العدد : ١٦٨٥٢ - الاثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٢ - الاثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

مجمع السجون المفتوحة إنجاز جديد لوزارة الداخلية

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ١٤ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

عندما‭ ‬أصدرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬وإيمان‭ ‬راسخ‭ ‬بأهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬واحترام‭ ‬إنسانيته‭ ‬لتكون‭ ‬العقوبة‭ ‬إصلاح‭ ‬وتأهيل‭ ‬وليس‭ ‬لحرمان‭ ‬السجين‭ ‬من‭ ‬حريته،‭ ‬ولذلك‭ ‬عملت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬لتتناسب‭ ‬مع‭ ‬التوجهات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬وحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬المساجين‭ ‬الذين‭ ‬يقضون‭ ‬مدد‭ ‬عقوبتهم‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬لمن‭ ‬صدرت‭ ‬بحقهم‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬أدخلوا‭ ‬بمقتضاها‭ ‬السجون‭ ‬ليقضوا‭ ‬مدة‭ ‬عقوبتهم‭ ‬فيها‭ ‬لتكون‭ ‬فترة‭ ‬الحبس‭ ‬فرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬الإصلاح‭ ‬وإعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬ليكون‭ ‬السجين‭ ‬بعض‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬عنصرا‭ ‬مفيدا‭ ‬للمجتمع‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬قضاء‭ ‬فترة‭ ‬العقوبة‭ ‬في‭ ‬الحبس‭ ‬فاقدا‭ ‬لحريته‭.‬

فالبحرين‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فكان‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬إضافة‭ ‬أخرى‭ ‬لسجل‭ ‬البحرين‭ ‬الناصع‭ ‬البياض‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فبفضل‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬استفاد‭ ‬منه‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المسجونين‭ ‬من‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬وقضوا‭ ‬مدة‭ ‬عقوبتهم‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬واختصار‭ ‬مدة‭ ‬العقوبة‭ ‬ليخرجوا‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬وهم‭ ‬مؤهلون‭ ‬حسب‭ ‬قدراتهم‭ ‬وإمكانياتهم‭ ‬واكتسبوا‭ ‬المهارات‭ ‬اللازمة‭ ‬لانخراطهم‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وقادرون‭ ‬على‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭ ‬بفضل‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬التي‭ ‬شملتها‭ ‬بهم‭ ‬مراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬نادمين‭ ‬على‭ ‬ما‭  ‬ارتكبوه‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬بحق‭ ‬أنفسهم‭ ‬ومجتمعهم‭ ‬متعهدين‭ ‬بعدم‭ ‬ارتكاب‭ ‬مخالفات‭ ‬مستقبلا‭ ‬ناصحين‭ ‬الشباب‭ ‬بضرورة‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن‭ ‬واحترام‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقوانين‭.‬

وتكللت‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬وتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬العدالة‭ ‬بالبدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وهي‭ ‬أكثر‭ ‬تطورا‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬السجون‭ ‬المفتوحة‮»‬‭ ‬لتكون‭ ‬إضافة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ولتكون‭ ‬استكمالا‭ ‬للمرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬التي‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المسجونين‭ ‬منذ‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬قبل‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬ومرحلة‭ ‬متطورة‭ ‬في‭ ‬مراعاة‭ ‬حقوق‭ ‬المسجونين‭ ‬تفوق‭ ‬حتى‭ ‬الأنظمة‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والديمقراطية‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬السجون‭ ‬مدرسة‭ ‬يتعلم‭ ‬فيها‭ ‬السجين‭ ‬ويتلقى‭ ‬الدروس‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والتثقيفية‭ ‬والفنية‭ ‬ويمارس‭ ‬فيها‭ ‬الأنشطة‭ ‬المختلفة‭ ‬الثقافية‭ ‬والرياضية‭ ‬والترفيهية‭ ‬والذهنية‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬مريحة‭ ‬وظروف‭ ‬ملائمة‭ ‬بفضل‭ ‬التجهيزات‭ ‬التي‭ ‬وفرتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬معالي‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭  ‬للمساجين‭ ‬من‭ ‬أندية‭ ‬وساحات‭ ‬ومبان‭ ‬أكاديمية‭ ‬ومساكن‭ ‬حديثة‭ ‬وصالات‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬وكأنها‭ ‬صروح‭ ‬تعليمية‭ ‬تقدم‭ ‬خدماتها‭ ‬للذين‭ ‬يقضون‭ ‬فترة‭ ‬العقوبة‭ ‬فيها‭ ‬لتأهيلهم‭ ‬وإعادة‭ ‬انخراطهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنفيذ‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬ضمن‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالته‭ ‬وبدعم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬لعودة‭ ‬من‭ ‬زلت‭ ‬بهم‭ ‬الظروف‭ ‬والاندماج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منظومة‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬التي‭ ‬تجسد‭ ‬العدالة‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬ناصر‭ ‬للتأهيل‭ ‬والتدريب‮»‬‭ ‬و«إنجاز‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المشاركة‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬العملية‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بقيادة‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬يؤكد‭ ‬المستوى‭ ‬المتطور‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭  ‬ليضاف‭ ‬إلى‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الوزارة،‭ ‬وهو‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬وقوية‭ ‬للمشككين‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬أصوات‭ ‬البوم‭ ‬الكريهة‭ ‬التي‭ ‬تنعق‭ ‬في‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬للإساءة‭ ‬إلى‭ ‬بلادهم‭ ‬وتشويه‭ ‬إنجازاتها‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الخير‭ ‬للبحرين‭ ‬تهانينا‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ولجميع‭ ‬منتسبيها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬إنجاز‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا