العدد : ١٧٠٥٤ - الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٤ - الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

فـخـورة بـكـونـي أول بحـريـنـية أمثل وطـنـي فـي بـطـولة الـعالم للتجديف

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٥ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00


 

يقول‭ ‬المدرب‭ ‬الفرنسي‭ ‬الشهير‭ ‬روجيه‭ ‬لومير‭: ‬‮«‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬اللقب‭.. ‬يجب‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تتعلم‭ ‬كيف‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نفعله‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بطولة‮»‬‭!‬

نعم‭ ‬تبقى‭ ‬المتعة‭ ‬ويكمن‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يحققه‭ ‬المرء،‭ ‬وفي‭ ‬عدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بما‭ ‬أنجزه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فعليا‭ ‬مع‭ ‬البطلة‭ ‬الرياضية‭ ‬مريم‭ ‬عبدالحميد‭ ‬عيسى،‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬مدربة‭ ‬في‭ ‬منتخب‭ ‬البحرين‭ ‬للتجديف،‭ ‬التي‭ ‬تأهلت‭ ‬لبطولة‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيقها‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬والفتاة‭ ‬الوحيدة‭ ‬بفريق‭ ‬النخبة‭ ‬البحريني،‭ ‬حيث‭ ‬أثبتت‭ ‬تجربتها‭ ‬فعليا‭ ‬قدرة‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬منافسة‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬الرياضية،‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حكرا‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭.‬

بعد‭ ‬مشوار‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والعطاء‭ ‬قررت‭ ‬مؤخرا‭ ‬أن‭ ‬تتفرغ‭ ‬تماما‭ ‬لاحتراف‭ ‬رياضة‭ ‬التجديف،‭ ‬التي‭ ‬تحول‭ ‬عشقها‭ ‬لها‭ ‬إلى‭ ‬شغف‭ ‬لتمثيل‭ ‬وتشريف‭ ‬وطنها،‭ ‬ومعها‭ ‬اكتشفت‭ ‬قدرات‭ ‬لديها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعلم‭ ‬عنها،‭ ‬وأدركت‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬نتيجة‭ ‬للفشل،‭ ‬وأن‭ ‬قوة‭ ‬الإرادة‭ ‬والتأهيل‭ ‬الذهني‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬بلوغها‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التحديات‭ ‬أو‭ ‬العثرات‭ ‬أو‭ ‬المحبطات‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الملهمة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالرياضة؟

لقد‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬وداعمة‭ ‬بشدة‭ ‬لحرية‭ ‬الاختيارات‭ ‬ولأهمية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فقد‭ ‬درس‭ ‬والداي‭ ‬خارج‭ ‬البحرين،‭ ‬واحتكا‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬بالمجتمعات‭ ‬والثقافات‭ ‬الأخرى،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ننشأ‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬مفاده‭ ‬العيش‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يناسب‭ ‬ميولنا،‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يميزني‭ ‬وأنا‭ ‬طفلة‭ ‬هو‭ ‬النشاط‭ ‬بشكل‭ ‬لافت،‭ ‬لذلك‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬متنفسا‭ ‬كبيرا‭ ‬لي‭ ‬لإخراج‭ ‬ما‭ ‬بداخلي‭ ‬من‭ ‬طاقة‭. ‬

كيف‭ ‬جاءت‭ ‬خطوة‭ ‬التفرغ‭ ‬بهدف‭ ‬الاحتراف؟

لقد‭ ‬مارست‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الرياضات،‭ ‬وكنت‭ ‬ضمن‭ ‬الفرق‭ ‬الأساسية‭ ‬بالمدرسة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كنت‭ ‬دائما‭ ‬متفوقة‭ ‬في‭ ‬دراستي،‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬للدراسة‭ ‬بجامعة‭ ‬بينتلي‭ ‬في‭ ‬امريكا‭ ‬لدراسة‭ ‬إدارة‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬التحقت‭ ‬بوظيفة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬البنوك،‭ ‬ثم‭ ‬درست‭ ‬الماجستير‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬وتوظفت‭ ‬هناك‭ ‬لدى‭ ‬احدى‭ ‬الشركات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأسهم،‭ ‬ثم‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬وعملت‭ ‬لدى‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الانمائي،‭ ‬ومع‭ ‬المجلس‭ ‬الثقافي‭ ‬البريطاني،‭ ‬ثم‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬لريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬ثم‭ ‬قررت‭ ‬التفرغ‭ ‬تماما‭ ‬لشغفي‭ ‬وهو‭ ‬الرياضة‭.‬

لماذا‭ ‬التجديف؟

يبدو‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬اختر‭ ‬التجديف،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬اختارني،‭ ‬فأنا‭ ‬أحب‭ ‬السباحة‭ ‬منذ‭ ‬صغري‭ ‬والرياضات‭ ‬البحرية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وقد‭ ‬حدث‭ ‬أنني‭ ‬تدربت‭ ‬على‭ ‬الكوستال‭ ‬ذات‭ ‬مرة،‭ ‬فجذبني‭ ‬بشدة،‭ ‬ووقعت‭ ‬في‭ ‬غرامه،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هدفي‭ ‬حينئذ‭ ‬الاحتراف،‭ ‬ثم‭ ‬تحول‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬شغف‭ ‬أنافس‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬لصالح‭ ‬وطني،‭ ‬وفخورة‭ ‬اليوم‭ ‬بأنني‭ ‬أنافس‭ ‬العنصر‭ ‬الرجالي‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬الأنسب‭ ‬لهذه‭ ‬الرياضة‭ ‬لما‭ ‬تتطلبه‭ ‬من‭ ‬بنية‭ ‬جسمانية‭ ‬أقوى،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعلم‭ ‬المستمر‭.‬

هل‭ ‬واجهت‭ ‬أي‭ ‬انتقادات؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أنني‭ ‬واجهت‭ ‬ومازلت‭ ‬أواجه‭ ‬بعض‭ ‬الانتقادات‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الوسط‭ ‬الرياضي‭ ‬او‭ ‬خارجه،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬لا‭ ‬يرحب‭ ‬بالفتاة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬ولكن‭ ‬المرأة‭ ‬بذكائها‭ ‬وهدوئها‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تتحدى‭ ‬أي‭ ‬محبطات‭ ‬أو‭ ‬عثرات،‭ ‬بالتجاهل‭ ‬ليس‭ ‬إلا؛‭ ‬فهو‭ ‬أسلم‭ ‬حل‭ ‬طالما‭ ‬أنها‭ ‬تؤدي‭ ‬عملها‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬وشرف،‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬تصرفاتها‭ ‬محسوبة‭ ‬عليها،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قدوة‭ ‬لغيرها‭.‬

 

 

أول‭ ‬إنجاز‭ ‬رياضي‭ ‬مهم؟

منذ‭ ‬عامين‭ ‬تقريبا‭ ‬تفرغت‭ ‬تماما‭ ‬للرياضة‭ ‬بشكل‭ ‬احترافي،‭ ‬وبتحويل‭ ‬شغفي‭ ‬إلى‭ ‬تمثيل‭ ‬وتشريف‭ ‬لوطني،‭ ‬وأخطط‭ ‬حاليا‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬بيزنس‮»‬‭ ‬خاص‭ ‬بي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وقد‭ ‬هيأت‭ ‬نفسي‭ ‬بالفعل‭ ‬لذلك‭ ‬بالتحاقي‭ ‬ببرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لريادة‭ ‬الاعمال‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الطموح،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قليلا‭ ‬،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬هنا‭ ‬دعم‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬التجديف‭ ‬باتحاد‭ ‬الرياضات‭ ‬البحريني‭ ‬وعضو‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬والآسيوي‭ ‬للتجديف‭ ‬عيسي‭ ‬الفاوي،‭ ‬فهو‭ ‬الذي‭ ‬ساعدني‭ ‬ودعمني‭ ‬بعد‭ ‬مشاركتي‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬فيها‭ ‬المركز‭ ‬الثاني،‭ ‬وبعدها‭ ‬انضممت‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد،‭ ‬ثم‭ ‬مثلت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الشارقة‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬بحرية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج‭ ‬وأحرزنا‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج‭ ‬والخامس‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭.‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬بطولة‭ ‬آسيا؟

بعد‭ ‬هذا‭ ‬ذلك‭ ‬الانجاز‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬واستعددنا‭ ‬لبطولة‭ ‬آسيا‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬هونج‭ ‬كونج،‭ ‬ولكنها‭ ‬تمت‭ ‬بصورة‭ ‬افتراضية‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬كورونا،‭ ‬وتأهلت‭ ‬فيها‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الثالث،‭ ‬ثم‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الـ14‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬هامبورج‭ ‬بألمانيا‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬افتراضيا‭ ‬أيضا،‭ ‬وكنت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬بطلة‭ ‬تجديف‭ ‬تمثل‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للتجديف‭ ‬بعد‭ ‬تأهلها‭ ‬لبطولة‭ ‬آسيا،‭ ‬وشعرت‭ ‬بفخر‭ ‬شديد‭ ‬تجاه‭ ‬ذلك،‭ ‬وحاليا‭ ‬نركز‭ ‬على‭ ‬الاستعداد‭ ‬للبطولات‭ ‬العالمية‭ ‬البحرية‭ ‬القادمة‭ ‬أهمها‭ ‬الالعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬سواء‭ ‬كلاعبة‭ ‬أو‭ ‬مدربة‭.‬

مَن‭ ‬وراء‭ ‬نجاحك؟

أنا‭ ‬لا‭ ‬أترك‭ ‬فرصة‭ ‬لأي‭ ‬شيء‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يثنيني‭ ‬عن‭ ‬هدفي‭ ‬أو‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحي،‭ ‬ولدي‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬المرأة‭ ‬عموما‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ظهر‭ ‬أو‭ ‬سند‭ ‬كي‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخصها،‭ ‬والمسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬نجاحها‭ ‬أو‭ ‬فشلها‭.‬

أصعب‭ ‬مرحلة‭ ‬في‭ ‬مشوراك؟

أعترف‭ ‬بأن‭ ‬الرياضة‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حياتي،‭ ‬ولكن‭ ‬بملء‭ ‬إرادتي،‭ ‬وباختياري،‭ ‬ولست‭ ‬نادمة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ولعل‭ ‬أصعب‭ ‬مرحلة‭ ‬كانت‭ ‬البداية،‭ ‬وتحديدا‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬بطولة‭ ‬شاركت‭ ‬بها‭ ‬والتي‭ ‬حققت‭ ‬فيها‭ ‬المركز‭ ‬الثاني،‭ ‬هنا‭ ‬شعرت‭ ‬بأنني‭ ‬فشلت،‭ ‬وعشت‭ ‬شهورا‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاحساس‭ ‬المؤلم،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬النجاح‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬المركز‭ ‬الاول‭ ‬ليس‭ ‬إلا،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬توقع‭ ‬لي‭ ‬هذه‭ ‬المرتبة‭ ‬وراهنوا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ ‬الخوف‭ ‬والتوتر‭ ‬وعدم‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬المطلوب‭ ‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ ‬توقعته‭. ‬

ما‭ ‬هي‭ ‬أهمية‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬للاعب؟

الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬لأى‭ ‬لاعب‭ ‬أمر‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬سابقا،‭ ‬وتكمن‭ ‬أهميته‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الشعور‭ ‬بالخوف‭ ‬أو‭ ‬التوتر،‭ ‬وقد‭ ‬بحثت‭ ‬كثيرا‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الاعداد،‭ ‬واستعنت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بمساعدة‭ ‬من‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الاولمبية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬د‭. ‬نبيل‭ ‬طه،‭ ‬فهو‭ ‬الذي‭ ‬لفت‭ ‬نظري‭ ‬إلى‭ ‬مسالة‭ ‬التهيئة‭ ‬النفسية‭ ‬للاعب،‭ ‬وبالفعل‭ ‬أدركت‭ ‬قيمة‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬نفتقد‭ ‬الوعي‭ ‬به‭ ‬بالدرجة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يستقل‭ ‬اللاعب‭ ‬ذهنيا‭ ‬ويكون‭ ‬متأهبا‭ ‬لأي‭ ‬تصرف‭ ‬وقت‭ ‬البطولة،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تمتعه‭ ‬بالتركيز‭ ‬والثبات‭ ‬على‭ ‬الهدف،‭ ‬وعدم‭ ‬تشتيت‭ ‬طاقته‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬أدائه،‭ ‬وعموما‭ ‬دائما‭ ‬تكون‭ ‬البدايات‭ ‬صعبة،‭ ‬أما‭ ‬الشيء‭ ‬الأصعب‭ ‬فهو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق،‭ ‬وهنا‭ ‬يكون‭ ‬التحدي‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬نفسي،‭ ‬ولولا‭ ‬الفشل‭ ‬ما‭ ‬بلغت‭ ‬النجاح،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬وعدم‭ ‬تكرارها‭ ‬وإعداد‭ ‬نفسي‭ ‬ذهنيا‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬أي‭ ‬بطولة‭. ‬

أهم‭ ‬تحد؟

لقد‭ ‬بدأت‭ ‬التدريب‭ ‬بعد‭ ‬تأهلي‭ ‬لبطولة‭ ‬آسيا‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وأقوم‭ ‬به‭ ‬لمختلف‭ ‬الأعمار،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬ناد‭ ‬او‭ ‬مقر‭ ‬دائم‭ ‬للتجديف،‭ ‬يملك‭ ‬الاجهزة‭ ‬والادوات‭ ‬الخاصة‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬متوافر‭ ‬حاليا،‭ ‬لأننا‭ ‬نقوم‭ ‬بالتدريب‭ ‬في‭ ‬معسكرات‭ ‬بأماكن‭ ‬بحرية‭ ‬مختلفة،‭ ‬وهذا‭ ‬يمثل‭ ‬أهم‭ ‬تحد‭ ‬أمامنا،‭ ‬لأننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬مواهب‭ ‬المستقبل،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬رصد‭ ‬ميزانية‭ ‬مناسبة‭ ‬لذلك‭ ‬لأننا‭ ‬تأخرنا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مقارنة‭ ‬بدول‭ ‬أخرى،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬معسكرات‭ ‬طوال‭ ‬العام،‭ ‬والتدريب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الموج،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تمكننا‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة‭. ‬

النقطة‭ ‬الفارقة‭ ‬في‭ ‬مشوارك؟

النقطة‭ ‬الفارقة‭ ‬في‭ ‬مشواري‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬بطولة‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬حين‭ ‬حققت‭ ‬المركز‭ ‬الثاني،‭ ‬فقد‭ ‬مثلت‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬صفعة‭ ‬جهزتني‭ ‬لباقي‭ ‬البطولات‭ ‬اللاحقة،‭ ‬وهنا‭ ‬تعلمت‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬فشل‭ ‬أي‭ ‬رياضي‭ ‬أكثر‭ ‬ازدادت‭ ‬أمامه‭ ‬فرص‭ ‬النجاح،‭ ‬لأنه‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬فشل‭ ‬يدرك‭ ‬أين‭ ‬الخلل،‭ ‬ويبذل‭ ‬كل‭ ‬جهده‭ ‬لتذليله‭ ‬والانتصار‭ ‬عليه‭.‬

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يعلم‭ ‬اللاعب‭ ‬حقوقه؟

لا‭ ‬خوف‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬لاعب‭ ‬اليوم،‭ ‬فهو‭ ‬يدرك‭ ‬حقوقه‭ ‬جيدا،‭ ‬وهي‭ ‬محفوظة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حماية‭ ‬تامة‭ ‬له،‭ ‬ففي‭ ‬عالم‭ ‬الرياضة‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬تتسم‭ ‬بالشفافية‭ ‬تتابع‭ ‬من‭ ‬كثب‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع،‭ ‬مثل‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للتجديف،‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬منها‭ ‬كأول‭ ‬بحرينية‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للتجديف‭ ‬في‭ ‬ألمانيا،‭ ‬وعلى‭ ‬شهادة‭ ‬أخرى‭ ‬وميدالية‭ ‬نظير‭ ‬مشاركتي‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬هونج‭ ‬كونج‭.‬

كيف‭ ‬ترين‭ ‬الرياضة‭ ‬النسائية‭ ‬اليوم؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬النسائية‭ ‬البحرينية‭ ‬تشارك‭ ‬وتنافس‭ ‬اليوم‭ ‬بشكل‭ ‬احترافي،‭ ‬لما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬ودعم‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات،‭ ‬ولكن‭ ‬مازالت‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم،‭ ‬وإلى‭ ‬مدربين‭ ‬أكفاء،‭ ‬وإلى‭ ‬مناهج‭ ‬تدرس،‭ ‬وإلى‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مدربات‭ ‬نساء‭ ‬لتوفير‭ ‬الأريحية‭ ‬للمتدربات،‭ ‬وإلى‭ ‬زيادة‭ ‬الأعداد‭ ‬النسائية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الرياضات،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬بأنني‭ ‬الفتاة‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬فريق‭ ‬النخبة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬ستة‭ ‬أعضاء،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬أتمنى‭ ‬مشاركة‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا