف‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬ذلك،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬إدراك‭ ‬طبيعة‭ ‬المشروع،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬وشيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬انتشر‭ ‬الوعي‭ ‬بعملية‭ ‬الشراء‭ ‬اون‭ ‬لاين،‭ ‬وتم‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الصعوبة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬دقة‭ ‬الانتقاء‭ ‬والاختيار‭ ‬للمشاركين،‭ ‬وتوفير‭ ‬كافة‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬الزبائن‭ ‬عن‭ ‬المعروضات،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬مهارة‭ ‬فريق‭ ‬التسويق‭ ‬والعمليات،‭ ‬وقيامهم‭ ‬بواجبهم‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭.‬

ماذا‭ ‬حقق‭ ‬لك‭ ‬هذا‭ ‬المشروع؟

لقد‭ ‬كان‭ ‬حلمي‭ ‬دوما‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافري‭ ‬أن‭ ‬أحتل‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬جل‭ ‬تركيزي‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمة‭ ‬والمساعدة‭ ‬للآخرين،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬تولد‭ ‬بداخلي‭ ‬بالفطرة،‭ ‬ونما‭ ‬بشدة‭ ‬مع‭ ‬الوقت،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬منذ‭ ‬صغري‭ ‬كنت‭ ‬أحرص‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬الشباب،‭ ‬وإعداد‭ ‬شيء‭ ‬نافع‭ ‬للناس‭ ‬من‭ ‬حولنا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬دراساتي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬لدي‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنوات‭ ‬والمحطات‭. ‬

هل‭ ‬جاء‭ ‬نجاح‭ ‬مشروعك‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أسرتك؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬صعبة،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬يواجه‭ ‬أي‭ ‬امرأة‭ ‬عاملة‭ ‬وزوجة‭ ‬وصاحبة‭ ‬عمل‭ ‬حر،‭ ‬فالتفكير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتطلبه‭ ‬المشروع‭ ‬كرأس‭ ‬مال‭ ‬كبير،‭ ‬وفريق‭ ‬عمل‭ ‬كفء،‭ ‬وأمور‭ ‬الإدارة‭ ‬والتسويق‭ ‬وغيرها،‭ ‬بالطبع،‭ ‬قد‭ ‬استنزف‭ ‬مني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والوقت،‭ ‬حتى‭ ‬يخرج‭ ‬المشروع‭ ‬للنور‭ ‬وبهذه‭ ‬الجودة‭ ‬وذلك‭ ‬المستوى،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬مسؤوليات‭ ‬وظيفتي‭ ‬واسرتي‭ ‬ومشروعي‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والنجاح‭ ‬كانت‭ ‬أمرا‭ ‬صعبا‭ ‬للغاية،‭ ‬يتطلب‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الحكمة،‭ ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬تفهم‭ ‬ودعم‭ ‬زوجي‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬الحسابات‭ ‬بالمشروع،‭ ‬وكذلك‭ ‬تشجيع‭ ‬ومساعدة‭ ‬أهلي،‭ ‬ومعاونة‭ ‬د‭. ‬خالد‭ ‬العلوي‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة،‭ ‬تمكنت‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬أي‭ ‬عقبات‭ ‬أو‭ ‬تحديات،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬آخر‭ ‬وهو‭ ‬التحلي‭ ‬بالتفكير‭ ‬الإيجابي‭ ‬دائما‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أحلك‭ ‬الظروف،‭ ‬وبقناعتي‭ ‬دائما‭ ‬بأنني‭ ‬إذا‭ ‬طحت‭ ‬اليوم،‭ ‬فسوف‭ ‬أقف‭ ‬باكرا‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬بل‭ ‬سأكون‭ ‬أقوى‭ ‬مما‭ ‬سبق،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬رسالتي‭ ‬للشباب‭ ‬والتي‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬ويستوعبها‭ ‬جيدا‭.‬

وما‭ ‬مضمون‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة؟

من‭ ‬موقعي‭ ‬هذا‭ ‬أناشد‭ ‬كافة‭ ‬الشباب‭ ‬وخاصة‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتمكنون‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬سريعة،‭ ‬ويعانون‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬لفترة،‭ ‬أن‭ ‬يحرصوا‭ ‬على‭ ‬التعليم،‭ ‬وعلى‭ ‬التحلي‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬المهارات،‭ ‬وأن‭ ‬يشقوا‭ ‬طريقهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬أي‭ ‬مساعدة‭ ‬أو‭ ‬عون‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬أحد،‭ ‬وأن‭ ‬يطوروا‭ ‬من‭ ‬أنفسهم‭ ‬باستمرار،‭ ‬ليحققوا‭ ‬ذاتهم‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬يجدون‭ ‬أنفسهم‭ ‬فيه،‭ ‬فهذه‭ ‬هي‭ ‬رسالتي‭ ‬لهم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬فأنا‭ ‬شخصيا‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬مرحلة‭ ‬الجامعة،‭ ‬وقد‭ ‬عملت‭ ‬خلالها،‭ ‬أي‭ ‬أثناء‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة،‭ ‬وبدون‭ ‬أي‭ ‬مقابل،‭ ‬بهدف‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬واكتساب‭ ‬الخبرة،‭ ‬وحين‭ ‬اكتشفت‭ ‬شغفي‭ ‬ركزت‭ ‬كل‭ ‬جهدي‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬ذاتي‭ ‬فيه‭.‬

وبعد‭ ‬التخرج؟

بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬مباشرة،‭ ‬بحثت‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬استشارية‭ ‬عائلية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬لفترة‭ ‬ليست‭ ‬بطويلة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬مناسبة‭ ‬عقب‭ ‬ذلك،‭ ‬وحين‭ ‬تعثرت‭ ‬في‭ ‬مشروعي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات،‭ ‬لم‭ ‬أستسلم‭ ‬ولم‭ ‬أيأس،‭ ‬أو‭ ‬أشعر‭ ‬بأي‭ ‬إحباط،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬توقف‭ ‬الدعم‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات‭ ‬العاملة‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬أنتظر‭ ‬مساعدة‭ ‬من‭ ‬الحكومة،‭ ‬أو‭ ‬الأهل،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬بل‭ ‬قررت‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬نفسي،‭ ‬والصمود‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬لحظة،‭ ‬وكان‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬شيء‭ ‬أتطلع‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬الصعبة،‭ ‬وقد‭ ‬وفره‭ ‬لي‭ ‬زوجي‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬شريكا‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬خطواتي‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا