العدد : ١٦٨٥٠ - السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٠ - السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

نحو دور أكبر للمشروعات والصناعات الصغيرة

بقلم: محيي الدين بهلول

السبت ٠٨ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

إن‭ ‬تعاون‭ ‬المؤسسات‭ ‬يعد‭ ‬ركنا‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬نجاح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فهذه‭ ‬منطلقات‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نوليها‭ ‬جل‭ ‬اهتمامنا‭ ‬فهي‭ ‬حقا‭ ‬ستوصلنا‭ ‬حتما‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬تقدم‭ ‬وازدهار‭ ‬للاقتصاد‭ ‬والمجتمع‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.‬

ذلك‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬والعزيمة‭ ‬هما‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬المفاهيم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬يتكامل‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطط‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ويرتبط‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬بالسياسة‭ ‬والفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬تطوير‭ ‬الصناعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬مكونات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكي‭ ‬تنمو‭ ‬وتصبح‭ ‬ذات‭ ‬دور‭ ‬ومساهمة‭ ‬أكبر‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغيرة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬عطاءات‭ ‬ولإسناد‭ ‬مشروعات‭ ‬معينة‭ ‬لهم‭ (‬مثلا‭).‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬التمويل‭ ‬للمشروعات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للغرفة‭ ‬أيضا‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬وهو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تثقيف‭ ‬أصحاب‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬إيجاد‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬التجار‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬اهتمام‭ ‬كبير‭ ‬بالصناعات‭ ‬والمشروعات‭ ‬الصغيرة‭.‬

وإذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬نشأة‭ ‬الصناعة‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المتقدمة،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬المصانع‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬صغيرة‭ ‬كبرت‭ ‬وتطورت‭ ‬وأصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬المصانع‭ ‬الكبيرة‭ ‬ذات‭ ‬الصيت‭ ‬والشهرة‭ ‬والتوسع‭ ‬والانتشار‭ ‬محليا‭ ‬وإقليميا‭ ‬وعالميا‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬تديرها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬التجار‭.‬

ونحن‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬وهو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬الإنتاج‭ ‬وتنويعه‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يتأتى‭ ‬إلا‭ ‬بمراعاة‭ (‬صغار‭ ‬التجار‭) ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيترتب‭ ‬عليه‭ ‬نمو‭ ‬التجارة‭ ‬والاقتصاد‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬ستصبح‭ ‬الصناعات‭ ‬والمشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬ازدهار‭ ‬دائم،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمتد‭ ‬إنتاجها‭ ‬إلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬ليشمل‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬وخارجه،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬صناعات‭ ‬مثل‭ ‬الأحذية‭ ‬والسجاد‭ ‬والأدوات‭ ‬المنزلية‭ ‬والكهربائية‭ ‬وغيرها‭.‬

إن‭ ‬التصميم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬يبدأ‭ ‬بالمصداقية‭ ‬والرعاية‭ ‬والاهتمام،‭ ‬وحين‭ ‬يتوفر‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يوقف‭ ‬هذا‭ ‬التقدم،‭ ‬بل‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬شأن‭ ‬ليشمل‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬الأخرى‭. ‬إن‭ ‬المساندة‭ ‬لصغار‭ ‬التجار‭ ‬مطلوبة‭ ‬لتعزيز‭ ‬دور‭ ‬ومساهمات‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني،‭ ‬وثمة‭ ‬قول‭ ‬واحد‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬العين‭ ‬عليها‭ ‬حارس،‭ ‬فهذا‭ ‬الحارس‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬بجانب‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬وستتمثل‭ ‬تلك‭ ‬الحراسة‭ ‬بمعنى‭ ‬الرعاية‭ ‬وهي‭ ‬ثروة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واستثمارية‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن‭ ‬إذ‭ ‬سيكون‭ ‬مردودها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬البحرين،‭ ‬لعلها‭ ‬ستكون‭ ‬فعلا‭ ‬خطوة‭ ‬مباركة‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬تسويق‭ ‬منتجاتنا‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬التعاون‭ ‬البناء‭ ‬والإيجابي‭ ‬كما‭ ‬سبقت‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬سيبقى‭ ‬الدعامة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لبناء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشأن‭ ‬التجاري‭ ‬والصناعي‭ ‬والاستثماري‭ ‬في‭ ‬تقدمه‭ ‬وازدهاره‭.‬

وختاما‭ ‬ندعو‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬والغرفة‭ ‬التجارية‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬النظر‭ ‬بعين‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬العينة‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬التجار‭ ‬دون‭ ‬تركهم‭ ‬يواجهون‭ ‬التحديات‭ ‬وحدهم،‭ ‬وهذه‭ ‬ستكون‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬يمكن‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التقدم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬سريعا‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬نحن‭ ‬نتطلع‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المسؤولين‭ ‬لإحداث‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2023،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬الصناعات‭ ‬الناجحة‭ ‬والمبتكرة‭ ‬هي‭ ‬مرآة‭ ‬لتقدم‭ ‬الوطن‭ ‬وخير‭ ‬سفير‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا