العدد : ١٦٨٥٠ - السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٠ - السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

قمة بايدن للديمقراطية وازدواجية المعايير في الشؤون الدولية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٠٥ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

وسط‭ ‬تزايد‭ ‬المنافسة‭ ‬العالمية‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬وحلفائها‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬و«الصين‮»‬،‭ ‬و«روسيا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ -‬وكما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬أمريكا‮»‬،‭ ‬و«الاتحاد‭ ‬السوفيتي‮»‬‭- ‬أضحى‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬الغربي‭ ‬يصف‭ ‬المشهد‭ ‬بمعركة‭ ‬بين‭ ‬الحكومات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والاستبدادية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الخطوط‭ ‬الخاصة‭ ‬بهذين‭ ‬المعسكرين‭ ‬المتنافسين‭ ‬‮«‬غير‭ ‬واضحة‭ ‬تماما‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬عقد‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬القمة‭ ‬الثانية‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬لتشكيل‭ ‬جبهة‭ ‬موحدة‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬الديكتاتورية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وطموحات‭ ‬الصين‭ ‬لتوسيع‭ ‬نفوذها‭. ‬ومع‭ ‬اختيار‭ ‬الحضور‭ ‬بانتقائية‭ ‬لإلقاء‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الخطابات‭ ‬والمناقشات‭ ‬والاجتماعات،‭ ‬رأي‭ ‬‮«‬إدوارد‭ ‬لوس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬‮«‬غريبًا‭ ‬ويفتقد‭ ‬الواقعية‮»‬‭ ‬للمشاركين‭ ‬والمتابعين‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء‭.‬

وبينما‭ ‬كتب‭ ‬‮«‬روبي‭ ‬جرامر‮»‬،‭ ‬و«جاك‭ ‬ديتش‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬يأمل‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬من‭ ‬‮«‬إحياء‭ ‬الزخم‭ ‬في‭ ‬الشبكة‭ ‬العالمية‭ ‬للحكومات‭ ‬الديمقراطية‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬‮«‬التراجع‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬اختيار‭ ‬مشاركين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬قارة‭ ‬مثل؛‭ (‬هولندا،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وكوستاريكا،‭ ‬وزامبيا‭)‬،‭ ‬بهدف‭ ‬نشر‭ ‬رسالة‭ ‬الوحدة‭ ‬العالمية‭ ‬ضد‭ ‬الاستبداد؛‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭. ‬ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬مثل‭ ‬سابقتها‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬تضمنت‭ ‬‮«‬لغة‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قادة‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬و«جلسات‭ ‬جماعية‭ ‬حول‭ ‬تعزيز‭ ‬سيادة‭ ‬القانون،‭ ‬وحرية‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬وممارسات‭ ‬تعزيز‭ ‬المشاركة‭ ‬الديمقراطية؛‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬تحسينات‭ ‬قليلة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المكانة‭ ‬العالمية‭ ‬للديمقراطية‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التجمعات‭ ‬الدولية‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬تمت‭ ‬دعوته،‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬دعوته‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬ديناميكيًا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬اتهمت‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬بازدواجية‭ ‬المعايير،‭ ‬وممارسة‭ ‬الانتقائية‭. ‬ورأت‭ ‬‮«‬كاتي‭ ‬ستالارد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬نيو‭ ‬ستيتمان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬تمت‭ ‬دعوة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تورطهم‭ ‬‮«‬في‭ ‬عملية‭ ‬تفكيك‭ ‬ديمقراطياتهم‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬طليعة‭ ‬هذا‭ ‬التناقض،‭ ‬حضور‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬وُصفت‭ ‬تعديلاتها‭ ‬المقترحة‭ ‬للقضاء‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مناهضة‭ ‬للديمقراطية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أدى‭ ‬قمعها‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬إلى‭ ‬إدانة‭ ‬دولية‭ ‬كبيرة‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كافية‭ ‬لمنع‭ ‬زعيم‭ ‬تحالف‭ ‬يميني‭ ‬يضم‭ ‬قوميين‭ ‬متطرفين‭ ‬وعنصريين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتجنب‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬‭ ‬دعوته‭. ‬وبالتالي،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المستغرب،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬ليمير‮»‬،‭ ‬و‮«‬نهال‭ ‬توسي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬بوليتيكو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬حليف‭ ‬بايدن‭ ‬المفضل‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬‮«‬الإضرار‭ ‬بحزبه‭ ‬الديمقراطي‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬أهداف‭ ‬القمة،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭ ‬المحللين‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مواجهة‭ ‬التراجع‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ومواجهة‭ ‬الأنظمة‭ ‬الاستبدادية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬كراولي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬حشد‭ ‬الدول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬‮«‬في‭ ‬تحالف‭ ‬قوي‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‮»‬،‭ ‬عقب‭ ‬حربها‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا؛‭ ‬فإن‭ ‬تصريحه‭ ‬قبل‭ ‬انعقادها‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الديمقراطيات‭ ‬أصبحت‭ ‬أقوى‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأنظمة‭ ‬الاستبدادية‭ ‬أصبحت‭ ‬أضعف»؛‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬تدحضه‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬والبيانات‭.‬

وسجل‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬الديمقراطية‮»‬،‭ ‬لوحدة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬‮«‬ركودًا‮»‬‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية‭ ‬العالمية‭ ‬وبروز‭ ‬الأنظمة‭ ‬الاستبدادية‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬أنواع‭ ‬الديمقراطية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكومات‭ ‬ذات‭ ‬سمات‭ ‬استبدادية‭. ‬واستشهد‭ ‬‮«‬توماس‭ ‬بيرييلو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المفتوح‮»‬،‭ ‬بحالة‭ ‬الانقسام‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬‮«‬بين‭ ‬القادة‭ ‬الذين‭ ‬يقودون‭ ‬بلدانهم‭ ‬إلى‭ ‬اتجاه‭ ‬أكثر‭ ‬قمعًا‭ ‬وانغلاقًا‭ ‬واستبدادية،‭ ‬مقابل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬لأن‭ ‬يكونوا‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحًا‭ ‬وشمولية‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬تحسن‭ ‬العلاقات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬بين‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬و«الصين‮»‬،‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬جراهام‭ ‬أليسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬هارفارد‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬‮«‬التحالف‭ ‬غير‭ ‬المعلن‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬فريدريك‭ ‬كيمبي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬‮«‬علامة‭ ‬على‭ ‬تحول‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬المنافسة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬حقيقة‭ ‬ملحة‮»‬‭. ‬

وعليه،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬جرامر‮»‬،‭ ‬و«ديتش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬‮«‬مبادرات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬المميزة‮»‬‭ ‬لبايدن،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬والاصطفاف‭. ‬وبينما‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬لوس‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬نبيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬نواياه،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعلقين‭ ‬الذين‭ ‬حكموا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأساليب‭ ‬المتبعة‭ ‬لتحقيقه‭ ‬‮«‬يكتنفها‭ ‬الشك‮»‬‭.‬

ولعل‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الداعية‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬الشك،‭ ‬هو‭ ‬معايير‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬المزدوجة،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدول‭ ‬تُعد‭ ‬ديمقراطية‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لدعوتها‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التجمعات،‭ ‬وتجنب‭ ‬دول‭ ‬أقل‭ ‬استحقاقًا‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إصدار‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬مذكرة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬شاملة‭ ‬وممثلة‭ ‬لمجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬إقليمياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬واقتصادياً‮»‬،‭ ‬ودعوة‭ ‬واشنطن‭ ‬لـ121‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬العالم؛‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الغائبين‭ ‬البارزين‭.‬

ومع‭ ‬وجود‭ ‬أغلب‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬‮«‬أوروبا‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬أمريكا‭ ‬الشمالية‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬‮«‬العراق‮»‬‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬الذي‭ ‬تلقى‭ ‬دعوة‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬شون‭ ‬تاندون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬المونيتور‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬لقاء‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬مع‭ ‬قادتهما‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬والزيارات‭ ‬العديدة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لتعزيز‭ ‬مصالحهم‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬لاحظ‭ ‬‮«‬جرامر‮»‬،‭ ‬و«ديتش‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حلفاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬‮«‬تركيا‮»‬،‭ ‬و«المجر‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬يلقوا‭ ‬ترحيبا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعرض‭ ‬‮«‬أردوغان‮»‬،‭ ‬و«أوربان‮»‬،‭ ‬لضغوط‭ ‬متكررة‭ ‬‮«‬لدعم‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الغربية‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬احتدام‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‮»‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬انضمام‭ ‬‮«‬السويد‮»‬،‭ ‬و‮«‬فنلندا‮»‬،‭ ‬رسميًا‭ ‬إلى‭ ‬الناتو‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هواجسهما‭ ‬الخاصة‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حلفاء‭ ‬وشركاء‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬سيشعرون‭ ‬بالاستهانة‭ ‬جراء‭ ‬عدم‭ ‬حضورهم‭ ‬قمة‭ ‬ضمت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الكبرى؛‭ ‬فقد‭ ‬انتقد‭ ‬المراقبون‭ ‬مشاركة‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬السجلات‭ ‬السيئة‭ ‬ديمقراطيًا‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬لوس‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬‮«‬ناريندرا‭ ‬مودي‮»‬،‭ ‬‮«‬في‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬سجن‭ ‬زعيم‭ ‬المعارضة‭ ‬‮«‬راهول‭ ‬غاندي‮»‬،‭ ‬بسبب‭ ‬اتهامه‭ ‬زورًا‭ ‬بالتشهير‭ ‬به،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الرئيس‭ ‬المكسيكي‭ ‬‮«‬أندريس‭ ‬مانويل‭ ‬لوبيز‭ ‬أوبرادور‮»‬،‭ ‬يحاول‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬ونزاهة‭ ‬الانتخابات‭ ‬عبر‭ ‬تعديل‭ ‬هيئتها‭ ‬وقوانينها‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬وجود‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬ألقى‭ ‬خطابًا‭ ‬أثنى‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬‮«‬ديمقراطية‭ ‬بلاده‭ ‬القوية‭ ‬والمستقلة‭ ‬والجليلة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬غضب‭ ‬المراقبين،‭ ‬واتهامهم‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬باعتماد‭ ‬تناقضات‭ ‬صارخة‭ ‬بين‭ ‬أقوالها‭ ‬وأفعالها‭ ‬إزاء‭ ‬تعزيز‭ ‬الديمقراطية‭.‬

وعلى‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬ادعاه‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حكومته‭ ‬تقود‭ ‬دولة‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬دائمًا‭ ‬ديمقراطية‭ ‬قوية‭ ‬ونابضة‭ ‬بالحياة»؛‭ ‬وصفت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬خططه‭ ‬المستمرة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الاستقلال‭ ‬السياسي‭ ‬للمحكمة‭ ‬العليا‭ ‬بـ«الاعتداء‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬إيان‭ ‬لوستيك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬بنسلفانيا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬احتمال‭ ‬وقوع‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬أهلية‮»‬‭ ‬جراء‭ ‬‮«‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ستبقى‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬أو‭ ‬ستصبح‭ ‬دكتاتورية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوميين‭ ‬المتطرفين‭ ‬‮«‬قد‭ ‬بات‭ ‬وشيكًا‮»‬‭. ‬

ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬منارة‭ ‬للحرية‭ ‬والازدهار‮»‬‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬تتعارض‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ‭ ‬مع‭ ‬تصعيد‭ ‬حكومته‭ ‬لأعمال‭ ‬القمع‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬والتي‭ ‬وصفتها‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بـ«نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬حثت‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬‮«‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عاجلة‮»‬‭ ‬لمنع‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬القمعية‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬بيثان‭ ‬ماكيرنان‮»‬،‭ ‬بصحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬ائتلافه‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬عنصريين‭ ‬متطرفين‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬‮«‬تلطيخ‮»‬‭ ‬سمعة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الدولية،‭ ‬وخلق‭ ‬‮«‬توترات‮»‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬الشديدة‭ ‬للإصلاحات‭ ‬السياسية‭ ‬المناهضة‭ ‬للديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬يخطط‭ ‬لها‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فقد‭ ‬أدان‭ ‬‮«‬ليمير‮»‬،‭ ‬و«توسي‮»‬‭ ‬دعوته‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬القمة‭. ‬وفي‭ ‬محاولة‭ ‬لشرح‭ ‬سبب‭ ‬حدوث‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬‮«‬لطالما‭ ‬كان‭ ‬تقليديًا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬ملامح‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬‮«‬قريبًا‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬رغم‭ ‬تزايد‭ ‬عدد‭ ‬المشرعين‭ ‬في‭ ‬حزبه‭ ‬ممن‭ ‬عبّروا‭ ‬عن‭ ‬انتقاد‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬وآلية‭ ‬معاملتها‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كراولي‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬عن‭ ‬الإصلاحات‭ ‬قبل‭ ‬حضور‭ ‬الحدث‭ ‬ربما‭ ‬خفف‭ ‬من‭ ‬‮«‬حرج‭ ‬مشاركة‭ ‬بلاده،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬الجزم‭ ‬بأن‭ ‬مجرد‭ ‬دعوته‭ ‬لقمة‭ ‬عُقدت‭ ‬بنية‭ ‬مواجهة‭ ‬الاستبداد‭ ‬المتزايد‭ ‬عالميًا،‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بحجم‭ ‬تناقضاتها‭ ‬العديدة،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتوقعات‭ ‬والمعايير‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬يستوجب‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬حلفائها،‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بمنافسيها‭ ‬الجيوسياسيين‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الانتقادات،‭ ‬تساءل‭ ‬المعلقون‭ ‬عن‭ ‬النجاح‭ ‬المحتمل‭ ‬لتلك‭ ‬المبادرة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدفها‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الديمقراطية‭ ‬العالمية‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬أعلن‭ ‬خلالها‭ ‬عن‭ ‬إتاحة‭ ‬حزمة‭ ‬بقيمة‭ ‬690‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لتمويل‭ ‬البرامج‭ ‬المؤيدة‭ ‬للديمقراطية‭ ‬عالميًا؛‭ ‬فقد‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬لوس‮»‬‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بها‭ ‬إدارته‭ ‬لتوجيه‭ ‬تلك‭ ‬الحزمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬قامت‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬بضخ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬النامي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬مجتمعة‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬منحها‭ ‬ذلك‭ ‬نفوذًا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وسياسيا‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬آسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التصورات‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬بإدارة‭ ‬نادٍ‭ ‬مغلق‭ ‬للدول‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬هي‭ ‬رؤية‭ ‬‮«‬متناقضة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬ضم‭ ‬إسرائيل‭ ‬لهذا‭ ‬النادي‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قيامها‭ ‬بإصلاحات‭ ‬مناهضة‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬واتهامها‭ ‬بارتكاب‭ ‬انتهاكات‭ ‬صارخة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬فيما‭ ‬تعمل‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬تقويض‭ ‬مهمة‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬تحالف‭ ‬عالمي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الرؤى‭ ‬المعتدلة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الاستبداد‭. ‬وجذبت‭ ‬تصريحات‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الصينية‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬مؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬‮«‬يرسم‭ ‬خطًا‭ ‬أيديولوجيًا‭ ‬بين‭ ‬البلدان‮»‬،‭ ‬و‮«‬يخلق‭ ‬انقسامًا‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬متعاطفين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬المهتمة‭ ‬بالتوافق‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭ ‬أو‭ ‬بكين،‭ ‬وبات‭ ‬واضحًا‭ ‬أنها‭ ‬ستفضل‭ ‬متابعة‭ ‬مصالحها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنجاحها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المبادرات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬عالميًا؛‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تمثيل‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالقمة‭ ‬السابقة‭ ‬لها‭ ‬عام‭ ‬2021؛‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬دانييل‭ ‬ريسنيك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬بروكينجز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التراجع‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬79% ‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬مقيمين‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬ذات‭ ‬‮«‬أنظمة‭ ‬مصنفة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬استبدادية‭ ‬انتخابية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الثقة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬نزاهة‭ ‬وقدرة‭ ‬اللجان‭ ‬الانتخابية‭ ‬تظل‭ ‬إشكالية‭ ‬بتلك‭ ‬الدول‮»‬،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬توقعات‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬من‭ ‬القمة،‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬متواضعة‮»‬،‭ ‬وبدون‭ ‬أدنى‭ ‬‮«‬معالجة‭ ‬جوهرية‮»‬،‭ ‬للقضايا‭ ‬الأساسية‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬المؤسسات‭ ‬الضعيفة،‭ ‬وقضايا‭ ‬الفساد،‭ ‬والانحياز‭ ‬الانتخابي‮»‬‭. ‬وتنعكس‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬بالمثل‭ ‬على‭ ‬أجزاء‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬آسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وبينما‭ ‬أوضح‭ ‬عضو‭ ‬الكونجرس‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬توم‭ ‬مالينوفسكي‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬منح‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬‮«‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هزيمة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعام‭ ‬2020،‭ ‬والوقوف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬القوى‭ ‬الاستبدادية‭ ‬الكبرى؛‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬مبادرة‭ ‬القمة‭ ‬الرئيسية‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التناقضات‭ ‬المتأصلة‭ ‬والمعايير‭ ‬المزدوجة‭ ‬التي‭ ‬استخدمتها‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬لعقود‭ ‬عديدة‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المضمون‭ ‬المعلن‭ ‬للقمة،‭ ‬وأنها‭ ‬‮«‬من‭ ‬أجل‭ ‬الديمقراطية‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أثارت‭ ‬قائمة‭ ‬المدعوين‭ ‬وحدها‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬انتقادات‭ ‬الخبراء،‭ ‬الذين‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬استبعاد‭ ‬بعض‭ ‬حلفاء‭ ‬وشركاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التاريخيين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬سُمح‭ ‬لدول‭ ‬متهمة‭ ‬بارتكاب‭ ‬انتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والأعمال‭ ‬المناهضة‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بالحضور‭ ‬بسبب‭ ‬تقارب‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ازدواجية‭ ‬المعايير،‭ ‬ويفرغ‭ ‬القمة‭ ‬من‭ ‬مضمونها‭ ‬ويضيع‭ ‬أهدافها،‭ ‬فيما‭ ‬ذهب‭ ‬المحللون‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬إشارتهم‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬تقسيم‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬معسكرات‭ ‬متعارضة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤجج‭ ‬نار‭ ‬المواجهة‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تجلب‭ ‬سوى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا