العدد : ١٦٨٥٠ - السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٠ - السبت ١١ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

هل تراجع أمن الطاقة في استراتيجيات حلف الناتو؟

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٠٣ أبريل ٢٠٢٣ - 02:00

كانت‭ -‬ولا‭ ‬تزال‭- ‬قضية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬عموما‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬اهتمامات‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدفاعية‭ ‬كحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخها‭ ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬باعتبارها‭ ‬إحدى‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬إلى‭ ‬سدة‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬فإن‭ ‬القضية‭ ‬كانت‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬حلف‭ ‬الناتو،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬لم‭ ‬يتدخل‭ ‬عسكرياً‭ ‬كمنظمة‭ ‬بسبب‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬سوى‭ ‬خلال‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬للإطاحة‭ ‬بالنظام‭ ‬الليبي‭ ‬آنذاك‭ ‬حيث‭ ‬لامست‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬120‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬اقتصادات‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬عموماً،‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭  ‬الحلف‭  ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإرادة‭ ‬الجادة‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬ريجان‭ ‬عن‭ ‬تأسيسها‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬لحماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬طرفي‭ ‬الحرب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬قد‭ ‬لوحظ‭ ‬أن‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الثامن‭ ‬للحلف‭ ‬الصادر‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬قد‭ ‬خلا‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬وهو‭ ‬ميثاق‭ ‬أمني‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬يصدر‭ ‬كل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬متضمناً‭ ‬مراجعة‭ ‬لطبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬وتحديد‭ ‬آليات‭ ‬مواجهتها،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬19‭ ‬قضية‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬وتداعيات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬والإرهاب‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭  ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬حديث‭ ‬مفصل‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬سوى‭ ‬الإشارة‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬إلى‭ ‬تهديد‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬لأمن‭ ‬الحلف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬التلاعب‭ ‬بإمدادات‭ ‬الطاقة‮»‬،‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬استرعى‭ ‬انتباهي‭ ‬لأربعة‭ ‬أسباب‭ ‬الأول‭: ‬إنه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬سلمنا‭ ‬جدلاً‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬المفهوم‭  ‬الاستراتيجي‭ ‬لا‭ ‬يعكس‭ ‬فقط‭ ‬مصالح‭ ‬الحلفاء‭ ‬بل‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬ففي‭ ‬مفهوم‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬تهديدات‭ ‬وشيكة‭ ‬لأمن‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬فإنه‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬فقرات‭ ‬مطولة‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬الحلف‭ ‬للتهديدات‭ ‬وآليات‭ ‬مواجهتها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬عامي‭ ‬2019‭ ‬و2021‭ ‬قد‭ ‬شهدا‭ ‬عدة‭ ‬اعتداءات‭ ‬على‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬أرامكو‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬تهديد‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬وسبل‭ ‬نقله‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬للحلف‭ ‬لتلك‭ ‬التهديدات،‭ ‬والثاني‭: ‬إن‭ ‬الصراع‭ ‬المحتدم‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬المتوسط‭ ‬والذي‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬عوامل‭ ‬عديدة‭ ‬بعضها‭ ‬تاريخي‭ ‬والآخر‭ ‬ذي‭ ‬صلة‭ ‬بحقوق‭ ‬بحرية‭ ‬قانونية‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الأكبر‭ ‬منه‭ ‬حول‭ ‬الطاقة‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬ثمة‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬دولتين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬وهما‭ ‬تركيا‭ ‬واليونان،‭ ‬والثالث‭: ‬إنه‭ ‬مع‭ ‬تعدد‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬رتبتها‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والتي‭ ‬لدى‭ ‬22‭ ‬دولة‭ ‬منها‭ ‬عضوية‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬كانت‭ ‬الطاقة‭ ‬أبرز‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬وظل‭ ‬التساؤل‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬تأمين‭ ‬احتياجات‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬لتعويض‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬روسيا،‭ ‬والرابع‭: ‬إنه‭ ‬خلال‭ ‬قمة‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬بمدريد‭ ‬تمت‭ ‬مناقشة‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬ولكن‭ ‬ضمن‭ ‬سياق‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬‮«‬ستواصل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أيضاً‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬الحلفاء‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬لخفض‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬المشتريات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وذلك‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬بشأن‭ ‬الأمن‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭ ‬الجديدة‭ ‬للحلف‭ ‬وتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الطاقة‮»‬‭.‬

فهل‭ ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬تراجع‭ ‬اهتمام‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بتلك‭ ‬القضية‭ ‬لصالح‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬الساحل؟‭ ‬ففي‭ ‬يوليو‭ ‬2022‭ ‬قال‭ ‬خوسيه‭ ‬مانويل‭ ‬ألباريز‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسباني‭ ‬‮«‬إن‭ ‬هناك‭ ‬احتمالا‭ ‬لتدخل‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬عسكرياً‭ ‬في‭ ‬مالي‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تصاعد‭ ‬خطر‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭ ‬الذين‭ ‬ينحدرون‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي‭ ‬هرباً‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬النشاط‭ ‬الإرهابي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬نص‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الثامن‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي‭ ‬يعكس‭ ‬طبيعة‭ ‬أولويات‭ ‬الحلف‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭.‬

في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬سياسات‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭  ‬يمكن‭ ‬تفسيرها‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬زوايا‭ ‬الأولى‭: ‬سياسات‭ ‬الحلف‭ ‬لا‭ ‬تنفصل‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬دوله‭ ‬الكبرى،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تقلص‭ ‬فيه‭ ‬الوجود‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والفرنسي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬كان‭ ‬الحضور‭ ‬الأطلسي‭ ‬واضحاً‭ ‬ففي‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬أعلن‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للحلف‭ ‬زيادة‭ ‬قوات‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ثمانية‭ ‬أضعاف‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬فرد،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تقلص‭ ‬فيه‭ ‬الوجود‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬الحلف،‭ ‬والثانية‭: ‬سياسة‭ ‬الحلف‭ ‬هي‭ ‬تأسيس‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬إدراك‭ ‬الحلف‭ ‬تطور‭ ‬مبادرة‭ ‬إسطنبول‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬افتتاح‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬للحلف‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬والذي‭ ‬قدم‭ ‬خلال‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج،‭ ‬ففي‭ ‬تقرير‭ ‬الحلف‭ ‬السنوي‭ ‬لعام‭ ‬2021‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬استضاف‭ ‬منذ‭ ‬افتتاحه‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1600‭ ‬مشارك‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ومئات‭ ‬الخبراء‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬الحلف‭ ‬ضمن‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬شملت‭ ‬مجالات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والاتصالات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والأسلحة‭ ‬الصغيرة‭ ‬والأسلحة‭ ‬الخفيفة‭ ‬والتدريب‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬المتفجرة‭ ‬المرتجلة‭ ‬وإدارة‭ ‬الذخائر‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والتأهب‭ ‬المدني،‭ ‬والثالثة‭: ‬هي‭ ‬أن‭ ‬سياسات‭ ‬الناتو‭ ‬تصدر‭ ‬بإجماع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬وتصدر‭ ‬استجابة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬الأعضاء‭ ‬تمثل‭ ‬أولوية‭ ‬ملحة‭ ‬ولذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مستغرباً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تأكيد‭ ‬قيم‭ ‬الحلف‭ ‬والدفاع‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬أولويات‭ ‬الحلف‭ ‬الأمنية‭ ‬ضمن‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الثامن‭ ‬للحلف‭ ‬والإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬زعزعة‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وتهديد‭ ‬البيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خطير‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تخصيص‭ ‬الناتو‭ ‬فقرات‭ ‬مطولة‭ ‬لقضية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬عموماً‭ ‬ضمن‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الثامن‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬للحلف‭ ‬فهي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ضمن‭ ‬قضايا‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الناتو‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مبادرة‭ ‬إستانبول‭ ‬عام‭ ‬2004‭  ‬ولكنها‭ ‬استحوذت‭ ‬على‭ ‬جل‭ ‬اهتمام‭ ‬الحلف‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬اللاحقة،‭ ‬وأتصور‭ ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬بإمكانه‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬شركائه‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬ناحيتين‭ ‬الأولى‭: ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬التي‭ ‬ينتهجها‭ ‬الحلف‭ ‬تجاه‭  ‬الشركاء‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تتطلبه‭ ‬تلك‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬توظيف‭ ‬التقنيات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحديثة،‭ ‬والثانية‭: ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬خبرات‭ ‬تراكمية‭ ‬لدى‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بشأن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬الطاقة‭ ‬حاضرة‭ ‬فيها‭ ‬وبقوة‭ ‬فإن‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬أزمات‭ ‬الطاقة‭ ‬يظل‭ ‬متطلبا‭ ‬رئيسيا‭ ‬لشركاء‭ ‬الحلف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا