الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام
هذه أول مرة أعرف أنه يوجد يوم دولي اسمه «اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام»، ويتم الاحتفاء به يوم 15 مارس من كل عام، وقد انطلق منذ عام 2021، ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد، كشف أن الشك والتمييز والكراهية الصريحة تجاه المسلمين قد وصلت إلى أبعاد وبائية.
هذا ما يجب أن تركز عليه التقارير الأجنبية والغربية والتي تصدع رؤوسنا في كل عام بتقرير حول الحريات الدينية في بلادنا، فالحريات الدينية مكفولة ومصانة في دولنا، ولا تمييز ولا تضييق، وإنما المشكلة فيما يواجهه المسلمون في تلك الدول، بسبب انتمائهم الديني ومعتقدهم العقائدي، وأصبح كل مسلم مدانا ومتهما في الأساس.
لذلك تأتي دعوة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، إلى المجتمع الدولي كمنارة مضيئة ومعالجة حكيمة، في إقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها، ومنع إساءة استغلال الحريات والمنصات الإعلامية والرقمية في ازدراء الأديان أو التحريض على التعصب والتطرف والإرهاب، والعمل الجماعي على نشر ثقافة السلام والتفاهم وقبول الآخر، وتعزيز عرى التآخي والصداقة بين الأمم، وإدماج هذه القيم وتعميمها في المناهج التعليمية والأنشطة الدينية والثقافية والرياضية، استرشاداً بمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ودعوة الأديان كافة إلى التسامح والمحبة.
أذكر أثناء أول احتفال باليوم الدولي الأول لمكافحة كراهية الإسلام عام 2021، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: ((إن القرآن الكريم يذكرنا بأن الشعوب والقبائل خُلقت لتتعارف، وأن التنوع ثراء وليس تهديدا، كما أن التعصب ضد المسلمين هو جزء من تيار أوسع، لعودة ظهور القومية العرقية، والنازية الجديدة، ووصمة العار وخطاب الكراهية الذي يستهدف بعض الفئات السكانية..))
ويكشف تقرير للأمم المتحدة أنه غالبًا ما يتعرض المسلمون للتمييز في الحصول على السلع والخدمات، وفي العثور على عمل وفي التعليم، كما يتم استهداف النساء المسلمات بشكل غير مناسب في جرائم كراهية الإسلام. وتشير الدراسات التي نشرتها الأمم المتحدة في موقعها إلى أن عدد جرائم الكراهية المعادية للإسلام يزداد بشكل متكرر بعد وقوع ما يعد خارجا عن سيطرة معظم المسلمين، بما في ذلك الهجمات الإرهابية، وإقامة احتفالات سنوية بمثل تلك الهجمات. وتوضح هذه الوقائع المحفزة كيف تنسب كراهية الإسلام مسؤولية أفعال قلة قليلة جدا إلى كاهل جميع المسلمين، مما يغذي بالتالي الخطاب التحريضي.
اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام فرصة سانحة، نتمنى أن تكون سفارات الدول العربية والإسلام في الخارج حاضرة وفاعلة معه، ولو من خلال التنسيق والتعاون المشترك، لإبراز الصورة الصحيحة والحضارية عن الإسلام.
ختاما.. تقول الحكاية، إنه في أحد الأيام بمدينة نيويورك كانت هناك فتاة أمريكية تتمشى في المنتزه، وفجأة هجم عليها «كلب»، فصرخت الفتاة واستنجدت بالناس، فسمعها شاب كان قريبا منها، وركض لنجدتها، فأمسك الكلب من رقبته واستمر بخنقه إلى أن قتله وأنقذ الفتاة منه.. وعند حضور الشرطة، قال الشرطي: أحسنت أيها الشاب الشجاع، غداً ستكتب أغلب جرائد نيويورك بالبنط العريض: ((شاب أمريكي شجاع ينقذ فتاة من الموت بعد أن هاجمها كلب مسعور))، فرد عليه الشاب: ولكني لست أمريكيا يا سيدي، فأنا طالب عربي مسلم أدرس هنا. فقال له الشرطي: إذًا ستكتب الجرائد غداً: ((إرهابي مسلم يقتل كلبا بريئا في أحد منتزهات نيويورك))..!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك