العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

فاصل غزل مستحق

تباهيت‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬قديم‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬بحلاوتي‭ ‬ووسامتي،‭ ‬وبمرور‭ ‬السنين‭ ‬صرت‭ ‬أكثر‭ ‬اقتناعا‭ ‬بأنني‭ ‬شخص‭ ‬جميل،‭ ‬بمعنى‭ ‬وسيم‭ ‬ومليح‭ ‬وحلو‭ ‬التقاطيع‭! ‬وبأن‭ ‬مهند‭ ‬التركي‭ ‬راح‭ ‬فيها،‭ ‬وقد‭ ‬يجعلك‭ ‬كلامي‭ ‬هذا‭ ‬تلقي‭ ‬نظرة‭ ‬على‭ ‬صورتي‭ ‬أو‭ ‬تتذكر‭ ‬ملامحي‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لك‭ ‬شرف‭ ‬معرفتي‭ ‬شخصيا،‭ ‬وتضحك‭ ‬قائلاً‭ ‬إن‭ ‬القرد‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬نفسه‭ ‬غزال‭!  ‬قد‭ ‬تراني‭ ‬قبيحاً‭: ‬عيون‭ ‬على‭ ‬‮«‬قد‭ ‬حال‮»‬،‭ ‬تجعلك‭ ‬تحسبني‭ ‬صينيا‭ ‬لولا‭ ‬لون‭ ‬البشرة،‭ ‬وأنف‭ ‬كثير‭ ‬التعريجات‭ ‬والمطبات،‭ ‬وبشرة‭ ‬‮«‬سوداء‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬رأيك‭ ‬لا‭ ‬يهمني،‭ ‬طالما‭ ‬أنا‭ ‬جميل‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬نفسي‭. ‬ولا‭ ‬تنس‭ (‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬لا‭ ‬تكتبوا‭ ‬في‭ ‬سياراتكم‭: ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬ذكر‭ ‬الله‭ ‬بل‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تنس‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬لا‭ ‬حرف‭ ‬جزم‭ ‬وينبغي‭ ‬حذف‭ ‬حرف‭ ‬العلة‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬أي‭ ‬فعل‭ ‬مضارع‭ ‬يتبعه،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعرف‭ ‬حروف‭ ‬العلة،‭ ‬فالعلة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭).‬

المهم‭ ‬يا‭ ‬قارئي‭ ‬العزيز‭ ‬لا‭ ‬تنس‭ ‬أنني‭ ‬أقول‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬أمام‭ ‬قراء‭ ‬هذه‭ ‬الصحيفة‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬الأشهاد،‭ ‬فبحكم‭ ‬طبيعة‭ ‬عملي‭ ‬فقد‭ ‬ظللت‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ ‬التقي‭ ‬بانتظام‭ ‬بأشهر‭ ‬‮«‬نجمات‮»‬‭ ‬التلفزيون‭. ‬وخلال‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬تلفزيون‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬كنت‭ ‬التقي‭ ‬كثيرا‭ ‬بممثلات‭ ‬ومطربات‭ ‬شهيرات‭ ‬كاسيات‭ ‬عاريات‭ ‬ولا‭ ‬أعيرهن‭ ‬التفاتة،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬أعطي‭ ‬أيا‭ ‬منهن‭ ‬الإحساس‭ ‬بأنها‭ ‬تتفوق‭ ‬عليّ‭ ‬لأن‭ ‬خصرها‭ ‬نحيل‭ ‬وخدها‭ ‬كحيل‭ ‬وشعرها‭ ‬يتهادى‭ ‬ناعماً‭ ‬كالحنان‭ ‬وطويلا‭ ‬كنظرات‭ ‬المتطفلين‭! ‬من‭ ‬تكون‭ ‬أنجلينا‭ ‬جولي‭ ‬ذات‭ ‬العظام‭ ‬الناتئة‭ ‬مقارنة‭ ‬بجعفر‭ ‬عباس؟‭ ‬كوندوليسا‭ ‬رايس‭ ‬وزيرة‭ ‬خارجية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأسبق‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬من‭ ‬العوانس‭ ‬بينما‭ ‬جعفر‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬العبابس‮»‬،‭ ‬متزوج‭ ‬مزمن‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬تتمناه‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬‮«‬يعبرهن‮»‬‭.‬

وليس‭ ‬معنى‭ ‬هذا‭ ‬أنني‭ ‬معجب‭ ‬بنفسي‭ ‬ومغرور،‭ ‬بل‭ ‬معناه‭ ‬أنني‭ ‬راض‭ ‬عن‭ ‬نفسي،‭ ‬وبما‭ ‬قسم‭ ‬الله‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬ملامح‭. ‬طيب‭ ‬لماذا‭ ‬جاءني‭ ‬إدراك‭ ‬كوني‭ ‬شخصاً‭ ‬جميلاً‭ ‬فقط‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة؟‭  ‬الإجابة‭ ‬هي‭ ‬أنني‭ ‬ظللت‭ ‬أطالع‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬إعلانات‭ ‬يومية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬متصلة‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬تجميل‭:  ‬تصغير‭ ‬الأنوف‭.. ‬شفط‭ ‬الدهون‭ ‬من‭ ‬البطون‭ ‬والأرداف‭.. ‬تكبير‭ ‬وتصغير‭ ‬النهود‭.. ‬ترقيق‭ ‬الشفاه‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬تطالب‭ ‬بتغليظ‭ ‬الشفاه‭.. ‬هذا‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬النساء‭ ‬أما‭ ‬الرجال‭ ‬فقد‭ ‬أصابهم‭ ‬أيضاً‭ ‬فيروس‭ ‬التصابي‭ ‬والتجمل‭ ‬وصاروا‭ ‬يسافرون‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬ويعودون‭ ‬وهم‭ ‬أكثر‭ ‬شبابا‭!!  ‬كان‭ ‬صاحبك‭ ‬قبل‭ ‬سفرته‭ ‬الأخيرة‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬أكياس‭ ‬تحت‭ ‬عينيه‭ ‬وكانت‭ ‬خدوده‭ ‬متهدلة‭ ‬تتحرك‭ ‬يمنة‭ ‬ويسرة‭ ‬كلما‭ ‬تعرضت‭ ‬لنسمة‭ ‬هواء‭ ‬وفجأة‭ ‬صار‭ ‬وجهه‭ ‬مشدودا‭ ‬وعليه‭ ‬‮«‬لمعة‮»‬‭. ‬ويتوقع‭ ‬منك‭: ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬عليك‭ ‬شكلك‭ ‬ما‭ ‬اختلف‭ ‬منذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬بينما‭ ‬أنت‭ ‬تقول‭ ‬في‭ ‬سرك‭: ‬ما‭ ‬هذا‭ ‬يا‭ ‬مخبول؟‭ ‬في‭ ‬عاقل‭ ‬يحشو‭ ‬خدوده‭ ‬بالسراميك؟

وكما‭ ‬قلت‭ ‬فإنني‭ ‬وبحكم‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام‭ ‬ألتقي‭ ‬بنساء‭ ‬يهيم‭ ‬ملايين‭ ‬المراهقين‭ (‬ما‭ ‬بين‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬والخامسة‭ ‬والستين‭) ‬بحبهن،‭ ‬ولكن‭ ‬يتسنى‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أراهُنَّ‭ ‬على‭ ‬حقيقتهن‭ ‬أو‭ ‬قبل‭ ‬خضوعهن‭ ‬لعمليات‭ ‬الترقيع‭ ‬والشد‭ ‬والمط‭ ‬والربط‭ ‬قبل‭ ‬الجلوس‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرات‭ ‬فأزداد‭ ‬رضا‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭: ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله،‭ ‬جمالي‭ ‬رباني،‭ ‬فقد‭ ‬خلقني‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬تقويم‭ ‬ولن‭ ‬أسمح‭ ‬لطبيب‭ ‬العبث‭ ‬بملامحي‭ ‬لأخدع‭ ‬نفسي‭ ‬باكتساب‭ ‬ملامح‭ ‬‮«‬فالصو‮»‬‭. ‬ماذا‭ ‬اكسب‭ ‬من‭ ‬وجه‭ ‬مشدود‭ ‬وكرش‭ ‬مشفوطة‭ ‬بعمليات‭ ‬جراحية‭ ‬وأنا‭ ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬مصاريني‭ ‬بايظة‭ ‬ومفاصلي‭ ‬سائبة‭ ‬وجهازي‭ ‬الهضمي‭ ‬غير‭ ‬موثوق‭ ‬به‭ ‬كما‭ ‬الشرطة‭ ‬العراقية‭ ‬لأنه‭ ‬يعمل‭ ‬ضدي،‭ ‬وصار‭ ‬مصدر‭ ‬عكننة‭ ‬لي‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬مكلف‭ ‬بتوفير‭ ‬الطاقة‭ ‬والأمان‭ ‬لبقية‭ ‬أعضاء‭ ‬جسمي‭.‬

ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنني‭ ‬أدعو‭ ‬القراء‭ ‬جميعاً‭ ‬لأن‭ ‬يقفوا‭ ‬أمام‭ ‬المرايا‭ ‬ويتأملوا‭ ‬محاسنهم‭ ‬ويحسوا‭ ‬بالسعادة‭. ‬ويا‭ ‬بناتنا‭ ‬أنتن‭ ‬جميلات‭ ‬بلا‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تدخل‭ ‬جراحي‭. ‬لا‭ ‬تجعلن‭ ‬مثلكن‭ ‬الأعلى‭ ‬هيفاء‭ ‬وهبي،‭ ‬فهي‭ ‬مثل‭ ‬باربي‭ ‬حسناء‭ ‬البلاستيك‭ ‬لأن‭ ‬معظم‭ ‬أجزاء‭ ‬جسمها‭ ‬تعرضت‭ ‬للحذف‭ ‬والإضافة‭ ‬والتعديل‭ ‬حسب‭ ‬الكتالوجات‭ ‬التي‭ ‬أتت‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬عيادة‭ ‬التجميل‭..  ‬وتذكر‭ ‬أن‭ ‬جعفر‭ ‬الذي‭ ‬ترى‭ ‬صورته‭ ‬أمامك‭ ‬يحس‭ ‬بأنه‭ ‬أحلى‭ ‬من‭ ‬‮«‬عجرم‮»‬‭ ‬فانظر‭ ‬لنفسك‭ ‬جيداً‭ ‬وستكتشف‭ ‬أنك‭ ‬أحلى‭ ‬من‭ ‬جعفر‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أحلى‭ ‬من‭ ‬عجرم‭. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بدون‭ ‬بنج‭ ‬أو‭ ‬مشرط‭.. ‬يا‭ ‬بلاش‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا