العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥١ - الأحد ١٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

المسؤول الإداري القائد.. ما سماته؟ وما صفاته؟

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٠٩ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

من‭ ‬منطلق‭ ‬موضوع‭ ‬الذكاء‭ ‬الإداري،‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬الذي‭ ‬نتحدث‭ ‬فيه‭ ‬دائمًا،‭ ‬ونرجو‭ ‬أن‭ ‬يوجد‭ ‬يومًا‭ ‬عند‭ ‬طائفة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المسؤولين،‭ ‬فإننا‭ ‬سنحاول‭ ‬أن‭ ‬نلخص‭ ‬بعض‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬في‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬منصبه‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬المؤسسة‭ ‬المكلف‭ ‬بقيادتها‭.‬

سنحاول‭ ‬أن‭ ‬نقسم‭ ‬الصفات‭ ‬إلى‭ ‬أربع‭ ‬فئات،‭ ‬وهي‭:‬

أولاً‭: ‬مسؤوليات‭ ‬القادة

1-‭  ‬تحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬وإنجازها‭: ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬القائد‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬يديرها،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬أهداف‭ ‬واضحة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ (‬الأهداف‭ ‬الذكية‭ ‬SMART‭) ‬فإن‭ ‬المؤسسة‭ ‬مصيرها‭ ‬إلى‭ ‬الزوال‭. ‬فلا‭ ‬مؤسسة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أهداف‭ ‬طموحة‭ ‬وواضحة‭ ‬ودقيقة‭.‬

2-‭ ‬التجديد‭ ‬المستدام‭ ‬للأفكار‭ ‬الإبداعية‭: ‬ليس‭ ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬وحده‭ ‬ويبدع‭ ‬وحده،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يستطيع‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحيط‭ ‬نفسه‭ ‬بأناس‭ ‬مبدعين‭ ‬ومفكرين،‭ ‬وأن‭ ‬يقوم‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬مع‭ ‬القائد‭ ‬بالتفكير‭ ‬والتجديد‭ ‬المستمر،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منهجية‭ ‬علمية‭ ‬منتجة،‭ ‬فإن‭ ‬كانت‭ ‬المؤسسة‭ ‬تصنع‭ ‬منتجات‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬الفريق‭ ‬المفكر‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬منتجات‭ ‬جديدة،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬المؤسسة‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬فإنه‭ ‬على‭ ‬الفريق‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬أفضل‭ ‬الخدمات‭ ‬وبأسهل‭ ‬الطرق‭ ‬وأبسطها،‭ ‬وهكذا‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬المؤسسات‭.‬

3-‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭: ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬القائد‭ ‬سيواجه‭ ‬عديدا‭ ‬من‭ ‬المشكلات،‭ ‬فالقيادة‭ ‬ليست‭ ‬نزهة‭ ‬ومتعة‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬أداء‭ ‬أعمال،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذا‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات،‭ ‬وأن‭ ‬يمتلك‭ ‬كل‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬تساعده‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬مثل‭ ‬طرق‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬لحل‭ ‬المشكلات،‭ ‬وفريق‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يساعده،‭ ‬ولا‭ ‬يحاولون‭ ‬أن‭ ‬يقولوا‭ ‬له‭ ‬دائمًا‭: ‬‮«‬كله‭ ‬تمام‮»‬‭.‬

4-‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭: ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬تفقد‭ ‬البوصلة‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬أولوياتها،‭ ‬فنجدها‭ ‬تتخبط‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأعمال،‭ ‬فتارة‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬وربما‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينجز‭ ‬ذلك‭ ‬العمل‭ ‬فإنها‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬آخر،‭ ‬وتظل‭ ‬الأعمال‭ ‬معلقة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تنفذ،‭ ‬والسبب‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬خطة‭ ‬لترتيب‭ ‬الأولويات،‭ ‬فهي‭ ‬وهو‭ ‬كقائد‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬يتجه‭ ‬وكيف‭ ‬يتجه‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يريد،‭ ‬والسبب‭ ‬أنه‭ ‬فاقد‭ ‬بوصلة‭ ‬الأولويات‭.‬

5-‭ ‬القدوة‭: ‬كل‭ ‬قائد‭ ‬قدوة‭ ‬لأفراد‭ ‬الفريق‭ ‬ولأفراد‭ ‬المؤسسة،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬بجد‭ ‬عملوا‭ ‬بجد،‭ ‬وإن‭ ‬تكاسل‭ ‬تكاسلوا،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬أخلاقه‭ ‬سيئة‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أخلاقهم‭ ‬تبعًا‭ ‬للمسؤول‭. ‬يروى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لَمَّا‭ ‬قُدِمَ‭ ‬بِسَيْفِ‭ ‬كِسْرَى‭ ‬عَلَى‭ ‬عُمَرَ‭ ‬وَمِنْطِقَتِهِ‭ ‬وَزِبْرِجِهِ،‭ ‬قَالَ‭: ‬إِنَّ‭ ‬أَقْوَامًا‭ ‬أَدَّوْا‭ ‬هَذَا‭ ‬لَذَوُو‭ ‬أَمَانَةٍ،‭ ‬فَقَالَ‭ ‬عَلِيٌّ‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭: ‬إِنَّكَ‭ ‬عَفَفْتَ‭ ‬فَعَفَّتِ‭ ‬الرَّعِيَّةُ‮»‬‭. ‬

6-‭ ‬إقناع‭ ‬الآخرين‭ ‬وتحفيزهم‭: ‬كل‭ ‬قائد‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬الأفراد‭ ‬بتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬حتى‭ ‬يتحقق‭ ‬الإنجاز،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭: ‬كيف‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬ذلك؟‭ ‬وهذا‭ ‬موضوع‭ ‬تحدثنا‭ ‬فيه‭ ‬سابقًا‭ ‬ولا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬فيه،‭ ‬ولكن‭ ‬باختصار‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقبولاً‭ ‬عند‭ ‬الجميع‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬إقناعهم‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحفيزهم‭ ‬على‭ ‬العمل‭.‬

7-‭ ‬الأداء‭ ‬الجيد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬جيدة‭: ‬إن‭ ‬قام‭ ‬القائد‭ ‬بأداء‭ ‬عمله‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة‭ ‬وبأعلى‭ ‬كفاءة‭ ‬فإنه‭ ‬حتمًا‭ ‬سيجني‭ ‬نتائج‭ ‬جيدة،‭ ‬فإن‭ ‬المعادلة‭ ‬هكذا‭ ‬هي،‭ ‬الأداء‭ ‬الجيد‭ ‬حتمًا‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬جيدة‭.‬

ثانيًا‭: ‬صفات‭ ‬القائد‭ ‬وسماته

1-الرؤية‭ ‬الواضحة‭: ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬برؤية‭ ‬واضحة‭ ‬للمؤسسة‭ ‬التي‭ ‬يديرها،‭ ‬وأن‭ ‬يعرف‭ ‬قدراتها‭ ‬وإمكانياتها،‭ ‬وعدد‭ ‬الأفراد،‭ ‬ومن‭ ‬هم‭ ‬الأفراد،‭ ‬وما‭ ‬قدراتهم‭ ‬ومهاراتهم،‭ ‬وما‭ ‬الميزانية‭ ‬المتاحة‭ ‬إليه،‭ ‬وأن‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬الوجهة‭ ‬التي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يبلغها‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬القائد‭ ‬الرؤية‭ ‬الواضحة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعلومات‭ ‬الواضحة‭ ‬والمتكاملة‭.‬

1‭-‬الشجاعة‭: ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المرات‭ ‬يحتاج‭ ‬القائد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يغامر،‭ ‬وليس‭ ‬يقامر،‭ ‬فالمغامرة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شجاعة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬علمية‭ ‬محسوبة،‭ ‬وأما‭ ‬المقامرة‭ ‬فإنها‭ ‬غير‭ ‬مضمونة‭ ‬العواقب،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شجاعًا‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المرات‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬التصدي‭ ‬للمشكلات‭ ‬والأزمات،‭ ‬ربما‭ ‬ذلك‭ ‬يضمن‭ ‬النجاح‭ ‬للمؤسسة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المرات،‭ ‬فالشجاعة‭ ‬والإقدام‭ ‬مطلوبان،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تهور‭.‬

2-الأمانة‭: ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أمينًا‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬وأعضاء‭ ‬المؤسسة‭ ‬كلهم،‭ ‬فالقائد‭ ‬ليس‭ (‬سوبرمان‭) ‬حتى‭ ‬يستطيع‭ ‬وحده‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بكل‭ ‬الأعمال،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬بشر‭ ‬يعتريه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬والخوف‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬البشرية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يستعين‭ ‬بفريق‭ ‬عمل‭ ‬مخلص‭ ‬وذكي،‭ ‬وأن‭ ‬يوضح‭ ‬للفريق‭ ‬بصورة‭ ‬دائمة‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬معهم،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬‭ ‬أيضًا‭ ‬‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يوضح‭ ‬لأفراد‭ ‬المؤسسة‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬الأمور‭ ‬تستدعي‭ ‬ذلك‭.‬

3-التواضع‭: ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬قائدًا‭ ‬للمؤسسة‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬الجميع،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس،‭ ‬فلأنه‭ ‬قائد‭ ‬الفريق‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتواضع‭ ‬لكل‭ ‬الأفراد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬فعندما‭ ‬يدخل‭ ‬يصافح،‭ ‬ويلقي‭ ‬التحية،‭ ‬ويسأل‭ ‬عن‭ ‬فلان،‭ ‬وربما‭ ‬يزور‭ ‬فلان‭ ‬في‭ ‬المستشفى،‭ ‬وفي‭ ‬المناسبات،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬وهذه‭ ‬الصفات‭ ‬تقربه‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬إدارتهم‭ ‬وتوجيههم‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬المؤسسة‭.‬

4-بُعد‭ ‬النظر‭ ‬وقراءة‭ ‬المستقبل‭: ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬قراءة‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬تعيش‭ ‬فيه‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وأن‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يدور‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬تغيرات‭ ‬وتيارات،‭ ‬وأن‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يقرأ‭ ‬منافسيه‭ ‬ومعارضيه،‭ ‬وأن‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التيارات‭ ‬وتلك‭ ‬الأفكار‭ ‬وكل‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬والأمزجة‭ ‬حتى‭ ‬يقود‭ ‬سفينة‭ ‬المؤسسة‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭.‬

5-التركيز‭: ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬ألا‭ ‬يهمل‭ ‬احتياجات‭ ‬الأفراد،‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬أن‭ ‬يحاول‭ ‬عمل‭ ‬توافق‭ ‬بين‭ ‬احتياجات‭ ‬المؤسسة‭ ‬واحتياجات‭ ‬الأفراد‭ ‬العاملين،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التوافق‭ ‬يسهم‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والحياة،‭ ‬فإن‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬المؤسسة‭ ‬حتمًا‭ ‬سيكون‭ ‬مصيرها‭ ‬النجاح‭.‬

6-التعاون‭: ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬إنسان‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬بمفرده،‭ ‬وكذلك‭ ‬القائد،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬قدراته‭ ‬وإمكانياته،‭ ‬فإنه‭ ‬يستمد‭ ‬قوته‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬والأفراد،‭ ‬لذلك‭ ‬فكلما‭ ‬قرب‭ ‬هؤلاء‭ ‬أصبح‭ ‬قائدًا‭ ‬ناجحًا،‭ ‬ويحدث‭ ‬العكس‭ ‬عندما‭ ‬يحدث‭ ‬العكس‭.‬

 

ثالثًا‭: ‬بعض‭ ‬السلوكيات‭ ‬لتحفيز‭ ‬الأفراد

1-التقدير‭: ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬ينتهز‭ ‬كل‭ ‬الفرص‭ ‬الممكنة‭ ‬لتقدير‭ ‬الأفراد‭ ‬المجددين‭ ‬والمبدعين،‭ ‬وليس‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يحيطون‭ ‬به‭ ‬فقط،‭ ‬لأنهم‭ ‬يقومون‭ ‬بخدمته‭ ‬ومدحه،‭ ‬ففي‭ ‬المؤسسات‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يستحقون‭ ‬التقدير‭ ‬لأنهم‭ ‬يقدمون‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الكثير،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يشير‭ ‬إليهم،‭ ‬والأسباب‭ ‬كثيرة‭.‬

2-الإعجاب‭: ‬إن‭ ‬قام‭ ‬أحد‭ ‬الأفراد‭ ‬وبجهود‭ ‬فردية‭ ‬بعمل‭ ‬جيد‭ ‬ويستحق‭ ‬الإشادة،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬تقدير‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬والإشادة‭ ‬به،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تصويره‭ ‬مع‭ ‬القائد‭ ‬وهو‭ ‬يسلمه‭ ‬شهادة‭ ‬تقدير،‭ ‬وتنشر‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬صورته‭ ‬على‭ ‬لوحة‭ ‬موظف‭ ‬الشهر،‭ ‬وربما‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬الأخرى‭.‬

3-الإصغاء‭: ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الإصغاء،‭ ‬وألا‭ ‬يغلق‭ ‬باب‭ ‬مكتبه‭ ‬عن‭ ‬العاملين،‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يحبه‭ ‬أو‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يستسيغ‭ ‬شكله،‭ ‬فهذه‭ ‬الأمور‭ ‬ليست‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬نحن‭ ‬بصدده‭. ‬ربما‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬يمتلك‭ ‬قدرات‭ ‬ذهنية‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًا،‭ ‬وحتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك‭ ‬فعامل‭ ‬بسيط‭ ‬‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬بعض‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬المؤسسة‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تكتشفها‭ ‬أكبر‭ ‬العقول‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭.‬

4-المشاركة‭: ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬ينزل‭ ‬من‭ ‬برجه‭ ‬العاجي‭ ‬ويجلس‭ ‬مع‭ ‬الأفراد‭ ‬ويشاركهم‭ ‬الأحاديث‭ ‬الودية‭ ‬والأفكار،‭ ‬وربما‭ ‬الإفطار‭ ‬والغذاء،‭ ‬وأن‭ ‬يشاركهم‭ ‬في‭ ‬الأفراح‭ ‬وحتى‭ ‬الأحزان،‭ ‬وهذه‭ ‬الأمور‭ ‬الاجتماعية‭ ‬البسيطة‭ ‬تسهم‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬أفراد‭ ‬المؤسسة،‭ ‬تسهم‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬والتعافي‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭.‬

 

رابعًا‭: ‬الإنتاجية‭ ‬والإنجاز

ربما‭ ‬وضعنا‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬وحدها،‭ ‬فنحن‭ ‬نعتقد‭ ‬أنها‭ ‬قضية‭ ‬مهمة،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬للمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بكل‭ ‬تلك‭ ‬المهام‭ ‬وأن‭ ‬يتمتع‭ ‬بكل‭ ‬تلك‭ ‬السمات‭ ‬والصفات،‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬ينجز‭ ‬أو‭ ‬ينتج‭ ‬منتجا‭ ‬ويضعه‭ ‬أمام‭ ‬العملاء‭. ‬إن‭ ‬المهمة‭ ‬الأساسية‭ ‬للمسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬ينتج‭ ‬وأن‭ ‬يوازن‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الأطراف،‭ ‬فلا‭ ‬هو‭ ‬يميل‭ ‬بكل‭ ‬ثقله‭ ‬للمؤسسة‭ ‬ويستخدم‭ ‬كل‭ ‬صلاحياته‭ ‬الإدارية،‭ ‬ولا‭ ‬هو‭ ‬يميل‭ ‬للعاملين‭ ‬والأفراد،‭ ‬وإنما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يوازن‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأمور،‭ ‬ويلعب‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأدوار،‭ ‬فتارة‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬الأب‭ ‬والأخ،‭ ‬وتارة‭ ‬هو‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بالإنتاج‭ ‬والإنجاز،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حازمًا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواقف،‭ ‬لأنه‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬الأمور‭ ‬ستتسرب‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬كما‭ ‬تتسرب‭ ‬قطرات‭ ‬الزئبق‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأصابع‭.‬

المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬ما‭ ‬تسلم‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬إلا‭ ‬لينتج،‭ ‬فالإنتاج‭ ‬مهم،‭ ‬والميزانية‭ ‬مهمة،‭ ‬والعمل‭ ‬والإنجاز‭ ‬مهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬مهمة،‭ ‬والتوازن‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬هي‭ ‬الأهم‭.‬

وحتى‭ ‬ينجح‭ ‬القائد‭ ‬فإننا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬له‭ (‬افعل‭ ‬ما‭ ‬عليك‭ ‬فعله‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬فعله‭)‬،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬مبدأ‭ ‬النجاح‭.‬

ولا‭ ‬يعتقد‭ ‬الأفراد‭ ‬أن‭ ‬مهمة‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬مسؤولية‭ ‬سهلة‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬أي‭ ‬فرد،‭ ‬إنها‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ثقل‭ ‬وعبء‭ ‬كبيرين،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬ألا‭ ‬يستحقها‭ ‬إلا‭ ‬القوي‭ ‬الأمين‭.     ‬‭ ‬‭ ‬

 

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا