العدد : ١٦٨٥٠ - السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٠ - السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

مـرضـى الـهيـمــوفيلـيا في فلسطين بين الواقع والاحتلال

بقلم: جاد كنعان الطويل

السبت ٠٨ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

بدأ‭ ‬اهتمامي‭ ‬بأمراض‭ ‬نزف‭ ‬الدم‭ ‬الوراثي،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬وهموم‭ ‬مرضى‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬وليس‭ ‬منذ‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬مضت،‭ ‬ولا‭ ‬عندما‭ ‬تواصل‭ ‬معي‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬الناشطون‭ ‬الإيطاليون‭ ‬المرحوم‭ ‬جابريللي‭ ‬كالزاني‭ ‬مريض‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬والإيطالي‭ ‬فلسطيني‭ ‬الأصل‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬عواد،‭ ‬ولم‭ ‬يزدد‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالهيموفيليا‭ ‬لدي‭ ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناشطون‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬ال‭ ‬Haemo‭-‬Pal،‭ ‬فهذا‭ ‬المشروع‭ ‬يحمل‭ ‬نفسا‭ ‬و‭ ‬جهدا‭ ‬إنسانيا‭ ‬شريفا‭ ‬وعظيما‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬والاعتناء‭ ‬بشريحة‭ ‬مرضى‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬المهمشة‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬حيث‭ ‬ينتظر‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬الشمولية‭ ‬المناسبة‭ ‬لتقدم‭ ‬لهم‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭.‬

بدأ‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمرضى‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما‭ ‬عندما‭ ‬بادرت‭ ‬وكنت‭ ‬أحد‭ ‬المؤسسين‭ ‬للجمعية‭ ‬الفلسطينيةً‭ ‬لأمراض‭ ‬نزف‭ ‬الدم‭ ‬أثناء‭ ‬إقامتي‭ ‬خارج‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬بدأ‭ ‬اهتمامي‭ ‬وعنايتي‭ ‬بقضية‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وحتى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬لولاية‭ ‬ميتشغان‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أواسط‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حيث‭ ‬خدمت‭ ‬فترة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬متطوعا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجمعية‭.‬

يعود‭ ‬سبب‭ ‬اهتمامي‭ ‬برعاية‭ ‬مرضى‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬ومرضى‭ ‬نزف‭ ‬الدم‭ ‬الوراثي‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬لسبب‭ ‬وحيد‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬كوني‭ ‬ولدت‭ ‬شخصيا‭ ‬مصابا‭ ‬بهذا‭ ‬المرض،‭ ‬وفي‭ ‬أزقة‭ ‬القدس‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬المباركة‭ ‬قبل‭ ‬حرب‭ ‬عام1967‭ ‬تلقيت‭ ‬أول‭ ‬رعاية‭ ‬صحية،‭ ‬وهذا‭ ‬المرض‭ ‬أصبح‭ ‬جوهر‭ ‬ونمط‭ ‬حياتي‭ ‬منذ‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬ويأخذ‭ ‬جل‭ ‬اهتمامي‭ ‬ومشاعري‭ ‬وشغفي‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي‭. ‬

‭ ‬بدأت‭ ‬التعاطف‭ ‬أو‭ ‬التطوع‭ ‬مع‭ ‬أخوتي‭ ‬وأخواتي‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬وهم‭ ‬المهمشون‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬وليس‭ ‬بغرض‭ ‬أن‭ ‬أملأ‭ ‬وقت‭ ‬فراغي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المساهمة‭ ‬والمشاركة‭ ‬المجتمعية‭. ‬بالتطوع‭ ‬لقضية‭ ‬مجتمعية‭. ‬

أنا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الإنسانية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كوني‭ ‬متعاطفا‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬البشر‭ ‬فأنا‭ ‬أعيش‭ ‬معاناتهم‭ ‬وآلامهم‭ ‬كمرضى‭ ‬هيموفيليا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬ومنذ‭ ‬ولادتي‭. ‬وأدرك‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬وكيف‭ ‬يشعرون‭.‬

ولدت‭ ‬في‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬لعائلة‭ ‬فلسطينية‭ ‬تحمل‭ ‬الجنسية‭ ‬الأمريكيةً‭ ‬وتعيش‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬البيرة‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬وعشت‭ ‬معاناة‭ ‬وآلام‭ ‬وسوء‭ ‬التشخيص‭ ‬لمرض‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬وعدم‭ ‬توفر‭ ‬الرعاية‭ ‬الشمولية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭.‬

عانيت‭ ‬بل‭ ‬مازلت‭ ‬أعاني‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬النزف‭ ‬المتكرر‭ ‬ومضاعفاته‭ ‬كأي‭ ‬مريض‭ ‬هيموفيليا‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬وهذا‭ ‬يشمل‭ ‬تلف‭ ‬المفاصل‭ ‬وضعف‭ ‬العضلات‭ ‬والنزف‭ ‬الداخلي‭ ‬للأعضاء‭ ‬وأعيش‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬انتظام‭ ‬توفر‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬العلاج‭ ‬منذ‭ ‬صغري،‭ ‬حيث‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬زراعة‭ ‬كبد‭ ‬لي‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحتى‭ ‬اللحظة‭ ‬أعاني‭ ‬من‭ ‬مضاعفات‭ ‬النزف‭ ‬المستمر‭ ‬هذا‭.‬

تسبب‭ ‬سوء‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬لي‭ ‬كمريض‭ ‬هيموفيليا‭ ‬بتلف‭ ‬وتشمع‭ ‬في‭ ‬الكبد‭ ‬وكان‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياتي‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬المحتم‭ ‬والذي‭ ‬كنت‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد‭ ‬وبسبب‭ ‬تلوث‭ ‬الدم‭ ‬ومشتقاته‭ ‬كالبلازما‭ ‬والكريو‭ ‬التي‭ ‬أعطيت‭ ‬لي‭ ‬كعلاج‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬سابقة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬منتشرة‭ ‬أو‭ ‬فقط‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬في‭ ‬ستينيات‭ ‬وسبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬

‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬المعاناة‭ ‬من‭ ‬تلف‭ ‬مفاصلي‭ ‬وضعف‭ ‬عضلاتي‭ ‬فإني‭ ‬أتابع‭ ‬وأدرك‭ ‬المعاناة‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬والتي‭ ‬يعيشها‭ ‬أقراني‭ ‬مرضى‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬معاناتهم‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬نير‭ ‬وظلم‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1967‭.‬

‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬حقي‭ ‬أن‭ ‬أتساءل‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬أفرادا‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ومن‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭ ‬وفي‭ ‬القارات‭ ‬المختلفة‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬فلسطينيا‭ ‬يدرك‭ ‬ماذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬مريض‭ ‬نزف‭ ‬الدم‭ ‬الوراثي‭ (‬الهيموفيليا‭) ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وكيف‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ليس‭ ‬لصعوبة‭ ‬مرضه‭ ‬بل‭ ‬العيش‭ ‬أيضا‭ ‬تحت‭ ‬نير‭ ‬الاحتلال‭ ‬وممارساته‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭.‬

هل‭ ‬يستطيع‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬أن‭ ‬يتخيل‭ ‬مقدار‭ ‬المعاناة‭ ‬والألم‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬مريض‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬نتيجة‭ ‬مرضه‭ ‬ومضاعفات‭ ‬النزف‭ ‬يوميا‭ ‬وغياب‭ ‬أساسيات‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬والنفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬ممزوجةً‭ ‬بفظائع‭ ‬وتأثيرات‭ ‬الاحتلال‭ ‬العسكري‭ ‬لبلاده؟‭ ‬

في‭ ‬أواسط‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬اتيحت‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬لأن‭ ‬أهاجر‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فانتهزت‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة،‭ ‬وانتقلت‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ديترويت‭ ‬الأمريكية‭ ‬بغرض‭ ‬أن‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬أفضل‭ ‬ولتعزيز‭ ‬فرصتي‭ ‬التعليمية‭ ‬والوظيفية‭ ‬نتيجة‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬وصعوبات‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬ذكرتها‭ ‬في‭ ‬الأعلى‭.‬

قررت‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬بعد‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬قراري‭ ‬وخياري،‭ ‬لإيماني‭ ‬ورؤيتي‭ ‬برد‭ ‬الجميل‭ ‬ومساعدة‭ ‬فئة‭ ‬ومجتمع‭ ‬مرضى‭ ‬نزف‭ ‬الدم‭ ‬الوراثي‭ ‬والمهمشين‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬المحتلة‭ - ‬فلسطين،‭ ‬وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬صديقتي‭ ‬ومرشدتي‭ ‬لوري‭ ‬كيلي‭ ‬الناشطة‭ ‬والكاتبة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬في‭ ‬تقديمها‭ ‬لكتابها‭ ‬قائد‭ ‬الهيموفيليا‭.‬

نجد‭ ‬اليوم،‭ ‬وبعد‭ ‬ثمانية‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬عودتي‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬مجتمعات‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬والمتقدمة‭ ‬قد‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬أعلى‭ ‬ومتطور‭ ‬بالكفاءة‭ ‬وجودة‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬وتحت‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬من‭ ‬العناية‭ ‬إلى‭ ‬الشفاء‮»‬‭ ‬وإنتاج‭ ‬واستخدامً‭ ‬أدوية‭ ‬جديدة‭ ‬ونقية‭ ‬ومتطورة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬المخثرة‭ (‬الأدوية‭ ‬الوريدية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬مرضى‭ ‬نزف‭ ‬الدم‭ ‬الوراثي‭). ‬ويستخدم‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬أدوية‭ ‬يطول‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬المريض‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ ‬أطول،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬عالية‭ ‬القيمة‭ ‬والجودة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬الجينية‭ ‬لعلاج‭ ‬دائم‭ ‬لأمراض‭ ‬نزف‭ ‬الدم‭ ‬الوراثي‭. ‬

وفي‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬مازلنا‭ ‬كمرضى‭ ‬هيموفيليا‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬ومقدمي‭ ‬الخدمات‭ ‬نواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬فائقة‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬وتحديد‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬نزف‭ ‬الدم‭ ‬الوراثيةً‭ ‬المختلفة‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬المريض،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬الجمعية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لأمراض‭ ‬نزف‭ ‬الدم‭ ‬وبانتظام‭ ‬بتوثيق‭ ‬صعوبة‭ ‬تشخيص‭ ‬حالات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬المرضى،‭ ‬ومتابعة‭ ‬شح‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬مقدرة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬العوامل‭ ‬المخثرة‭ ‬اللازمة‭ ‬للعلاج‭ ‬أو‭ ‬الوصول‭ ‬إليها،‭ ‬والتي‭ ‬يحتاجها‭ ‬المرضى‭. ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬منذ‭ ‬ولادتهم،‭ ‬حيث‭ ‬يضطر‭ ‬المرضى‭ ‬إلى‭ ‬أخذ‭ ‬وحدات‭ ‬دم‭ ‬أو‭ ‬مشتقات‭ ‬الدم‭ ‬كالبلازما‭ ‬أو‭ ‬الكريو‭ ‬كبديل‭ ‬للعلاج‭ ‬المركز‭ ‬وإن‭ ‬توفر‭. ‬

بينما‭ ‬تزداد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬وخدمات‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬للمواطن‭ ‬الفلسطيني‭ ‬العادي‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬احتلال‭ ‬عسكري‭ ‬إسرائيلي‭ ‬وفصل‭ ‬جغرافي‭ ‬وضيق‭ ‬اقتصادي‭ ‬واجتماعي‭ ‬واضح،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬خصوصية‭ ‬مريض‭ ‬نزف‭ ‬الدم‭ ‬الوراثي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبرز‭ ‬أيضا‭ ‬وتظهر‭ ‬للعيان‭ ‬بوضوح‭ ‬وكأولوية‭ ‬أكبر‭ ‬لرفع‭ ‬المعاناة‭ ‬عنه‭ ‬ولدمج‭ ‬مرضى‭ ‬الهيموفيليا‭ ‬مجتمعيا‭ ‬كون‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬تتضاعف‭ ‬وإن‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬وآلامه‭ ‬ومعاناته‭ ‬وحاجته‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬والنفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لا‭ ‬تبرز‭ ‬للواجهة‭ ‬ولا‭ ‬تؤخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬مجتمعيا‭ ‬ولا‭ ‬رسميا‭ ‬ولا‭ ‬دوليا‭.‬

 

{ جاد‭ ‬كنعان‭ ‬جادالله‭ ‬الطويل‭ ‬ناشط‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحقوق‭ ‬فلسطيني‭ ‬يحمل‭ ‬الجنسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ويعيش‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الجمعية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لأمراض‭ ‬نزف‭ ‬الدم

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا