حدثينا عن نشأتك؟
- أنا أعشق الفن بكل أنواعه وكذلك الرياضيات منذ طفولتي، ولي أعمال فنية متعددة بألوان الأكريليك وبالرصاص، وبصمتي مميزة في فن الجرافيك بشكل خاص، حتى إنني أطلقت مؤخرا مشروعي الخاص في هذا النوع من الفن، بعد أن طورت موهبتي ومهاراتي فيه بالتعلم الذاتي، وذلك من خلال الاطلاع على تجارب أخرى والاستلهام من فنانين كبار في هذا المجال، ومواكبة كل ما هو جديد، وبالطبع كل اعمالي قابلة للطباعة، ومنها شعارات، وبروشات (دبابيس)، وبطاقات تخرج وعمل، وتعليقات زينة، وأكياس وغيرها.
ما الهدف من إطلاق مشروعك في هذه السن المبكرة؟
- الهدف من مشروعي هو الممارسة وتطوير الموهبة أولا، ثم توظيفها للاستفادة منها لتحقيق دخل مادي، فبالتعلم المستمر يمكن الوصول إلى مرحلة الإتقان والإبداع، وهذا ما فعلته من خلال المشاركة في دورات وكورسات عديدة ومتنوعة، كذلك الاطلاع على تجارب الآخرين والاستلهام منها، مثل الفنان محمد الماجد في فن الجرافيك، والفنانة التشكيلية زينب السباع، وقد كانت جائحة كورونا فرصة سانحة لي لمنحي متسعا من الوقت للإعداد لإطلاق المشروع، فأحيانا تصبح الفرص السلبية مصدرا للإبداع إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح، علما بأن كثيرا من صديقاتي أقدمن على نفس الخطوة رغم صغر عمرهن.
كيف توازنين بين مسؤولية دراستك ومشروعك؟
- أنا أرى أن الطالب المجتهد والمتفوق يحتاج إلى متنفس إلى جانب دراسته، وهو شيء إيجابي لا يؤثر مطلقا في تحصيله العلمي ومن ثم لا يعطله نهائيا بل على العكس أجده حافزا على التفوق، وقد جاءت الانطلاقة بالنسبة إلي بعد المشاركة في معرض البحرين للحدائق بمخطوطات من تصميمي، علما بأنني التحقت بدورات عن خط النسخ والرقعة.
هل فكرتِ في دراسة الفن بمرحلة الجامعة؟
لا لم أفكر في دراسة الفن بالمرحلة الجامعية، لأنني أخطط لدراسة تخصص العلوم والكيمياء والأحياء والتي أجد شغفي بها وأستمتع بها كثيرا، وأنا أرى أن أي فرد يجب أن يهيئ نفسه لحدوث تغييرات أو مستجدات خلال مسيرته، سواء علمية أو عملية، وأن يسعي دائما إلى أن يفتح أمامه أبوابا وفرصا جديدة خاصة إذا صادفه أي عثرات أو تحديات.
رسالتك الفنية؟
- مبدأي الذي أسير عليه دائما هو «الحياة عقيدة وجهاد»، فأنا أؤمن بشدة بأنه يجب أن يكون لكل إنسان رسالة في الحياة ، ولابد من الاجتهاد والصبر والمثابرة للقيام بها، ولا أنسى فضل والدي في ذلك، فهما من ساعداني على اكتشاف موهبتي، وقاما باحتضانها وتنميتها وتطويرها، كما أن مدرستي الثانوية كان لها دور كبير فيما حققته علميا وفنيا.
ماذا عن تجربة تحقيق الإبداع والتميز؟
- في البداية رشحتني مدرستي بطلب من مركز الموهوبين بالبحرين للمشاركة في هذه المبادرة، وذلك بناء على حصولي على معدلات مرتفعة في العلوم والرياضيات من خلال امتحانات التميز الدولية، وهي بتنظيم مؤسسة «موهبة» بالمملكة العربية السعودية، التي تحتضن وتحتوي الطلبة الموهوبين بهدف قيادة نهضة علمية، وتقديم برامج إثرائية لنا في العطلة الصيفية، وقد توافرت لدي كل المقاييس والشروط في الاختبارات المطلوبة التي قمت باجتيازها بنجاح، وقد حصلت على المركز الخامس على مستوى البحرين من بين 34 مشاركا، وكم أسعدني هذا الإنجاز الذي جاء نتاج جهود كبيرة بذلتها في البحث والتعلم وتنمية المهارات، وكان الحصاد بقدر التعب والمثابرة ولله الحمد.
وما هو دور مركز رعاية الطلبة الموهوبين؟
- لقد حصلت على دعم وتشجيع كبيرين من مدرستي، كما شملني مركز رعاية الطلبة الموهوبين بوزارة التربية والتعليم برعايته واهتمامه ضمن برامجه التطويرية النوعية، وقام بترشيحي لهذه المبادرة العربية حتى تأهلت فيها وترشحت للحصول على مجموعة من البرامج التي تقدمها المبادرة وعلى رأسها برنامج التميز للتقدم على الجامعات الأمريكية المرموقة.
وما الذي مهد الطريق لترشحك؟
- الترشح للمشاركة في هذه المبادرة جاء بناء على حصولي في فترة سابقة على درجة مشرفة في الاختبارات الدولية للرياضيات والعلوم «تيمس» 2019، حيث حققت المركز الأول، وقد حدث نفس الشيء في مسابقة كتابة مقالة بيئية ضمن مسابقة نظمتها المنظمة الإقليمية لحماية البيئة في مقرها بدولة الكويت برعاية المجلس الأعلى للبيئة، وكان لتلك الإنجازات الفضل في توفر أسباب الترشح إلى جانب تحقيق مستويات عليا في الرياضيات والعلوم كما ذكرت سالفا.
ماذا مثَّل لك هذا الإنجاز؟
لا شك أن حصولي على هذا التصنيف الدولي يمثل لي نقلة مهمة ومفصلية في مشواري، وقد تحقق نتيجة الجهد الكبير الذى بذلته في سبيل ذلك، كما أنها تجربة مفيدة للغاية على مختلف الأصعدة، ومثلت لي انطلاقة مهمة في مجال العلوم الذي أعشقه، وأتمنى أن أواصل المسيرة فيه بنفس الكفاءة.
أهم تحدٍ؟
يمكن القول إن أهم تحد واجهني هو كيفية إحداث الموازنة بين الأداء الأكاديمي والمشاركة في هذه المبادرة وذلك على مدار ستة أشهر تقريبا، ولكني بشيء من مهارة إدارة الوقت تمكنت من مواجهة ذلك التحدي والتغلب عليه، هذا فضلا عن جهودي من أجل إجادة اللغة الإنجليزية ومروري باختبارات لتحقيق ذلك، علما بأنني كنت قد التحقت بدورات متعددة منذ الصغر بهدف تعلم وإتقان هذه اللغة، ومن خلال الممارسة والاستماع إلى برامج التحدث تحقق هدفي ولله الحمد وقد كثفت من جهودي تلك خلال أزمة كورونا.
إلى أي مدى يتم احتضان المواهب في البحرين؟
لا شك أن احتضان المواهب مطلوب منذ الصغر، سواء من قبل المنزل أو المدرسة أو الجهات المعنية بالمجتمع، وبالنسبة لي فأنا ممتنة لمدرستي الثانوية كثيرا لأنها قامت بهذا الدور على أكمل وجه، وقد كان لوالدي الفضل أيضا في رعاية موهبتي وتنميتها، حيث كان لي مشاركات مبكرة أخرى تمت بتشجيعهما منها مسابقة تحدى القراءة العربي مرتين في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وقد وصلت إلى النهائيات، وفيما يتعلق باحتضان المواهب بشكل عام أتمنى لو يتم ذلك في سن مبكرة للغاية في المدارس، وأن يطبق نظام التعلم باللعب في المرحلة الابتدائية لأنه يساعد كثيرا على تطوير المواهب والقدرات لدى الطفل منذ نعومة أظافره.
وماذا عن المناهج وأسلوب التدريس؟
- كم أتمنى ألا تعتمد المناهج على الحفظ بشكل أساسي، ولكن على الفهم والإبداع، وأن يتم ترتيب المناهج والكفايات بشكل متدرج بدءا من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، وفيما يتعلق بأسلوب التدريس فهذا أمر يتفاوت من معلم إلى آخر بحسب مهاراته وقدراته في إيصال المعلومة والتواصل مع طلابه، وأنا أرى الحاجة ملحة إلى توفير عملية تدريب للمعلم قبل تخرجه لتأهيله على كيفية التعامل مع الطلاب نفسيا وذهنيا بكفاءة، نظرا إلى تفاوت الظروف والبيئات المختلفة للطلاب، ولا بد من إلمامه بالأساليب التي تناسب الجميع ومن بينهم فئة ذوي العزيمة الذين يتم إدماجهم بالمدارس.
أمنية؟
- حلمي الأكبر دائما هو أن أمثل وطني أفضل تمثيل مستقبلا، وأن أعكس صورة مشرفة لطلاب البحرين حتى يشار إليهم بالبنان في المحافل العلمية الدولية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك