العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

وزارة الصحة بين الأمس واليوم

بقلم: محيي الدين بهلول

السبت ١٥ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

كنا‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬عندما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نذهب‭ ‬إلى‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬ينتابنا‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التردد،‭ ‬ولكن‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬اليوم‭ ‬قد‭ ‬تلاشت‭ ‬تلك‭ ‬المشاعر‭ ‬تماما‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬أقسام‭ ‬الطوارئ‭ ‬ومواعيد‭ ‬الأشعة‭ ‬والتحاليل‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تجلب‭ ‬الضجر‭ ‬للمرضى‭ ‬في‭ ‬غدوهم‭ ‬ورواحهم‭ ‬من‭ ‬طول‭ ‬الانتظار‭ ‬بين‭ ‬جدران‭ ‬العيادات‭.‬

والآن‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬زالت‭ ‬وذهبت‭ ‬أدراج‭ ‬الرياح‭ ‬وحل‭ ‬مكانها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتمناه‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬العناية‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ونلمس‭ ‬جهود‭ ‬الوزيرة‭ (‬الدكتورة‭ ‬جليلة‭ ‬بنت‭ ‬السيد‭ ‬حسن‭) ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تالو‭ ‬جهدا‭ ‬في‭ ‬المتابعة‭ ‬وتأكيد‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمرضى‭.‬

إننا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬نمتلك‭ ‬حجما‭ ‬وسعة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراكز‭ ‬إداريا‭ ‬وفنيا‭ ‬وهي‭ ‬تغطي‭ ‬معظم‭ ‬النشاطات‭ ‬والفعاليات‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬فهذه‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تشخيص‭ ‬ومعالجة‭ ‬الأمراض‭ ‬الأولية‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬يشهد‭ ‬بها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بعناية‭ ‬فائقة‭ ‬باتت‭ ‬تعتني‭ ‬بكل‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬يحدوها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأمل‭ ‬والطموح‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬البحرين‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأمراض‭ ‬والمشكلات‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطن‭.‬

ومما‭ ‬يلفت‭ ‬النظر‭ ‬ويسر‭ ‬النفس‭ ‬أن‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أصبحت‭ ‬مختلفة‭ ‬عما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المظهر‭ ‬والكفاءة‭ ‬والخدمة‭ ‬الجيدة،‭ ‬حقا‭ ‬إن‭ ‬مساعي‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أصبحت‭ ‬تعطي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬المعطاء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أثرها‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬برزت‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬ماديا‭ ‬وفكريا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالصحة‭ ‬العامة‭ ‬للمواطن‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬المواطن‭ ‬يلمسها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬بحياة‭ ‬رغيدة،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬السياق‭ ‬فإن‭ ‬لبعض‭ ‬الوزارات‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬صلة‭ ‬بالصحة،‭ ‬مثل‭  ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬دورا‭ ‬عظيما‭ ‬في‭ ‬إدراج‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية‭ ‬وتوعوية‭  ‬تتضمن‭ ‬معلومات‭ ‬أساسية‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭  ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الإعلام‭ ‬تقوم‭  ‬بدور‭  ‬كبير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬المكتوبة‭ ‬والمسموعة‭ ‬والمرئية‭ ‬لتوعية‭ ‬معظم‭ ‬شرائح‭ ‬المواطنين‭ ‬بمختلف‭ ‬أعمارهم‭ ‬وثقافتهم‭ ‬ومهنتهم‭ ‬ليتلقوا‭ ‬المعلومات‭ ‬الأساسية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحتهم،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬واضحا‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬معدلات‭ ‬الوعي‭ ‬بقواعد‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطن‭.‬

وهكذا‭ ‬يمكن‭ ‬للصحة‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬صحة‭ ‬مستدامة،‭ ‬ومسك‭ ‬الختام‭ ‬أتوجه‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬إلى‭ ‬الوزيرة‭ ‬الموقرة‭ ‬الدكتورة‭ ‬جليلة‭ ‬السيد،‭ ‬بالآتي‭: ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬شاملة،‭ ‬وتوفير‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬المختصة‭ ‬المعنية‭ ‬بشؤون‭ ‬الصحة،‭ ‬وأهمية‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬بتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الإرشادية،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬التوظيف‭ ‬الجديد‭ ‬لعناصر‭ ‬مؤهلة‭ ‬ومتخصصة،‭ ‬وتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬الأجهزة‭ ‬الصحية‭ ‬الموجودة‭ ‬بالمراكز‭.‬

وكذلك‭ ‬إعطاء‭ ‬أولوية‭ ‬لقطاع‭ ‬التدريب‭ ‬ضمن‭ ‬ندوات‭ ‬أو‭ ‬دورات‭ ‬وخاصة‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬رؤساء‭ ‬الأقسام‭ ‬بمدد‭ ‬كافية‭ ‬كي‭ ‬يصبحوا‭ ‬مؤهلين‭ ‬لأداء‭ ‬العمل‭ ‬المناط‭ ‬بهم،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬مناشدة‭ ‬وإننا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬لن‭ ‬تألو‭ ‬جهدا‭ ‬في‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬والوطن‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا