العدد : ١٦٨٥٢ - الاثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٢ - الاثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

المجالس الرمضانية تعزز التواصل بيننا

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ١٧ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

كلما‭ ‬يأتي‭ ‬رمضان‭ ‬شهر‭ ‬الخير‭ ‬والبركة‭ ‬شهر‭ ‬التقوى‭ ‬والتقرب‭ ‬إلى‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬طلبا‭ ‬لرحمته‭ ‬ومغفرته‭ ‬تتجدد‭ ‬معه‭ ‬ذكرياتنا‭ ‬الرمضانية‭ ‬الحلوة‭ ‬أيام‭ ‬الطفولة‭ ‬والبراءة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كنا‭ ‬صغارا‭ ‬رغم‭ ‬تقدم‭ ‬العمر‭ ‬بنا‭ ‬ذكرى‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭ ‬الذي‭ ‬عشنا‭ ‬فيه‭ ‬زمن‭ ‬البساطة‭ ‬في‭ ‬فرجان‭ ‬لول‭ ‬التي‭ ‬احتضنتنا‭ ‬نتذكر‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬العوائل‭ ‬والناس‭ ‬وتبادل‭ ‬الأطباق‭ ‬الرمضانية‭ ‬عصر‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬حيث‭ ‬يتنقل‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار‭ ‬بين‭ ‬البيوت‭ ‬حاملين‭ ‬صحون‭ ‬الهريس‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأطعمة‭ ‬الرمضانية‭ ‬المعروفة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمة‭ ‬بين‭ ‬الأسر‭ ‬والعوائل‭ ‬في‭ ‬أحيائنا‭ ‬الشعبية‭.‬

رغم‭ ‬تغير‭ ‬الوقت‭ ‬والزمان‭ ‬والعادات‭ ‬المرتبطة‭ ‬برمضان‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬تغيرات‭ ‬وتطورات‭ ‬وما‭ ‬شهدته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬نهضة‭ ‬إسكانية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬هجرة‭ ‬الشباب‭ ‬لأحيائهم‭ ‬الشعبية‭ ‬إلى‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تبقى‭ ‬لرمضان‭ ‬أجواؤه‭ ‬الروحانية‭ ‬والإيمانية‭ ‬ومثلما‭ ‬هو‭ ‬شهر‭ ‬الخير‭ ‬والعبادة‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬فإن‭ ‬لرمضان‭ ‬أجواءه‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعائلية‭ ‬حيث‭ ‬تجتمع‭ ‬العائلة‭ ‬حول‭ ‬مائدة‭ ‬الإفطار‭ ‬كل‭ ‬مساء‭ ‬طوال‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬وتزداد‭ ‬الزيارات‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وتكثر‭ ‬الصدقات‭ ‬والزكاة‭ ‬والتبرعات‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬المحتاجين‭ ‬من‭ ‬الفقراء‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬الخالق‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬لمد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬للفقراء‭ ‬والمساكين‭.‬

ومن‭ ‬الجوانب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لشهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬أيامه‭ ‬العشرة‭ ‬الأواخر‭ ‬حيث‭ ‬مضت‭ ‬أيامه‭ ‬بسرعة‭ ‬كلمح‭ ‬البصر‭ ‬لم‭ ‬نشعر‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انشغالنا‭ ‬بأمورنا‭ ‬الحياتية،‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬أبوابها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬ومدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬إغلاق‭ ‬إجباري‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬اللعينة‭ ‬كوفيد‭ ‬‭ ‬19‭ ‬والتي‭ ‬أثرت‭ ‬سلبا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وغيرها‭ ‬حتى‭ ‬تجاوزناها‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬لتعود‭ ‬حركة‭ ‬التواصل‭ ‬وزيارة‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭ ‬طوال‭ ‬ليالي‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭.‬

مجالسنا‭ ‬الرمضانية‭ ‬التي‭ ‬يحضرها‭ ‬شخصيات‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬ومسؤولين‭ ‬حكوميين‭ ‬وتجار‭ ‬ورجال‭ ‬أعمال‭ ‬وسفراء‭ ‬ومثقفين‭ ‬وأكاديميين‭ ‬وأصحاب‭ ‬فكر‭ ‬وتربويين‭ ‬تجسد‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب‭ ‬الوفي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والمحكوم‭ ‬وتعزز‭ ‬اللقاءات‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬لتتجلى‭ ‬وحدتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬نعتز‭ ‬ونفتخر‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صورها‭  ‬فهي‭ ‬صمام‭ ‬أمان‭ ‬بلادنا‭.‬

فخلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬يستقبل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬أهالي‭ ‬المحافظات‭ ‬وأعيانها‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬ومتطلباتهم‭ ‬وملاحظاتهم‭ ‬فهي‭ ‬سُنة‭ ‬حميدة‭ ‬سنها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬تؤكد‭ ‬الترابط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والمحكوم‭ ‬لتكون‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬مناسبة‭ ‬لتجديد‭ ‬العهد‭ ‬والولاء‭ ‬لقائد‭ ‬المسيرة‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬وتقديم‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يلقاه‭ ‬المواطنون‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬واهتمام‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭.‬

كما‭ ‬تمثل‭ ‬الزيارات‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للمجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬ومدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬متنقلا‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬فرصة‭ ‬طيبة‭ ‬للتواصل‭ ‬والالتقاء‭ ‬بالمواطنين‭ ‬ومحاورتهم‭ ‬حول‭ ‬الأمور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمختلف‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬والتشاور‭ ‬حول‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬حولها‭ ‬للنهوض‭ ‬بهذه‭ ‬الخدمات‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب‭ ‬الذي‭ ‬يطمح‭ ‬له‭ ‬المواطنون‭ ‬وللاستماع‭ ‬إلى‭ ‬نبض‭ ‬الشارع‭ ‬حيث‭ ‬تتحول‭ ‬مجالسنا‭ ‬الرمضانية‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬مستديرة‭ ‬تطرح‭ ‬عليها‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬بال‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬للمناقشة‭ ‬والحوار‭ ‬للخروج‭ ‬بتصورات‭ ‬حولها‭ ‬تخدم‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وتحسن‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬للمواطن‭ ‬ولذلك‭ ‬نرى‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬خلال‭ ‬زياراته‭ ‬للمجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬يوجه‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬المواطنين‭.‬

كما‭ ‬إن‭ ‬للصحافة‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬من‭ ‬نقاشات‭ ‬ومداولات‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬لتعرف‭ ‬الناس‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭.‬

ندعو‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬ونحن‭ ‬نودع‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬المباركة‭ ‬علينا‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا‭ ‬بالخير‭ ‬والبركة‭ ‬وأن‭ ‬يديم‭ ‬علينا‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لقائد‭ ‬المسيرة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا