العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٢٨ - الجمعة ١٩ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ شوّال ١٤٤٥هـ

قضايا و آراء

ملامح من كلمة جلالة الملك المعظم أمام الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي

بقلم: د. أسعد حمود السعدون {

الخميس ١٦ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

تضمنت‭ ‬كلمة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬أمام‭ ‬أعمال‭ ‬الدورة‭ ‬السادسة‭ ‬والأربعين‭ ‬بعد‭ ‬المائة،‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للاتحاد‭ ‬البرلماني‭ ‬الدولي‭ ‬والاجتماعات‭ ‬المصاحبة‭ ‬لها‭ ‬والمنعقدة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الشاملة‭ : ‬مكافحة‭ ‬التعصب‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬ألقاها‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬جلالته‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬تأكيد‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬والإنسانية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تدعو‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬باعتبارها‭ ‬منطلقاتٍ‭ ‬وأسسا‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬المملكة،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬إشادة‭ ‬جلالته‭ ‬بعنوان‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬وموضوعها‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬قيما‭ ‬إنسانية‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية،‭ ‬ما‭ ‬أحوج‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬تبنيها‭ ‬والسير‭ ‬على‭ ‬هداهـا‭  ‬لتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والمودة‭ ‬والتضامن‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬ركائز‭ ‬أساسية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والرخاء‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‮»‬‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬ذلك‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭. ‬كما‭ ‬أشاد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬باختيار‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لعقد‭ ‬هذا‭ ‬التجمع‭ ‬البرلماني‭ ‬الكبير‭ ‬لما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬كبرى‭ ‬فهي‭ ‬‮«‬بلد‭ ‬المحبة‭ ‬والتسامح‭ ‬وملتقى‭ ‬التآلف‭ ‬والتعايش‭ ‬الديني‭ ‬والثقافي‭ ‬والحضاري‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬نبه‭ ‬جلالته‭ ‬برلماني‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬المرحلة‭ ‬التاريخية‭ ‬الراهنة‭ ‬وخطورتها‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬يشهد‭ ‬العالم‭ ‬موجات‭ ‬من‭ ‬الكراهية‭ ‬والعداوة‭ ‬والحروب‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والأزمات،‭ ‬وتفاقم‭ ‬مخاطر‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‮»‬‭. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعيق‭ ‬التنمية‭ ‬ويقود‭ ‬إلى‭ ‬الجوع‭ ‬والفقر،‭ ‬ويهدد‭ ‬مستقبل‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الفعّال‭ ‬لمواجهة‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬والأخطار‭. ‬وذلك‭ ‬استشعارا‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬بأهمية‭ ‬الترسيخ‭ ‬الجماعي‭ ‬لمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والإعلاء‭ ‬من‭ ‬شأنها،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬الحياة‭ ‬الحرة‭ ‬الكريمة‭ ‬للشعوب،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الخوف‭ ‬والحرمان‭ ‬عبر‭ ‬صون‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬وإطلاق‭ ‬المشاريع‭ ‬البيئية‭ ‬والتنموية‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الإنساني‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والرفاهية‭ ‬للجميع،‭ ‬وحل‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭. ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المعالم‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬وتحرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬استنباتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وتستثمر‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات‭ ‬لدعوة‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬والمثمر‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬تحقيقها،‭ ‬ويتضح‭ ‬ذلك‭ ‬بجلاء‭ ‬من‭ ‬قول‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭: ‬‮«‬تفرض‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬علينا‭ ‬جميعا،‭ ‬قادة‭ ‬وحكومات‭ ‬وبرلمانات،‭ ‬مسؤوليات‭ ‬مضاعفة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬وأمني‭ ‬واقتصادي‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬وإنصافا‭ ‬وتضامنا‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬راسخة‭ ‬من‭ ‬الود‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والشراكة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬الدوليين‮»‬‭. ‬منطلقا‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬‮«‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬المجتمعات‭ ‬وازدهارها‭ ‬مقرون‭ ‬باستتباب‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فيها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬انتهجته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الدوام‮»‬‭.‬

ويؤكد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أهمية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البرلمانية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬البرلماني‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬بالقضايا‭ ‬والتحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيع‭ ‬التعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬بين‭ ‬البرلمانات‭ ‬الوطنية‭ ‬وتعزيز‭ ‬دورها‭ ‬الرقابي‭ ‬والتنموي‮»‬‭. ‬وذلك‭ ‬تعبيرا‭ ‬صادقا‭ ‬عن‭ ‬إيمان‭ ‬جلالته‭ ‬بأهمية‭ ‬دور‭ ‬الشعوب‭ ‬وممثليها‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬وتعزيز‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحضارية‭ ‬المشتركة‭.‬

وختاما‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬حقيقة‭ ‬جوهرية‭ ‬لها‭ ‬مدلولاتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬والسياسية‭ ‬المهمة،‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭  ‬خطاب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬جاء‭ ‬ليعزز‭ ‬الصورة‭ ‬الذهنية‭ ‬الناصعة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا،‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬قوى‭ ‬التأثير‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الواسع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬تطرحه‭ ‬من‭ ‬مرئيات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬ذات‭ ‬منظور‭ ‬إنساني‭ ‬واسع،‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬ما‭ ‬تقدمة‭ ‬من‭ ‬نموذج‭ ‬سياسي‭ ‬وتنموي‭ ‬ينبض‭ ‬بالحيوية‭ ‬ويختصر‭ ‬كل‭ ‬المعاني‭ ‬والأهداف‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وهذه‭ ‬قيمة‭ ‬كبرى‭ ‬تحققها‭ ‬المملكة‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬تنظمه‭ ‬من‭ ‬مؤتمرات‭ ‬ولقاءات‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والفكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬والرياضية‭ ‬والثقافية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وعبر‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الفكرية‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وما‭ ‬تطرحه‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬ومواقف‭ ‬وما‭ ‬تثيره‭ ‬من‭ ‬نقاشات‭ ‬وحوارات‭ ‬في‭ ‬الملتقيات‭ ‬العالمية‭ ‬وبما‭ ‬يخدم‭ ‬حاضر‭ ‬الشعوب‭ ‬ومستقبلها‭.‬

حفظك‭ ‬الله‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬فبحكمتك‭ ‬ووفائك‭ ‬لشعبك‭ ‬أعليت‭ ‬البناء‭ ‬ورسخت‭ ‬أسس‭ ‬التنمية‭ ‬وحققت‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وجعلت‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجا‭ ‬متميزا‭ ‬لدولة‭ ‬يعيش‭ ‬شعبها‭ ‬كريما‭ ‬حرا‭ ‬مرفها‭ ‬آمنا‭ ‬في‭ ‬دخله‭ ‬وعيشه‭ ‬ومسكنه‭ ‬ومتطلبات‭ ‬حياته‭ ‬الأخرى‭. ‬وأصبحت‭ ‬كلماتك‭ ‬في‭ ‬الملتقيات‭ ‬الدولية،‭ ‬دليل‭ ‬عمل‭ ‬للشعوب‭ ‬المحبة‭ ‬للأمن‭ ‬والسلام‭ ‬فهنيئا‭ ‬ومباركا‭ ‬لك‭ ‬سيدي‭ ‬هذه‭ ‬المكانة‭ ‬العالمية‭ ‬السامية،‭ ‬وهنيئا‭ ‬لشعبنا‭ ‬المعطاء‭ ‬بمليكه‭ ‬الذي‭ ‬رسم‭ ‬له‭ ‬طريق‭ ‬العز‭ ‬والأمل‭ ‬بغد‭ ‬أفضل،‭ ‬وهنيئا‭ ‬لمن‭ ‬يحظى‭ ‬بتوجيهاتك‭ ‬السديدة‭ ‬فتكون‭ ‬له‭ ‬عونا‭ ‬ودثارا‭ ‬لعاديات‭ ‬الزمن،‭ ‬وهنيئا‭ ‬لمن‭ ‬يحظى‭ ‬بلقاء‭ ‬جلالتك‭ ‬فيستمد‭ ‬منه‭ ‬العزم‭ ‬والإلهام‭ ‬والأمل‭. ‬فتقبل‭ ‬منا‭ ‬سيدي‭ ‬بالغ‭ ‬المحبة‭ ‬والوفاء‭ ‬والإخلاص،‭ ‬مجددين‭ ‬العهد‭ ‬والبيعة‭ ‬والولاء‭ ‬الدائم،‭ ‬وليبقى‭ ‬شعارنا‭ ‬دائما،‭ ‬البحرين‭ ‬خليفية‭ ‬خليجية‭ ‬عربية‭ ‬مسلمة‭.‬

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا